ماذا يعني الإقتداء بالرسول ( صلى الله عليه وآله) ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    ماذا يعني الإقتداء بالرسول ( صلى الله عليه وآله) ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم


    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم



    ماذا يعني الإقتداء بالرسول (ص)













    (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) (الأحزاب / 21) .

    (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (آل عمران / 31) .

    روى الإمام الباقر (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «لا نبي بعدي ، ولا سنّة بعد سنّتي» .

    للقدوة والأسوة العملية في المبادئ والقيم دور أساس وفعّال ، فالقدوة تمنح الفكر قيمة عملية ، وتمنح رجالاتها المصداقية والوثاقة . .

    وتمثل القدوة العملية الصيغة الحية للفكر والمبادئ . .

    وفي الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) القدوة والاقتداء به ينبغي أن نجيب على السؤال الذي يثيره خصوم الإيمان ،

    وهو :

    ما معنى أن يقتدي إنسان بانسان فيقلده ويتبعه خطوة بخطوة .

    أليس في ذلك مصادرة لإرادة المقتدي ، وتغييب لعقله واختياره . . أليس هناك تطورات زمنية وظروف مستجدة تختلف عن تلك التي عاشها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟

    وللإجابة على هذه الإثارات الصادرة عن فهم سيِّئ لمعنى القدوة والاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ينبغي الانطلاق من الإيمان بالله تعالى والنبوة أوّلاً ، وأنّ الله سبحانه أعلم حيث يضع رسالته ، فهو الذي اصطفاه واختاره لحمل الرسالة والدعوة إليها . .

    وتلك المهمة تقتضي أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوما من ارتكاب المعصية ، أي معصوماً من فعل القبائح والسيئات التي دعا الناس إلى تركها ، وعاملاً بما أمر الناس العمل به . .

    وثانياً دراسة السيرة العملية والقولية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على ضوء التحليل العلمي والنفسي لنكتشف الاستقامة والكمال البشري في سلوكه فنفهم لماذا القدوة .

    والعصمة : هي صفة نفسية وعقلية تعني حصول درجة الكمال الإنساني عند المعصوم . .

    فالانسان بانسانيته التي فطره الله عليها له ماهية ممثلة لنوعه ، كما لأي شيء مادي أو حيواني أو نباتي صورة عُليا ممثلة لنوعه . .

    فالماء له ماهية ممثلة لنوعه ، والهواء له ماهية ممثلة لنوعه ، والحيوان له بحيوانيته ماهية ممثلة لنوعه ، والنبات بنباتيته له ماهية ممثلة لنوعه . . فالانسان كما هو واضح ومفطور له هوية إنسانية صورتها الحقة في السلوك هي الكمال ، كالصدق والعدل والرحمة ، واستخدام الغريزة بما وضعت له تكوينياً .

    وتحقيقها يتأتى باختيار الإنسان بما لديه من ملكات نفسية وعقلية وإرادة وتوازن في بناء الشخصية .

    والمعصوم بلطف من الله ، وبفعله الاختياري يحقق العصمة ، يصنع من ذاته الإنسان الكامل ، أو كما يقول أهل الفلسفة والعرفان يحقق الآدمية الكاملة .

    ولكي تتحقق العصمة السلوكية من الناحية النظرية لدى الإنسان فإنّه يحتاج إلى توفر شيئين هما :

    أوّلاً : العلم والمعرفة التامة بكل مفردة سلوكية ليعرف الحسَن من القبيح ، والحق من الباطل ، والضار من النافع .

    ثانياً : تطابق الإرادة مع الحقيقة العلمية تلك بصورة دائمة ، وتحقيق ذلك من الناحية العملية قد يسّره الله بلطفه لأنبيائه ، ليكونوا الممثلين للنوع الإنساني ولصورة الإنسان المطلوب تحقيقها ، وجاءت الشرائع بمنهاج سلوكي لتكون دليلاً للانسان لبناء ذاته ، كما تكون الخارطة دليلاً لبناء الجهاز الآلي ، وادارة عمله وصيانته ، أو كما يهتدي الطيار والبحار بالخارطة في مساره ، فلا يضل الطريق .

    وتفيد الدراسات النفسية انّ الإنحرافات السلوكية مثل الكذب والسرقة وجريمة القتل والحقد والأنانية واللجوء إلى الخمور أو الزنا واللواط أو ظلم الآخرين ، وارتكاب السلوك العدواني ، إنّما سببه الجهل والتربية السيئة ، والتكوين النفسي والجسدي غير المتوازن ، لا سيما أنشطة الغدد الصماء والجهاز العصبي ومناطق المخ ، وضعف الإرادة ، لذا فتح الله سبحانه باب التوبة والعفو والرحمة ، ليكون أمام الإنسان متسع لتلافي ما صدر عنه من سوء بسبب تلك المؤثرات . .

