المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد قيمة ذكرها أحد علمائنا الأبرار


أسد الله الغالب
19-02-2021, 03:35 AM
فوائد قيمة ذكرها أحد علمائنا الأبرار

أرد المخالف أن يصرف معنى الولاية ( الأولى بالتصرف ) إلى النصرة أي فمن كنت ناصره فعليٌ ناصره" يتّمشى منهالنصرة لكل أحد في كل وقت على كل حال كما كان يتأتى من النبي صلى الله عليه وآله، ولا يكون ذلك إلابالرئاسة العامة، إذ لا يخفى على منصف أنه لا يحسن من أميرٍ قوي الأركان كثيرالأعوان أن يقول في شأن بعض آحاد الرعايا: من كنت ناصره فهذا ناصره!!! فأماإذا استخلفه وأمّرّه على الناس فهذا في غاية الحسن، لأنه جعله بحيث يمكن أن يكونناصر من نصره ولذا النبي الأعظم أكدها بالدعاء ( اللهم وال من والاه وعادي من عاداه ) فالنصر الواقعة من الإمام علي بوجود الأنصار له والتابع وهذا لا يكون إلا للقائد.


أنه لمّا أثبت صلى الله عليه وآله له الرئاسة العامة والإمامةالكبرى وهي مما يحتاج إلى الجنود والأعوان، وإثبات مثل ذلك لواحد من بين جماعة ممايفضي إلى هيجان الحسد المورث لترك النصرة والخذلان لا سيما أنه صلى الله عليه وآلهكان عالماً بما في صدور المنافقين الحاضرين من عدواته وما انطوى عليه جنوبهم منالسعي في غصب خلافته عليه السلام أكدَّ ذلك بالدعاء لأعوانه واللعن على من قصّر فيشأنه، ولو كان الغرض محض كونه صلى الله عليه وآله وسلم ناصراً لهم أو ثبوت الموالاةبينه وبينهم كسائر المؤمنين لم يكن يحتاج إلى مثل تلك المُبالغات والدعاء له بمايدعى للأمراء وأصحاب الولايات.

أنه يدل على عصمته اللازمة لإمامتهعليه السلام لأنه لو كان يصدر منه المعصية لكان يجب على من يعلم ذلك منه منعه وزجرهوترك موالاته وإبداء معاداته لذلك، ودعاء الرسول صلى الله عليه وآله لكل من يواليهوينصره، ولعنه على كل من يعاديه ويخذله: يستلزم عدم كونه أبداً على حال يستحق عليهاترك الموالاة والنصرة.


الأخبارالمروية من طرق الخاصة والعامة الدّالة على أن قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُلَكُمْ دِينَكُمْ} سورة المائدة: 3 نزلتْ في يومالغدير: تدل على أن المراد بالمولى ما يرجع إلى الإمامةالكبرى، إذ ما يكون سبباً لكمال الدين وتمام النعمة على المسلمين لا يكون إلا مايكون من أصول الدين بل من أعظمها، وهي الإمامة التي بها يتم نظام الدنيا والدين،وبالاعتقاد بها تقبل أعمال المسلمين

إن الأخبار المتقدّمة الدالة على نزول قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْتَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} سورةالمائدة: 67 مما يعيّن أن المراد بالمولى الأولى والخليفة والإمام، لأن التهديدبأنه إن لم يبلغه فكأنه لم يبلّغ شيئاً من رسالاته وضمان العصمة له، يجب أن يكون فيإبلاغ حكم يكون بإبلاغه إصلاح الدين والدنيا لكافة الأنام، وبه يتبيّن الناس الحلالوالحرام إلى يوم القيامة، ويكون قبوله صعباً على الأقوام، وليس ما ذكروه منالاحتمالات في لفظ المولى مما يظن فيه أمثال ذلك إلا خلافته وإمامته عليه السلام،إذ بها يبقى ما بلّغه صلى الله عليه وآله من أحكام الدين، وبها ينتظم أمورالمسلمين، ولضغائن الناس لأمير المؤمنين كان مظنة إثارة الفتن من المنافقين، فلذاضمن الله له العصمة من شرهم...).

جرت به عادة الأنبياء عليهمالسلام والسلاطين والأمراء من استخلافهم عند قرب وفاتهم...


وهل يريب عاقل فيأن نزول النبي صلى الله عليه وآله في زمان ومكان لم يكن نزول المسافر متعارفاًفيهما، حيث كان الهواء -على ما روي- في غاية الحرارة حتى كان الرجل يستظل بدابتهويضع الرداء تحت قدميه من شدة الرمضاء، والمكان مملوءاً من الأشواك، ثم صعوده علىالأقتاب والدعاء لأمير المؤمنين علي عليه السلام على وجه يناسب شأن الملوك والخلفاءوولاة العهد، لم يكن إلا لنزول الوحي الإيجابي الفوري في ذلك الوقت لاستدراك أمرٍعظيم الشأن، جليل القدر، وهو استخلافه والأمر بوجوب طاعته؟.