المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعريف الشعر وفائدته وفضله وعناصره


محـب الحسين
16-11-2009, 05:28 PM
http://shabab-alamal.com/upload/up/shabab_1725025189.gif


تَعريفُهُ:
الشعر هو على المشهور كلام ذا معنى موزون مقفى، مقصود، هذا هو أبسط تعريف للشعر وهو الذي يخطر ببالنا عندما نسمع هذه الكلمة، وقد تحمل بأسس الشعر وأنه كلام أي ألفاظ ذات معنى كُسِيَت حلة من الوزن والقافية. قال عنه ابن منظور: "الشعر: منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً"[1] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1)، وقال الفيومي: "الشعر العربي هو: النظم الموزون، وحده ما تركّب تركباً متعاضداً، وكان مقفى موزوناً، مقصوداً به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يسمى (شعراً) ولا يُسمَّى قائله (شاعراً)، ولهذا ما ورد في الكتاب أو السنة موزوناً، فليس بشعر لعدم القصد والتقفية، وكذلك ما يجري على ألسنة الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من (شعرت) إذا فطنت وعلمت، وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه به، فإذا لم يقصده،فكأنه لم يشعر به"[2] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn2)، وعلى هذا فإن الشعر يشترط فيه أربعة أركان، المعنى والوزن والقافية والقصد.
ويقول الجرجاني: "أنا أقول - أيدك الله - إن الشعر علمٌ من علوم العرب يشترك فيه الطبعُ والرّواية والذكاء"[3] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn3).
فائِدَتُهُ وَفَضلُهُ:
أما فائدته، فهو ديوان العرب وسجل أحسابهم وانسابهم وأيامهم ومستودع حكمتهم وبلاغتهم، قال عنه الجرجاني أنه: " فيه الحق والصدق والحكمة وفصل الخطاب، وأنه مجنى ثمر العقول والألباب، ومجتمع فرق الآداب، والذي قيد على الناس المعاني الشريفة، وأفادهم الفوائد الجليلة، وترسل بين الماضي والغابر، ينقل مكارم الأخلاق إلى الولد من الوالد، ويؤدي ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد، حتى ترى به آثار الماضيين مخلدة في الباقين، وعقول الأولين مردودة في الآخرين، وترى لكل من رام الادب وابتغى الشرف وطلب محاسن القول و الفعل منارا مرفوعا، وعلما منصوبا، وهاديا مرشدا، ومعلما مسددا، وتجد فيه للنائي عن طلب المآثر والزاهد في اكتساب المحامد داعِياً ومُحَرِّضاً، وَلاعِثاً وَمُحَضِّضاً، وَمُذَكِّراً وَمُعَرِّفاً، وَواعِظاً وَمُثَقِّفاً"[4] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn4).
وقال عنه المظفر بن الفضل: " أما الشعرُ فإنه ديوان الأدب، وفخر العرب، وبه تُضرَب الأمثال، ويفتَخِر الرّجالُ على الرجال، وهو قيدُ المناقبِ ونظامُ المحاسنِ، ولولاهُ لضاعَتْ جواهرُ الحِكَم، وانتثرت نجومُ الشّرَفِ، وتهدّمتْ مباني الفضل، وأقوَتْ مرابِعُ المجدِ، وانطمسَتْ أعلامُ الكرمِ، ودرَستْ آثارُ النِّعَم. شرَفُه مخلّدٌ، وسُؤدُدُه مجدّدٌ، تَفْنى العصورُ وذِكرُه باقٍ، وتهوي الجبالُ وفخرُه الى السماء راقٍ، ليس لما أثْبَتَه ماحٍ، ولا لمَن أعذَرَه لاحٍ"[5] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn5).
وقال معاوية رضى الله عنه[6] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn6): يجب على الرجل تأديب ولده، والشعر أعلى مراتب الأدب وقال: اجعلوا الشعر أكبر همكم، وأكثر دأبكم، فلقد رأيتني ليلة الهرير بصفين وقد أتيت بفرس أغر محجل بعيد البطن من الأرض، وأنا أريد الهرب لشدة البلوى فما حملني على الإقامة إلا أبيات عمرو بن الإطنابة:

