المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفضلية الإمام علي (عليه‏السلام )


لندن
10-10-2009, 04:01 PM
أفضلية الإمام علي (عليه‏السلام )
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 872315 ) حقوق النشر محفوظة
أفضلية الإمام علي عليه‏السلام من الكتاب
نتعرض في هذه المحاضرة إلى أفضلية الإمام عليّ عليه‏السلام من الكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى « إنما وليكم اللّه‏ ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهـم راكعون ».
و قوله تعالى: « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ».
و قوله تعالى: « إنمـا يـريد اللّه‏ ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » فالآية الأولى تمثل دور الولاية وبيان وحدة العطف والثانية وحدة النفسين بين النبي والولي والثالثة بيان العصمة والوحدة المشتركة بين مسيرة الأنبياء ومسيرة الولاية الّتي يكشف عنها افضل فرد في الولاية هو الإمام علي عليه‏السلام .
و أما ما ورد في السنة عندما نزلت آية « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ».
قال النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : أنا المنذر وعليّ الهادي وهذا مما يدل على ثبوت الإمامة لعليّ علماً و سياسة .
وورد في قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون آخي) وذلك عندما خرج الرسول لغزوة تبوك وترك علياً في المدينة بكى عليّ وأشتكى وقال للنبي أتخلفني في النساء والصبية فرد عليه النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قائلاً : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه لا نبي بعدي.
وقد نزلت عليه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الآية في قوله « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللّه‏ يعصمك من الناس ».
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لعليّ عليه‏السلام أنت ولي في الدنيا والآخرة .
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لعليّ عليه‏السلام أنت وليّ كل مؤمن بعدي .
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لعليّ عليه‏السلام من كنت وليه فان علياً وليه .
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لعليّ عليه‏السلام إن لعليّ اكثر من الجارية الّتي اخذ انه وليكم بعدي.
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لعليّ عليه‏السلام انك ولي كل مؤمن بعدي .
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لعليّ عليه‏السلام انك ولي المؤمنين بعدي .
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : من كنت وليه فهو وليه .
و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه.
ومن الملاحظ من روايات السنة انه نزل منزلة هارون من موسى وهو بيان الفضيلة كما انه يكرر الولاية ولا يراد بها مجرد المحبة العارية عن أسسها المصطلحة أو كان يعبر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنت خليفتي من بعدي كل ذلك يؤكد على أن الولاية المصطلحة هي الخلافة الّتي تسير بنسقية الوحدة بين الولاية والنبوة ولذا ورد في قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله «لا ينبغي أن اذهب إلا وأنت خليفتي» كما ورد في قوله تعالى: « واجعل لي وزيرا من أهلي* هاورن أخي* اشدد به ازري* وأشركه في أمري ».
و قوله تعالى: « اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ».
و قوله تعالى: « قد أوتيت سؤلك يا موسى » فكان من مجموع ذلك وحدة الشركة ووحدة الخلافة ووحدة الولاية بين الرسول والإمامة ولا ينظر إلى جهة الخصوصية الفردية وإنما لبيان القاعدة الكلية بين عنوان الإمامة وعنوان النبوة وهما وجود واحد كما عبر عنهما القرآن بقولـه « وأنفسنا وأنفسكم ».

أفضلية الإمام علي (عليه‏السلام ) من السنة

تعرضنا إلى أفضلية الإمام علي عليه‏السلام ونتحدث عنه من عدة زوايا تارة من الكتاب وأخرى من السنة وثالثة من العقل وقد أشرنا إلى جملة من الكتاب كما تعرضنا إلى بعض السنة .
ومن السنة أيضاً أن علياً عليه‏السلام كان وصي رسول اللّه‏ كما ورد أن سلمان رضى‏الله‏عنهسأل رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : يا رسول اللّه‏ من وصيك قال يا سلمان من كان وصي موسى؟ قال : يوشع بن نون قال : فان وصيِّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه‏السلام.
وورد في كنز العمال عن علي عليه‏السلام قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد امرني اللّه‏ أن أدعوكم إليه فأيُّكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال: فأحجم القوم عنها جميعاً قلت : يا نبي اللّه‏ أكون وزيرك فاخذ برقبتي ثم قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا.

