( ١٦ )
وجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام تغسل الدم من على وجه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكان علي يسكب الماء بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة فأخذت قطعة حصير وأحرقته حتى صار رمادا ثم الصقته ووضعته على جروح الرسول صلى الله عليه واله وسلم هنا إستمسك الدم وتوقف.وكان سيف علي عليه السلام قد تخضب بالدماء لكثرة ما قتل من الأعداء فلما عاد من معركة أحد ورجع إلى بيته وفيه تسعين جرحا وكانت فاطمة الزهراء عليها السلام وصلت إلى البيت قبله ناولها السيف وقال لها إغسلي عنه دمه لقد صدقني اليوم وقد زاره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فبكى علي عليه وقال : يا رسول الله أرأيت كيف فاتتني الشهادة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إنها من ورائك يا علي
وهنا حمل طلحة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى الجبل وصعد به وكان معه ابو بكر وعمر فإهتز الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إثبت أحد فإن عليك نبي وصديق وشهيدين. فثبت
وأخذ التمثيل بجثث المسلمين حيث أخبر وحشي بن حرب هند بنت عتبة بقتله حمزة وذهب بها إلى مكان القتل فوقفت قربه وأخرجت خنجرا كانت تحمله فبقيت بطنه وقطعت أصابع يديه وقدميه، جدعت أنفه، وجدعت أذنيه ووضعتها قلادة على صدرها، وشوهت أعضاءه، ثم أخذت كبده فوضعته في فمها تريد أن تلوكه وفي الخبر أنها أعطت نفسها لوحشي
ثم صعدت على صخرة وأنشدت :
شفيت من حمزة نفسي بأحد
حتى بقرت بطنه عن الكبد
أَذهب عني ذاك ما كنت أجد
من لذة الحزن الشديد المعتمد
والحرب تعلوكم بشؤبوب برد
تقدم إقداما عليكم كالأسد
ثم قالت :
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان لي من عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري
شفيت وحشي غليل صدري
فشكر وحشي على عمري
حتى ترم أعظمي في قبري
أبي وعمي وشقيق بكري
أخي الذي كان كضوء البدر
بهم كسرت يا علي ظهري
وجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام تغسل الدم من على وجه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكان علي يسكب الماء بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة فأخذت قطعة حصير وأحرقته حتى صار رمادا ثم الصقته ووضعته على جروح الرسول صلى الله عليه واله وسلم هنا إستمسك الدم وتوقف.وكان سيف علي عليه السلام قد تخضب بالدماء لكثرة ما قتل من الأعداء فلما عاد من معركة أحد ورجع إلى بيته وفيه تسعين جرحا وكانت فاطمة الزهراء عليها السلام وصلت إلى البيت قبله ناولها السيف وقال لها إغسلي عنه دمه لقد صدقني اليوم وقد زاره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فبكى علي عليه وقال : يا رسول الله أرأيت كيف فاتتني الشهادة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إنها من ورائك يا علي
وهنا حمل طلحة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى الجبل وصعد به وكان معه ابو بكر وعمر فإهتز الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إثبت أحد فإن عليك نبي وصديق وشهيدين. فثبت
وأخذ التمثيل بجثث المسلمين حيث أخبر وحشي بن حرب هند بنت عتبة بقتله حمزة وذهب بها إلى مكان القتل فوقفت قربه وأخرجت خنجرا كانت تحمله فبقيت بطنه وقطعت أصابع يديه وقدميه، جدعت أنفه، وجدعت أذنيه ووضعتها قلادة على صدرها، وشوهت أعضاءه، ثم أخذت كبده فوضعته في فمها تريد أن تلوكه وفي الخبر أنها أعطت نفسها لوحشي
ثم صعدت على صخرة وأنشدت :
شفيت من حمزة نفسي بأحد
حتى بقرت بطنه عن الكبد
أَذهب عني ذاك ما كنت أجد
من لذة الحزن الشديد المعتمد
والحرب تعلوكم بشؤبوب برد
تقدم إقداما عليكم كالأسد
ثم قالت :
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان لي من عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري
شفيت وحشي غليل صدري
فشكر وحشي على عمري
حتى ترم أعظمي في قبري
أبي وعمي وشقيق بكري
أخي الذي كان كضوء البدر
بهم كسرت يا علي ظهري