المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي (عليه السلام) في القرآن سورة الحديد، الحشر /المجادله/ الممتحنه


عاشقة الابتسامه
29-09-2009, 05:19 PM
:: سورة الحديد


(وفيها أربع آيات)
1. (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) / 18.
2. (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) / 20.
3. (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) / 24.
4. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) / 27.


(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)
الحديد/ 19
أخرج علاّمة الهند عبيد الله أمر تسري في مناقبه عن أحمد في مسنده والثعلبي في تفسيره وغيرها عن ابن عباس في هذه الآية قال:
(إنّها نزلت في علي) (1).
وروى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن علي بن محمد بن البزاز (بإسناده المذكور) عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ في حديث ـ أنّه قال:
قوله (تعالى): (كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِن).
يعني: بالولاية بحقِّ علي، وحقّ علي الواجب على العالمين.
(أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ).
هم الذين قاسم علي عليهم النار، فاستحقوا الجحيم (2).
* * * * *
وأخرج البلاذري في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من كتابه (أنساب الأشراف) عن معاذة العدوية قالت سمعت علياً ـ وهو على منبر البصرة ـ يقول:
(أنا الصديق الأكبر، آمنتُ قبل أنْ يؤمن أبو بكر، وأسلمتُ قبل أنْ يسلم) (3).
وأخرج ابن شاذان في المناقب المائة من طرق العامة عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (وأمّا علي فهو الصديق الأكبر، لا يخشى يوم القيامة من أحبه) (4).
وأخرج أيضاً عن أبي ذر قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى علي فقال: (هذا سيّد الصديقين وسيّد الوصيين... إذا كان يوم القيامة فينادي منادٍ من بِطنان العرش: هذا الصديق الأكبر...) (5).
وأخرج العلاّمة الهندي، الفقير العيني، في مناقبه المسمّى بـ (مناقب سيّدنا علي) أحاديث في ذلك أيضاً وهي كما يلي:
1. عن الطبراني، عن سلمان وأبي ذر ـ (رضي الله عنهما) ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال في علي:
(إنّ هذا الصديق الأكبر، وفاروق هذا الأمة) (6).
2. وعن أبي نعيم، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، وابن قتيبة، عن سيدنا علي ـ كرّم الله وجهه ـ قال:
(أنا عبد الله، وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وأنا الصديق الأكبر) (7).
3. وعن أحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، والنسائي عن علي ـ كرّم الله وجهه ـ قال:
(أنا عبد الله، وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب) (8).
4. وعن الطيالسي، والحاكم، والإمام أبي حنيفة عن علي قال:
(أنا الفاروق الأعظم، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب) (9).
5. وعن الحاكم عن أبي ذر ـ (رضي الله عنه) ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ قال لعلي بن أبي طالب:
(أنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق، الذي تفرق بين الحق والباطل) (10).
6. وعن الديلمي والطبراني عن سلمان ـ (رضي الله عنه) ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ قال لعلي:
(أنت الصديق الأكبر) (11).
7. وعن البزاز عن علي (رضي الله عنه) وعن العقيلي، عن ابن عباس (رضي الله عنه) ـ والحاكم عن أبي ذر الغفاري، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال لعلي ـ كرّم الله وجهه ـ:
(أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق) (12).
8. وعن شاذان، عن علي، ـ كرّم الله وجهه ـ أنّه قال فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (هذا الصديق الأكبر) (13).
9. وعن الحاكم عن أبي ذر ـ (رضي الله عنه) ـ وعن الطبراني والديلمي عن سلمان (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال في علي ـ كرّم الله وجهه ـ:
(هذا الصديق الأكبر، وهذا الفاروق لأمته، وهذا يعسوب المؤمنين) (14).
وأخرج هذه الأحاديث وغيرها أحد عشر حديثاً أيضاً علاّمة الهند عبيد الله بسمل أمرتسري في كتابه الكبير، في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) (15) كل ذلك بأسانيد عديدة عن سلمان، وأبي ذر، ومعاذة العدوية، وعبّاد بن عبد الله، وابن عباس وغيرهم.
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ...)
الحديد/ 20
روى العلاّمة البحراني، عن أبي نعيم الحافظ ـ عن رجاله ـ مرفوعاً إلى ابن عباس (رضي الله عنه) أنه قال:
(سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب) (16).
(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
الحديد/ 24
روى السدي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
قال: أنزل الله آدم، ومعه من الجنّة سيفُ ذي الفقار، خلق من ورق آس الجنة.
ثم قال (تعالى): (فيه بأس شديد).
فكان يحارب به آدم (عليه السلام) أعداءه، من الجن، والشياطين، وكان مكتوباً عليه:
(لا يزال أنبيائي يحاربون به، نبي بعد نبي، وصديق بعد صديق، حتى يرثه أمير المؤمنين، فيحارب به مع النبي الأمي).
(ومنافع للناس) (أي): محمد وعلي.
(إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).(أي): منيعٌ بالنقمة من الكفار لعلي بن أبي طالب (17).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
الحديد/ 27
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن فرات بن إبراهيم الكوفي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس ـ في قوله تعالى ـ:
(يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ).
قال: الحسن والحسين.
(وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ)
قال: علي بن أبي طالب (18).

