الرسول (صلِ الله عليه واله) بين حاضره و مستقبله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 444445 ) حقوق النشر محفوظة
و يقول في ناحية صفاته الاخلاقية: « و انّك لعلى خلق عظيم »[2].
و قوله تعالى: « انا ارسلناك بالحق بشيراً و نذيراً »[3].
من الملاحظ في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تارة يقع الكلام عن شخصية الذاتية بما يعكس من اخلاقه و مكارمه و فضيلة النفسيه فيمثل بذلك دور اخلاقياً عالياً يؤخذ بمكارم اخلاقه.
و اخرى ينظر اليه من زاوية عطاءه لمجتمعه و هو نوع آخر في ناحية توجهة نحو الاصلاح للعام و يكون بذلك صاحب مدرسة و نظام لاقامة العدل و اثبات الحقوق فيما بين المجتمعات، و هذا عطاء يتحرك من أجله كافة رجال الاصلاح في حياتهم الاجتماعية.
و ثالثة التحرك عن نوعية المجتمع و انطلاقهم في مطالبة الحقوق و الدفاع عن حقوق المضطهدين.
و هذا ما قام به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في تحريك مشاعر الطبقة المحرومة و ايقافهم لطلب الحقوق من المقتضين لها من ذوى الطبقة الاستقراطية التي قد اضطهدت الطبقة المحرومة مثل العبيد و العضفاء من الفقراء و المساكين و القيام بالدفاع عنهم لأنّه يمثل صوت الحريّة و العدالة و المساواة.
و رابعه القيام بالحركة العلمية قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم: «كل طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمه» في خلق اجراء الثقافة التعلمية كما صنع ذلك عندما طلب من المتعلمين تعليم ذوى الطبقه غير المتعلمة و جعل لهم حلقات درسة فى المسجد النبوي كتعليم القرآن و الحديث و نحوها و هذا نوع انفتاح نحو الثقافة و التعليم.
كل هذه الامور عند أخذ النبي صلىاللهعليهوآله في توطبه قاعدته فى الحاضر؛ ولكن اخذ بعداً آفاقياً في المستقبل فاصبح في هذا الوعي العملي و السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي يصارع جميع الحضارات العالمية من الماضي و المستقبل و لم يقف على حد او ثقافية اقليمة أو جغرافية و انّما كان نداء لعامة المعمورة و لذا تجد النص القرآن يطرح ذلك بان الرسول هو للحاضر و المستقل في قوله تعالى: « و ما ارسلناك الاّ رحمة للعالمين »[4]. فلم يتحدد في زمان خاص في حبانه و انما هو نداء لكافة المجتمعات لابدّ ان تطلع عن حقيقة الاسلام و ما يتبنى عليه من اسس عليه و فكريه.
المصدر بحث رقم ( 192 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري
[1] . الانبياء / 107 .
[2] . قلم / 4 .
[3] . البقرة / 19.
[4] . الانبياء / 107 .
تعليق