أبت لي همتي وأبى بلائي


وأخذي الحمد بالثمن الربيح



وإقحامي على المكروه نفسي



وضربي هامة البطل المشيح



وقولي كلما جشأت وجاشت



مكانك تحمدي أو تستريحي



لأدفع عن مآثر صالحات



وأحمي بعد عن عرض صحيح





ومما يدل على فضله أن به ثبت إعجاز القرآن عند العرب، فقد كان الشعر ذروة بلاغتهم وفصاحتهم، ولهذا قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر لما تبينت بلاغة القرآن فقد كان الشعر أبلغ القول وأفصحه وأجوده.
ومن فضائله أنه يشحذ الهمم ويقوي العزائم، يروى أن زياد بعث بولده إلى معاوية، فكاشفه عن فنون منِ العِلم، فوجده عالماً بكل ما سأله عنه. ثم أستنشده الشعر، فقال: لم أَرْوِ منه شيئاً. فكتب معاويةُ إلى زياد: ما منَعك أن تُرَوِّيه الشعر؟ فوالله إن كان العاقّ لَيَرْويه فَيبرّ، وإن كان البخيل لَيَرْويه فيسخُو، وإن كان الجبان لَيَرْويه فيقاتل[7] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn7)، ويروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال: "أفضلُ صِناعات الرَّجل الأبيات من الشِّعر، يُقدِّمها في حاجاته، يَستعطف بها قلبَ الكريم، ويستميل بها قلب اللئيم."[8] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn8)
ويقول ابن رشيق: "وقد اجتمع الناس على أن المنثور في كلامهم أكثر، وأقل جيداً محفوظاً، وأن الشعر أقل، وأكثر جيداً محفوظاً؛ لأن في أدناه من زينة الوزن والقافية ما يقارب به جيد المنثور."، وقيل: "ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون؛ فلم يحفظ من المنثور عشره، ولا ضاع من الموزون عشره"[9] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn9).
عَناصِرُهُ:
يتكون الشعر -وكل عمل أدبي- من خمسة عناصر وهي:
أولا: العاطِفَةُ،

وهي شعور الإنسان وما يختلج في صدره تجاه أمرٍ أو شخصٍ أو فكرةٍ ما، والعاطفة إنما تعرف باسمها، كالحزن والفرح والخجل والغضب والأنس والود والحب، أو تميز بمظهر من مظاهرها، كالابتسام والضحك والبكاء والدمع واحمرار الوجه وما إلى ذلك، وكلها تصلح موضوعا للشعر، وأختلف هنا مع اليوت حيث يقول: "ليس الشعر إطلاقاً لسراح العاطفة وإنما هو هرب من العاطفة وليس هو تعبيراً عن الذات بل هرب منها"[10] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1)، فإنه لم يصب، حيث أن الشعر تعبير عن العاطفة فيخرجها وقد صورت في صورة تقربها للأذهان، وهذا من فضل الشعر ومما يتفرد به الشعراء، حيث يعجز الفلاسفة عن تعريف العواطف وهو لاشك صعب إن لم يكن مستحيل، بينما يستطيع الشاعر أن يترجمها إلى صور بديعة تخلب الألباب.
والعاطفة إنما تكون عامة في المجتمع أو الأمة، أو خاصة بالشاعر ذاته، ويحسن بالشاعر أن يحيل العاطفة الخاصة إلى عامة حتى يشرك معه غيره فيها وإلا فإن نجاحه في أمر ما أو حصوله على عطية من شخص ما قد لا يعني السامع لكنه إذا تحدث عن فضيلة الكرم مثلا إشارة إلى كرمه أو فرحة النجاح وعلو الهمة لأنس الناس بقولك ولأحبوه.
يقول الدكتور شوقي ضيف: "وأجمل العواطف ما كان يبعث على القوة في الحياة كهذا الشعر الذي يتكلم عن مظاهر البطولة والشجاعة أو يعجب فيه الشاعر ببطل من أبطال الأمة، فإنه يعجبنا وكأننا نشارك القوي في قوته"[11] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1).
والأبلغ من وصف العاطفة نفسها وصف التقلب بين العواطف والحال التي يخرج بها المرء من عاطفة لأخرى، وكذلك اختلاطها، كاختلاط الحب بالحزن في الرثاء، والحب بالرغبة في النسيب وغيرها.
ثانيا: الفِكرَةُ،