:: سورة المجادلة


(وفيها ست آيات)
1. (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ) / 7
2. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) / 9.
3. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ) / 11
4. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ (إلى) خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) / 12 ـ 13.
5. (لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ) / 22.
6. (أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) / 22.


(... ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِليمٌ):
المجادلة/ 7
روى العلاّمة البحراني قال: أسند أبو جعفر الطبري إلى ابن عباس:
أنّ سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا فيها على قتل علي، ودفعوها إلى أبي عبيدة بن الجراح أمين قريش، فنزلت:
(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ) الآية.
فطلبها النبي منه فدفعها إليه (19).
(أقول): فالمقصود بـ (نجوى)، نجواهم لقتل علي (عليه السلام).
والمقصود (بما عملوا)، كتابتهم الصحيفة، وتعاهدهم على قتل علي (عليه السلام).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
المجادلة/ 9
أخرج الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حليته بسنده عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): ما أنزل الله آية فيها (يا أيها الذين آمنوا) إلاّ وعليٌّ رأسها وأميرها (20).
(أقول): معنى ذلك أنّ علياً (عليه السلام) هو السباق إلى العمل بأوامر الله ونواهيه للمؤمنين، وعلي بن أبي طالب خالص المؤمنين، في الإيمان والعمل الصالح، وتوجه النهي إلى المؤمنين وفي رأسهم وليهم علي بن أبي طالب، ليس ممّا ينكر، فقد توجه النهي في القرآن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) الأحزاب/ 1.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قيل: لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ...)
المجادلة/ 11
أخرج الحافظ (الحنفي) القندوزي بسنده عن الأعمش عن أصحاب ابن عباس قال:
ما أنزل الله في القرآن آية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو) إلاّ كان علي أميرها، وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وما ذكر علياً إلاّ بخير (21).
(أقول): قوله (أميرها وشريفها) إمّا يعني: أمير المؤمنين، وشريف المؤمنين، وإرجاع الضمير المؤنث المفردة إليهم باعتبارهم جماعة مثل (قالت الأعراب آمنا) (وإمّا) يعني: أمير تلك الآية وشريف تلك الآية، باعتبارها آية نازلة في المؤمنين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * أأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ)
المجادلة/ 12 ـ 13
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: الحبري (بإسناده المذكور) عن مجاهد، قال: قال علي (رضي الله عنه):
آية في القرآن لم يعمل بها أحد قبلي، ولم يعمل بها أحد بعدي، أنزلت آية النجوى، فكان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم، فكنتُ إذا أردت أنْ أناجي النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) تصدّقت بدرهم، حتى فنيت، ثم نسخته الآية التي بعدها (22).
* * * * *
وروى أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري، في تفسيره روايات عديدة في ذلك، (ومنها) عن مجاهد في قوله تعالى:
(فقدموا بين يدي نجواكم).
قال: نهوا عن مناجاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلاّ علي بن أبي طالب، قدم ديناراً فتصدّق به (23).
وروى العلاّمة البحراني، عن العالم الشافعي (محمد بن إبراهيم الحمويني) (بإسناده المذكور) عن الإمام حسام الدين، محمد بن عثمان بن محمد، قال:
روي عن علي (رضي الله عنه) عشر مرات بعشر كلمات، قدّمها عشر صدقات ـ وهي الكلمات التي ناجى بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):
1. فسأل (في الأولى) ما الوفاء؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): التوحيد وشهادة أنْ لا إله إلا الله.
2. ثم قال: وما الفساد؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): الكفر والشرك بالله عزّ وجلّ.
3. قال: وما الحق؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): الإسلام، والقرآن، والولاية إذ انتهت إليك.
4. قال: وما الحيلة؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): ترك الحيلة.
5. قال: وما عليَّ؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): طاعة الله، وطاعة رسوله (24).
6. قال: وكيف أدعو الله تعالى؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): بالصدق واليقين.
7. قال: وما أسأل الله تعالى؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): العافية.
8. قال: وماذا أصنع لنجاة نفسي؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): كُلْ حلالاً، وقُلْ صدقاً.
