المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قضية خطيرة جداً...شبابنا إلى الانحدار


ام محمد البصراوية
30-08-2009, 01:24 AM
قضية خطيرة جداً...شبابنا إلى الانحدار
http://www.al-hasany.com/up/uploads/images/upd9060fde3c.jpg

كُنت مؤخراً قد سافرت إلى أحدى القرى الريفية في البصرة والتي تمتاز
ببساطة أهلها وامتلاكهم لبعض التقاليد العربية الأصيلة وبعض النواميس الفطرية التي كانت ولا زالت يعمل بها في تلك المدن ،كان الطريق يبعد عن محل سكني اكثر من ساعة فرحت أتصفح بصحيفتي التي اقتنيها يوميا للاطلاع على أخر إخبار العراق والعالم ، أثار انتباهي إخبار تتحدث عن أرقام مهولة مرعبة عن حالات طلاق سببها كان ما يسمى المسلسلات التركية المدبلجة والطلاق واقع خاصة في دول الخليج العربي وكذا العراق منها بطبيعة الحال ؛ فراحت تلك الصحيفة وغيرها تسطر عناوين بارزة لبعض القصص ومنها ( طالبة جامعية تطلب فصخ الخطوبة لان خطيبها لا يشبه مهند) و ( رجل يطلق زوجته لأنها ....) ( شابه تطلب من زوجها ان يرتدي كملابس ....فينتهى الحال الى الطلاق) حقيقة يتنزه المرء ان يذكر تلك العناوين في المقام ، كلمات يندى لها الجبين ويخجل المرء لمجرد قرأتها ، المهم ما ان وصلت الى تلك المدينة حتى لاقيت ترحيبا من زملائي في تلك اللحظات ودعوني لتناول الطعام سوية وبعدها جلسنا لارتشاف الشاي ففتح احد زملائي وهو معلم موضوع مشابه لما قرأت ويُطرح في الواقع، طالباً مناً جميعا ذكر الأسباب التي وصلت بشبابنا الى اخذ هذا المسار دون غيره من المسارات السليمة الصحية ، فرحنا نتداول الامر ونتطارح بالاراء والنقاشات ففوجئنا بتدخل الحاج المسن والد زميلنا قائلا انا اليوم كنت حاضرا في صلاة الجمعة وسمعت كلام مؤلم جدا عن ما تطرحون قلنا وما هو فقال : الخطيب اليوم في المسجد تناول في خطبته تلك المخاطر التي تحدق بشباب العراق وتحوطهم باشياء تفتك بهم وبالتالي الفتك بالمجتمع ككل باعتبار الشباب شريحة مهمة في المجتمع ومنها ما يبث من سموم في الفضائيات من قبيل الأفلام الا أخلاقية والمدبلجات التي جعلت الشباب يعيشون بحالة من التميع أوصلتهم الى محاولة تغير جنسهم من الرجال الى الفتيات ، وأوعز خطيب المسجد انه اختار هذا الامر لانه اليوم صباحاً قبل ان يحضر للجامع قام بتطليق ثلاث أزواج بسبب المسلسلات التركية المدبلجة ، عصفت بالزوجين مشاكل بسببها فالزوجة تريد المتابعة وتبالغ بصورة غير لائقة اجتماعية ولا دينياً والعكس ويؤول الحال الى سوء ونهاية سوء وعاقبة حزينة مؤلمة للطرفين . طبعا انا قبل ذلك كنت قد كتبت في بعض الصحف المحلية والمواقع الالكترونية عن هذا الموضوع ، فوجدت بعض التعليقات من شريحة طلاب الجامعات يؤيدون بواقعية تامة بصورة مباشرة او غير مباشرة ما يعرض من تلك المشاهد تؤثراً أولاً وأخراً في نفسية متابعيها وهذا قد لا يتضح هذا منذ البداية ولكن بمرور الايام سيجد هذا التاثير النفسي واضح على تصرفاته الخارجية ،وبودي ذكر حادثة اخرى جرت قبل أيام وانا ازور صديقي الدكتور العامل في إحدى مستشفيات البصرة فبادرني بالكلام قائلاً أتعرف اغرب حالة وصلتنا اليوم ؟ قلت له وما هي ؟ قال فتاة شابة حولت الانتحار بجرعة سم ولكن الحمد لله انقذناها باللحظات الاخيرة !! فقلت له وهل هذه الحالة غريبة فاني اشاهد مستشفياتنا بين الفينة والاخرى تاتي هكذا حالة لكم ؟ فاجابني مبتسماً وهل تعرف السبب الذي اوصلها الى هذه الحالة ؟ قلت له وما هو قال كانت تريد ان تتابع مسلسل يعرض على احدى الفضائيات وهو مسلسل تركي وكان زوجها يحاول منعها فادى ذلك الى الشجار بينهم انتهاءاً الى محاولتها الانتحار ، حقيقة الامر تالمت كثيرا حينها لان وصول المرء الى هذا الحال هو كارثة بحد ذاتها وهو وصولنا الى هذا الحال من الفكر وان تكون حياتنا بهذه القيمة الرخيصة التي تساوم مع رؤية مسلسل هادم للعلاقات الانسانية الحقيقة بين الزوجين وبين العوائل هو اصلا من نهج الخيالات بل هو من نهج الهدم والفتك الموجه ،وما يزيد الطين بله هو الانتشار الواسع لما يسمى الجنس الثالث وخاصة في العاصمة بغداد فكل هذه مؤشرات لوقوع الشباب في مهالك جمة وانحرافهم عن جادة الانسانية السوية وتشرنقهم في دائرة اللهو وجوانب الامور وقشورها ؛ والمشكلة ان تلك المشاكل والاوضاع قد استفحلت وباتت تقض مضاجع التنمية الحقيقة ، وبالتلازم مع كل تلك المشاكل نجد شريحة شبابية كانت لابد ان تحمل مشاعل التغير والثورات الفكرية للاطاحة وتحطيم كل سلبيات المجتمع وانتفاءها من ارض الواقع ، الا وهي شريحة طلاب الجامعات ...ولكن مع الاسف اقولها الاسف وكل الاسف بل الحزن والاسى والالم لما تمر به هذه الشريحة من انعطافات خطيرة وخطيرة جداً وانا أتكلم عن غالبية عظمى حيث نجد اليوم طالب الجامعة يركز جُل اهتمامه على الجانب القشري الجانبي من شخصيته تاركاً الجوهر ولب اللب في الفكر والعقل والمعارف والمناشيء الاداركية الاخرى ؛ فكم من طالب يفكر ماذا يلبس وكم من طالبة تفكر بنغمة أي فنان تضع واي موبايل جديد تقتني تاركين خلفهم المعارف والعلوم وقضايا الامة وهموم شعب بل شعوب باكملها غير أبهين بانهم لابد ان يكونوا حملة تغير واصلاح ؛والامثلة كثيرة والكلام هنا ذو شجون ويعرف الامر كل الاساتذة الاجلاء في الجامعات وانا شخصيا استمعت لاستياءهم عن كثب من الواقع المرير الموجود داخل اروقة الجامعات ، ولعل ابرز تلك المشاكل والانحرافات المتولدة والناشئة تكون لها مسببات ومؤثرات تارة خارجية واخرى ذاتية منشئها ذات الفرد في عدم تقبل مسار التغير ، ونطرح في المقام بعض تلك المقامات التي تعني اما بجعل الفرد متسكع في الشوارع والمقاهي والامكنة الغير لائقة او تصححه مساره نحو ارتياد الطريق الصحيح السليم الخالي من الشوائب ان اتبع طبعا الطريق والمنهاج الواضح ،ومن تلك المحطات :

الأسرة :
الأسرة هي مربية اللبنة الأولى في مسيرة الإنسان الشخصية الا وهي مرحلة الطفولة فان كانت الحجور طاهرة زكية كان الابن باراً يمتلك تلك الاخلاق الفاضلة التي تجعله يكتسب الفضيلة من عائلته بعد ان تغذيه العائلة مبادئ سامية عالية المعاني وتدربه عليها مرارا وتكراراً . اما العكس فيؤدي الى الشاب او الطفل او المراهق الى المهالك فلو تصورنا طفل فتح عينه على اب وام مفترقين أي اب بدون ام او العكس ام بدون اب فاي حال سيؤول اليه ان لم يلاقي رعاية وحنان كاف لانضاجة وتغذيته وفق المعايير التي تجعله يواكب المجتمع بسلوك حسن سوي النشاط والتفاعلات . فالطلاق والمشاكل الزوجية داخل العائلة الواحدة يؤثران كذلك على حياة الشاب وصقله واقصد قبل مرحلة شبابه ويُبان التأثير ذلك عند بلوغه سن المراهقة وبعدها مرحلة الشباب .