وكان سبب هذا الاجتماع لبني عبد المطلب حيث نزلت الآية في قولـه تعـالى « وانذر عشيرتك الأقربين ».
ومن جملة فضائله: ما ورد عن الحسن بن علي عليه‏السلام انه خطب حين قتل علي عليه‏السلام فقال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون وقد كان رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يعطيه رايته فيقاتل وجبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره .
وعن جعفر الصادق عليه‏السلام انه قال : نحن حبل اللّه‏ الّذي قال اللّه‏ « واعتصموا بحبل اللّه‏ جميعاً ولا تفرقوا ».
وورد عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كما ورد عن أبي ليلى قال : سمعت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول: سيكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فانه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.
عن علي عليه‏السلام قال : قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة فقام رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي فمن هم قال : أنا على البراق وأخي صالح على ناقته الّتي عقرت وعمي حمزة على ناقتي العصباء وأخي عليّ عليه‏السلام على ناقة من نوق الجنة ـ بيده لواء الحمد ينادي لا اله إلا اللّه‏ محمد رسول اللّه‏ فيقول الآدميون ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش فيجيبهم ملك من بطنان العرش يا معشر الآدميين ليس هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا حامل عرش هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب عليه‏السلام .
وورد عن جابر قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : عليّ خير البشر فمن افترى فقد كفر «اللغة» افترى في الشيء أي شك فيه .

وورد عن بريده قال : رسول اللّه‏ لفاطمة عليهاالسلام : زوجتك خير أمتي أعلمهم علماً وأفضلهم حلماً وأولهم سلماً.
وورد عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في عليّ عليه‏السلام وشيعته أولئك هم‏خير البرية.
وذكر في كنوز الحقائق صفحة 92 عليّ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة وذكر السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: « إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ». قال : واخرج بن عساكر عن جابر بن عبداللّه‏ قال : كنا عند النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فاقبل عليّ عليه‏السلام فقال : النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوالّذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت الآية« إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ». فكان أصحاب النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهإذا اقبل عليّ عليه‏السلامقالوا جاء خير البرية .
وذكر في الصواعق عن النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يا عليّ إن اللّه‏ قد غفر لك و لذريتك و ولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك فابشر فانك الأنزع البطين.
أحببنا أن نتابع الحديث عن أفضلية الإمام علي عليه‏السلام وقد تعرضنا إلى حديث المنزلة وحديث الدار والعشيرة وقد تحرك النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من حيث المبدأ وهو قوله تعالى: « وانذر عشيرتك الأقربين ».
ثمّ قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : أيُّكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي فسكت العباس ـ الحديث فقلت: «أي علي عليه‏السلام» أنا يا رسول اللّه‏ فقال : أنت يا علي أنت يا علي هذا من حيث مبدأ الدعوة وأما من حيث المنتهى وهو حديث الغدير فقد روى اليعقوبي تحت عنوان حجة الوداع ويروي الحديث في قوله ويقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لا ترجعوا بعدي كفاراً مضلين يملك بعضكم رقاب بعض إني قد خلّفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب اللّه‏ وعترتي أهل بيتي آلا هل بلغت ـ قالوا نعم ـ قال اللهم أشهد .