9. قال: وما السرور؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): الجنة.
10. قال: ما الراحة؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): لقاء الله تعالى.
فلمّا فرغ نسخ حكم الآية (25).
وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو بكر السكري (بإسناده المذكور) عن علي قال:
لمّا نزلت: (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً).
دعاني رسول الله فقال:
ما تقول؟ دينار؟
قلت: لا يطيقونه.
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): فكم؟
قلت: أدي شعيرة.
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): إنك لزهيد.
فنزلت: (أشفقتم) الآية.
قال (علي): فبيّ خفف الله عن هذه الأُمّة (26).
* * * * *
وأخرج هذه الأحاديث وأشباهها معظم علماء التفسير والحديث والتاريخ، (كفقيه الشافعي) جلال الدين السّيوطي في تفسيره، وفي كتابه لباب النقول (27).
وكالفقيه الحنفي أخطب خطباء خوارزم الموفّق بن أحمد في مناقب علي بن أبي طالب (28).
والفقيه الشافعي أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه (29).
(والحافظ) النسائي في خصائص أمير المؤمنين (30).
(والحافظ) الترمذي في جامعه الصحيح (31).
(والحافظ) الذهبي في ميزان الاعتدال (32).
(والحافظ) الكنجي في كفاية المطالب (33).
(والحافظ) الدمشقي ابن كثير الشافعي في تفسيره (34).
(والحافظ) في أحكام القرآن (35).
(والحاكم) في مستدركه (36).
وآخرون كثيرون...
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).المجادلة/ 22
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: حدثونا عن أبي العباس بن عقدة (بإسناده المذكور) عن حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، في قوله تعالى:
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) إلى آخر القصة.
قال: نزلت في علي بن أبي طالب (37).
(أقول): يعني: علي بن أبي طالب هو الذي يؤمن بالله واليوم الآخر، وهو الذي لا يواد من حاد الله ورسوله ولو كانوا من أقربائه وهو الذي كتب الله في قلبه الإيمان، وهو الذي أيّده الله بروح منه وهو الذي يدخله الله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، وهو الذي (رضي الله عنه)، ورضي هو عن الله.
فهو المصداق الأتمّ، والفرد الأكمل لهذه الآية.
(أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
المجادلة/ 22
أخرج الحافظ (الحنفي) سليمان القندوزي في ينابيعه (بسنده المذكور) عن جابر بن عبد الله الأنصاري (إلى أنْ قالوا) قال: جندل بن جنادة بن خيبر اليهودي بعدما أسلم على يد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم):
أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسك بهم؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم):
أوصيائي الاثنا عشر.
قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة، وقال: يا رسول الله، سمّهم لي.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم):
أوّلهم سيّد الأوصياء أبو الأئمّة علي، ثم ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم، ولا يغرنّك جهل الجاهلين، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه.
فقال جندل: وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء (عليهم السلام) (أيليا) (وشبر) و (شبير) فهذه الأسماء علي والحسن والحسين، فمن بعد الحسين، وما أساميهم؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم):
إذا انقضت مدّة الحسين، فالإمام ابنه علي ويلقب بزين العابدين، فبعده ابنه محمد يلقب الباقر، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق، فبعد ابنه موسى يدعى بالكاظم، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا، فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي، فبعده ابنه علي يدعى بالتقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبّتهم، أولئك الذي وصفهم الله في كتابه وقال:
(هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
ثم قال تعالى:
(أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
فقال جندل: الحمد لله الذي وفقني بمعرفتهم (38).
(أقول): معنى هذا الحديث هو أن تنزيل هذه الآية الكريمة في أتباع علي وأهل بيته، وأنهم هم حزب الله، وأنهم هم المفلحون.
وأخرج (المسعودي) في مروجه، خطبة للإمام الحسن بن علي في أيام خلافته وفيها أنّه قال:
(نحن حزب الله المفلحون، وعترة الله الأقربون) (39).
وأخرج إمام الحنابلة، أحمد بن حنبل، عن علي (عليه السلام) أنّه قال:
(نحن النجباء، وإفراطنا إفراط الأنبياء، وحزبنا حزب الله) (40).
* * * * *
وأخرجه أيضاً ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) في تاريخه الكبير (41).
وهكذا أخرجه الفقير العيني في (مناقب سيدنا علي) عنه (عليه السلام) (42).
وأخرجه غيره أيضاً.

