الولاية الفاطمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لندن
    • Aug 2009
    • 9

    الولاية الفاطمية

    الولاية الفاطمية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( 078655 ) حقوق النشر محفوظة

    لايخفى ان الحديث عن الولاية تارة بملاك الجهة المعيارية لعنوان كبرى الولاية و هى التي تشمل شؤون الواجب و الممكن و اخرى ينظر الى الولاية بما آنهامرتبطة بموضوع خاص كولاية الانبياء و الائمة عليهم السلام فان الولاية مختصة بكيان وجود الانسان بما أنها مرتبطة بسمة القيادة والوصاية العامة على الامة فيكون لهم جهة التشريع فى القوانين كما أنه يمكن ان يقع لهم الولاية التكوينية اذا استدعت الظروف المحددة و المعينة في اثبات نوعية النبوة او الامامة كما اذا اقتضى الامر فى اثبات الاعجاز ولكن ليس لهم جهة الفاعلية في التأثير و انما كان جريان الفيض بواسطتهم بلحاظ تناسب المقتضي مع المقتضى و انهم مجرى متمم قابلية القابل دون متمم فاعلية الفاعل و عندئذ لايمنع من صدور الارادة التكوينية بواسطتهم لانهم اشرف الموجودات بلحاظ استعداد نفوسهم و قوة وصولهم الى مراحل التكامل بما يلائم مقتضى ذواتهم الامكانية. و عليه يكون النظر الى جهة الولاية على نحو المراتب الطولية في بعض الموارد كما هو الحال بين الولاية للّه‏و الولاية للممكنات الراجعة الى مسيرة الانبياء و الاوصياء.
    و في بعض الموارد ينظر الى الولاية على نحو المراتب العرضية بمعنى ان تكون الولاية التكوينية والتشريعية في بعض الموجودات مثل الانبياء و الاوصياء فان الولاية في حقهم تقع مورد التصادق بلحاظ وجودهم التكاملي فيمكن للنبي الولاية التكوينية و التشريعية معا حيث ان الولاية التشريعية لاتتناسب مع الذات الالهية لكونها من الامور الحادثه و انما ارادته على نحو الارادة التكوينية و ان كان اللّه‏هو المشرع الحقيقي و لكن لسان التشريع لايمكن ان يتحقق الا من خلال الانبياء و الاوصياء اذ التشريع يقع فى عالم الحدوث دون القدم و لذا يناسبهم ان يكونوا مورد جريان التشريع على لسانهم بخلاف الارادة الالهية فلايناسبها التشريع و ان كان مصدر التشريع منه سبحانه و انما هم وسطاء في التشريع و مجرىً له و ليسوا هم مصادر التشريع فانه فرق بين الامرين.
    و بما ان سلسلة مسيرة الانبياء متدرّجة الوجود بلحاظ سير تكاملها و استعداد نفوسها فلايمكن ان يرتقى كل نبي الى اتم مراحل التكامل الّذي يسير عليه مسيرة خاتم الانبياء و انما التكامل لكل نبي على مقتضى استعداده في ذلك الزمن فآدم عليه‏السلام نبي قد سار الى مرحلة التكامل من حيث اطار زمنه و هكذا بالنسبة الى نوح عليه‏السلام و ابراهيم عليه‏السلام و موسى عليه‏السلام و عيسى عليه‏السلام كل واحد قد سار على طبق استعداد نفسيته بلحاظ تكاملها فى ذلك العصر و لكنه لم يرتق الى نهاية التكامل الّذي سار عليه خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه واله وبذلك تتم له مراحل الولاية بكلّ قسميها التكويني و التشريعي.
    و بما ان الولاية يكون لها مجرى الفيض في ناحية مسيرتها التكاملية لابد ان تأخذ النهج التسلسلي في ناحية تدرّج الوجود فلا يمكن ان تنطلق الولاية من غير السنن الطبيعيّة و هى ما نعبر عنها بوعاء الامامة، ففاطمة عليهاالسلاموعاء الامامة و عليه لابد ان تتم مراحلها في ناحية سير التكامل ايضا مثل شرطية العصمة والاعلمية و مقام تقابل الدعوة بين الحق و الباطل و لذا جعلت فى مقام الدعوة في سورة المباهلة في قوله تعالى: «قل تعالوا ندغ ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم».
    ففاطمة الزهراء عليهاالسلام وليدة عصارتين النبوة و الامامة و منطلق الحركتين حركة التشريع و التكوين مع ملاحظة الناظرية من قبل الواجب سبحانه اليها و اليك بعض نماذج الناظرية:
    1ـ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156: روى بسنده عن سعد بن مالك قال: قال رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتاني جبرئيل عليه‏السلام بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أُسري بى فعلقت خديجة بفاطمة عليهاالسلام فكنت اذا اشتقت الى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة.
    وهذا نوع من الناظرية في مقام اصل انعقاد نطفة فاطمة عليهاالسلاممن ثمار الجنة و
    أنها حوراء انسية لم تحض و لم تطمث.
    2ـ وذكر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 5 ص 87 روى بسنده عن عائشة قالت: قلت يا رسول اللّه‏مالك اذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك في فيها كله كأنك تريد ان تلعقها عسلاً؟
    قال: نعم يا عائشة اني لما اسري بي الى السماء ادخلني اللّه‏جبرئيل الجنة فناولني تفاحة فاكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة و هي حوراء انسية كلما اشتقت الى الجنة قبلتها. وذكر المحب الطبري ايضا في ذخائره ص 36 و قال: اخرجه ابوسعد في شرف النبوة.
    3ـ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 154 ـ روى بسنده عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: ما رأيت أحدا كان اشبه كلاما و حديثا من فاطمة برسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهو كانت اذا دخلت عليه رحب بها و قام اليها فاخذ بيدها و اجلسها في مجلسه و هذا يدل على ان ما يقوم به النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في مقام تكريمها لخصوصية تميزها عن بقية النساء و هذا نوع من الناظرية من قبل النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لها بالاضافة الى ناظرية اللّه‏لها سبحانه.
    4ـ صحيح ابي داوود ج 26 في باب ما جاء في الانتفاع بالعاج روى بسنده عن ثوبان مولى رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: كان رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله اذا سافر كان آخر عهده بإنسان من اهله فاطمة عليهاالسلام و أول من يدخل عليه اذا قدم فاطمة عليهاالسلام.
    5ـ ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده ج 6 ص 282 قال: سيدة نساء هذه الامة او نساء المؤمنين و رواه ابن سعد أيضا في طبقاته (ج 2 ص 40) و قال سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين و في مستدرك الصحيحين.
    6ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 259 روى بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عرج بي الى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا اله الا اللّه‏، محمّد رسول اللّه‏، عليٌ حبّ اللّه‏ـ بمعنى المحبوب ـ و الحسن و الحسين صفوة اللّه‏، فاطمة خيرة اللّه‏على باغضهم لعنة اللّه‏.