ثمّ قال : إنكم مسؤولون فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم يمضي في الحديث إلى أن يبلغ قوله وخرج ليلاً منصرفاً إلى المدينة فصار إلى موضع بالقرب من الجحفة يقال له غدير خم لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة وقام خطيباً وأخذ بيد علي بن أبى طالب عليه‏السلام فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى يا رسول اللّه‏ ـ قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ثم قال :أيها الناس إني فرطكم على الحوض وأنتم واردي على الحوض وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ـ قالوا : وما الثقلان يا رسول اللّه‏ ـ قال: الثقل الأكبر كتاب اللّه‏ سبب طرفه بيد اللّه‏ وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي .
فان مثل هذا الحديث يعكس دور المنتهى والخاتمية في الرسالة على جعل الوصي للنبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وانه لا يمكن أن يرتحل من غير خليفة شرعي يحل محله لوحدة السنخية بين النبي والولي ولا يمكن أن يجعل فرداً آخر ليس من طبيعة النبوة وبما أن الإمام عليا عليه‏السلام خاضع تحت العناصر الآتية:
1 ـ العصمة بآية قوله تعالى: « إنما يريد للّه‏ ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ».
2 ـ داخل تحت وحدة النفس في قوله تعالى: « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ». فاتحاد النفسين دلالة على الوحدة السنخية.
فإذا جئنا إلى دور الإشكال في كلمة الولي على انه مشترك فيرد عليه أن النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قام بأدوار كثيرة في إثبات الولاية بمعنى المنصب والخلافة لا بمعنى المحب والنصير ونحوهما فكان في ابتداء الأمر قبل وصوله إلى الجحفة أن أعلن خطيباً في قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لا ترجعوا بعدي كفاراً مضلين يملك بعضكم رقاب بعض إني قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب اللّه‏ وعترتي أهل بيتي ألا هل بلغت وهذا البيان الأول في حركة النفوس والتوجه إلى البيان الختامي وهو جعل المنصب .
وقوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : أيها الناس لا تشكوا علياً فواللّه‏ انه لأاخشن في ذات اللّه‏ أو في سبيل اللّه‏ .
ثمّ أضاف وقال الإمام احمد : حدثنا الفضل بن دكين عن بريدة فروى قصة بريدة حتى قال : فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : يا بريدة الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال : بلى قال : من كنت مولاه فعلي مولاه .
وهناك قصة تروى أن أربعة من أصحاب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عزموا أن يشكوا علياً إذا لقوا رسول اللّه‏ فلما قدموا عليه قال أحدهم : يا رسول اللّه‏ ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا فاعرض عنه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوفعل الثاني منهم والثالث والرابع مثل أولهم وفي كل مرة يعرض الرسول عن الشاكي قال : فأقبل رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والغضب يعرف في وجهه فقال : وما تريدون من علي وما تريدون من علي ـ إن علياً مني وأنا منه ـ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي.
وهناك أيضاً شكوى في علي ورد عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وانه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.
وبمثل هذه الاعترافات انه منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دليل على الوحدة النوعية بين النفسين كما أن تحريض الصحابة على انه وليهم من بعده لا معنى لمجرد المحبة وإنما هناك عناية أخرى تدل على إثبات المنصب والخلافة بالإضافة إلى اخذ البيعة له من أصحابه وزوجاته فأَيُّ قرينة أوضح من هذا.