:: سورة الحشر


(وفيها خمس آيات)
1. (مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى) / 7.
2. (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) / 9.
3. (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا) / 10.
4. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) / 18.
5. (لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ) / 20.


(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ مِنْكُمْ...)
الحشر/ 7
روى الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان في تفسير القرآن) في تفسيره هذه الآية:
(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) الآية.
قال: قال ابن عباس (رضي الله عنه):
هي (يعني: ما أفاءه الله): (قريضة) و (النظير) وهي بالمدينة على ثلاثة أميال، (وفدك) وهي من المدينة، وخيبر، وقرى عرسه، وينبع، جعلها الله تعالى لرسوله يحكم فيها ما أراد، واختلفوا (أي المسلمين أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيها، فقال أناس: هلاّ قسمها؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية:
(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) (43).
* * * * *
وقال أبو جعفر بن جرير الطبري، في تفسيره، عند تفسير هذه الآية قال: قوله (ولذي القربى) يقول: ولذي قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) (44) وقال المفسّر المعاصر (عبد الكريم الخطيب) في تفسيره: (أي: إنّ هذا الذي أفاءه الله على رسوله من أهل القرى هو لله والرسول ولذي القربى للرسول) (45).
* * * * *
وقال الشيخ محمد علي السالس المعاصر، مدرس كلية الشريعة الإسلامية بالقاهرة في تفسيره الموسوم بـ (تفسير آيات الأحكام) عن هذه الآية الكريمة:
وأمّا سهم ذي القربى فهو لذي قرباه ـ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ (46).
(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
الحشر/ 9
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بإسناده المذكور) عن أبي هريرة (قال):
إنّ رجلاً جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فشكا إليه الحوع فبعث إلى بيوت أزواجه، فقلن ما عندنا إلاّ الماء، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): من لهذه الليلة؟
فقال علي: أنا يا رسول الله.
فأتى فاطمة، فأعلمها، فقالت: ما عندنا إلاّ قوت الصبية، ولكنّا نؤثر به ضيفنا.
فقال علي: نوّمي الصبية، وأنا أُطفئ للضيف السراج.
ففعلت، وعشى الضيف، فلمّا أصبح، أنزل الله عليهم هذه الآية: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) الآية (47).
(أقول): قوله: أنزل الله عليهم هذه الآية: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) يعني: كامل هذه الآية من أولها: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) إلى آخرها (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) بدليل قوله (الآية)، ولأنّ محل الشاهد كان قطعة من الآية؛ ذكرت القطعة بالذات باعتبارها السبب في نزول مجموع الآية:
(ولا ينافي) ذلك كون تفسير صدر الآية في الأنصار، إذ شأن النزول، والتأويل قد لا يكون نفس التفسير كما لا يخفى على من لاحظ التفاسير.
وروى هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قول الله:
(وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ).
قال: نزلت في علي وفاطمة، والحسن والحسين (48).
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)
الحشر/ 10
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو مسعد محمد بن علي الحبري (بإسناده المذكور) عن سلمة بن الأكوع قال:
بينما النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ببقيع الغرقد، وعلي معه فحضرت الصلاة، فمرّ به جعفر، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): يا جعفر، صل جناح أخيك، فصلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعلي وجعفر.