المؤسسات التعليمية :
نحتاج اليوم درساً ومادة في علم الاخلاق وفضائله في كل مؤسساتنا التعليمية بدايتاً من الابتدائية وحتى الجامعات ، فهناك ازمة اخلاق بين شبابنا اليوم بالامس القريب كنا نخجل ان نرفع شاخص بصرنا الى معلمتنا وهي تسير في الشارع او السوق واليوم نذهل عندما نرى طالب ابتدائية او متوسطة يقذف معلمته بكلمات المشاكسة في الشارع ، فمدارسنا باتت يقتصر دورها على منح ورقة كُتب عليها درجات الطالب فقط وفقط بعد ان قضى سنين يرتع ويلعب ولا يعرف الى أي اتجاه هو يسير واي هدف يخطط له ، فمدارسنا اليوم في ازمة وازمة كبيرة جدا في اعطاء التربية والاداب الكاملة وممارسة دور البيت الثاني والاسرة الثانية ؟ وهذا يعود لاسباب ذكرتها في مقال سابق احدها ضعف شخصية المعلم ومستواه العلمي وضعفه في منح الثقة للطالب بان تكون متبادلة من الطرفين ، والخلل ان بعض من تسيد وتقمص هذا المنصب هم ليسوا اهلاً بذلك كما نشاهد معلمين صغار العمر لا يفقهون من ديدن المهنة شيئا فيتخبطون العشواء بطرح رؤاهم وتراهم يفشلون في منح ثقتهم للطلاب وهكذا فحري ان يكونوا هم في منزلة المتعلم وليس المعلم ، المهم نحتاج اعادة النظر بطرح مناهج ورؤى صحيحة واضحة المعالم لتصحيح مسار التعليم في العراق بما يلائم عراقة هذا البلد وكذا شمول الامر بالتنمية المعنوية لصقل الطفل وتنشئته تنشئه صحيحة على اسس ومبادئ سامية وأيضا لا باس باعتماد الباحث الاجتماعي في مؤسساتنا التعليمية والتربوية.

قرناء السوء ومحبة أهل الفساد من المشهورين والتشبه بهم :
أنهم أساس كل مصيبة وبلية، قرناء السوء وصحبة السوء وياتي هذا لعدم مراقبة الاب لاصدقاء ابنه ومحاولة معرفتهم او عدم مراقبة الام لصديقات البنت الفتاة وخاصة اليوم الكلام أضحى عبر الموبايل هو خلقة لمشاكل عديدة فاصبح الابن يستخدم رموز في هاتفه حتى لا تكشف الاسماء وكذا الحال بالنسبة للبنت وترى الوالدين كانهم في عالم ثاني عن ابناءهم ، فلابد للوالدين من معرفة لعلاقات أبناءهم مع من يمشون مع من يتكلمون وهكذا ، وخاصة انا اتكلم عن المراحل الخطرة التي يمر بها المراهق او الشاب ، وايضا لابد ان يكون للوالدين الدور في نهي الابناء على مصاحبة بعض اصدقاء السوء . والشق الثاني هو ما نعانيه اليوم في المجتمعات العربية بصورة عامة وهو التقليد بل والتعبد بالمشاهير ولكن ليت شعري أي مشاهير ، هم المشاهير الفاسدين المنحرفين وانا على اطلاع ودراية بكل كلمه اقولها واعنيها ولدي ادلة ملموسه بهذا الخصوص جل هؤلاء ان لم يكونوا كلهم من المشاهير من الممثلين والمطربين الغربيين الاتراك بضمنهم بطبيعة الحال ومن النساء والرجال هم منحرفون ؛بل مجندون لانحراف الشباب وخاصة شباب العالم الاسلامي ، ولكن للاسف نرى بعض شبابنا يعشق المطرب الفلاني حد التعبد والتقليد الأعمى المبتذل وفي كل شيء ، ونرى الشابة تقلد الفنانة الفلانية وتراها تنسلخ عن كل معاني وكينونة المراة الصالحة العاقلة العربية . فمن المضحك المبكي ان نرى شاباً يحاول كسر احد أسنانه !! لان مطربه المفضل انكسر سنه !! والمؤلم انك تلاحظ ان فتاة تضغط على اهلها لكي يشتروا لها ملابس باهضة الاثمان بسبب ان ممثلتها المفضلة ترتدي هذه الملابس !! فاي انحطاط وقشرية وصل اليها هذا الشباب وهل كل هذا مهم فاين الجوهر واين المعاني التي من اجلها خلقنا واستُخلفنا في الارض ... ابهكذا أفعال نكون خلفاء لله ...سبحان الله ...عجبي وعجبي ...!!!