التوحيد في أخلاق على (عليه‏السلام )
بما ان الوجودات الخارجية في ابتداء الانسان ينظر اليها مقارنة لحياته فيستأنس بها لانها مقارنة لوجوده فيجعل وجود علاقة معها نظير الصديق الذي لم يرغيره في الوجود واما ارجاعه الى صديق آخر وهو اللاشعور وعالم الغيب فيحتاج الى اثبات صداقة اخرى يثبت له ذلك الحس غير المرئي حيث اول ما يجد الجبال والانهار والاشجار ويرى الحيوانات على اختلاف انواعها كلها تقع في عالم الحس الخارجي فاذا قال له آخر بوجود عالم اللامحسوس يرى غير مناسب لطبعه فلا يؤمن الا بدليل هو قريب للحسّ حتى يكون ملائما لتلك الطبيعة.
ولكن ربما نأخذ بيد الانسان الى مرحلة اخرى وهى مرحلة الغرائز كالخوف والامان والجوع والعطش غريز الجنس وما شاكل ذلك فسوف يتدرج الانسان شيئا فشيئا الى عالم قريب للحس.
ثمّ في المرحلة الثالثة نوفقه على موضوعات اخرى وهو التمييز والمفارقه كالتميز بين الليل والنهار والسواد والبياض واللذة والآلم والضار والنافع وهى حالة الادراك في التميز او الادراك في المميز والذى سرنا عليه هو الثاني دون الاول.
اما الاول فهو التميز ومعرفة طبيعة هوية الادراك الكلى فهو افق اوسع عندما تتقوى فيه مدارك الانسان ووصوله الى القوة العاقلة فيميز بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين السعادة والشقاء وهذا افق ما يتوصل اليه الانسان في ناحية القوة العاقلة ويصبح الانسان قد تسلق سلم الصعود الى مقام المعرفة والوصول الى الحقيقة الالهية.
ثمّ في المرحلة الرابعة يأخذ فى المفارقة أيضاً بين الدين والفلسفة او بين العقيدة بحسب المعنى الاصولى العام و بين العقيدة بلحاظ مفهومها الخاص او العلية في تاثير الموجود بعضه مع بعض وانه ماذا يراد من حدوث الاحراق للنار في ذلك الوجود المحترق فيسمى بالعلة المؤثرة في ذلك الوجود فاذا مديده وجدها محرقة او يجد الرطوبة من قيل الماء فيرى السريان والتاثير وهكذا وهذا ما يتوصل اليه عن طريق السبب والمسبب والعلة والمعلول فيتنزع بذلك قانون العلية من منطلق تلك الاثار فيحصل بذلك قانونا عاما وينتقل بذلك الى السر الغيبي اما بطريق تلك الفطرة التي نقلته الى تلك السلسلة واما بواسطة تلك القوة العاقلة اما من الخارج و هم الانبياء والرسل والاولياء واما من الداخل فاما من الخارج فتدل عليه الآية و هى قوله تعالى: «قل هذه سبيلى ادعوا الى اللّه‏ على بصيرة انا ومن اتبعني»، فيكون الاهتداء الى الدين من منطلق الايمان ويكون مال الدين والفلسفة الى خط واحد ولا اختلاف فيما بينهما اذ ما يسير عليه موضوع الفلسفة هو اتباع الحقائق والدين يعكس تلك الرؤيا و عليه يكون خطهما واحدا.
و بما ان العقيدة الاسلامية تمثل الصفات الفاضلة والاخلاق الرفيعة والمثل الكريمة فكان الاسلام الصوت المدافع عن تلك‏الصفات الفاضلة والداعي الى احتقار الصفات السيئه بشتى ابعاده ولايتم ذلك الا عن طريق الالتزام بالتوحيد الذي جاءت به رسالات السماء راكده طريق الاولياء.
وكان الممثل الحقيقي لخط التوحيد هو الامام علي عليه‏السلام لان ما ينطبق عليه خط علي عليه‏السلام هو الاخلاق الفاضلة فلا يمكن ان يتحدث عن غير تلك المثل والاخلاق الاعن طريق التوحيد لتقان وجوده مع الاخلاق ومتسجد في ذاته مع التوحيد فلا يكون الا ان يظهر التوحيد من منطلق اخلاقي لما توصل اليه‏جميع الكمالات من المثل والمكارم والفضيلة وان الكمال الحقيقي لا يكون الا من خلال عرض التوحيدالذي كان بحسب مدركاته دون ما ينبعث من غيره فان الاخلاق والتوحيد تؤمان متقارنا منبعثان عن جهة الفناء الذي سار عليه فكر على عليه‏السلام و عليك بمراجعة ما اورده في التوحيد في كتاب النهج.

