المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غصب فدك من الزهراء عليها السلام


عاشقة الابتسامه
17-08-2009, 03:44 PM
:55555":

أذكر قصة غصب فدك بأسلوب واضح ثم بعد ذلك أذكر الروايات التي تنص على غصب فدك من الزهراء عليها السلام.

إجمالي قصَّة غصب فدك

كانت هناك أرض كبيرة جداً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتسمى بـ: فدك، وقد أهداها النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في أيام حياته للسيدة الزهراء عليها السلام بأمر من الله عز وجل حينما نزلت الآية الشريفة: ﴿ وَآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ ﴾(1)، وقد كانت هذه الأرض بيد الزهراء عليها السلام ثلاث سنوات قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الروايات.

وكانت عليها السلام تنفق من محصولها على الفقراء والمساكين وتصرف على بيتها وتفعل ما تشاء فيها لأنها ملكها، وبعد أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستلم أبوبكر الحكومة أمر بطرد عمال الزهراء عليها السلام من فدك واغتصبها واعتبرها مالاً للمسلمين، وقال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يورث وأخرج هو وجماعته حديثاً مجعولاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما مضمونه: ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه فهو صدقة ).
فخرجت الزهراء عليها السلام مطالبة بحقها إلى أبي بكر وقالت له: إن هذه الأرض من حقي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يورث كما صرح القرآن الكريم بذلك: ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمانُ دَاوودَ ﴾ (2).
وذكرت غيرها من الأدلة سوف نراها إن شاء الله في الخطبة العظيمة للزَّهراء عليها السلام التي ألقتها أمام الناس مطالبة بحقها والَّتي سوف نذكرها إن شاء الله تعالى في هذا الفصل.
فعند ذلك طالب أبوبكر البينة على صحة كلام الزهراء عليها السلام من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى الأرض لها(3).
فأتت عليها السلام ببينة وهي: أم أيمن وعلي بن أبي طالب عليه السلام ، فشهدا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى الأرض للزهراء عليها السلام ، وأنها من حقها.
فوافق أبوبكر بذلك وكتب للزهراء عليها السلام كتاباً يعيد فيه فدكاً لها.
فخرجت وفي يدها الكتاب وفي أثناء الطريق رآها عمر بن الخطاب فعرف أنها خرجت من عند أبي بكر وقد كتب لها كتاب إعادة الأرض لها.
فأخذ الكتاب منها بقوة وجاء إلى أبي بكر وقال: كيف تكتب لها هذا الكتاب والأرض للمسلمين ؟ وأما البينة فأم أيمن إمرأة وعلي عليه السلام يجرّ النار إلى قرصه(4)، ثم أخذ الكتاب وبصق فيه ومزّقه.
فقالت الزهراء عليها السلام: بَقَرْتَ كتابي بَقَرَ الله بطنك(5).
هذا مضمون ومختصر قصة فدك، وهنا نذكر بعض الروايات بهذا الصدد:

إعطاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدكاً للزهراء عليها السلام

{عن أبي سعيد الخدري قال: لماّ نزلت هذه الآية ﴿ وَآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ ﴾ دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام فأعطاها فدكاً}(6).
{وعن الباقر عليه السلام:... فلمّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر عقد لواء(7)، ثمّ قال: من يقوم إليه فيأخذه بحقّه؟(8) وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك.
قام الزبير إليه فقال: أنا.
فقال له: أمط عنه(9).
ثمّ قام سعد.
فقال: أمط عنه، ثمّ قال: يا عليّ قم إليه فخذه، فأخذه فبعث به إلى فدك، فصالحهم على أن يحقن دماءهم، فكانت حوائط فدك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصّاً خالصاً.
فنـزل جبرئيل عليه السلام فقال: إنّ الله عزّ وجلّ يأمرك أن تؤتي ذوي القربى حقّه.
فقال: يا جبرئيل، ومن قراباتي وما حقّها؟
قال: فاطمة عليها السلام فأعطها حوائط فدك، وما لله ولرسوله فيها(10).
فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام وكتب لها كتاباً جاءت به بعد موت أبيها إلى أبي بكر وقالت: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي ولابنيّ}(11).

إخراج عمّال فاطمة عليها السلام
من فدك

{عن الصادق عليه السلام: لماّ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجلس أبوبكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة عليها السلام فأخرجه من فدك}(12).

مطالبة الزهراء عليها السلام
بحقِّها من أبي بكر

{عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي عليه السلام لفاطمة عليها السلام: انطلقي فاطلبي ميراثكِ من أبيكِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر.
فقالت: أعطني ميراثي من أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يورِّث.
فقالت: ألم يرث سليمان داوود؟
فغضب وقال: النبي لا يورِّث.
فقالت عليها السلام: ألم يقل زكريا ﴿ فَهَبْ لي مِن لَدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقوبَ ﴾(13)؟
فقال: النبي لا يورِّث.
فقالت فاطمة عليها السلام: ألم يقل ﴿ يوصيكُمُ اللّهُ في أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ﴾(14)؟
فقال: النبي لا يورِّث}(15).
{وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: لماّ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجلس أبوبكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة عليها السلام فأخرجه من فدك، فأتته فاطمة عليها السلام فقالت: يا أبابكر ادّعيت أنك خليفة أبي وجلست مجلسه، وأنك بعثت إلى وكيلي فأخرجته من فدك، وقد تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدّق بها عليَّ وَأن لي بذلك شهوداً.
فقال لها: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يورِّث.
فرجعت إلى عليٍّ عليه السلام فأخبرته.
فقال: ارجعي إليه وقولي له: زعمت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يورِّث، وورث سليمان داوود، وورث يحيى زكريا وكيف لا أرث أنا أبي؟
فقال عمر: أنتِ معلَّمة.
قالت: وإن كنت معلَّمة فإنما علَّمني ابن عمّي وبعلي.
فقال أبو بكر: فإن عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: ( إن النبي لا يورِّث ).
فقالت: هذه أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام.
ثم قالت عليها السلام: فإن فدكاً إنما هي صدّق بها عليّ رسول الله ولي بذلك بينة.
فقال لها: هلمّي ببينتكِ.
قال: فجاءت بأم أيمن وعلي عليه السلام.
فقال أبوبكر: يا أم أيمن إنكِ سمعتِ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في فاطمة؟ فقالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، ثم قالت أم أيمن: فمن كانت سيدة نساء أهل الجنة تدّعي ما ليس لها؟! وأنا إمرأة من أهل الجنة ما كنت لأشهد إلا بـما سـمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال عمر: دعينا يا أم أيمن من هذه القصص بأي شيء تشهدان؟
فقالت: كنت جالسة في بيت فاطمة عليها السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس حتى نزل عليه جبرئيل، فقال: يا محمد قُم فإن الله تبارك وتعالى أمرني أن أخطّ لك فدكاً بجناحي.
فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع جبرئيل عليه السلام فما لبثت أن رجع، فقالت فاطمة عليها السلام: يا أبة أين ذهبت؟ فقال: خطّ جبرئيل عليه السلام لي فدكاً بجناحه وحدّ لي حدودها، فقلت: يا أبة إني أخاف العيلة(16) والحاجة من بعدك فصدِّق بها عليَّ.
فقال: هي صدقة(17) عليكِ فَقَبَضْتِها؟ قالت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا أم أيمن اشهدي، ويا علي اشهد.
فقال عمر: أنتِ إمرأة ولا نجيز شهادة إمرأة وحدها، وأما عليّ فيجر إلى نفسه.
قال: فقامت مغضبة وقالت: اللّهم إنهما ظلما ابنة محمد نبيك حقها، فاشدد وطأتك عليهما
}(18).
عمر يبصق بالكتاب ويخرّقه
{عن علي عليه السلام قال: جاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر وقالت: إن أبي أعطاني فدكاً، وعلي وأم أيمن يشهدان، فقال: ما كنت لتقولي على أبيك إلا الحق، قد أعطيتكِها، ودعا بصحيفة من أدم(19) فكتب لها فيها.
فخرجت، فلقيت عمر.
فقال: من أين جئتِ يا فاطمة؟
قالت: جئت من عند أبي بكر، أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني فدكاً، وأن علياً وأم أيمن يشهدان لي بذلك، فأعطانيها، وكتب لي بها.
فأخذ عمر منها الكتاب ثم رجع إلى أبي بكر فقال:
أعطيت فاطمة فدكاً وكتبت بها لها؟
قال: نعم.
قال: إن علياً يجر إلى نفسه، وأم أيمن امرأة، وبصق في الكتاب فمحاه وخرّقه} (20).
قال الميرزا جواد التبريزي في كتابه "فدك": كانت فدك نحلة(21) لفاطمة أنحلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذا كان بعض الخلفاء يردّونها على أولاد فاطمة وكان آخرون يغصبوها إقتداء بأبي بكر!(22).

الهوامش
ــــــــــ
(1) سورة الإسراء آية 26.
(2) سورة النمل آية 16.
(3) مع أن الأصل أن البينة عليه لأنه يدعي ما في يد الزهراء عليها السلام والبينة على المدعي واليمين على المنكر كما في مضمون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(4) والعياذ بالله أن يكون الإمام عليه السلام كذلك.
(5) وهنا لا بأس أن نشير إلى ما ذكر في كتب التاريخ وهو أن الله عز وجل قد استجاب دعاء الزهراء عليها السلام وذلك حينما كان عمر على فراش الموت وقد ضربه أبو لؤلؤة في بطنه وبَقَرَها وكان الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام موجوداً فأخذ يبكي فقال له عمر: لماذا تبكي ؟ أعَلَيَّ تبكي؟ فقال عليه السلام: لا، بل تذكرت دعاء الزهراء عليها السلام عليك يوم بَقَرتَ كتابها فقالت عليها السلام: بقر الله بطنك كما بقرْتَ كتابي، وكيف أن الله عز وجل استجاب لها دعاءها فبكيت على ذلك.
(6) فدك، للميرزا جواد التبريزي ص 18 نقلاً عن عدة مصادر من كتب أهل العامة مثل: الدر المنثور... وغيره.
(7) أي: جهز جيشاً وجعل له علماً.
(8) أي: من يمسك العلم ويعطيه حقه، ويكون أهلاً لذلك.
(9) أي: تنح وابتعد.
(10) لأن فدك هي حق لله وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أساس أنها فُتحت من غير قوة، والأرض التّي تُفتح من غير قوة فهي لله وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما في الفقه.
(11) عوالم العلوم والمعارف ج 11، ص 419-420، نقلاً عن بحار الأنوار.
(12) عوالم العلوم والمعارف ج 11، ص 420.
(13) سورة مريم آية 5، 6.
(14) سورة النساء آية 11.
(15) عوالم العلوم والمعارف ج 11، ص 420-421.
(16) العيلة: الحاجة.
(17) المقصود بالصدقة هنا: الهدية.
(18) عوالم العلوم والمعارف ج 11، ص 423- 424- 425.
(19) أي: جلد.
(20) عوالم العلوم والمعارف ج 11، ص 427.
(21) أي: هديّة.
(22) فدك، للميرزا جواد التبريزي ص 16-17 .

تحيااتي

ابوجعفرالديواني
17-08-2009, 11:37 PM
وفقك الله اختي الفاضله
على هذا التوضيح البين

عاشقة الابتسامه
18-08-2009, 03:59 PM
اهلا بك اخي الكريم

نورت

مكآرم}*
18-08-2009, 04:51 PM
سلمت يداك اختي

عاشقة الابتسامه
18-08-2009, 10:13 PM
اهلا بك نورتِ

حسيني 2
26-08-2009, 06:01 AM
مشكوره اختي على هذا التبيان لنا
موفقه اختي