المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليك قصدت ... في مدح سيد الخلق


نجمة البصره
16-11-2009, 12:22 PM
قصدتُ إليك في أحلى بياني
وحسنُ اللفظ من حسن المعاني
وأنت أجل معنى ذاب فيه
جمال الكون لا يدنوه داني
إليك قصدتُ أنصب حرَّ وجهي
لشمس لم تغب في أي آن
.....
تطير العاطفات بكل قلب
يحول البعدُ بينه والتداني
ولو لم يعط قلب مستهام
سوى صوغ الجمان من المباني
ولو لم يعط غير شرود ذهن
يحلق فيه في أفق الاماني
لحق له الذي لا حق فيه
لأهل الحب من إنس وجان
وحق له الذي حسدوه فيه
علو الشأن في قرب المكان
فإنّ المنفق الدهر إشتياقا
وتقتله الدقائق والثواني
يفتش في زوايا الفكر حتى
تقضّى العمر وهو به يعاني
خليق أن يحوز قريب بيت
لخير الخلق في خير الجنان
.......
إليك قصدت في يوم كريم
أتى والمجد عزا يرفلان
يضاهي غر ما حملت ليال
من الايام في مر الزمان
به شمس النبوة قد أطلت
على حلك من الطغيان باني
تمدُّ الصبح نورا قد نساه
لفرط الذل أو فرط الهوان
ففر الصبح عريانا شفيفا
يقبل ثغر مكة والمغاني
وبيت الله يبكيه سرور
لصدق الوعد في ذات الاوان
وأقبلت النسائم وهي خجلى
تعثّر وهي في دل القيان
وأشفقت النجوم لفرط بعد
فمُدُّ لها من الشمس اليدان
تذودان الهموم وترسمان
عناقيد النجوم بلا إمتنان
وعاد الدهر يمسح غرتيه
ويلقي للنبوة بالعنان

.....
محمد يا رسول الله ذان
فؤادي واللسان الاصغران
يصوغان المحبة في قصيد
هما فيه بحق ساحران
ويجدر بي بأن أغضي حياءً
لمن بيديه خرّ الفرقدان
لمن بيديه ملك الكون طرا
وقد شهدت له السبع المثاني
متى وطيء الثرى إزدهرت ربوع
وأعشبت الصحارى والمغاني
تشق عيونه الغربَين شقا
فيشرق بالصباح المشرقان
يلمُّ بخلقه الثقلين لماً
وتعجب كيف ذلا يسجدان
امات بنور طلعته ظلاما
واحيى الخير في روح التفاني
محمدُ ليس يبلغه قصيدٌ
وقد أعيى أساطين البيان

.....
أبا الزهراء شط بنا مزار
تقاذفنا الى هرم الزمان
وروحك لم يزل يحنو علينا
ويرقب كيف يقسو الحادثان
وكيف الفكر أضحى مكفهرا
يسير بغير هدي أو ضمان
وكيف الجهل يطبق من جديد
يقدس كل مأفون وفاني
وصرنا في طريق الخوف نعدوا
وشر السير في جهل المكان
ترصّدنا ذئاب الخوف حتى
جهلنا كيف نطعن بالسنان
وليس لنا إعتذار أو عتاب
فهذا جني ما زرع اليدان
أبا الزهراء هل نشكو ضلالا ؟
أردناه بتعطيل الجَنان ؟
وهل نشكو بأنا قد أضعنا
فلسطينا بخاسرة الرهان؟
ومأساة العراق وقد تشكّى
مرار العيش حتى الشاطئان
أناس أرهقوا بين المنافي
وناس للذئاب قطيع ضان
أبا الزهراء لا منجى نرجي
سوى الاسلام دربا للأمان
إليك نفيء بعد مسير عسر
شربنا فيه من كأس الهوان