ابوجعفرالديواني
14-01-2009, 01:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
علاج الذنوب
كان الامام علي "عليه السلام " يمشي يوماً في أحد أزقة مدينة البصرة، فرأى مجموعة من الناس متجمعين حول شاب حسن المظهر،
جميل الوجه، يلبس ثياباً نظيفة ومرتبة، وله وقار وهيبة بادية على محياه، وهو جالس على كرسي، والناس متجمهرون حوله،
وكان بينهم من يحمل قناني حاوية على دم أو بول، والشاب ينظر إليها وكأنه طبيب ومن ثم يشخص لهم دواء معيناً ويعطيه
لصاحبه على حسب علمه.
تقدم منه الإمام علي "عليه السلام" وسلم عليه وقال له:
ربك يرحم، هل عندك دواء للذنوب؟
قال الشاب الطبيب:
وهل الذنب ألم أم مرض؟
فقال "عليه السلام":
نعم، الذنب مرض، ويصيب الناس أثناء الازدحام.
أطرق الطبيب رأسه إلى الأرض وأخذ يفكر مليا.
كرر الإمام "عليه السلام" السؤال، وبقى الشاب ساكتا لا يعرف بماذا يجيب.
بعد لحظات رفع الشاب رأسه وقال: جعلت فداك، أنا لا أعرف ماذا أقول لك، فهل تعرف أنت دواء الذنب؟
قال علي "عليه السلام":
نعم، أنا أعرف دواء الذنوب وأعالجه كذلك.
قال الشاب الطبيب:
قل لي ما هو؟
قال الإمام علي"عليه السلام":
نعم، قم من هنا واذهب إلى ذلك البستان، وعند تدخل إليه خذ جذر شجرة النيّة، وبذور الندم، وقليل من ورق التدبير، وبعض
من بذور التقوى، وفاكهة العلم، وخذ كذلك قسماً من أغصان اليقين، ونواة الإخلاص، وقشر الاجتهاد، وقليلاً من ساق الإنابة،
والقليل من سمّ التواضع.
ثم اخلط هذه كلها وصبّها في طست الاختبار، وأضف إليها قليلاً من الوعي، وقلب يقظ، وفهم مملوء بأصابع التصديق، ويد
مملوءة بالتوفيق، واغسل عيناك بالماء، وضع هذه كلها في إناء الأمل، ثم اغليه بنار الاشتياق، لكي تترسب مواده الزائدة، و
وتعطي عصارة وزبدة الحكمة.
عند ذلك صبّه في ماعون الرضا والتسليم، وانفخ عليه من ريح الإحسان ونسيم الاستغفار، قبل أن يفسد، وعندما يبرد يصبح
عصيراً لذيذ، فعند ذلك اشربه في مكانٍ خالً من أي إنسان، ولا يراك فيه إلا الله.
هذا هو الدواء الذي يسكن الذنوب، وتلتئم بع جراحات المعصية، ولا يبقي أثراً لها.
لما سمع الطبيب هذا النداء تقدم من أمير المؤمنين بكل أدب وإخلاص، وأعلن عن عجزه وصغره أمامه، وأعلن عن طاعته
المطلقة له.
وصلى اللهم على محمد وآل محمد
المصدر :كتاب خصال الأمير صـفــ 52 ــحـة..
نسألكم الدعاء
علاج الذنوب
كان الامام علي "عليه السلام " يمشي يوماً في أحد أزقة مدينة البصرة، فرأى مجموعة من الناس متجمعين حول شاب حسن المظهر،
جميل الوجه، يلبس ثياباً نظيفة ومرتبة، وله وقار وهيبة بادية على محياه، وهو جالس على كرسي، والناس متجمهرون حوله،
وكان بينهم من يحمل قناني حاوية على دم أو بول، والشاب ينظر إليها وكأنه طبيب ومن ثم يشخص لهم دواء معيناً ويعطيه
لصاحبه على حسب علمه.
تقدم منه الإمام علي "عليه السلام" وسلم عليه وقال له:
ربك يرحم، هل عندك دواء للذنوب؟
قال الشاب الطبيب:
وهل الذنب ألم أم مرض؟
فقال "عليه السلام":
نعم، الذنب مرض، ويصيب الناس أثناء الازدحام.
أطرق الطبيب رأسه إلى الأرض وأخذ يفكر مليا.
كرر الإمام "عليه السلام" السؤال، وبقى الشاب ساكتا لا يعرف بماذا يجيب.
بعد لحظات رفع الشاب رأسه وقال: جعلت فداك، أنا لا أعرف ماذا أقول لك، فهل تعرف أنت دواء الذنب؟
قال علي "عليه السلام":
نعم، أنا أعرف دواء الذنوب وأعالجه كذلك.
قال الشاب الطبيب:
قل لي ما هو؟
قال الإمام علي"عليه السلام":
نعم، قم من هنا واذهب إلى ذلك البستان، وعند تدخل إليه خذ جذر شجرة النيّة، وبذور الندم، وقليل من ورق التدبير، وبعض
من بذور التقوى، وفاكهة العلم، وخذ كذلك قسماً من أغصان اليقين، ونواة الإخلاص، وقشر الاجتهاد، وقليلاً من ساق الإنابة،
والقليل من سمّ التواضع.
ثم اخلط هذه كلها وصبّها في طست الاختبار، وأضف إليها قليلاً من الوعي، وقلب يقظ، وفهم مملوء بأصابع التصديق، ويد
مملوءة بالتوفيق، واغسل عيناك بالماء، وضع هذه كلها في إناء الأمل، ثم اغليه بنار الاشتياق، لكي تترسب مواده الزائدة، و
وتعطي عصارة وزبدة الحكمة.
عند ذلك صبّه في ماعون الرضا والتسليم، وانفخ عليه من ريح الإحسان ونسيم الاستغفار، قبل أن يفسد، وعندما يبرد يصبح
عصيراً لذيذ، فعند ذلك اشربه في مكانٍ خالً من أي إنسان، ولا يراك فيه إلا الله.
هذا هو الدواء الذي يسكن الذنوب، وتلتئم بع جراحات المعصية، ولا يبقي أثراً لها.
لما سمع الطبيب هذا النداء تقدم من أمير المؤمنين بكل أدب وإخلاص، وأعلن عن عجزه وصغره أمامه، وأعلن عن طاعته
المطلقة له.
وصلى اللهم على محمد وآل محمد
المصدر :كتاب خصال الأمير صـفــ 52 ــحـة..
نسألكم الدعاء