المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الأفضل علي (ع) أم أبابكر؟/ مناظرة من ذهب


سكون الليل
01-10-2009, 05:44 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد

مناظرة مؤمن الطاق مع ابن أبي خدرة

عن الاعمش قال: اجتمعت الشيعة والمحكّمة عند أبي نعيم النخعي بالكوفة،
وأبو جعفر محمّد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر.
فقال ابن أبي خدرة: أنا أقرّر معكم ـ أيّتها الشيعة ـ أنّ أبابكر أفضل من عليّ وجميع
أصحاب النبي بأربع خصال لا يقدر على دفعها أحد من الناس، هو ثانٍ مع رسول
الله في بيته مدفون، وهو ثاني اثنين معه في الغار، وهو ثاني اثنين صلّى بالنّاس
آخر صلاة قبض بعدها رسول الله وهو ثاني اثنين الصّديق من الامّة.
قال أبو جعفر مؤمن الطاق «رحمة الله عليه»: يابن أبي خدرة، وأنا أقرر معك أنّ عليّاً
أفضل من أبي بكر وجميع أصحاب النبي بهذه الخصال التي وصفتها، وأنّها
مثلبة لصاحبك وأُلزمك طاعة علي من ثلاث جهات، من القرآن وصفاً، ومن خبر
رسول الله نصّاً، ومن حجة العقل اعتباراً، ووقع الاتفاق على ابراهيم النخعي،
وعلى أبي اسحاق السبيعي، وعلى سليمان بن مهران الاعمش.
فقال أبو جعفر مؤمن الطاق: أخبرني يابن أبي خدرة، عن النبي أترك بيوته التي
أضافها الله اليه، ونهى الناس عن دخولها إلاّ بإذنه ميراثاً لاهله وولده ؟ أو تركها
صدقة على جميع المسلمين ؟ قل ماشئت ؟
فانقطع أبن أبي خدرة لمّا أورد عليه ذلك، وعرف خطأ ما فيه.
فقال أبو جعفر مؤمن الطاق: إن تركها ميراثاً لولده وأزواجه فإنّه قبض عن تسع نسوة،
وإنّما لعائشة بنت أبي بكر تسع ثمن هذا البيت الذي دفن فيه صاحبك، ولم يصبها من
البيت ذراع في ذراع، وإن كان صدقة فالبليّة أطم وأعظم فإنّه لم يصب له من البيت إلاّ
ما لادنى رجل من المسلمين، فدخول بيت النبي بغير إذنه في حياته وبعد وفاته
معصية إلاّ لعلي بن أبي طالب وولده، فإنّ الله أحلّ لهم ما أحلّ للنبي.
ثم قال: إنكم تعلمون أنّ النبي أمر بسدّ أبواب جميع الناس التي كانت مشرعة إلى
المسجد ما خلا باب عليّ فسأله أبوبكر أن يترك له كوّة لينظر منها إلى رسول الله
فأبى عليه، وغضب عمه العبّاس من ذلك فخطب النبيُّ خطبة، وقال: إنّ الله
تبارك وتعالى أمر لموسى وهارون أن تبوّا لقومكما بمصر بيوتاً وأمرهما أن لا يبيت في
مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلاّ موسى وهارون وذرّيتهما، وإنّ عليّاً منّي هو
بمنزلة هارون من موسى ، وذرّيته كذريّة هارون، ولا يحلُّ لاحدٍ أن يقرب النساء في
مسجد رسول الله ولا يبيت فيه جنباً إلاّ عليُّ وذريّته.
فقالوا بأجمعهم: كذلك كان.
قال أبو جعفر: ذهب ربع دينك يابن أبي خدرة وهذه منقبة لصاحبي ليس لاحد مثلها
ومثلبة لصاحبك، وأمّا قولك: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) أخبرني هل أنزل الله سكينته
على رسول الله وعلى المؤمنين في غير الغار ؟
قال: ابن أبي خدرة: نعم.
قال أبو جعفر: فقد خرج صاحبك في الغار من السكينة وخصّه بالحزن ومكان عليّ
في هذه اللّيلة على فراش النبيّ وبذل مهجته دونه أفضل من مكان صاحبك
في الغار.
فقال الناس: صدقت.
فقال أبو جعفر: يابن أبي خدرة، ذهب نصف دينك، وأما قولك ثاني اثنين الصدّيق من
