غزوة بدر الكبرى (٤)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الأستاذ عدنان داخل
    • Sep 2020
    • 82

    غزوة بدر الكبرى (٤)

    غزوة بدر الكبرى ( ٤ )
    قام ابو جهل مستفتحا المعركة حيث قال : اللهم ربنا ديننا القديم ودين محمد الجديد فأي الدينيين كان احب اليك وأرضى عندك فانصر أهله اليوم . وقال تعالى : ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا)
    وتقدم ثلاث من صناديد قريش وهم عتبة بن ربيعة واخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة وطلبوا من المسلمين المبارزة فخرج إليهم ثلاث من شبان الأنصار يريدون أن يضحوا بأنفسهم فسألهم عتبة من أنتم فقالوا: نحن من الأنصار . فقال عتبة : أكفاء كرام ولكن لا حاجة لنا بكم نريد قومنا وأهلنا من المهاجرين.
    فأشار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى الحمزة بن عبد المطلب وعبيد بن الحارث بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وبدأت المبارزة فانقض حمزة عليه السلام على شيبة فقتله وصرع علي بن أبي طالب عليه السلام الوليد وأما عبيد بن الحارث وعتبة فضرب أحدهما الآخر فانقض حمزة وعلي فاجهزوا على عتبة فقتلاه وحمل المسلمون عبيد إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ووضعوه على الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ضعوه على فخذي
    فقال عبيد : أوفيت يا رسول الله. فرفع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يده إلى السماء وقال : اللهم إني اشهدك ان عبيد بن الحارث قد وفى. فأنزل الله تعالى: ( هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطِّعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم )
    فأستعبر عبيدة فقال يا رسول الله ألست شهيدا ؟ قال : بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي . فقال : أما لو كان عمك حيا لعلم أني أولى بما قال منه ، قال : وأي أعمامي تعني ؟ فقال أبو طالب حيث يقول :
    كذبتم وبيت الله يبزى محمد
    ولما نطاعن دونه ونناضل
    ونسلمه حتى نصرع حوله
    ونذهل عن أبنائنا والحلائل
    فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : أما ترى إبنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله ، وإبنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة، فقال يا رسول الله أسخطت عليّ في هذه الحالة ؟ فقال : ما سخطت عليك ، ولكن ذكرت عمي فإنقبضت لذلك .
    وفي رواية: صاح بهم عتبة ، إنتسبوا نعرفكم، أن تكونوا أكفاء نقاتلكم. فقال عبيدة وهو يومئذ أكبر المسلمين
    فقال : هو كفو كريم ،ثم قال لحمزة من أنت ؟ قال : حمزة بن عبد المطلب،أنا أسد الله وأسد رسوله، أنا صاحب الحلفاء ، فقال له عتبة : سترى صولتك اليوم يا أسد الله وأسد رسوله قد لقيت أسد المطيبين!! فقال لعلي من أنت ؟ أنا عبد الله وأخو رسوله، أنا علي بن أبي طالب . فقال يا وليد دونك الغلام ، فأقبل الوليد يشتد إلى علي عليه السلام ، قد تنور وتخلق وعليه خاتم من ذهب ، بيده السيف قال علي عليه السلام: قد طال علي في طول نحو من ذراع ، فختلته حتى ضربت يده التي فيها السيف ،فبدرت يده وبدر السيف حتى نظرت إلى بصيص ( بريق ) الذهب في البطحاء ، وصاح صيحة أسمع أهل العسكرين ، فذهب مولياً نحو أبيه وشد عليه علي عليه السلام فضرب فخذه فسقط وقام علي عليه السلام وقال :
    أنا إبن ذي الحوضين عبد المطلب
    وهاشم المطعم في العام السغب
    أوفي بميثاقي وأحمي عن حسب
    ثم ضربه فقطع فخذه٠
    وفي ذلك قالت هند بنت عتبة :
    أخي وعمي وشقيق بكري
    أخي الذي كانوا كضوء البدر
    بهم كسرت يا علي ظهري
    وتبدأ المعركة وأمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الرماة أن لا يتحركوا، وان يستعدوا، وزحف المشركون على مراكبهم وعند اقترابهم امطرهم المسلمون بالنبال وأخذ صناديد قريش يتساقطون الواحد تلو الآخر وحمي الوطيس وطارت الرقاب وطاشت الدماء قوم يقاتلون في سبيل الله وقوم يقاتلون في سبيل الطاغوت والنبي صلى الله عليه واله وسلم بين أصحابه يشجعهم ويحمسهم شعارهم أحد أحد ويرتفع التكبير ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول لهم : والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم أحد فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض.
    فقام رجل من الصحابة إسمه عمير بن الحمام وكانت بيده تمرات وقال : بخ..بخ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ما حملك على قول بخ .بخ فقال: قال رجائي ان اكون من اهل الجنة فأجابه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إنك من أهلها. فرمى التمرات ودخل المعركة فقاتل حتى أستشهد وكان أول شهداء بدر.
    ومن ضمن الشهداء شاب إسمه حارثة وعنده ١٨ سنة قبل الوصول إلى بدر رآه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال له : كيف أصبحت يا حارثة فقال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله. فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا حارثة لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك. فقال حارثة: وكأني أرى عرش ربي بارزا وكأني أرى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ، وكأني أرى أهل النار يصطرخون في النار فعزفتْ نفسي عن الدنيا فأظمأتُ نهاري واسهرت ليلي بالقيم .
يعمل...
X