( ٢ )
(وفاة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري )
وكان أبو ذر الغفاري يعيب على عثمان بن عفان بأنه قد غير وبدل سنن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث روى الثقفي في تاريخه : دخل أبو ذر على عثمان فقال له : إتقِ الله يا عثمان ،فجعل يقول ذلك وعثمان يتوعده فقال أبو ذر : أنه قد حدثني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : أنه يجاء بك وبأصحابك يوم القيامة فتنبطحون على وجوهكم فتمر عليكم البهائم فتطؤكم كلما مرت آخرها رُدت أولها فتطأكم البهائم.
ولما رأى أن عثمان أمر بتحريق المصاحف
قال أبو ذر : يا عثمان لا تكن أول من حرق كتاب الله ، فيكون دمك أول دم يهراق.
فنفاه إلى الشام حيث معاوية بن أبي سفيان وكان يجلس أبو ذر في المسجد ويذكر ما غير عثمان وبدل من سنن رسول الله ، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه ، وكان يجلس على باب دمشق ، إذا صلى صلاة الصبح ، فيقول : جاءت القطار تحمل النار ،لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له ، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له.
وكان دائما ما يعارض سياسة معاوية وكان يقول : والله قد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سُنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم ، والله إني لأرى حقا يطفأ ، وباطلا يحيا ، وصادقا مكذبا ، وأثرة بغير تقى ، وصالحا مستأثرا عليه .
وكتب معاوية إلى عثمان : إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر ، فكتب إليه أن أحمله على قتب بغير وطاء، فقدم به إلى المدينة ، وقد ذهب لحم فخذيه ، فلما دخل إليه وعنده جماعة قال له عثما ن : بلغني أنك تقول : أنك سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : ( إذا كملت بنو أمية ثلاثين رجلا إتخذوا بلاد الله دولا ، وعباد الله خولا ، ودين الله دغلا ) فقال : نعم ! سمعت رسول الله يقول ذلك. فقال لهم : أسمعتم رسول الله يقول ذلك ؟ فبعث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأتاه ، فقال يا أبا الحسن أسمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ما حكاه أبو ذر ؟ وقص عليه الخبر .فقال علي : نعم ! قال : وكيف تشهد ؟ قال : لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر ) ثم قال ويحك يا عثمان هذا ابو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وإن كتب إليك فيه معاوية ، وهو من عرفت زهقه وظلمه. وإني أنهاك عن أبي ذر وكررها ثلاثا ، إتركه كما قال الله تعالى المؤمن آل فرعون : ( إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصيبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب )
فقال له عثمان : بفيك التراب . فرده علي عليه السلام : بل بفيك التراب
لان علي عليه السلام جعل عثمان بمنزلة فرعون، وجعل أبا ذر بمنزلة مؤمن آل فرعون .
وفرض عثمان الإقامة الجبرية على أبي ذر وقام عثمان بحبس عطائه ، وأخذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يزورونه في بيته ، وكان عمار بن ياسر ألزمهم له ، فمكث أياما .
(وفاة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري )
وكان أبو ذر الغفاري يعيب على عثمان بن عفان بأنه قد غير وبدل سنن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث روى الثقفي في تاريخه : دخل أبو ذر على عثمان فقال له : إتقِ الله يا عثمان ،فجعل يقول ذلك وعثمان يتوعده فقال أبو ذر : أنه قد حدثني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : أنه يجاء بك وبأصحابك يوم القيامة فتنبطحون على وجوهكم فتمر عليكم البهائم فتطؤكم كلما مرت آخرها رُدت أولها فتطأكم البهائم.
ولما رأى أن عثمان أمر بتحريق المصاحف
قال أبو ذر : يا عثمان لا تكن أول من حرق كتاب الله ، فيكون دمك أول دم يهراق.
فنفاه إلى الشام حيث معاوية بن أبي سفيان وكان يجلس أبو ذر في المسجد ويذكر ما غير عثمان وبدل من سنن رسول الله ، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه ، وكان يجلس على باب دمشق ، إذا صلى صلاة الصبح ، فيقول : جاءت القطار تحمل النار ،لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له ، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له.
وكان دائما ما يعارض سياسة معاوية وكان يقول : والله قد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سُنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم ، والله إني لأرى حقا يطفأ ، وباطلا يحيا ، وصادقا مكذبا ، وأثرة بغير تقى ، وصالحا مستأثرا عليه .
وكتب معاوية إلى عثمان : إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر ، فكتب إليه أن أحمله على قتب بغير وطاء، فقدم به إلى المدينة ، وقد ذهب لحم فخذيه ، فلما دخل إليه وعنده جماعة قال له عثما ن : بلغني أنك تقول : أنك سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : ( إذا كملت بنو أمية ثلاثين رجلا إتخذوا بلاد الله دولا ، وعباد الله خولا ، ودين الله دغلا ) فقال : نعم ! سمعت رسول الله يقول ذلك. فقال لهم : أسمعتم رسول الله يقول ذلك ؟ فبعث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، فأتاه ، فقال يا أبا الحسن أسمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ما حكاه أبو ذر ؟ وقص عليه الخبر .فقال علي : نعم ! قال : وكيف تشهد ؟ قال : لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ( ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر ) ثم قال ويحك يا عثمان هذا ابو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وإن كتب إليك فيه معاوية ، وهو من عرفت زهقه وظلمه. وإني أنهاك عن أبي ذر وكررها ثلاثا ، إتركه كما قال الله تعالى المؤمن آل فرعون : ( إن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصيبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب )
فقال له عثمان : بفيك التراب . فرده علي عليه السلام : بل بفيك التراب
لان علي عليه السلام جعل عثمان بمنزلة فرعون، وجعل أبا ذر بمنزلة مؤمن آل فرعون .
وفرض عثمان الإقامة الجبرية على أبي ذر وقام عثمان بحبس عطائه ، وأخذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يزورونه في بيته ، وكان عمار بن ياسر ألزمهم له ، فمكث أياما .
تعليق