الامّة أوجب الله على صاحبك الاستغفار لعليّ بن أبي طالب في قوله عزّ وجلّ:
(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ) إلى
آخر الاية، والذي ادّعيت إنّما هو شيء سمّاه الناس، وقد قال عليّ على
منبرالبصرة: أنا الصّديق الاكبر آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر وصدّقت قبله.
قال الناس: صدقت.
قال أبو جعفر مؤمن الطاق: يا بن أبي خدرة، ذهب ثلاثة أرباع دينك، وأمّا قولك في
الصّلاة بالناس، كنت ادّعيت لصاحبك فضيلة لم تقم له، وإنّها إلى التهمة أقرب منها إلى
الفضيلة، فلو كان ذلك بأمر رسول الله لما عزله عن تلك الصلاة بعينها، أما علمت
أنّه لما تقدّم أبوبكر ليصلّي بالّناس خرج رسول الله فتقدّم وصلّى بالنّاس وعزله
عنها، ولا تخلو هذه الصّلاة من أحد وجهين، إمّا أن تكون حيلة وقعت منه فلمّا أحس
النبي بذلك خرج مبادراً مع علّته فنحّاه عنها لكي لا يحتجّ بعده على أمّته فيكونوا
في ذلك معذورين، وإمّا أن يكون هو الذي أمره بذلك وكان ذلك مفوَّضا إليه كما في
قصّة تبليغ براءة فنزل جبرائيل وقال: لا يؤدّيها إلاّ أنت أو رجل منك، فبعث عليّا
في طلبه وأخذها منه وعزله عنها وعن تبليغها، فكذلك كانت قصّة الصّلاة، وفي
الحالتين هو مذموم لانّه كشف عنه ما كان مستورا عليه، وذلك دليل واضح لانّه لا
يصلح للاستخلاف بعده، ولا هو مأمون على شيء من أمر الدّين.
فقال الناس: صدقت.
قال أبو جعفر مؤمن الطاق: يابن أبي خدرة ذهب دينك كلّه وفُضحت حيث مدحت.
فقال النّاس لابي جعفر: هات حجّتك فيما ادّعيت من طاعة عليّ.
فقال أبو جعفر مؤمن الطاق: أمّا من القرآن وصفا فقوله عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) فوجدنا عليّا بهذه الصفة في القرآن في قوله عزّ
وجلّ: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ) ـ يعني في الحرب والتعب ـ
(أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) فوقع الاجماع من الامّة بأنّ عليّا أولى
بهذا الامر من غيره لانه لم يفرّ عن زحف قط كما فرّ غيره في غير موضع.
فقال النّاس: صدقت.
(ثم قال: ) وأمّا الخبر عن رسول الله نصّا فقال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن
تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتى يردا
عليَّ الحوض وقوله مَثَلُ أهل بيتي فيكم كَمَثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن
تخلّف عنها غرق، ومن تقدّمها مرق، ومن لزمها لحق فالمتمسك بأهل بيت رسول الله
هادٍ مهتدٍ بشهادة من الرّسول والمتمسّك بغيرهم ضالّ مضلّ.
قال الناس: صدقت يا أبا جعفر.
(ثم قال: ) وأمّا من حجة العقل: فإنّ الناس كلّهم يستعبدون بطاعة العالم ووجدنا الاجماع
قد وقع على عليّ أنّه كان أعلم أصحاب رسول الله وكان جميع الناس يسألونه
ويحتاجون إليه، وكان عليُّ مستغنيا عنهم هذا من الشاهد والدّليل عليه من القرآن
قوله عزّ وجلّ (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ) فما اتّفق يومٌ أحسن منه ودخل في هذا الامر عالَمٌ كثير

yallwoflag
01-10-2009, 12:42 PM
:55555":

احسنت والله يرضى عليك ويرحم والديك

سكون الليل
01-10-2009, 03:04 PM
شكرا لك اخي على المرور