اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
أن مصدر باطن الإثم القلب المريض، كما أن مصدر العمل الصالح والنية الصالحة القلب السليم، فكل إناء بالذي فيه ينضح.
وبين القلب وصادراته علاقة وصلة، فكلما سلم القلب سلمت صادراته، وكلما مرض القلب فسدت صادراته، فلا يصدر عن القلب المريض غير الإثم، ولا يصدر عن القلب السليم إلاّ الصلاح.
وهذه حقيقة من حقائق النفس والسلوك، كما أن مآل القلب السليم إلى الجنة (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
فإن الجنة (دار السلام). يقول تعالى: (لهم دار السلام عند ربهم)، ولايدخلها إلاّ السلام، والسليم والأمان والأمين.
ومآل القلب المريض، إذا لم يبرأ من مرضه، النار. يقول تعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).
فإذا مرض القلب وتمادى صاحبه في ذلك، ولم يبرأ من مرضه، زاده اللّه مرضاً، عقاباً لصاحبه عليه، فيكون هذا القلب بتراكم مرضه سبباً في دخول صاحبه النار.ويقول تعالى: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا)، وهذه العاقبة هي التي يؤول إليها أمر مرضى القلوب، فيكذّبون اللّه ورسوله، ويقولون للناس في نهاية الشوط :(ما وعدنا اللّه ورسوله إلاّ غروراً).
إذن مآل القلوب المريضة النار، إلاّ أن تبرأ من مرضها، ومآل القلوب السليمة الجنة: (يوم لا ينفع مال ولا بنون).
• ● باطن الإثم مرض ● •
وإن كان باطن الإثم لا يصدر إلاّ من القلب المريض، فإن باطن الإثم في حد نفسه نحو من مرض القلب، وقد ورد تأكيد هذا المعنى في النصوص الاسلامية، فالحسد مرض، والحقد مرض، والطمع مرض، وحب الدنيا مرض.
عن امير المؤمنين(عليه السلام): «لا وجع اوجع من الذنب».
وعنه(عليه السلام): «الحسد داء عياء لا يزول إلاّ بهلاك الحاسد أو موت المحسود>>.وعنه(عليه السلام) أيضاً: «الحقد داء دوي ومرض موبئ».
وعنه(عليه السلام): «الشهوات أعلال قاتلات، وأفضل دوائها اقتناء الصبر عنها».وعنه(عليه السلام) في موت القلوب وأثره في سلوك الانسان وهو يصف الزهاد: «يرون أهل الدنيا يعظمون موت اجسادهم، وهم أشدُّ إعظاماً لموت قلوب احيائهم».
وإذا عرفنا أن باطن الإثم نحو من المرض، عرفنا كيف نعالجه، وكيف نواجهه، وكيف نستأصله من النفس والمجتمع.
كيف نتعامل مع مرضى القلوب ؟
النقطة الاولى في التعامل هي أن نعرف أن امراض القلوب معدية، وإذا كانت امراض الاجسام منها معدية ومنها غير معدية، فإن امراض القلوب كلها معدية، وعلى الانسان إذا كان غير واثق من مناعته وقدرته على تصحيح الانحرافات، أن يجتنب مصاحبة مرضى القلوب، ويبتعد عنهم جهد الإمكان.عن الامام الصادق(عليه السلام) قال: «قال امير المؤمنين(عليه السلام): لا ينبغي للمسلم أن يؤاخي الفاجر، فإنه يزيّن له فعله، ويحب أن يكون مثله».
وعن امير المؤمنين علي(عليه السلام): «لا تصحب الشرّير، فإن طبعك يسرق من طبعه شرّاً وأنت لا تعلم».
وعن الامام الجواد(عليه السلام): «إياك ومصاحبة الشرّير، فإنه كالسيف المسلول، يحسن منظره، ويقبح أثره».
والنقطة الثانية في التعامل مع مرضى القلوب هي عدم التشهير بأصحاب المعاصي الذين يستترون بمعاصيهم، لئلاّ تأخذهم العزة بالإثم، والرفق في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي احسن، لئلاّ يؤدي ذلك بهم إلى العزة بالمنكر.عن علي بن الحسين(عليهما السلام): «كان آخر ما اوصى به الخضر موسى بن عمران(عليه السلام) أن قال له: لا تعيّرن احداً بذنب».
وعن الصادق(عليه السلام): «إذا وقع بينك وبين أخيك هنة فلا تعيّرنه بذنبه».
فإذا جاهروا بالذنب، واعلنوا المعصية، اختلف الامر ولزم ردعهم بقوة، وتحذير الناس منهم، وعزلهم عن الناس، لئلاّ يفسدوا المجتمع، وقد أُمرنا أن نلقاهم بوجوه مكفهرة.
عن امير المؤمنين(عليه السلام): «أمرنا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة».
وعنه(عليه السلام): «أدنى الإنكار ان يُلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة».
وعن عيسى بن مريم(عليه السلام): «تحببوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إلى اللّه بالتباعد عنهم، والتمسوا رضا اللّه بسخطهم».