التوحيد في نظر علي (عليه‏السلام)

يقع البحث عن كلام علي عليه‏السلام وما يستعرضه من فلسفته الالهيته في التوحيد اذ يقول عليه‏السلام راس الحكمة لزوم الحق وقوله عليه‏السلام عليكم بموجبات الحق فالزموها واياكم ومحالات الترهاتو يكون في بيان ان الاستدلال على ثبوته سبحانه بطريق البرهان والدليل العلمي وقال عليه‏السلاملاعلم كالتفكير.
ثمّ ياخذ في بيان المراحل الخمس لمعرفة اللّه‏ اذ يقول اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكما التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف و شهادة كل موصوف غير الصفة فمن وصف اللّه‏ فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد اشار اليه ومن اشار اليه فقد حده ومن حده فقدعده ـ .
وهذا أيضاً لبيان مراحل التفكير والدخول في مراتب مقامات الفلسفة وابعادها فيتدرج اولا الى مرحلة العقل البسيط ثم يقوم بدور التأمل في العقل التاملي فكان اول مرحلته معرفة اللّه‏ عن طريق الاقرار بالتوحيد وهو ما يسمي بالاعتقاده النظري في مراحله الثانية التصديق بما يوجب الاذعان والاقرار النفساني او ما يسمي ما وراء ذلك بالاقرار القلبي الذي يقع ما وراء الاذعان كما يقول لا يجعلوا عملكم جهلا ويقينكم شكا اذا علمتم فاعملو واذا استفتم فاقدموا ثم يكون في المرحلة الثالثة اثبات توحيده وانه لا شريك له كما يقول وكمال التصديق به توحيده.
وبعد ذلك يدخل في المرحلة الرابعة وهى الاخلاص له تعالى بالبعد عن ما سواه بالقول والعمل ويصل بالنتيجة الى الوحدة الحقه بنفى الشركة عما سواه حتى ولو كان ذلك بالفرض والتقدير وقد اثبت علي عليه‏السلام وحدة اللّه‏ بانه واحد لا بالوحدة العددية وعليه يصلح توحيده لأنّه يمثل محّض الحق وهو الذي ينقطع عنه جميع الحدود لان ما يقع عليه الحد من شئون المحدود ومن سنخ الموجودات الامكانية وهو بعيد عن هذه الامور بمقتضي ذاته وبذلك لا يناسبه ان يكون واحدا عددا لان طبيعة الوحدة العددية توجب فرض الواحد كما ورد عن ذلك الاعرابي عند ما جاء الى علي عليه‏السلام يوم الجمل فقال يا اميرالمؤمنين اتقول ان اللّه‏ واحد فحمل الناس عليه وقالوا يا اعرابي اماترى ما فيه اميرالمؤمنين من تقسم النفس فقال اميرالمؤمنين دعوه فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم ثم قال.
يا اعرابي انى اقول في ان اللّه‏ واحد على اربعة اقسام فوجهان منها لا يجوز على اللّه‏ عزوجل ووجهان يثبتان فيه فامان اللذان لا يجوز عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز لان ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد اماترى انه كفر من قال انه ثالث ثلاثة وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لانه تشبيه وجل ربنا وتعالى عن ذلك واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو ليس له في الاشياء شبه كذلك ربنا وقول القائل انه عزوجل احدى المعني يعني انه لا ينقسم في وجوده ولا عقل ولاوهم كذلك ربنا
ثمّ يقوم الامام علي عليه‏السلام الى بيان المرحلة الخامسة وهو انه بعد الاخلاص له وعدم اثبات الوحدة العددية في ذاته وتنزيهه عن ساحة المحدودات التي تلائم الموجودات الامكانية ينتقل الى طرد اى معرفة نابعة عن المفاهيم الذهنيه وانما الذى ملائم مقتضى ذاته محض الحق في ذاته وانه من كمال الاخلاص له نفى الصفات عنه لشهاده كل صفة انها غير الموصوف ولشهادة كل موصوف انه غير الصفه فان النعوث والاوصاف تلائم طبيعة الموجودات الامكانية فهو بعيد عن مثل هذه الصفات وانه له الاسماء الحسنى وعليه لا مجال للاحاطة به سبحانه باي وصف او نعت فيثبت بذلك قصور العقل عن ادراك كنه ذاته .

اقوال من حِكَم الامام عليّ (عليه‏السلام )

1 ـ قال اميرالمؤمنين عليه‏السلام :
انّما بدء وقوع الفتن اهواء تتبع و احكام تبتدع يخالف فيها كلام اللّه‏ يقلد رجال رجالاً ولو ان الباطل خلص لم يخف على ذي حجى (ذي عقل) ولو ان الحقّ خلص لم يكن فيه اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغت و من هذا ضغتْ فيمزجان فيجيئان معاً فهناك استحوذ الشيطان على اوليائه و نجا الّذين سبقت لهم من اللّه‏ الحسنى.