الفكر بكسر الفاء اسم للعمل الذي يقوم به العقل للوصول إلى معرفة مجهول من تصور أو تصديق، لاستحضار صورة المجهول، أو حكمه، أو جلاء الشبهة حوله، وأعمال العقل المسماة تفكيراً من أجل الوصول إلى المجهول كثيرة كالتذكر والتصور، والتخيل، والتفطن، والفهم، والتمييز، والمفارقة[12] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1).
ولابد للشاعر من فكرة يقوم عليها شعره، يطرحها أو يناقشها، فإن الإنسان بطبعه يرغب في أن يكون لكلامه معنى وأن يَستَمِعَ لما له معنى، فالشعر كالموسيقى من حيث الطرب ولكنه يمتاز بمعناه، بل ربما أحب المستمع ألا تكون الفكرة جلية فربما يرغب في أن يعمل فيها عقله ويفتش عنها ليستخلصها، فإن الوصول للقصد بعد الفكر يشعرك بلذة القول وفضله ويُثبِتُ الفكرة، يقول الجرجاني: "ومن المركوز في الطبع أن الشيء إذا نيل بعد الطلب له أو الاشتياق إليه ومعاناة الحنين نحوه كان نيله أحلى وبالمزية أولى فكان موقعه من النفس أجل والطف "[13] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1).
وقال الدكتور مجاهد عبدالمنعم عن الفكرة أدبياً :"الفكرة هي بالنسبة للفنان الأساس الذي ينبني عليه العمل الفني، وهي بالنسبة للقارئ الاستخلاص النظري عما عبر عنه الفنان بالصور.. إنها التعميم المباشر للهدف الذي قصد إليه الفنان.. وانعدام الهدف الواضح عند الفنان يرجع إلى سطحية نظريته للعالم وعجزه عن الوصول إلى جوهر الواقع.. والفكرة يجب أن تكون ذائبة في العمل الفني ولا نجدها بشكل مباشر.. وكلما اختفت الفكرة وتقنعت جاء العمل أكثر فنية.. وذوبان الفكرة في الصورة يخلق المثال في العمل الفني كما يقول هيجل.. وإذا تصادف وجود الفكرة بشكل مباشر كان هذا دليلاً على ضعف العمل الفني، أو عدم فنيته على الإطلاق"[14] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1).
ثالثا: الخَيالُ،

التخيل والخيال في النص الأدبي اختلاق صور لم يشهدها الحس بذلك التركيب، وإنما كانت صور أجزائها مما جرده العقل، واحتفظت به الذاكرة، لذا فهناك ارتباط وثيق بين التخيل والتصوير، ثم إن الصورة قد تكون معقولة بمعنى أن العقل لا يحيل وقوعها في الخارج، وقد تكون غير معقولة، ولابد أن يصدر عن وعي عقلي، فليس هو كخيالات النائم، وأن تكون تأليفة الخيال وتركيبيّته معقولة، وأن تكون دالة[15] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1).
إن الشاعر يحتاج للتخيل لأنه لا يعبر تعبير مباشر مجرد كما يفعل العلماء، بل يعبر تعبير تصويري كأن يقول "فلان أسد"، إذا أراد أن يصف شجاعته، وكأن يصور السماء كشخص يبكي ودموعه المطر ومقلته السحاب، وغير ذلك كثير تجده في أشعار العرب، وأبلغ التصوير هو ذلك الذي يجعل من الأشياء الروحية المعنوية واقعا يمكن لمسه أو تخيله فهذا ما يعجز عنه الفلاسفة والمفكرين، ولكنه هين على الشاعر، وهذا هو الدافع الذي يجعل الأدب والشعر أرضا خصبة للمشاركة الوجدانية.
رابعا: الأُسلوبُ،

