المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يـــــــــــــآآآآآآ حـــــــســـــــيـــــــــن


حيدريه بحرانيه
07-09-2009, 01:07 PM
هناقصيدة لجاسم الصحيح تضرب جذوره في عمق الوعي الحسيني لشاعر يفلسف الحياة في لغة باذخة الصور والمعاني
إنها قصيدة من عيون الشعر الحسيني في العصر الحديث
وكما قال الشيخالوائلي عن الشاعر العملاق أنها لا تقرأ مرة واحدة
حملتُ جنازةَ عقليمعي
وجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يعي
أحسُّكَ ميزانَ ماأدَّعيهِ
إذا كان في الله ما أدَّعي
أقيسُ بِحُبِّكَ حجمَاليقينِ
فحُبُّكَ فيما أرى مرجعي
خلعتُ الأساطيرَ عنِّيسوى
أساطيرِ عشقِكَ لم أخلعِ
وغصتُ بِجرحكَ حيثالشموسُ
تهرولُ في ذلك المطلعِ
وحيث (المثلَّثُ) شقَّالطريقَ
أمامي إلى العالَمِ الأرفعِ
وعلَّمَني أن عشقَ (الحسينِ) -
انكشافٌ على شفرةِ المبضعِ
فعَرَّيْتُ روحي أمام السيوفِ -
التي التَهَمَتْكَ ولم تشبعِ
وآمنتُ بالعشقِ نبعَ الجنونِ
فقد بَرِئَ العشقُ مِمَّنْ يَعي
وجئتُكَ في نشوةِ اللاَّعقولِ
أجرُّ جنازةَ عقلي معي!
أتيتُكَ أفتلُ حبلَالسؤالِِ:
متى ضَمَّك العشقُ في أضلعي ؟
عَرَفْتُكَ في (الطَّلقِ) جسرَ العبورِ
من الرَّحْمِ للعالَمِ الأوسعِ
ووَالِدَتي بِكَ تحدوالمخاضَ
على هودج الأَلَمِ الـمُمْتِعِ
وقد سِرْتَ بِي للهوىقبلما
يسيرُ بِيَ الجوعُ للمرضَعِ ..
لَمَسْتُكَ في المهدِ دفءَالحنانِ
على ثوبِ أُمِّيَ ، والملفعِ
وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَالذي
تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ الـمُوجَعِ
و قبل الرضاعةِ.. قبلالحليبِ ..
تَقاطَرَ إِسْمُكَ في مَسْمَعي
فأَشْرَقْتَ في جوهري ساطعاً
بِما شَعَّ من سِرِّكَ المودعِ
بكيتُكَ حتَّى غسلتُ القِماطَ
على ضِفَّتَيْ جُرْحِكَ المُشْرَعِ
وما كنتُ أبكيكَ لو لم تَكُنْ
دماؤُكَ قد أيقظَتْ أدمعي
كَبُرْتُ أنا.. والبكاءُ الصغيرُ
يكبرُ عبر الليالي معي
و لم يبقَ في حجمِ ذاكالبكاءِ
مَصَبٌّ يلوذُ بهِ منبعي
أنا دمعةٌ عُمْرُها (أربعونَ)
جحيماً من الأَلمَِ المُتْرَعِ
هنا في دمي بَدَأَتْ (كربلاءُ)
و تَمَّتْ إلى آخِرِ المصرعِ
كأنّكَ يومَ أردتَ الخروجَ
عبرتَ الطريقَ على أَضْلُعي
و يومَ انْحَنَىَ بِكَ متنُ الجوادِ
سَقَطْتَ ولكنْ على أَذْرُعي
و يومَ تَوَزَّعْتَ بينالرماحِ
جَمَعْتُكَ في قلبيَ المُولَعِ
فيا حادياً دورانَالإباءِ
على محورِ العالَمِ الطيِّعِ
كفرتُ بكلِّ الجذورِ التي
أصابَتْكَ رِيًّا ولم تُفْرِعِ
أَ لَسْتَ أبا المنجبينَ الأُباةِ
إذا انْتَسَبَ العُقْمُ للـخُنَّعِ!
وذكراكَ في نُطَفِالثائرينَ
تهزُّ الفحولةَ في المضجعِ
تُطِلُّ على خاطري (كربلاءُ)
فتختصرُ الكونَ في موضعِ
هنا حينما انتفضَ الأُقحوانُ
و ثار على التُربةِ البلقعِ
هنا كنتَ أنتَ تمطُّ الجهاتِ
و تنمو بأبعادِها الأربعِ
و تحنو على النهرِ .. نهرِ الحياةِ ..
يُحاصرُهُ ألفُ مستنقعِ
وحين تناثرَ عِقْدُالرِّفاقِ
فداءً لدُرَّتِهِ الأنصعِ
هنا (لَبَّتِ) الريحُ داعي (النفيرِ)
و (حَجَّتْ) إلى الجُثَثِِ الصُّرَّعِ
فما أَبْصَرَتْمبدعاً كَـ(الحسينِ)
يخطُّ الحياةَ بلا إصبعِ!
و لا عاشقاً كَـ(أبيفاضلٍ)
يجيدُ العناقَ بلا أذرعِ!
و لا بطلاً مثلما (عابسٍ)
يهشُّ إذا سارَ للمصرعِ!
هنا العبقريَّةُ تلقيالعنانَ
وتهبط من برجِها الأرفعِ
وينهارُ قصرُ الخيالِالمهيبُ
على حيرةِ الشاعرِ المبدعِ
ذكرتُكَ فانسابَ جيدُالكلامِ
على جهةِ النشوةِ الأروعِ
وعاقرتُ فيكَ نداءَالحياةِ
إلى الآنَ ظمآنَ لم ينقعِ
فما بَرِحَ الصوتُ (هل منمغيث)
يدوِّي.. يدوِّي.. ولم يُسْمَعِ
هنا في فمي نَبَتَتْ (كربلاءُ)
وأسنانُها الشمُّ لم تُقلعِ
وإصبعُكَ الحرُّ لَمَّا يَزَلْ
يدير بأهدافِهِ إصبعي
فأحشو قناديلَ شعري بما
تَنَوَّرَ من فتحِكَ الأنصعِ
وباسمِكَ استنهضُ الذكرياتِ-
الحييَّاتِ من عزلةِ المخدعِ
لعلَّ البطولةَ فيزَهْوِها
بِيَوْمِكَ ، تأتي بلا برقعِ
فأصنعُ منها المعانيالتي
على غير كفَّيكَ لم تصنع


</i>

^سـيـفـ الأمـيـر^
07-09-2009, 01:15 PM
مشكوره اختِ
وبإنتظار كل ماهو مزيد
في ميزان حسناتك
تحياتي