
لا يُدرِكُ شخصِيّتها ولا يُبصِرُ عظمتهَا إلاّ الفاهمينَ للحقائِق, المُطّلِعِين عَلَى الأسرار , المُنغمسِينَ في أعماقِ سطُورِ حياتِهَا المُتّقِدَة بالمَظلُوميّة, العابِقَة بـِالفِكرِ وألأدب والمنطِقِ والحكمة والرُقِيّ وَ الطهارة والعفّة والزُهد,والكثِير من القِيَم التِي عُرِفَ بِفاطِمَة عليها السلام وَلولاها لما كان لها أساس , فبِهَا عُرِفََ كُلّ أسَاس , وبِهَا كانَ الدِفَاعُ عَن الحق , وبِهَا عُرِف مَنهَج نُصرَة المَظلُومِين وعانتهم وخصامُ الظَالِمِينَ ومُحاربَتَهُم , وبِهَا أُبصِرَت فلسَفَة الأحكَام , ومِنهَا استمدّدنا القُوّة في المُطالبة بالحقُوق , والجُرأة في قولِ الحقّ وَ المواجهة وصدِّ الظالمِين ومُحَاربَة أعداءِ الدين ,فهِيَ عالمٌ كبير ضخم وذاتٌ قويّة وثابتة , ونحن نستمّدُ منهَا القُوة والجُرأة والصَبر , وهِي جامِعَةٌ كلهَا عِبَرٌ وجِكَمٌ وُرُوس , ومنهَا نتعلّم .
لَو عرَفَ العالمُ "فاطِمَة الزهراء" عليهَا السلام , لوجدَ فيهَا مُربِيّاً وحكِيمَاً ومُعلّمَاً و أدِيباً و عظِيمَا ,
فهِيَ شخصِيّة عمِيقَة تحتاجُ لِإبصارٍ حقيقِي وتدقيق في أعمَاقِهَا وتركِيز في كُلّ تفاصيلهَا , حتّى الدَقِيقَة منهَا , فهِيَ عظِيمَة حد أنّهُ من المستحيل أن نجِدَ أيّ -نمُوذج للإقتِداء- أسمَى مِن فاطِمَة عليها السلام , فلا يُوجَد مُنصِف يعتَرِف ويُقِرُّ بِخِلافِ ذلِك ,فهِيَ , هِيَ لا سِوَاهَا النمُوذَج المتكامل للمرأة ,
فكَيفَ لا وهِي بضعَةُ حبيب الله المُصطفَىَ مِنَ الخلقِ سيدِ الوصيين وخاتمِ النبيين صلَى اللهُ عليهِ وآلهِ أجمعين, وأمّ أبيهَا .!
تحياتي
تعليق