هو تلك البصمة التي تلمحها بين أروقة النص والتي يعتمدها الكاتب في كل كتاباته أو بعضها أو على مستوى عمله الواحد، ولا تخلو هذه البصمة من أن تكون بصمة تصوير أو معنى أوما شابه وفي رأيي أنها ربما لحقت بالنظم حال استخدام الشاعر ألفاظ معينة عند مناقشته قضية بذاتها حيث قد يغلب عليه استخدام ألفاظ في ذلك الشأن بنظم معهود لديه فيكون ذلك أسلوبه.
وإذا كان الاستمرار بالألفاظ على نسق معين يسمى نظماً، فإن الاستمرار بالمعاني على نسق مرسوم يسمى أسلوباً، فالأسلوب هيئة تحصل عن التأليفات المعنوية، والنظم هيئة تحصل عن التأليفات اللفظية[16] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1).
والأسلوب في النص الأدبي ظاهرة دائمة أو أغلبية في نصوص كاتب أو فئة من الكتاب يتعلق بالشكل والمضمون ككون لغته تراثية، أو متجددة، أو عامية أو من السهل الممتنع[17] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1)، ومن معاني الأسلوب إطلاقه على طريقة المؤلف في تنسيق أفكاره، فالأسلوب بهذا المعنى هو الترتيب والانسجام.
تتغير سمات الأسلوب تبعاً لكل عصر، تماماً كما تغير من شخص إلى آخر، ومن هنا قالوا: الأسلوب هو طريقة الكاتب في التعبير عن موقف ما، والإبانة عن شخصيته الأدبية المتميزة عن سواها، وهو أنواع أهمها[18] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1):
1. الأسلوب الأدبي: وأبرز صفاته الجمال، ومنشؤه جماله وخياله وحسن استعماله للتراكيب والمفردات.. ويتميز بالتصوير الدقيق، وتلمس لوجوه الشبه البعيدة بين الأشكلة، وإلباس المعنوي ثوب المحسوس، وإظهار المحسوس في صورة المعنوي.
2. الأسلوب التجريدي: وهو الذي يعبر عن الأفكار عوضاً عن الأشياء الحسية والمشاهد والأشخاص.
3. الأسلوب الحكيم: وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقبه إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلام المتكلم على غير ما كان يقصد ويريد تنبيهاً على أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى كقوله تعالى: "ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل".
4. الأسلوب الخطابي: وتبرز فيه قوة المعاني والألفاظ، وقوة الحجة والبرهان، وقوة الخصيب، ويستخدم فيه الخطيب تعبيراً يثير العزائم.. ولجماله ووضوحه شأن كبير في تأثيره بالسامعين.
ومن أظهر مميزات الأسلوب الخطابي التكرار، والمترادفات، وضرب الأمثال، واختيار الكلمات الجزلة الرنانة.. ويحسن أن تتعاقب ضروب التعبير من خبر إلى إنشاء، ومن تعجب إلى استفهام لجذب المستمع إليه.
5. الأسلوب العلمي: هو أهدأ الأساليب، وأكثرها احتياجاً إلى المنطق السليم والفكر المستقيم، وأبعدها عن الخيال الشعري لأنه يخاطب العقل، ويناجي الفكر، ويشرح الحقائق العلمية التي لا تخلو من غموض وخفاء.. وجماله في سهولة عباراته وحسن اختياره لألفاظه، وتقديره لتقليب الكلام حسب الأفهام، ويحسن التنحي عن المجاز، وعن المحسنات إلا ما يجيئ عفواً (جواهر البلاغة).
6. الأسلوب المتكلف: وهو الأسلوب المفعم بألوان الصنعة البديعية يغطون به المعاني الضحلة وهو الأسلوب الذي عرف في العصور المتأخرة بدءاً من العصر العباسي السلجوقي (منذ القرن الخامس والسادس الهجري) حتى مطلع عصر النهضة.
7. أسلوب المولدين: هو أسلوب ظهر في مطلع العصر العباسي كتب به المولدون، ويتميز أسلوبهم بالرصانة والجودة، ويكون خالياً من الألفاظ الوحشية والغربية، والألفاظ العامية والمستهجنة كما يتميز بتجديد الأصيلة.
خامسا: النَّظمُ،

