المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام الحسين بن علي بين ولادته وإمامته


سيد فاضل
17-03-2021, 12:34 PM
الإمام الحسين بن علي بين ولادته وإمامته

شفقنا العراق-«إنه الحسين.. وقد احتضنته من أطرافه سمات الرسالة، وتلألأت في قسماته هالات الإمامة، وسطع جبينه بإشراقة النور النبوي الدافق الخلاب.

إنه الكائن السماوي على صورة إنسان الأرض، والملاك الروحي الماثل أمام العين بمادة الجسد»…

«إنه المزيج الفريد بين المادة والروح، والسماء والأرض، والبشر والملائكة».

في ذلك اليوم المشرق الوضاء الدافق بالبهاء والنور؛ يوم الخامس من شهر شعبان، سنة أربع من الهجرة، استقبل بيت النبوة المطهر؛ ثاني السبطين والريحانتين، فعمت الفرحة وغمرت البهجة ودوت الأرجاء بأصداء البشر والحبور.

وبادر النبي (ص) فور سماعه النبأ السار إلى دار حبيبته الزهراء، فأخذ هذا الوليد الجديد بيديه الكريمتين؛ واحتضنه بساعديه المباركين، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، وسماه حسينا، وكناه أبا عبد الله،

وأمر بأن يعق عنه بكبش ويوزع لحمه على الفقراء، وأن يحلق شعر رأسه ويتصدق بزنته فضة؛ وأن يطلى رأسه بالخلوق. ثم يختن في اليوم السابع من ولادته.

ونشأ هذا المولود المبارك في ظلال جده الوارفة ـ كما نشأ أخوه من قبل ـ نشأة فريدة متميزة ؛ لم يعرفها تاريخ الأطفال والصبيان في الأرض، ولم يشاهد مثلها في حياة الأسباط والأحفاد بين الناس، على الرغم من أن الحسين لم يكتب له من العيش في كنف جده الأعظم (ص) إلا سنيات يسيرة من العمر، ولكنها كانت فيما حفلت به وانطوت عليه سنيات تفضل القرون، وتربو في شرفها وقدسها على العصور.

إنها السنوات التي كانت أسمارها التكبير والتهليل، وأحاديثها آيات وحي السماء، وزوارها ملائكة الله، ونغماتها تراتيل القرآن، ونبض ساعاتها العمل المضني والجهاد الدؤوب في سبيل الله.

وأثرت عن النبي (ص) في سبطه الكريم الثاني، خلال تلك السنوات المعدودات، من كلمات الحب والمودة؛ وأحاديث التكريم والتعظيم ـ وهو الذي لا ينطق عن الهوى ولا تميل به نزعات العاطفة قصد السبيل ـ ما لا مجال لاستيعابه في هذا المختصر؛ ولا تتسع لسرده هذه الكلمات.

وإذا كان النبي (ص) قد عبر في تلك النصوص عن منتهى الحب للحسين وغاية التوله فيه ـ وإنه الصادق المصدق في كل ما يقول ـ فإن ذلك وحده لم يكن غاية الهدف ونهاية المقصد، بل كان في تلك النصوص كما يدل لفظ بعض منها وكما يشير سياق بعض آخر وأسلوبه ما يوحي بأن الغرض المنشود شيء وراء ذلك وفوق ذلك، وإنه ـ باختصار ـ إثارة انتباه الأمة ولفت نظرها إلى ما لهذا السبط الأثير من شأن خطير ودور مدخر في تاريخ العقيدة الإلهية والمسيرة الإسلامية في أيامها الحبالى المقبلة.

ويكفينا هنا ـ ونحن ملتزمون بالتلخيص والإيجاز ـ أن نورد على سبيل التمثيل بضعة نصوص من تلك الأحاديث الشريفة المتواترة المتظافرة، لتكون الشاهد العدل على صواب ما قلناه:

1- خرج النبي (ص) من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي فقال : ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

۲- كان النبي (ص) يعوذ الحسن والحسين: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ويقول: هكذا كان يعوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق (ع).

3- كان رسول الله (ص) يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما. فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره؛ وقال : من أحبني فليحب هذين.

4- كان (ص) يقول: إن الحسن والحسين هما ریحانتاي من الدنيا.

5- سئل رسول الله (ص): أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين. وكان يشمهما ويضمهما إليه.

6- قال أبو هريرة: سمعت رسول الله (ص) يقول: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضنيه.

7- كان (ص) يقول: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

8- قال (ص) في الحسن والحسين: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.

9- قال النبي (ص) مخاطبا عليا وفاطمة والحسن والحسين (ع): أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم. وفي لفظ آخر: … لمن حاربكم … لمن سالمكم.

هذا غيض من فيض من النصوص النبوية المأثورة في الحسین (ع)، وقد رواها الحفاظ المشهورون والمحدثون المعروفون، بل لا نجد كتابا من كتب الحديث والأثر؛ ومصدرا من مصادر السيرة والتاريخ، لم يورد بعضا من تلك النصوص الشريفة المقدسة.

وإذا كان عدد منها قد تضمن النص الصريح على الحب الكبير والمودة الفائقة؛ وعلى حث المسلمين على مثل ذلك الحب وتلك المودة للحسین.

فإن فيها بضعة نصوص لا يمكن أن يكون المراد بها هو التعبير عن محض الود والتوله ـ مهما بلغ عمق ذلك وشأوه ـ وليس من الموضوعية في شيء أن يمر الباحث عليها مسرعا فلا يقف عندها وقفة المتأمل الواعي والمتدبر المستوعب، خصوصا وأن قائلها سيد البلغاء وأفصح الفصحاء، وليس من شأن من يكون بهذه المثابة من الفصاحة والبلاغة أن يرسل الكلام على عواهنه؛ أو يستعمل الألفاظ في غير قصد تام لمعانيها المحددة ومدالیلها الأصيلة.

وإذن؛ لقد كان النبي (ص) مريدا كل الإرادة ما يعنيه قوله: (انا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم) بل كان يشير بذلك ـ قاصدا متعمدا ـ الى جوانب من الحرب والسلم ما تزال في ضمير الغيب، وكأنه أراد بقولته هذه تنبيه الامة وارشادها الى ما يجب عليها فعله عندما يحارب هؤلاء وعندما يسالمون، بل ان فيها الامر الضمني للمسلمين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بأن يقفوا دائما مع أهل البيت في خندق واحد… في سلمهم إذا سالموا وفي حربهم إذا حاربوا.

بقلم آية الله الشيخ محمد حسن آل ياسين

محـب الحسين
17-03-2021, 09:51 PM
سلام الله عليه
بوركت اخي الفاضل

سيد فاضل
17-03-2021, 09:59 PM
حفظكم الله

صدى المهدي
21-03-2021, 05:34 PM
https://ahbabhusain.net/vb/images/icons/icon1.gif

اللهم صل على محمد وال محمد

احسنتم ويبارك الله بكم

شكرا لكم كثيرا

سيد فاضل
21-03-2021, 07:04 PM
سلمكم الله