    والمعصوم : قد سلمت فطرته التكوينية من تلك المؤثرات ، وهو بعلمه واختياره النقي صار معصوماً ، أي يسير في سلوكه وفق نقاء الفطرة من غير تلويث ، وبذا فهو يمثل الهوية الانسانية (الآدمية) بصيغتها التكاملية ، وسلوكه يمثل السلوك الصحي السوي ، الخالي من العقد والأمراض النفسية ، والجهل والخطأ . . فهو يشخص بسلوكه قانونية السلوك الإنساني السليم ، لذا فالاقتداء به هو عمل بالسلوك الإنساني السوي ، وممارسة عملية لبناء الذات الإنسانية السويَّة . .

    وبذا يكون السلوك النبوي مقياساً للسلوك ، فهو مصحح للسلوك والمحتوى الذاتي للانسان ، وعاصم له من الانحراف ، فهو بيان عملي للمنهج والسلوك السوي علمياً في الحياة .

    لذا فاتباعه إذاً ليس تقليداً أعمى يمارسه إنسان لإنسان ، ولا مصادرة للذات الانسانية ، ولا إسقاطاً لهوية الإنسان المقتدي ، كما يدعي خصوم الإيمان ، بل هو عمل بالسلوك السوي المستقيم .

    إنّ السيرة النبوية تشكل مقياساً وتفسيراً إسلامياً للقيم والمبادئ والمعتقد الاسلامي بشكله النقي الأصيل . .

    بعيداً عن عبث العابثين وتفسيرات الفلسفة والرأي والتأويل الخاطئ للنصوص . .

    فالسيرة صورة تنفيذية مفسِّرة للنص اللفظي ، أو صانعة لمفهوم وتشريع اسلامي مجسَّد بشكله المادي المشرق المحسوس ، كما أن مسألة إثبات ما صدر عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نجدها في مجال السيرة العملية أفضل منها في السنّة اللفظية ، فالمكذوب في مدونات السيرة العملية ورواياتها أقل بكثير منه في السنّة اللفظية والقولية . .

    إن مجتمعنا المعاصر أحوج ما يكون إلى الاقتداء بسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) العملية ، وإن إحياء السيرة والسنّة النبوية مسألة أساسية وحضارية . . إنّنا بحاجة إلى تأسيس المشاريع والمؤسسات العصرية لإحياء السنّة . . فقد كان في كل سلوك سلكه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤسسة خير وإصلاح وتطوير للمجتمع وبناء أخلاقي وحضاري للانسان . .

    فكم دافع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمواقفه العملية عن المظلوم ومن ضُيّع حقّه ، وكم اهتمّ بالأيتام ، وكم قضى حوائج المحتاجين ، وأغاث الملهوفين ، وكم صدر عنه ما يؤكد عنايته بالحيوان . .

    وكم كان له من مواقف لحل المشاكل والإصلاح ، وكم كان من وقته وجهده للعبادة والدعوة إلى الإسلام . .

    إن تأسيس المؤسسات ومشاريع البرّ التي تقوم بكل تلك الأنشطة ، ونشر تراث السيرة ، والتثقيف عليه ، والحث على العمل به في حياتنا العملية ، هو بناء لوجودنا الحضاري في مجال الأسرة والمجتمع والدولة ، وفي التعامل مع ذوي القربى والجار والخصم والصديق ، في الأفراح والأحزان ، وهي أساس لتصحيح التقاليد الاجتماعية الخاطئة . .

    إنّ الدعوة إلى الإقتداء بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعميق البحوث والدراسات التحليلية للسيرة هي دعوة لتطوير المجتمع ، والتسامي به نحو إنسانية الإنسان وآدميته .


  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    #2
    تسلم مديرنا الغالي فيما طرحت
    جزاك الله خير الجزاء
    وجعله في ميزاان حسناتك

    تعليق

    • :: بحر ::
      • Jan 2009
      • 7359

      #3
      اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ
      جزاكَ الله خيرا

      تعليق

      • ابوجعفرالديواني
        • Nov 2008
        • 2856

        #4
        وفقك الله اخي على هذه الفائده
        وبورك عطائك

        تعليق

        • عاشقة الابتسامه
          • Dec 2008
          • 9239

          #5
          بورك عطائئك اخي الكريم

          تعليق

          • *llعاشقة الزهـراءll*
            • Nov 2008
            • 9514

            #6
            السلام عليك ياارسول الله
            السلام عليك ياابالقااسم محمد..(اللهم صل على محمد وال محمد..)
            انالك المولى زياارته بالدنيااا وشفااعته ورضااه عنك بالاخره
            دمت بحب وعناايه الزهرااء..سلام الله عليهاا
            :65::65::65:

            تعليق

            • أم الحلوين
              • Nov 2008
              • 3056

              #7
              أحسنت مديرنا الفاضل
              بورك عطائك المستمر دووما
              جزاك الله خير الجزاء

              تعليق

              • أصغر ملك
                • Nov 2012
                • 792

                #8
                رحم الله والديكـ وجعله في موازين حسناتكـ
                يعطيكـ ألف ألف ألف عافية عالطرح
                ربي يسلم يمينكـ ولا يحرمنا تواجدكـ

                بانتظار جديدكـ بكل شووووق
                وتقبلوا مروري

                تعليق

                يعمل...
                X