غزوة أحد (١٨)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الأستاذ عدنان داخل
    • Sep 2020
    • 82

    غزوة أحد (١٨)

    ( ١٨ )
    وإتجهت عين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى حمزه فدمعت عيناه بعد أن رآه على هذه الحالة حيث مثل به وبكى بكاءا عظيما وقال: لم أصب أبدا بمثل هذه المصيبة. ثم غضب وقال والله إن ظفرنا بهم لأمثلن بسبعين منهم فأنزل الله تعالى : ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولإن صبرتم لهو خير للصابرين ) وقال تعالى: ( ليس لك من الأمر شيء )وقيل لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم : أن هند بقرت بطن حمزة ولاكت كبده. فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : أ أكلت منه شيئا ؟ .قالوا : لا لم تستطع أن تأكله فقال : ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة في النار .وجاءت صفية بنت عبد المطلب أخت حمزة تبحث عن أخيها فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لإبنها الزبير بن العوام : لا تدع أمك تراه لئن رأته لتفعلن وسكت قالت : أريد أن أراه وأصبر. ورأته وصبرت وإحتسبت إلى الله.
    أما وحشي فقد أسلم متأخرا ودخل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقبل إسلامه ولكن قال له : أغرب عني لا تراك عيني أبدا. وفي عهد عمر بن الخطاب كان وحشي يشرب الخمر وهو شيخ كبير ،فقال عمر : علمت أن دم حمزة لن يذهب هدرا.
    ولم يجدوا شيئا يكفنوا به شهداء المسلمين مثلا أرادوا أن يدفنوا مصعب بن عمير فلم يترك إلا نَمِرَة ،كانوا إذا غطوا بها رأسه خرجت رجلاه ،وإذا غطوا بها رجلاه خرج رأسه،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته : غطوا بها رأسه ،وإجعلوا على رجليه الإذْخِر ،فقال تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) وكانت إمرأة إسمها هند لديها ثلاث شهداء وقامت بشدهم على الناقة وهم زوجها عمرو بن الجموح ( الذي قال لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم إني أحب أن أطيء بعرجتي هذه الجنة فقاتل حتى أستشهد ) ولها ولد يدعى خلاد وأخوها عبد الله بن جبير الأنصاري أبو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري فقالت نسوة لها : ما خبر هذه الجثامين قالت: أما رسول الله حي فكل مصاب بعده جلل فلا تسألوني عن هؤلاء وقالت النسوة : رأيناها تحرك الناقة فإذا كان بإتجاه المدينة تبرك وأذا حركتها بإتجاه أحد تحركت، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بأمر الناقة فقال لها : ماذا كان آخر كلام زوجك عمرو بن الجموح. قالت : لقد خرج وقال : اللهم لا تردني إلى بيتي ،اللهم إقبلني شهيد . فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : هذا هو مكانه فلا ترديه إلى البيت. وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لما قُتل أبي جعلت أبكي ،وأكشف الثوب عن وجهه، فجعل أصحاب النبي صل الله عليه واله وسلم ينهوني. ولم ينه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال : لا تبكيه - ما تبكيه- ما زالت الملائكة تُظله بأجنحتها حتى رفع .
يعمل...
X