فلمّا انفتل من صلاته قال: يا جعفر، هذا جبرئيل يخبرني من ربّ العالمين، أنّه صيّر لك جناحين أخضرين، مفضضين بالزّبرجد والياقوت تغدو وتروح حيث تشاء.
قال علي: فقلت: يا رسول الله، هذا جعفر فما لي؟
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): يا علي، أوما علمت أنّ الله عزّ وجلّ، خلق خلقاً من أُمّتي يستغفرون لك إلى يوم القيامة.
قال علي: ومن هم يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): قول الله عزّ وجلّ، في كتابه المنزلِ عليّ:
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)، فهل سبقك إلى الإيمان أحد يا علي (49)؟
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ...)
الحشر/ 18
أخرج مفتي العراقين، عالم الشافعية، محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي في كفايته، بسنده عن حذيفة بن اليمان (50)، قال: ما ذكر الله في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا إلاّ كان عليٌّ لبّها ولبابّها) (51).
(لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ)
الحشر/ 20
روى العالم (الحنفي) موفّق بن أحمد، من أعيان العلماء، عن سيد الحفاظ شهر دار بن شيرويه بن شهردار الديلمي (بإسناده المذكور) عن أبي الزبير، عن جابر قال: كنّا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فأقبل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة، فقبض منها بيده ثم قال:
(والذي نفسي بيده، إنّ هذا وشيعته، هم الفائزون يوم القيامة) (52).
(أقول): القرآن يقول: (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ)
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (الفائزون هم فقط وفقط علي وشيعته).
النتيجة: فمن ذكرهم القرآن هم علي وشيعته.

:: سورة الممتحنة


(وفيها آيتان)
1. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) / 1.
2. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ) / 10.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمودّة وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالمودّة وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ)
الممتحنة/ 1
عليٌّ ينقذُ من المشكلة المتوقعة
روى (السّيوطي) الفقيه الشافعي في تفسيره (الدرُّ المنثور) قال:
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس (رضي الله عنهما)، في قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ) الآية.
قال: نزلت في رجل كان مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة من قريش، كتب إلى أهله وعشيرته بمكة، يخبرهم وينذرهم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) سائر إليهم، فأخبر (جبرئيل) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بصحيفته، فبعث علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فأتاه بها (53).
(أقول): كانت هذه قصة حاطب بن أبي بلتعة، وكان قد بعث بالكتاب مع امرأة قد شدّته في عقيصة رأسها، ووافاها علي بن أبي طالب (بروضة خاخ)، فأنكرت أنْ يكون معها كتاب، حتى هددها علي (عليه السلام) بالتفتيش عنه، أو بالقتل، فأخرجت الكتاب، وأخذه علي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم).
وكان ذلك في مسير النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى فتح مكة، (فكم يا تُرى) كانت المشكلة عظيمة وخيمة لو كان الكتاب يصل إلى مكة؟! وكم كان حق علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الإسلام والمسلمين عظيماً في ذلك؟!.
(وهذه) الآية وإنْ لم تنزل في علي ـ وحاشا علياً من مثل ذلك ـ إلاّ أنّ فضل درء المشكلة عن النبي الإسلام والمسلمين فيما ذكرته هذه الآية يرجع إلى علي (عليه السلام).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ...)
الممتحنة/ 10
أخرج العلاّمة البحراني، في كتاب صغير له أسماه (نبذة من مناقب أمير المؤمنين) أخرج جميعها من كتب العامة، قال فيه: (صلى الله عليه وآله وسلّم): ما في القرآن آية فيها: (يا أيّها الذين آمنو) إلاّ وعليٌّ رأسها وقائدها (54).