أن مصدر باطن الإثم القلب المريض، كما أن مصدر العمل الصالح والنية الصالحة القلب السليم، فكل إناء بالذي فيه ينضح.
وبين القلب وصادراته علاقة وصلة، فكلما سلم القلب سلمت صادراته، وكلما مرض القلب فسدت صادراته، فلا يصدر عن القلب المريض غير الإثم، ولا يصدر عن القلب السليم إلاّ الصلاح.
وهذه حقيقة من حقائق النفس والسلوك، كما أن مآل القلب السليم إلى الجنة (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
فإن الجنة (دار السلام). يقول تعالى: (لهم دار السلام عند ربهم)، ولايدخلها إلاّ السلام، والسليم والأمان والأمين.
ومآل القلب المريض، إذا لم يبرأ من مرضه، النار. يقول تعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).
فإذا مرض القلب وتمادى صاحبه في ذلك، ولم يبرأ من مرضه، زاده اللّه مرضاً، عقاباً لصاحبه عليه، فيكون هذا القلب بتراكم مرضه سبباً في دخول صاحبه النار.ويقول تعالى: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا)، وهذه العاقبة هي التي يؤول إليها أمر مرضى القلوب، فيكذّبون اللّه ورسوله، ويقولون للناس في نهاية الشوط :(ما وعدنا اللّه ورسوله إلاّ غروراً).
إذن مآل القلوب المريضة النار، إلاّ أن تبرأ من مرضها، ومآل القلوب السليمة الجنة: (يوم لا ينفع مال ولا بنون).
• ● باطن الإثم مرض ● •
وإن كان باطن الإثم لا يصدر إلاّ من القلب المريض، فإن باطن الإثم في حد نفسه نحو من مرض القلب، وقد ورد تأكيد هذا المعنى في النصوص الاسلامية، فالحسد مرض، والحقد مرض، والطمع مرض، وحب الدنيا مرض.
عن امير المؤمنين(عليه السلام): «لا وجع اوجع من الذنب».
وعنه(عليه السلام): «الحسد داء عياء لا يزول إلاّ بهلاك الحاسد أو موت المحسود>>.وعنه(عليه السلام) أيضاً: «الحقد داء دوي ومرض موبئ».
وعنه(عليه السلام): «الشهوات أعلال قاتلات، وأفضل دوائها اقتناء الصبر عنها».وعنه(عليه السلام) في موت القلوب وأثره في سلوك الانسان وهو يصف الزهاد: «يرون أهل الدنيا يعظمون موت اجسادهم، وهم أشدُّ إعظاماً لموت قلوب احيائهم».
وإذا عرفنا أن باطن الإثم نحو من المرض، عرفنا كيف نعالجه، وكيف نواجهه، وكيف نستأصله من النفس والمجتمع.
كيف نتعامل مع مرضى القلوب ؟
النقطة الاولى في التعامل هي أن نعرف أن امراض القلوب معدية، وإذا كانت امراض الاجسام منها معدية ومنها غير معدية، فإن امراض القلوب كلها معدية، وعلى الانسان إذا كان غير واثق من مناعته وقدرته على تصحيح الانحرافات، أن يجتنب مصاحبة مرضى القلوب، ويبتعد عنهم جهد الإمكان.عن الامام الصادق(عليه السلام) قال: «قال امير المؤمنين(عليه السلام): لا ينبغي للمسلم أن يؤاخي الفاجر، فإنه يزيّن له فعله، ويحب أن يكون مثله».
وعن امير المؤمنين علي(عليه السلام): «لا تصحب الشرّير، فإن طبعك يسرق من طبعه شرّاً وأنت لا تعلم».
وعن الامام الجواد(عليه السلام): «إياك ومصاحبة الشرّير، فإنه كالسيف المسلول، يحسن منظره، ويقبح أثره».
والنقطة الثانية في التعامل مع مرضى القلوب هي عدم التشهير بأصحاب المعاصي الذين يستترون بمعاصيهم، لئلاّ تأخذهم العزة بالإثم، والرفق في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي احسن، لئلاّ يؤدي ذلك بهم إلى العزة بالمنكر.عن علي بن الحسين(عليهما السلام): «كان آخر ما اوصى به الخضر موسى بن عمران(عليه السلام) أن قال له: لا تعيّرن احداً بذنب».
وعن الصادق(عليه السلام): «إذا وقع بينك وبين أخيك هنة فلا تعيّرنه بذنبه».
فإذا جاهروا بالذنب، واعلنوا المعصية، اختلف الامر ولزم ردعهم بقوة، وتحذير الناس منهم، وعزلهم عن الناس، لئلاّ يفسدوا المجتمع، وقد أُمرنا أن نلقاهم بوجوه مكفهرة.
عن امير المؤمنين(عليه السلام): «أمرنا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة».
وعنه(عليه السلام): «أدنى الإنكار ان يُلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة».
وعن عيسى بن مريم(عليه السلام): «تحببوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إلى اللّه بالتباعد عنهم، والتمسوا رضا اللّه بسخطهم».
تعليق