كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة ؟

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابوجعفرالديواني
    • Nov 2008
    • 2856

    كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة ؟

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فجهم
    لا شك في أن للصلاة أهمية كبرى في الدين الاسلامي فهي
    العبادة التي إن قُبلت قُبلما سواها و إن رُدَّت رُدَّ ما سواها ،
    و لا شَكَّ بأن من علامات فلاح الإنسان المؤمن هو تمكّنه
    من أداء صلواته بخشوع و حضور قلب ،
    و ذلك لقول الله عزَّ و جَلَّ :
    ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِيصَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ .


    و حديث النفس بإعتباره عاملاً من عوامل صرف الفكر
    و القلب عن التوجه إلى الله جل جلاله يُعدُّ آفة من
    الآفات المعنوية الشائعة التي تعترض طريق عباد الله
    المؤمنين بصورة عامة بل حتى الخواص منهم ، حيثلا
    ينجو من هذه الآفة إلا من رحمه الله .


    و ليس من شك أيضاً بأن حضور القلبو الخشوع في الصلاة
    إنما هو هِبةٌ ربانية تحتاج إلى وعاءٍ طاهر و نقي و ذلك
    لايتهيء إلا بتوفيق من اللّه و تسديده .


    كيف نحصل على الخشوع في الصلاة ؟



    لمعرفة السُبُل المؤدية إلى تحصيل حالة الخشوع و

    التوجه و الإنقطاع إلى الله جلَّ جلاله ، و كذلك للتعرُّف
    على موانع الخشوع و العلل المؤثرة في حرمان الإنسان
    من الوصول إلى هذه المرتبة السامية ، لابد
    و أن نُصَنِّفَ هذه السُبُل و العلل حتى يسهل علينا
    دراستها و التوصُّل من خلالها إلى ما نَتمنَّاهُ من درجات الخشوع
    و الإنقطاع إلى رب العالمين عزَّ و جَلَّب عونه و بتوفيقه .



    ما هي موانع الخشوع؟
    إن الأمور و المؤثرات التي تمنع الإنسان من الوصول
    إلى حالة الخشوع والإنقطاع إلى الله جلَّت عظمته
    كثيرة نُشير إلى أهمها فيما يلي :


    1. المعاصي و الذنوب :
    و ليس من شك بأن الإلتزام بتعاليم الدين و قيمه
    و حلاله و حرامه هو من أهم العوامل التي توفِّق
    الإنسان للعبادة و تُوجد فيه حالة الخشوع
    و الانقطاع إلى الله سبحانه و تعالى .


    أماالإنسان المذنب و المرتكب للمعاصي فهو في
    حالة إبتعاد دائم و مستمر عن حالة الخشوع من جانب ،
    و في إقبال نحو وساوس الشيطان من جانب آخر ،
    و قد يُسلَب منه التوفيق للعبادة و يُحرم منها لتورطه
    في المعاصي و الذنوب .


    2. الكسب الحرام :


    و المقصود منه الإبتعاد عن كل أنواع الكسب الحرام
    و الحرص على حلِّية و نظافة طرق إكتساب المعيشة كالوظيفة
    أو التجارة التي يمارسها الإنسان ، أو غيرها من موارد الإكتساب ،
    ذلك لأن للمأكل و الملبس والمكان و غيرها من الأمور ـ التي تُعتبر
    من المقدمات في العبادات ـ أثراً عظيماً فيإيجاد الخشوع ،
    و هذه الأمور إنما تتوفر للإنسان بالمال و إذا لم يكن
    المال المتكسب حلالاً فسوف تتأثر أعمال الإنسان بذلك
    بصورة عامة و خاصة العبادية منها ، و أول هذه التأثيرات
    تظهر على القلب فتسلب منه النقاء و الخشوع و تجعله
    عُرضةً لوساوس الشيطان، و من ثم لا يقبل الله له عملاً .


    مضافاً إلى أن الجسم يستمد قوته في العبادة من الطعام و الشراب ،
    فإذا كان طعام الإنسان و شرابه حراماً و مكتسباً
    منغير حلِّه بانَ تأثيرهما على العبادة فوراً ، بل إن
    التأثير المعنوي للطعام والشراب يبقى في جسم الإنسان
    و روحه فترةً طويلة .
    و عموماً فإن للطعام و الشراب أثراً قوياً في تهيئة الظروف
    الروحية و النفسية للعبادة من حيث السلب و الإيجاب .


    و لا بُدَّ أن نعرف أيضاً بأن للوسواس درجات كما أن للخشوع درجات ،
    فمن زاد تورّعه عن الحرام و الشُبُهات إزداد خشوعاً ،
    و من تساهل في شيء منها قلَّ خشوعه و ضَعُف
    توجُهه إلى الله عزَّ و جَلَّ بنفس النسبة .


    3. إمتلاءُ البطن :
    فقد رَوى أبو بَصِيرٍ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) قَالَ : قَالَ لِي :
    " يَا أَبَامُحَمَّدٍ إِنَّ الْبَطْنَ لَيَطْغَى مِنْ أَكْلِهِ ، وَ أَقْرَبُ مَا
    يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ إِذَا خَفَّ بَطْنُهُ وَ أَبْغَضُ مَايَكُونُ
    الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا امْتَلَأَ بَطْنُهُ " .



    4. العوامل الأخرى :
    و هناك عوامل أخرى تُسبب شرود الذهن في الصلاة مثل :
    التعب و النعاس و الفرح و الحزن و المرضو المكان غير المناسب ،
    و غيرها .



    موجبات الخشوع :
    و بعد أن وفَّقنا الله تعالى لرفع الموانع و العقبات الموجودة أمامنا
    للحصول على التركيز و الخشوع في العبادة ، ي
    أتي دور الحديث عن العوامل الإيجابية في إيجاد حالة التوجه
    و الإنقطاع إلى الله عزَّ و جَلَّ في العبادةعموماً
    و في الصلاة بوجه خاص .


    1. الإيمان و اليقين :
    إن الشرط الأول و الأساس لتحصيل حالة الخشوع
    و الإنقطاع إلى الله عزَّو جَلَّ إنما هو تحصيل الإيمان
    و اليقين ، فالإيمان هو الذي يجعل الأرضية خصبة لنمو
    روح الخشوع و التوجه التام إلى الله ، و لولا الإيمان
    لم يكن للخشوع من معنى كما هوواضح ،
    و كلَّما إزداد الإنسان إيماناً إزداد خشوعاً .


    و واضحٌ أيضا بأن الإيمان إنما يزداد عن طريق
    زيادة معرفة الإنسان بالله سبحانه و تعالى .



    2. التخلّص من كل ما يُشتِّتُ الفكر و يُشغل الذهن :
    يجب أن لا ننسى بأن من أسباب شرود الذهن
    و عدم التركيز حين الصلاة و العبادة و إنعدام حضور القلب
    لدى المصلي هو إنشغال فكره بالمشاكل التي تقلق بالَه ،
    أو تعلُّق قلبه بما يهمه من أمور دنياه ، فما أن يدخل في صلاته
    إلا وتتوارد عليه الأفكار و المشاكل المختلفة
    و تتجاذبه المغريات الكثيرة التي تُحيط به، فكم من
    مؤمن حريص على أداء صلاته بحضور القلب منعته أفكاره
    من الوصول إلى هدفه السامي ، و ما أن يُتمُّ صلاته حتى
    يكتشف بأن روحه لم تكن في الصلاة بل كانت خلال
    فترة الصلاة سارحةً في وديان الخيال و الآمال و التصورات
    ، أو يجد أنه كان يُتابع مسلسلاً تلفزيونياً ،
    أو مباريات لكرة القدم ، أو كان يعقد صفقة تجارية مبرحة
    ، إلى غير ذلك .
    ما هو الحل ؟
    لكي يتخلَّص المُصلِّي من أمثال هذه الأفكار ويتمكَّن من
    الإقبال بقلبه كُلِّه على الله لا بُدَّ له من قطع الصلة بينه و
    بين كلما يدور حوله حال كونه في الصلاة ، و هذا الأمر
    لا يتسنى له حتى يُعطي الصلاة حقها .



    نعم للصلاة الكاملة و التامة شروط و آداب ينبغي
    معرفتها و المواظبة عليها حتى تتوفر الأجواء المناسبة للصلاة
    بإبتعاد الإنسان عن كل ما يُشغل فكره وإهتمامه و ينقطع
    عنها بصورة تامة أثناء مناجاته لرب العالمين .


    و حالة الإنقطاع هذه يمكن تحصيلها عن طريق الالتزام
    بالمستحبات التي ترتبط بمقدمات الصلاة كالوضوء و الأذان
    و الإقامة و لباس المصلي و مكانه و غيرها .


    و من مميزات هذه المستحبات و الآداب أنها تُبعد الإنسان
    عن تعلُّقاته الدنيوية رويداً رويداً ،و تهيؤه للدخول في
    الصلاة بقلب خاشع شيئاً فشيئاً .


    أما الذي لا يواظب على هذه المستحبات و يدخل في
    الصلاة فجأةً من دون أي مقدمات إنما يعطي الضوء
    الأخضرللشيطان و يُمكِّنه من نفسه لكي يسلُب منه التوجه
    و الخشوع ، ذلك لأنه لم يقطع صلتهبَعدُ بما قبل صلاته
    من أفكار و أعمال ، و لم يهيء نفسه للدخول في الصلاة كما ينبغي .


    عوامل أخرى مؤثرة في إيجاد الخشوع :
    وهناك عوامل أخرى تؤثر في إيجاد حالة التوجه
    و الخشوع و حصول التركيز لدى المصلِّينُشير إليها بإيجاز كالتالي :


    1. الإهتمام بأوقات الصلوات .


    2. إختيار المكان المناسب للصلاة من حيث الهدوء
    و عدم وجود ما يُصرف إنتباه المُصلِّي أمثال الأصوات
    و الصور و حضور الآخرين و النافذة أو الباب المفتوح
    أمام المصلِّي وغيرها من الأمور .


    3. تركيز النظر إلى محل السجدة في حال القيام
    و القراءة والتشهد و السلام .


    4. التدبّر في معاني الكلمات و الأذكار التي تُقال في الصلاة .


    5. تعويد النفس على الرجوع إلى حالة الخشوع كلما
    عرض للإنسان شيءمن العوامل الصارفة .


    6. المواظبة على النوافل .


    7. المواظبة على الأدعية و الأذكار و التعقيبات الخاصة بكل صلاة .


    8. أكل الرمان فإنه مفيد لمعالجة الوسواس و حديث النفس .



    و أخيراً :


    و أخيراً نُذَكر بأن لحديث النفس أنواع و صور مختلفة ،
    فمنها ما هو من قبيل الشك في العقيدة بسبب ما يلقيه
    الشيطان و يسببه من وساوس في صدور الناس طمعاً
    منه في التغلُّب عليهم و إبعادهم عن جادة الحق و الصواب ،
    فيلقي في نفوسهم الشبهات و التشكيكات و يبذل كل ما
    بوسعه من أجل تحقيق مآربه و نواياه ، و يتوسل بكل
    الأساليب و الوسائل ، إلى غيرها .


    و نحن نسأل الله عزَّ و جَلَّ أن يُبعد عنا الشيطان و
    وساوسه في جميع الحالات خاصة حال الصلاة و العبادة ،
    و أن يوفقنا ويوفِّقَ جميع المؤمنين للصلاة التامة
    و المقبولة بقلوب خاشعة و منقطعة إلى ربالعالمين ، إنه مجيب الدعاء .
  • خادم الباقرع
    • Nov 2008
    • 2733

    #2
    بارك الله فيك اخي الكريم

    تعليق

    • ابوجعفرالديواني
      • Nov 2008
      • 2856

      #3
      الشكر على المرور

      تعليق

      • المشايخي2
        • Nov 2008
        • 29

        #4
        بارك الله فيك

        تعليق

        • حسين العابد
          • Nov 2008
          • 92

          #5
          بارك الله بك اخي الكريم

          تعليق

          • ابوجعفرالديواني
            • Nov 2008
            • 2856

            #6
            بارك الله بكم اخوتي على مروركم الكريم

            تعليق

            يعمل...
            X