(1). أرجح المطالب/ ص60.
(2). شواهد التنزيل/ ج2/ ص181 ـ 182.
(3). أنساب الأشراف/ ج2/ ص146.
(4). المناقب المائة/ المنقبتان 89 و55/ ص52 و36.
(5). المناقب المائة/ المنقبتان 89 و55/ ص52 و36.
(6). المناقب للعيني/ صفحات 20 28/ أرقام 68 ـ 134 ـ 135 ـ 137 ـ 143.
(7). المناقب للعيني/ صفحات 20 28/ أرقام 68 ـ 134 ـ 135 ـ 137 ـ 143.
(8). المناقب للعيني/ صفحات 20 28/ أرقام 68 ـ 134 ـ 135 ـ 137 ـ 143.
(9). المناقب للعيني/ صفحات 20 28/ أرقام 68 ـ 134 ـ 135 ـ 137 ـ 143.
(10). المناقب للعيني/ صفحات 20 28/ أرقام 68 ـ 134 ـ 135 ـ 137 ـ 143.
(11). المناقب للعيني/ صفحات 28 58.
(12). المناقب للعيني/ صفحات 28 58.
(13). المناقب للعيني/ صفحات 28 58.
(14). المناقب للعيني/ صفحات 28 58.
(15). أرجح المطالب/ ص21 ـ 23.
(16). غاية المرام/ ص386.
(17). حواشي (إحقاق الحق) المجلد الثالث ص439.
(18). شواهد التنزيل/ ج2/ ص227.
(19). غاية المرام/ ص439.
(20). حلية الأولياء/ ج1/ ص64.
(21). ينابيع المودّة/ ص126.
(22). شواهد التنزيل/ ج2/ ص232.
(23). جامع البيان في تفسير القرآن/ ج28/ ص14.
(24). هذا يدل على أنّ علياً هو (ولي الأمر)؛ لأنّ الله يقول في القرآن (أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم) فأوجب الله على المسلمين ثلاث طاعات، وحيث إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال لعلي (عليه السلام): (طاعة الله، وطاعة رسوله، ولم يرد فيهما بطاعة أولي الأمر، ظهر منه أنه هو الثالث كما لا يخفى).
(25). غاية المرام/ ص349.
(26). شواهد التنزيل/ ج2/ ص234 ـ 235.
(27). تفسير الدر المنثور/ ج6/ ص185 وكتاب لباب النقول/ ج2/ ص81.
(28). المناقب للخوارزمي/ ص195 ـ 196.
(29). المناقب لابن المغازلي/ ص325 ـ 326.
(30). خصائص أمير المؤمنين، ص39.
(31). صحيح الترمذي/ ج5/ ص80 رقم الحديث (3355).
(32). ميزان الاعتدال/ ج3/ ص146.
(33). كفاية الطالب/ ص135.
(34). تفسير القرآن العظيم/ ج4/ ص324.
(35). أحكام القرآن/ ج3/ ص526.
(36). المستدرك على الصحيحين/ ج2/ ص481.
(37). شواهد التنزيل/ ج2/ ص245.
(38). ينابيع المودّة/ ص442 ـ 443.
(39). مروج الذهب/ ج3/ ص9.
(40). مسند ابن حنبل/ كتاب الفضائل/ الحديث 282.
(41). تاريخ دمشق/ ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) / الحديث (1190).
(42). مناقب سيدنا علي (عليه السلام) ص64.
(43). تفسير الثعلبي/ ج2/ الورقة 335/ الصفحة الأولى.
(44). جامع البيان في تفسير القرآن/ عند تفسير سورة الحشر.
(45). التفسير القرآني للقرآن / ج14/ ص859.
(46). تفسير آيات الأحكام/ ج3/ ص138.
(47). شواهد التنزيل/ ج2/ ص246.
(48). شواهد التنزيل/ ج2/ ص247.
(49). شواهد التنزيل/ ج2/ ص248 ـ 249.