    7ـ حلية الاولياء ج 2 ص 41 روى بسنده عن عمروبن دينار قال: قالت عائشة ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة عليهاالسلام غير أبيها (الحديث).
    8ـ و قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها. راجع صحيح البخاري في كتاب النكاح.
    و ذكر فى كنزالعمال ج 6 ص 219 قال: انما فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها و يقبضني ما يقبضها. قال: أخرجه الطبراني عو المسور.
    و في مستدرك الصحيحين ج 3 ص 153 روى بسنده عن عليّ عليه‏السلامقال: قال رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لفاطمة: ان اللّه‏يغضب لغضبك و يرضى لرضاك.
    قال هذا حديث صحيح الاسناد.
    9ـ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 152 روى بسنده عن ابي هريرة قال: قال رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تبعث الانبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر و يبعث صالح على ناقته وابعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها و تبعث فاطمة امامي. قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
    10ـ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 152 روى بسنده عن عبداللّه‏بن مسعود قال: رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ان فاطمة عليهاالسلام احصنت فرجها فحرم اللّه‏ذريتها على النار. قال هذا حديث صحيح الاسناد.
    11ـ ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 131 ذكر حديثا مسندا قد اعترف بصحته عن ابي هريرة قال رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اول شخص يدخل الجنة فاطمة عليهاالسلام قال أخرجه أبو صالح المؤذن في مناقب فاطمة عليهاالسلام.
    12ـ سؤال آدم عليه‏السلام انه سأل بحق محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين.
    نكتفي بهذا العرض الروائي عما ورد في فضل فاطمة الزهراء عليهاالسلام حيث ان ما تدل عليه هذه الروايات في مقام ناظرية اللّه‏لها تارة و ناظرية رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهو لكن
    ليس على اساس جانب عاطفي و انما لها الميزة من بين النساء فينظر اليها بعين الاعتبار الرسالي كما لها الناظرية في مقام الجزاء في الاعمال بالاضافة الى أنها وعاء الامامة و مجمع التقاء النورين.
    كما ان هناك ملاحظة في مقام الولاية الفاطمية ان ما تدل عليه الآية في أخذ فاطمة عليهاالسلام في ناحية التقابل بين اثبات الدعوة ضد الكفر و أنها تقابل جهة الانوثة الحقة امام الانوثة الباطلة كما في سورة المباهلة في قوله تعالى: «ندع ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم». دلالة على حصول الولاية بلحاظ جهة التقابل بين طبيعة النسوة الحقة امام النسوة الباطلة و هذا امر يقتضيه حتميّة المتقابلين و لكن يفرق بين الولاية كمنصب فاعليّ و بين الولاية في مقام الذات و الحقيقة و ان فاطمة عليهاالسلام تأخذ على نحو الولاية في مقام الذات دون المنصب الفاعلي او يمكن ان نعبر عنها بالولاية النورية او الاشراقية على نحو الولاية الانجعالية و ان مقام الجعل أخذ في طبيعتها على نحو الاعتبار الخاص كما تدل عليها الآيات و الروايات الّتي اخذ في مفهومها على نحو الناظرية لوجودها المقدس. فولاية فاطمة الزهراء عليهاالسلام انجعالية بالذات و جعلية بالاعتبار على نحو الاقرار لمقام الواقع. و انما هي معطلة في الجانب الفاعلي و ان كان لها ولاية في الجانب الفعلي و اذا حصل المقتضي على نحو العنوان الثانوي عند فرض عدم وجود الولاية المعصومية الذكورية فتكون الولاية المعصومية الانوثية محلاً لجريان الجهة الفاعلية و هي من المعاني البسيطة و ليست من الامور المركبة.
    هذا مع ان ما تحمله من الذات القدسية و الطهارة النفسانية الّتي دلت عليها آية التطهير في قوله تعالى: «انما يريد اللّه‏ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا». حيث انها داخلة تحت عنوان العصمة الّتي هي من شؤون الانبياء و الاوصياء فكانت اللوحة الناصعة و الذات الّتي تجلت فيها مظاهر المعرفة و الارتقاء الى اعلى مقامات الطهارة الّتي لم تصل اليها ابناء نوعها و هذا يدل على أنها تحمل و عاء حركة التشريع و لايناسب ذلك الا ان تكون لديها الجهة الولائية في مقام تأثيرها الاستعدادي لحركة ايجاد الامامة و سيرها التكاملي.