فان المراد من الفتن لغة الاعجاب أو الامتحان بوجود الشيء. و أمّا المعنى المصطلح فيقصد به ان ما يستهويه صاحب الهوى من غير ان يرتكز على مبادى صحيحة و انّما هي عواطف و انفعالات فيتبدعها على بعض العقول السذج فيتبعها من غير الارجاع الى الامور العقلية فيركن اليها من غير برهان و لا قاعدة اساسية.
كما ان من جملة الفتن التي توجب بذلك الامتحان على الامة الاحكام المبتدعة كما حدث ذلك في ابتداع صلاة التروايح عند ما قال عمر بن الخطاب للعدة الاحبار نعمه البدعة أو حرمة متعه‏الحج و متعة النساء أو ابتداع التكتف.
و قد حقق صاحب الغدير قدس‏سره في كتابه «الغدير» أكثر من عشرين بدعه كما أورد ذلك شرف الدين قدس‏سره في كتابه «النص و الاجتهاد».
فاذا قام المبتدع بنشر بدعه بما يخالف كتاب اللّه‏ و سنة رسوله كان بدعة فيجب محاسبته مهما بلغ من عظم شخصية فانّه لا اعتياد بها اذا استلزم من ذلك مخالفة كتاب اللّه‏ أو سنة رسوله فانّه لابدّ ان يطرح عرض الجدار. و هكذا في مثل الاحكام الوضعية اذا لم تدخل تحت مظلة شرعية.
ثمّ يتضح من عرض كلام الامام عليه‏السلام ان مفهوم الباطل و مفهوم الحق لم يكونا واضحى الدلالة، و لذا قد يكون المفهوم فيها بينهما معنى مشتركاً فيندمج هذا في مفهوم الآخر و يحصل من ذلك الملاحظة فيما بين المفهومين فقد يعرض الحاكم الظالم لفظ العدالة المصطلحة و هي في واقعها الظلم و الجور.
و هذا ما حصل لدى الماركسيين عندما قسموا أموال اصحابها على عامة الفقراء، فان ظاهر التقسيم و ان اعطى جانبا المساواة بحسب الصورة الظاهرية الا انّه بعين ذلك أوجب سلب الحقوق و انّما كان من واجب الدولة الماركسية ان ترفع مستوى الفقير الى مرحلة الغني ولا تجعل الغني في مرحلة الفقير.
و ما يقابل هذا الحظ هم الاقطاعبون فلا يرون للفقير أي حق فيجعلون عليه الضرائب التي تجهره طيلة حياته و يكون كالآلة يستخدم لمطامع و مصالح الغني و هذا بعينه أيضاً سلب للحقوق و اعتداء على حق الآخرين فأين العدالة التي يتناغم بها الاقطاعبون و الماركسيون؟

بينما تجد الاسلام يحتفظ بحق الغني مع أخذ قسم من ماله على نحو الخمس و الزكاة و يدفعها للفقراء. و ربّما أخذ الاسلام المال الزكوي و جعله رأس مال للانماء حتى لا يكون كلا على الآخرين، فيوجب بذلك حركة اقتصادية مستمرة تقود الى الفقير ليكون بذلك صاحب ثروة.
و بعد ذلك يشير الامام علي عليه‏السلام الى أنّه بعد ان اصبح المفهوم مشتبهاً بين الحق و الباطل فيقوم الشيطان بالسيطرة على أولياءه، الاّ من سبقت له الرحمة الآلهية على بعض النفوس القدسية فلا ينحرفون نحوه و تكون العصمة من اللّه‏ لتلك النفوس على اختلاف مراتبها قوة و ضعفاً.
2 ـ و قال عليه‏السلام: الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فاذا تكلمت به صرت في وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذَهَبَك و ورقك فربّ كلمة سلبت نعمة و جلبت نقمة.
3 ـ و قال عليه‏السلام: انّ الحق ثقيل مرى‏ء و ان الباطل خفيف وبيء.
المصدر بحث رقم ( 166) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري

عاشقة الابتسامه
13-10-2009, 02:35 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سكون الليل
16-10-2009, 06:46 AM
كلام في غاية الروعة تقبل مروري اخي

إشـــتياق الإنـــتظار
16-10-2009, 07:25 AM
http://www.blingo.com/blog/archives/blingo%20thanks%20a.jpg

ابن المرجعية
18-10-2009, 02:05 PM
http://www.gmrup.com/up/gallery_files/yth78827.gif (http://www.gmrup.com/up/)

http://www11.0zz0.com/2009/04/21/06/727794930.gif (http://www.0zz0.com/)
http://www.mjdislam.com/vb/images/smilies/q76.gif

*llعاشقة الزهـراءll*
18-10-2009, 11:02 PM
سلمت يداااك..
حشرك الله مع من تحب..
وفقك الله وحماك..
:65::65::65: