القلب في مفترق طريق النفس والروح........

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علويه حسينيه
    • Aug 2009
    • 4379

    القلب في مفترق طريق النفس والروح........

    :55555"::55555"::55555"::55555":

    القلب في مفترق طريق النفس والروح


    لقد أخفى الله سبحانه وتعالى نعماته وبركاته في أشياء والناس يبحثون عنها في أماكن أخرى, واستدل لهم بدلائل وأشار لهم بإشارات, لكنهم لم يفهموها ولم يدركوا معانيها فقال عزّمن قائل:[وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا] (الإسراء,82)
    هذه ليست الآية الأولى والوحيدة التي جرى التأكيد فيها على وصف القرآن الكريم بأنه شفاء للصدور أو شفاء للمؤمنين, فهناك آيات أخرى بهذا المعنى ومنها على سبيل المثال[يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ](يونس,57) أو الآية الثالثة [قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء]( فصلت,44) .
    وإذا أضفنا إلى هذه الآيات عشرات الأحاديث الواردة بهذا الشأن والتي جاءت على لسان رسول الله وأهل بيته الطاهرين (عليهم أفضل الصلاة والسلام) تتكون لدينا مجموعة من الدلائل والمؤشرات على حقيقة أن القرآن يشفي الإنسان وفيه دواء لكل داء.
    دعنا نسأل الناس, كم شخصا فيهم يؤمن حقاً وواقعاً وعن بصيرة ويقين بأن القرآن يساعد على شفاء المرضى؟
    إن الذين لايؤمنون بهذه الحقيقة القرآنية يبررون عدم تصديقهم بذلك هو أن المختبرات العلمية لم تثبت حتى الآن هذه الحقيقة, ولكن ألا تكفي الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة كدلائل ليؤمن الإنسان بحقيقة الإستشفاء بالقرآن؟
    ويقدم القرآن الكريم العلاج للداء الأكبر والمسبب الاول لكل الأمراض النفسية والجسدية الا وهو داء (القلب) وفي البداية لابد أن نعرف ما هو القلب؟القلب: هو محل إلتقاء الروح بالنفس والجسد وتقع فيه صفات الخير والشر, والعقائد الراسخة التي يؤمن بها المرء ويتخذها منهاجاً لسلوكه.وإذا أردنا التدقيق في الأمر سنجد أن التي تمثل الشخصية الحقيقية لكل فرد هي عقائده الراسخة في قلبه فهي التي توجه الإنسان حتى من دون شعور منه باتجاه طرق ومسالك هي تريدها.
    وحتى الجهاز المفكر في الإنسان هو في الواقع ليس كامل الحرية بالمطلق, لأنه يتبع تلك العقائد التي تقوم بتوجيه الفكر الوجهة التي تراها.
    فعلى سبيل المثال نجد أشخاصاً يدّعون أشياء لأنفسهم كحبهم لفعل الخير, متى تحِن الفرصة للقيام بذلك نجدهم يتنصلون عن مبادئهم وعن القيم التي نادوا بها طويلاً, فهم يتأثرون بالعقل الباطن الموجه من قبل تلك العقائد الباطنية والتي قد تكون مختلفة عما يدلي به المرء من شعارات, وربما يحدث الصدام بين الفكر وبين الصفات الراسخة في القلب, مثل ذلك الشخص الذي يؤمن فكرياً بحسن مساعدة الفقير غير أنه سيتراجع عن هذا الموقف بسبب صفة البخل المترسخة في قلبه.
    من هنا ندرك أهمية القلب, وأهمية ما يحتويه من عقائد وصفات راسخة, ونعرف أهمية الخطاب القرآني الذي يشير دوماً إلى القلب وإلى ضرورة الحذر من عدم إصابته بالأمراض والصفات السيئة.
    وعلى الرغم من تركيز القرآن الكريم على موضوع القلب, إلا ـ إننا وللأسف ـ لانجد إلا مباحث قليلة في هذا الجانب, وهذه صورة أخرى من صور إبتعاد الأمة عن بصائر الوحي, فموضوع القلب وهو بهذه الأهمية وبهذا التأثير على حياة الإنسان, يجب أن يشبع بالبحث والدراسة حتى نصل إلى جميع حقائقه العلمية.
    إننا لو لاحظنا الناس لوجدناهم متباينين في التفكير والمعتقد, فنسأل لماذا هذا التباين؟ ولماذا الإختلاف في الفكر؟ مع أن الناس لايختلفون من حيث إمتلاكهم الحواس الرئيسية مثل النظر والسمع والشم وغيرها التي تعد منافذ للعلم, فعن طريق هذه الحواس يتعلم الإنسان ويتعرف على محيطه, فجميع الناس يمتلكون منافذ العلم هذه فلماذا تختلف وجهات نظرهم تجاه الأشياء؟ والدنيا هي نفسها منذ أن خلقها الله سبحانه وتعالى لم تتغير حقائقها الثابتة فما هو سر إختلاف البشرية؟