    و اذا تابعنا الاحاديث الواردة عن رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في بيان فضيلة فاطمة الزهرا عليهاالسلام بنظرة تحليليّة كما ورد عن عائشة أنها قالت: ما رأيت أحدا أشبه كلاما و حديثا من فاطمة برسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فكانت اذا دخلت عليه رحب بها و قام اليها فأخذها بيدها و أجلسها في مجلسه.
    نجد هنا ملاحظة و هي جهة ما تعكسه فاطمة الزهراء عليهاالسلامعن الوحدة المنطقية بينها و بين منطق رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و هذا يثبت جانب الترابط بين المنطقين و ليس النظر الى جهة الترابط في ناحية النطق و النبرات الصوتية و انما هناك أهمية في ناحية العرض البياني في وحدة المنطق بمعنى ان هناك حالة من الوصول الى اسرار الفصاحة و البلاغة الّتي تتوحد بين نفسية فاطمة عليهاالسلام و بين نفسية رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
    ثم ان ما تنقله عائشة عن فاطمة عليهاالسلام في دخولها على رسول‏اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهو اعطائها الأهمية في تقديمها و اجلاسها في محله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دلالة على عظمة فاطمة عليهاالسلامفي ناحية ما يترتب على مكانتها من حيث التنزيل و هذا نوع من الولاية التنزيلية الّتي لم تعط لامهات المؤمنين فضلاً عن بقية المؤمنات.
    كما انه اذا استعرضنا ما رواه ابن عباس قال: قال رسول اللّه‏صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لااله الا اللّه‏محمّد رسول اللّه‏عليٌ حب اللّه‏و الحسن و الحسين صفوة اللّه‏فاطمة خيرة اللّه‏فان ذلك يمثل حالة ارجاع الامة المؤمنة الى الامامة في مرحلة المبدأ و الارجاع الى مرحلة المنتهى و ان فاطمة عليهاالسلامالقطب الّذي يدور حولها رحى النبوة و الامامة
    المصدر بحث رقم (131 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري



  • إشـــتياق الإنـــتظار
    • Aug 2009
    • 3440

    #2

    تعليق

    • *llعاشقة الزهـراءll*
      • Nov 2008
      • 9514

      #3
      سلام الله عليكِ ايتها المظلـومه
      احسنت اخي
      في ميزاان اعمالك..حشرك الله مع من تحب..
      دمت بحب الزهرااء..سلام الله عليهاا
      :65::65::65:

      تعليق

      يعمل...
      X