مفردات القرآن الكريم (استغفار)
وأصل الغَفْر التغطية والستر وغفر الله ذنوبه أي سترها ، وكل شيء سترته فقد غفرته ،ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأس مِغْفر.انتهى.
وفي حديث النبي (ص):"وأنا أستغفر الله سبعين استغفارة". قال(ص)وهو معصوم قيل : لأن الاستغفار عبادة ، أو لتعليم أمته، أو عن تواضع، أو عن اشتغاله بالنظر في مصالح الأمة ، ومحاربة الأعداء، أو عن أحوال ما مضى بالنسبة إلى ما ترقّى إليه ؛فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وأقسام المذنبين ثلاثة:
1- المشركون بالله : وهؤلاء لا تنالهم رحمة الله طبقًا للآية :{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}.
2- المذنبون التائبون: فهؤلاء تقبل توبتهم بلا خلاف.
3- المذنبون غير التائبين: وهؤلاء وقع الخلاف في العفو عنهم ، فقد ذهب الأغلب إلى إمكان شمولهم بعطف الله .
وقال المعتزلة بعدم العفو عنهم واستدلوا بالتالي:
1- الآيات والأخبار قد تضافرت على بيان ترتب العقاب على المعصية.
2- إن العفو عن غير التائب مستقبح عقلاً لأن ذلك يبعث بالطمع في الاستزادة من المعاصي.
3- إن العفو عنهم مناف لعدل الله - سبحانه- فإن المساواة بين المطيع والعاصي في دخول الجنة يستلزم إضاعة حق المطيع في احتماله مكاره الطاعة ، ومشاق العبادة . وهذا صريح قوله تعالى :{أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}.
والجواب عن هذه الأدلة كما يلي:
1- إن الآيات والأخبار هي لبيان ما يستحقه العاصي، أما مرحلة التنفيذ فإن الله له صلاحية العفو عن العقوبة ،بموجب قوله : {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}.
2- إن العفو عن المذنب غير التائب لا يوجب إغراءه لأن العفو ليس إلزاميًا ،ولذلك قيد سبحانه غفرانه بقوله : {لِمَن يَشَاء}حتى يصده عن الارتماء في أحضان المعصية.
3- وكذلك فإن العفو عن المذنب غير التائب لا يشكل خرقًا لقاعدة العدل ، فإن حق المذنب التائب محفوظ وله من الدرجات الرفيعة ما لا يحظى به غير التائب.
قال الشيخ الصدوق : اعتقادنا في الوعد والوعيد هو أن من وعده الله على عمل ثوبًا فهو منجزه ، ومن وعده على عقاب فهو بالخيار إن عذبه فبعدله ، وإن عفا عنه فبفضله.
المصادر: لسان العرب (لابن منظور) - مجمع البحرين( للشيخ الطريحي)- أضواء على دعاء كميل (للسيد بحر العلوم) - بحوث في الملل والنحل (للشيخ جعفر السبحاني).
تعليق