- الفراغ والترف والجهل :
قد ذكرنا ان الفقر والبطالة والجانب الاقتصادي المتردي احد اسباب الانحراف عن الجادة ، وفعل الجريمة كذلك وفعل كل الاشياء التي تؤدي الى زعزعة الاستقرار المجتمعي ، بالمقابل الترف الزائد والبذخ ايضا يؤثر سلباً على حياة الشاب ومسيرته ، وما نشاهد من دلال اباء لبعض ابناءهم كيف أوصلهم الى نهاية سوء لا يرجوها الاب لابنه ، فترى الاب الغني يغدق بامواله على ابنه ويفضله على الاخر بدون رقيب وحساب ..فلا يلاحظ الاب اين يصرفها ابنه وماذا يعمل بتلك الاموال الهائلة واذ ترى الابن يعمل ما يعمل ويغرق في وحل الخطيئة بعيداً عن رقابة ومحاسبة الوالدين ..والامثلة كثيرة وصريحة تحكي عن واقع قصص بهذا المورد والشان ، وكذا الفراغ والفراغات عدة فمنها النفسي والفكري والوقتي وغيرها ، فان استفحلت في المرء وخاصة الشباب صار يعبث ويحاول ملء فراغه حتى ولو بسفاسف الامور وارذلها ويحبذ دائما اظهار تميزه عندما يعيش بجو مثابرة ونجاح وابداع الاخرين لا يستطيع مجاراتهم بفكر او علم لانه لا يمتلكه فحينها يقوم بحركات وتلفظات منكرة محاولا بشتى الوسائل ان يثير انتباه الاخرين سيما انه كما ذكرنا يمتلك الفراغ الفكري ، فنرى مالك هذه الفراغات تارة ينصب على فلان واخرى يشاكس الاخر ...وهكذا كل هذا للحصول الى ما يرنوا اليه ولو بالطرق غير المحبذة وغير المشروعة ؛ يعني يقوم بمجموعة تصرفات غير مدروسة نابعة من فراغ يعيشه الفرد . والامر الاخر هو الجهل الذي هو السبب الرئيسي في التهافت السلوكي ، والذي يجعل الشاب او الشابه يعيشون في متاهات ويحسبون انهم يحسنون صنعاً الى ان يجدوا انفسهم قد توحلوا في الخطيئة واصبحت ادران وران على قلوبهم ، وكذلك الجهل بما يدور حولهم من امور وما يدور حولهم في العالم والواقع بصورة اعم وتحليل الوقائع التي ترد عليهم فمثل هذا الانسان يضحى لا يعرف الى اين يسير وتسير المجتمعات واي لغة يتحدثون ، فاليوم نجد معاني ومصاديق الامية قد تعددت مجالات معرفة القراءة والكتابة لتشمل مجالات التكنولوجية وغيرها ...والتفاصيل كثيرة في هذا المجال .

- الخروج عن مبادئ السماء:
من خلال الخروج عن تعاليم وإحكام خطها ووضعها رب الاكوان وخالقها ومدبرها الله رب العالمين فترى الله تعالى يشرع حُكم ويأتي الفرد ويفعل العكس فيكون عاصياً ومحارباً لله تعالى فنجد عدة امور تفعل وترتكب من قبل الشباب العربي وهي خارجة عن الشرائع القدسية ومنها خاتمة الاديان الشريعة الإسلامية السمحاء التي تمتلك نظام سعادة في الدنيا والاخرة ، من قبيل تشبه الرجال بالنساء والعكس وكذا مسائل التبرج والسفور والازياء والملابس والموضات العارية التي يصدرها لنا الغرب ومؤسساته التخريبية الى نساء العالم العربي وغيرها من مسائل جعلت الشباب في حالة مخزية من التميع وجعلت الفتاة تعرض نفسها بضاعة بخس امام انظار الكل دون وازع رادع لهم . وبعد كل هذا ياتي الندم بعد حدوث ما لا يحمد عقباه وتاتي الدموع والصرخات متاخرة عندها تتمنى الفتاة الموت على استذكار ما يمر بها من سوء والحال لا يختلف كثيرا بالنسبة للشاب . فلما الوقوع بتلك المهالك ...ولما لا تعملون قبل ذلك على الوقاية من هذه الامراض الاجتماعية التي تهدد مجتمعاتنا المحافظة وتنخر جسدها بصورة كبيرة .وبالتالي كل تلك المعاصي تكون مؤثرة معنويا وماديا في مسيرة وبناء شخصية الفرد فتردي به افعاله النكراء إلى مهاوي المهالك وتجعله خاسراً عند خط النهاية ونهاية المشوار .


- الفهم الخاطئ لبعض المفاهيم التي تشاع بالمجتمع :
لو اراد الان أي شخص منا ان يمثل او يتقمص دور المصلح ويسال سؤال لشاب او شابه مثلاً لما ترتدين هذا اللبس الشبه عاري ، الم تنهينا كل الديانات عن ذلك ؟ سيكون الجواب بالمباشرة ( انها ديمقراطية ) وليت شعري هل تعرف هذه الشابه او الشاب معنى الكلمة ، فاني بحثت عن كلمة ديمقراطية في كل المصادر لم اجد لها سوى معنى واحد وهو حكم الشعب او سيادة الشعب فما الشبه والتشابه بين فعلها والحكم الذي يوضحه لفظ الديمقراطية !!!هناك خلط بتلك المفاهيم وحتى في الحرية نفسها يخلط الشباب فالبعض الكثير لا يميز بين الحرية وبين انتهاء الحرية بابتداء حرية الاخرين او بين الحرية وانتهاء الحرية حينما تكون تضر بالاخرين والصالح العام ...بل بعضهم يصور فعله الفحش انه حرية والبعض الاخر من الفتيات تتصور ان كانت ترتدي ما تشاء من ملابس غير لائقة ومنافية للذوق العام تعتبر هذا حرية ، كلا والف كلا فانتم تعيشون وتعششون بافكاركم اوهام اوهن من بيت العنكبوت تسيقكم الى نتائج سوء . وغيرها من مفاهيم يعتقد الشاب او المراهق انها قولبت لاجل افعاله الصبيانيه المتخبطة ولا يدرك المعاني الواقعية والحقيقية ، وتجد بعضهم ينسب أي فعل شائن الى انه ديمقراطية فاي حرية واي ديمقراطية يتكلم عنها هؤلاء . وغيرها من مصطلحات بالتماس مع الحياة المجتمعية تجعل الفرد يكذب ويخدع نفسه ويوهمها باعتقادات خاطئة خارجة عن الطريق المعتدل واتذكر مقولة للدكتورة السويدية ( هومر) تقول فيه ( ان ماساة المراة في السويد هي الحرية التي نالتها وأوصلتها الى درجة خطيرة ورهيبة ) . وايضا عدم التميز بين التمدن المادي والرقي الروحي بحيث تكون الفضيلة هي الحاكمة في النماء الاجتماعي ....وفي الغرب والكلام لمن يبحث عن حرية كحرية الغرب الواهنة هناك ذبول للمفاهيم الإنسانية كالأمومة والأبوة والإيثار والتضحية والنصح والتعاون فكلها انتهكت وتلاشت ...واريد ان اختم هذا المورد بهذه القصة ، حيث ذكر احد الادباء انه كان يتكلم في محاضرة عن حقوق المراة في الاسلام في احدى دول الغرب يقول بعد ان اتممت قامت احدى النساء الامريكيات وهي اديبة مشهورة وقالت له إذا كانت المرأة عندكم على ما تقول فخذوني أعيش عندكم ستة أشهر ثم اقتلوني .