    الناس لايختلفون من حيث بناؤهم المادي الذي هو الجسد لكنهم يختلفون في بنائهم الروحي, ومركز التغيير والاختلاف يكون هو القلب, فهو بوصفه محل إلتقاء النفس والروح لذلك فهو ملتقى الأضداد.يلتقي فيه الخير والشر, الظلم والعدل, الحق والباطل, فصاحب القلب السليم الذي يشير إليه القرآن الكريم هو الذي يغلب جانب الخير والحق والعدل فيه على الجوانب الأخرى أما القلب المريض, وبالعكس.
    وقليل من الناس هم الذين محضوا الحق كله, أو محضوا الشرّ كله, فالأوائل هم الأنبياء وأوصياؤهم عليهم أفضل الصلاة والسلام, فقلوبهم مثل أنوار مشعة بالخير والعدل, وأما الآخرون فهم الطغاة والمتجبرون الذين لايسأمون من فعل الشر فهؤلاء قلوبهم مظلمة لاخير فيها ولانور.
    وعامة الناس هم خليط بين الخير والشر والحق والباطل والعدل والظلم, وهم في ذلك درجات ومراتب, فمنهم من يصل إلى درجات عليا في الخير والصلاح, ومنهم من يصل إلى درجات دنيا في فعل الشر وهكذا.
    ولابد أن نعرف بأن رسوخ صفات الخير والشر فينا لايحصل فجأة ومن دون سابق إنذار, فلهذه الصفات علاقة مباشرة بسلوك الانسان وحسن تصرفه, فالمداومة على فعل الخير كالإحسان مثلاً تقضي أن يكون المرء محسناً والمداومة على فعل الشر كالبخل مثلاً تقود الإنسان إلى أن يصبح المرء بخيلاً.
    وقد جرت التوصيات من جانب الرسول وأئمة الهدى من آل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام بالقيام بأصغر أعمال الخير والمداومة عليها, فلا تستقلل ما تقوم به من عمل صالح لأن المداومة على ذلك ينمّي لديك الملكة التي تساعدك على الإستمرار في ذلك العمل الحسن في كل الظروف والأوضاع.
    ولاتصغِّر شأن فعل سيء تنوي القيام به, فهذا الفعل يشجعك على المداومة عليه, حتى يصبح ملكة, عندها يصعب عليك قلعه من ذاتك لأنه قد ترسخ في قلبك, ولاينقلع إلا بشق الأنفس.
    نحن ذكرنا في ما سبق بأن العقائد الراسخة وكذلك الصفات الراسخة هي ذات دور ريادي في حياة الإنسان, وفي معظم الأحيان لها تأثير على القوة المفكرة في الإنسان, لكن بالطبع هذا لايعني أنها أخذت موقع القيادة من القوة العاقلة, فالقوة العاقلة والتي هي من خصائص الروح البشرية, هي صاحبة القرار بالنسبة لكل القضايا والأمور المتعلقة بالإنسان.
    والسؤال هنا: إذا كانت القوة العاقلة هي المسيطرة على كل مقدرات الإنسان, فلماذا ينحرف الناس نحو طريق الضلالة؟ أليس العقل منسجماً مع سنن الدين والسماء؟
    العقل هو منسجم مع الدين ومع قوانين السماء وفطرة الكون, غير أن العقل الذي هو مركز الروح عندما يتصل بالنفس ويتكون القلب, يقع هذا العقل تحت سيطرة القلب الذي هو مزيج من النفس والروح من الخير والشر من الظلم والعدل, بينما العقل هو خير كله, وللتوضيح نأتي بهذا المثال: إذا سألت المدخن عن السجائر فإنه سيتحدث إليك أفضل من أي دكتور عن أضرارها, وعندما تقول له لماذا إذن لاتتركها؟, لن يستطيع الإجابة عن هذا السؤال!!
    فنسأل: هل هذا الإنسان المدخن عاقل؟
    الجواب: نعم هو عاقل.
    السؤال: لماذا لايتبع إرشادات العقل وتحذيراته من مضار السجائر.
    الجواب: المدخن عاقل ولكنه لايخضع هنا في هذه المسألة إلى قانون العقل بل يخضع إلى قانون القلب, والقلب كما قلنا هو يشمل الخير والشر, وقد يخضع المرء إلى رغبات قلبه أو رغباته النفسية دون أن يصدر العقل حكم التأييد لذلك.
    نحن هنا قدمنا إجابة غير مباشرة عن سؤال هو: لماذا يضل الناس؟ أليس العقل منسجماً مع مبادئ الدين وقيمه الفاضلة؟, الجواب هوكما ذكرنا في مثل المدخنين, بأن الإنسان الضال هو ليس إنساناً مجنوناً أو فاقداً لقوة العقل, بل أن أهواءه النفسية المسيطرة على قلبه هي التي حجبت عقله عن حقائق الكون والحياة, فهو إذن يتبع قلبه ولايتبع عقله.. ومن هنا تأتي أهمية الاستشفاء بالقرآن لأن القرآن شفاء للقلوب.


    منقول
  • نجمة البصره
    • Sep 2009
    • 5734

    #2

    تعليق

    • ابوجعفرالديواني
      • Nov 2008
      • 2856

      #3
      وفقك الله اختي على كل ماتفضلتي به من فائده

      تعليق

      • أم الحلوين
        • Nov 2008
        • 3056

        #4
        أحسنتِ النقل
        جزاكِ الله خير الجزاء
        ووفقكِ الله لكل خير:65:

        تعليق

        • علويه حسينيه
          • Aug 2009
          • 4379

          #5





          تعليق

          يعمل...
          X