وربما دخل النظم ضمن الأسلوب ولكنني أحببت إفراده لأهميته فهو كالحائك الذي يستعمل خيط اللفظ مع إبرة المعنى لينسج ثوب الشعر.
والنظم: هو مقدرة الشاعر على الجمع بين اللفظ والمعنى بحيث يتناسبان، ومقدرته على استخلاص الألفاظ الملائمة للمعنى من ذاكرته الأدبية وترتيبها ترتيبا بلاغيا مستخدما أصول هذا العلم للخروج بالشعر في أسمى صوره.
يقول القرطاجني: "النظم صناعة آلتها الطبع. والطبع هو استكمال للنفس في فهم أسرار الكلام، والبصيرة بالمذاهب والأغراض التي من شأن الكلام الشعري أن ينحى به نحوها؛ فإذا أحاطت بذلك علما قويت على صوغ الكلام بحسبه عملا، وكان النفوذ في مقاصد النظم وأغراضه وحسن التصرف في مذاهبه وأنحائه إنما يكونان بقوى فكرية واهتداءات خاطرية تتفاوت فيها أبكار الشعراء"[19] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn1).
ويحتاج الشاعر إلى قوى عشر تعينه على نظم الشعر ذكرها القرطاجني كذلك وهي[20] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftn2):
1. القوة على التشبيه فيما لا يجري على السجية ولا يصدر عن قريحة بما يجري على السجية ويصدر عن قريحة.
2. القوة على تصور كليات الشعر والمقاصد الواقعة فيها والمعاني الواقعة في تلك المقاصد.
3. القوة على تصور صورة للقصيدة تكون بها أحسن ما يمكن (من حيث توالي أجزائها).
4. القوة على تخيل المعاني بالشعور بها.
5. القوة على ملاحظة الوجوه التي يقع بها التناسب بين المعاني.
6. القوة على التهدي إلى العبارات الحسنة الوضع والدلالة على تلك المعاني.
7. القوة على التخيّل في تسيير تلك العبارات متّزنة.
8. القوة على الالتفات من حيّز إلى حيّز والخروج منه إليه والتوصل به إليه.



[1] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- لسان العرب.



[2] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref2)- المصباح المنير.



[3] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref3)- الوساطة بين المتنبي وخصومه.



[4] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref4)- دلائل الإعجاز.



[5] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref5)- نضرة الأغريض في نصرة القريض.



[6] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref6)- الخبر بنصه في العمدة.



[7] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref7)- العقد الفريد، باب فضائل الشعر.



[8] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref8)- المصدر السابق.



[9] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref9)- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده.



[10] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- النقد الأدبي ومدارسه الحديثة.



[11] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- في الأدب والنقد.



[12] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- مباديء في نظرية الشعر والجمال.



[13] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- أسرار البلاغة في علم البيان.



[14] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- مباديء في نظرية الشعر والجمال.



[15] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- المصدر السابق.



[16] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- منهاج البلغاء.



[17] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- مباديء في نظرية الشعر والجمال.



[18] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- المصدر السابق.



[19] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref1)- منهاج البلغاء.