(50). هو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي الكوفي، من أجلاء الصحابة والسابقين الأولين، قالوا: أخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالفتن والحوادث الآتية بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلّم)، نقل عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين، وأخرج له أصحاب الصحاح الستة كلهم، وغيرهم أيضاً المئات من الأحاديث الشريفة، ونقل فيما نقل العديد من أحاديث فضل أهل البيت وخاصة سيد العترة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)، مات عام (36) للهجرة.
ذكر وترجم له الكثير من أصحاب الرجال، والتاريخ في العديد من الكتب نذكر جماعة منهم من العامة للمراجعة:
محمد بن سعد كاتب الواقدي في (الطبقات الكبرى) ج6/ ص8.
ومحمد بن حبيب البغدادي في (كتاب المحبر) ص417.
وخير الدين الزركلي في (الأعلام) ج2/ ص180.
وعبد الحي بن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) ج1 ص44.
ومحمد بن إسماعيل البخاري في (التاريخ الكبير) ج2 ق1/ ص89.
وفي (التاريخ الصغير) ص43.
وابن قتيبة الدينوري في (المعارف) ص114.
وعبد الرؤوف المناوي في (الكواكب الدرية) ج1 ص50.
وأحمد بن عبد الله الخزرجي في (خلاصة تهذيب التهذيب) ص74.
ومحمود بن أحمد العيني في (عمدة القارئ) ج8/ ص33.
وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ج1 ص332. وفي (تهذيب التهذيب) ج2/ ص219. وفي (تقريب التهذيب) ص82.
وشمس الدين الذهبي في (تجريد أسماء الصحابة) ج1/ ص134. وفي (تاريخ الإسلام) ج2/ ص153 وفي (دول الإسلام) ج1/ ص16.
وعبد الله بن أسد اليافعي في (مرآة الجنان) ج1/ ص100.
والإمام الطبري في (الذيل المذيل) ص117.
وابن أبي حاتم الرازي في (الجرح والتعديل) ج1/ ق2/ ص256.
وأبو محمد الأزدي في (مشتبه النسبة) ص54.
وأبو نعيم الإصبهاني في (حلية الأولياء) ج1 ص270.
وابن عبد البر القرطبي في (الاستيعاب) ج1 ص104
ومحمد بن طاهر القيسراني في (الجمع بين رجال الصحيحين) ص107.
وابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق) ج4/ ص93.
وأبو الفرج بن الجوزي في (تلقيح فهوم أهل الأثر) ص198. وفي (صفة الصفوة) ج1/ ص349.
وعلي بن محمد ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) ج1/ ص390. وفي (الكامل في التاريخ) ج3/ ص133.
وأبو المؤيّد الخوارزمي في (جامع المسانيد) ج2/ ص422.
وأبو زكريا النواوي في (تهذيب الأسماء) ص199
وآخرون أيضاً...
(51). كفاية الطالب/ ص54.
(52). المناقب للخوارزمي/ ص62.
(53). الدر المنثور/ ج6/ ص203.
(54). الكتاب المذكور/ ص79.

* || نور على نور ||*
30-09-2009, 04:03 AM
السلام على أمير المؤمنين
كل الشكر لكـ خيتوو..:65:

ابن المرجعية
30-09-2009, 10:57 AM
كم يعجبني ويعجبني
ان اطيل المكوث في حدائق بوحك
كلماتك الرائعة تستحق التصفيقhttp://www.radiodijla.com/forums/images/smilies/well_done.gif
تبدعين وتبدعين
شمس المنتديات تشرق
وتضفي جمالها على كل مكان
لكي مني تقدير واحترام لايوصفان
دمتي بحفظ الله ورعايته