- الاعلام :
اه .. والف اه ... لتلك السموم الزعاف التي يبثها السم القاتل الاعلام الماجور المرتزق وفضائيات العري واستوديوهات الاباحية الجارفة ...نعم تديرها مؤسسات هدفها تمزيق وحدة الشعوب وتمسكها والفتك بالشباب وابعادهم عن المسار الحقيقي والجوهري وعن قضايا الامة المهمة فعمدوا الى بث مثل هكذا اشياء من شاءنها ان تهد قيم اجتماعية اصيلة تربت عليها الاجيال السالفة ، فكم من فضائية موجهة وكم حروب باردة لقتل شبابنا وللاسف نجحوا فلو رجعنا لفترة الثمانينات لراينا ان العوائل العراقية كانت عندها معيب ومخجل وقبل كل هذا محرم ان تجتمع العائلة لتنظر على لقطات مثيرة لنساء متبرجات سافرات تظهر على التلفاز ؛ اما الان بفضل المد الجارف الذي اجتاح كل الدول والمدن في المعمورة وخاصة البلدان الاسلامية اجمع واقصد به ( جهاز الستلايت والتعامل السلبي معه ) وعالم الفضائيات وأصبحت العائلة للاسف تجلس بشبابها ورجالها ونساءها واطفالها ومراهقيها لمشاهدة الملسلات التركية المدبلجة وحتى في الافلام والمسلسلات المصرية الانتاج ؛وما شابه ذلك والتي تحمل معاني وقيم منحرفة ضالة لا تمت ولا تمس قيمنا الاصيلة باي صلة بل ان جل تلك المسلسلات تحمل معها لقطات فاضحة ومشاهد خليعة مثيرة جداً ، والان بمجرد بحث في أي فضائية ستجد كم من قنوات تهتم بالمجون وتصور تلك المشاهد المنحطة ، بل الادهى باتوا يدسون السم في العسل فيصورون تلك المشاهد المنحطة بقصص وافلام يحاولون جر المشاهد والمتلقي اليها ليعرضوا بعد ذلك بضاعتهم المسمومة وبطريقة الجرعات المتوالية ، فاي حال وصل له مجتمعنا والى أي اتجاه نسير والى اين نريد ان نصل ، انه الاعلام الاصفر وغيره المهتم بهذه القضايا ، اضافة الى الافكار الهدامة التي يروج لها بأساليب وطرق شتى .تبقى هذه الامور جزء بسيط من المشكلة علني اوفق لتوسعة دائرة البحث في مقال اخر للدخول بالتفاصيل الاخرى مع الاخذ بنظر الاعتبار اراء علم النفس والاجتماع وكذا الشريعة الخاتمة بهذه الامور.ويبقى اخيراً ذكر بعض الامور للوقوف سداً مانع لكل ما ذكر اعلاه ولو على نحو الاجمال ، ومنها واهمها هو الزواج المبكر مهما كان الظرف الاقتصادي لان هذا ما حث عليه الشارع القدسي وبقوة من خلال ذكر الترغيبات للزواج المبكر الذي فيه الاستقرار النفسي للشباب ففيه المودة والرحمة ويكونان الزوجان احدهم حفظا للأخر ، ويسود الاطمئنان الذي يغرس بتصرفات وسلوك هؤلاء الخارجية وبالتالي خلق شخصية سويه معتدلة ومنها خلق مجتمع سالم سائر وفق قوانيين اجتماعية يسودها السلم الاهلي بعيدا عن العنف والاخطار والاخطاء والزلات العنفوية الاخرى ، وكذا لابد من اهتمام الدولة بالقضاء على البطالة وظاهرة اطفال الشوارع والمشردين وايواء الايتام والمساكين من خلال خلق وبناء الملاجئ الآمنة لهم المستوفاة الشروط القانونية والإنسانية ، وعمل برامج تنموية علمية فكرية لهم وبشكل دوري ورعاية الابداع والقدرات منهم وجعلهم شريحة منتجة لا مستهلكة فقط، وعلى منظمات المجتمع المدني الاهتمام بهذه الشريحة المهمة والضرورة لأنها عماد المجتمعات في الرقي والتطور لانهم جسد المجتمع الذي يسير به الى الأمام ، وعلى مدارسنا وأصحاب الشأن في التربية والتعليم اعادة النظر بالوقع التعليمي العام لا سيما الجانب التربوي والأخلاقي الذي بدأ يتلاشى وكذا كلمة للإعلام ...لابد من وقفة ساندة لهذه الشريحة والشباب المبدع والمتفوق ومساعدته في إيصال صوته الوئيد إلى المسؤولين ...ولابد من إيقاف السموم التي تصب من كل جانب ، هذه وقفات اعتقد انه كان لزاماً عليّ ان أوصلها لكل أصحاب القرار وغيرهم من المعنيين بهذه القضية من كتاب ومفكرين لإعادة النظر بالوقوف جنبا وصفاً واحد مع الشباب بدلا من تركهم يسيرون على خط الزيغ ، والان بعد كل ما ذكر هل تيقنا انها فعلا قضية خطيرة وتستحق الوقوف عندها والعمل عل وضع الحلول والوقاية لتلك المشكلات قبل وقوعها ام لا ؟ الا ينبغي الاعتناء بشريحة يقال انها مستقبل بناء الدولة...؟ فهل نتركهم في ضياعات يتيهون ام ننتشلهم ونأخذ بيدهم الى بر الإصلاح والصلاح؟ وختاماً اقول ان ما جئت به ليس ضرباً من ضروب الخيال ولا افتكار علمي جديد ولكن كما يقال انها كلمة لابد منها ولابد ان تُقال. وكما قالها رب العزة في محكم كتابه الكريم ( ‏‏فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى)