بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلقه أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
في هذا اليوم وأنا في هدوء تام عند ساعات الصباح الأولى
جال في خاطري فكر غريب اقشعر بدني للتفكير فيه ولكنه الواقع المرير الذي أعيشة
في هذا اليوم فكرت ان أغلق مكان عبادتي
لمجرد بداية الفكرة هي أمر صعب وقله أدب مني تجاه رب العالمين
ولكن كيف أتصنع مالا استطيع العيش فيه؟
موضع عبادتي هذا هو ما قمت انا بتهيئته ليكون موضعا للعبادة
هذا الموضع صنعته بنفسي من أشياء اعبد بها خالقي
لم تتجاوز أغراضه مصلاه وتربة ومسبح وقرآن كريم وكتاب أدعية وارد عن آل محمد عليهم السلام
وعلى الرغم من قله موارده تنتابني نوبات الراحة عند الجلوس فية
ففيه أتقرب الى الله سبحانه بلأستعانه بمحمد وآل محمد
وفية اشعر بطمأنينة قلبية لأني نسبته الى الله سبحانه وتعالى
لم تكن لهذا المكان قيمه بالسابق
ولكنه أصبح الآن أقدس مكان في منزلي
أتحفظ عليه من وصول النجاسات او العبث فيه من قبل أطفالي
ففي هذا الموضع بدأت التحليق والسفر
وفيه بدأت التعلم والتفكر والنظر
فيه تدبرت معاني القرآن
وفيه تتبعت مصادر البرهان
فاللطف الإلهي يحيط بي في طيات هذا المكان
لأن ملائكة رب العالمين أصبحت تنتظر وصول الوقت المحدد لنبدأ التحليق سويا فيه
فهم يستأنسون بنقل المناجاة والأعمال
وأنا استأنس بلطف الله علي وإحاطتهم بي
ومن هذا الباب الذي أحسست فيه بالقرب
أصبحت أقوم بأعمال أخرى
لا تقتصر على عباداتي فحسب
وإنما إعمال تعبدية أخرى
من بينها خدمة الناس
فخدمة المحتاجين شرف ورفعة
وحسناتها لا تحصيها عقول بسطاء العباد
فالسباق نحو كسب الثواب أصبح هاجسي
والسباق نحو نيل رضي الرحمن أصبح مبتغاي
ففي بداية أمري كنت أظن ان العبادة بالجلوس هي وحدها ما يقربني له سبحانه
ولكن تعلمت من الأخوة المؤمنين ان هنالك درجات للعبادة
لخصوها لي بقول سيدي ومولاي امير المؤمنين عليه السلام
ان قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار
بعد هذا العلم والمعرفة
لم ابتغي ان أكون عبدا يعبد الله لحاجته ورغباته
ويلجأ اليه كلما انتابته المصائب
وإنما فكرت ان ابحر في عبادته لأجل ذاته سبحانه وتعالى
فالمهم بلأمر وكي لا اخرج عن نطاق موضوعي
أصبحت أعطي جزءا من وقتي للخلوة مع الله سبحانه وتعالى
والوقت الآخر قسمته بين خدمة الناس وإفادتهم وبين أهلي ورعايتهم
مع مرور الوقت اكتشفت ان الناس عطاشى
وكأنهم يعيشون بصحراء
لا علم فيها ولا عمل غير الرعاية والأكل والشرب
فعندما تحركت عقولهم وأدركت وجود شيء مبهم يتعلمه الإنسان أصبحوا يتهافتون على التعلم والعلم
فوافقت ان أكون معلمهم
لأن تكليفي أصبح ابعد مما بدأت به وسعيت إلية
وما دمت قد قطعت على نفسي عهدا بالخدمة
فهذا باب الخدمة أصبح لي مفتوحا لخدمة الناس
إما عن طريق مباشر او غير مباشر
مرت بي الأيام
وأنا على هذه الحال
وبهذا المشوار صاحبت أخير عباد هذا الزمان
وتعرفت على من نور الله يملأ قلوبهم
فشددنا على عضد بعضنا لنكمل المشوار سويا
وبالفعل
أصبحنا نتجادل ونتحافل
نسأل ونجيب ونتفكر ونعلم لنتعلم
أصبح المشوار مؤنسا لنا جميعا
ولكن يأبى اللعين الا ان يشغلنا عن صفاء قلوبنا
وسعى جاهدا لأبعادنا عن بعضنا
بكل السبل الممكنة
وحيله المتاحة
كنا نكتشف بعضها
ونجهل بعضها
الى ان قرر هذا اللعين ان يذهب لكل منا على حدة
يستدرجه لمصيبة وفرح وأمر مختلف
يشغله فيه على اقل تقدير من أداء واجبة
وبالفعل تمكن هذا اللعين من ذلك
لم يتمكن من إثناء البعض منهم عن طاعة الله وعبادته
ولكنه اثناهم عن إفادة الناس وتعليمهم دروب السماء
وكيف لا يسعى لذلك
وهؤلاء الأصحاب كانوا كشوكة في حلق إبليس اللعين
ويجندون الناس لمحاربته بالتقرب لله وفهم درب عبادته ومعرفته
ومع ذلك خرجنا قليلا عن موضوعنا الأصلي وهو إغلاق دور عبادتي
فمع ان كل مكان اخدم فيه الناس لوجه الله أصبح مكانا للعبادة
ومع أننا أصبحنا نتهاوى ونتراجع بدل ان نتقدم
تفككت مجالسنا
وتحللت روابطنا
لنعود لسابق عهدنا كعصي فرادى
تنكسر عند اول محاولة لكسرها
وبالفعل قد حاول بعضهم كسر عصينا وأصابها بالضعف
ولذلك جاءت فكرة إغلاق مكان عبادتي
لأنها بالفعل قد أغلقت بعد هجراننا لها
أصبحت كمقبرة يحتاج فيها الأموات للأحياء
ولكن ما دام الأحياء غير متواجدين فيها للدعوة بالرحمة لهم وقراءة القران الظاهر والباطن لهم
فلماذا يفتح باب العبادة هذا؟
فلأولى له ان يغلق
اعلم انه قرار صعب لمجرد التفكير فيه
ولكنه قرار جريء يجب ان يأخذه المبتعدون
لكي لا يقعوا في النفاق مع ذاتهم
بإظهار عكس ما يبطنون
ويبقى السؤال لكم انتم :-
هل يجب ان يغلق مكان عبادتنا ام لا؟؟؟
وتبقى الحكمة ضالة المؤمنين
والحمد لله رب العالمين
تعليق