[20] (http://www.ibtesama.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fabulfotoh.com%2Fbl og%2F2009%2F05%2F11%2Fshi3r-ta3reef-3anasir%2F%23_ftnref2)- المصدر السابق.




http://www.moonsat.net/vb/images/smilies/ajm5.gifhttp://www.moonsat.net/vb/images/smilies/ajm5.gifhttp://www.moonsat.net/vb/images/smilies/ajm5.gifhttp://www.moonsat.net/vb/images/smilies/ajm5.gif

علويه حسينيه
16-11-2009, 06:51 PM
http://abeermahmoud07.jeeran.com/661-wonderful-AbeerMahmoud.gif

http://abeermahmoud07.jeeran.com/639-Thanks-AbeerMahmoud.gif

نجمة البصره
06-01-2010, 09:26 PM
الله يعطيك العافيه

مديرنه

أبو أحمد السماوي
23-03-2010, 04:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ... وبعدُ

إنّ الموضوع الذي طرحته من المواضيع الهامـّـة والهادفة , وأسلوبك في عرض الموضوع كان أسلوبـا ً علميــاً فيه من الدقة في تتبع خيوط الشعر الذي يتكون منها والتي ترتبط مع بعضها البعض في تكوين ذلك الجرس الموسيقي الرائع والساحر الذي يترك الأثر البالغ في نفوس سامعيه ومتلقيه ... فلو سمحتم إلي بالتعقيب عليه :


في مبحثكم هذا تطرقتم إلى تعريف الشعر لغويــا ً واصطلاحيــاً , ذلك باعتمادكم على المصادر العربية القديمة كـمعجم ( لسان العرب ) لأبن منظور المصري الأفريقي , و( العقد الفريد ) لأبن عبد ربّه الأندلسي , و ( والعمدة في محاسن الشعر ونقده ) لأبن رشيق القيرواني , وبعض الكتب البلاغية لعبد القاهر الجرجاني وغيرها من المصادر التي أضاءتْ جوانبَ كثيرة من البحث ... وهذا دليل على إطلاعكم المتميز في أمهات الكتب العربية.
كما تحدثتم عن فضائل الشعر , وللشعر فوائدة جمـّـة , ومهمـة ... كما أنّ له جوانب أخرى منها التكسب , أو دفع الضرر عن القبيلة كما فعل النابغة الذبياني بالقصائد التي أنشدها مادحـا ً ( النعمان بن المنذر ) الأمير الجاهلي , أو الكسب منه , وكذلك مدائح زهير بن أبي سلمى التي أراد منها أنْ يقف نزيف الدماء بين قبيلتي ( عبس وذبيان ) في حرب ( داحس والغبراء ) والتي مدح فيها الشاعر ( الحارث بن عوف , وهرم بن سنان ) , وهما من سادة القوم الذين كان لهما دور كبير في إيقاف هذه الحرب التي استمرّت سنواتٍ عدّة.
كما تحدثت عن الأسلوب وأنواعه ومنها الأسلوب العلمي والحكيم والأدبي , وهناك الأسلوب العلمي المتأدب الذي يجمع بعض الحقائق العلمية , والأسلوب كما تقول بأنه يمثل رؤية المبدع سواء أ كان شاعرا ً أم ناثراً , أو أديبـاً عامـا ً... والأسلوب كما يقول الدكتور : ( أحمد الشايب ) في مؤلـــَــفِـه ( الأسلوب والأسلوبية ) وهو ينقل رأي لأحد الباحثين الغربيين - عذرا ً لمْ يحضرني أسمه - بأنّ الأسلوب : ( هو الرجل نفسه ) أي أنّ الأسلوب يمثل شخصية كاتبه , ومنشئه , ومبدعه ... وكان طرحكم أكثر من رائع.
كما تحدثتم عن عناصر الشعر من فكرة , وعاطفة , وخيال , وموسيقى ( الوزن والقافية ) ... وكانَ طرحكم إيجابي وفـعــّـال.
أرجو أنْ تسمحوا لي بتقديم ملحوظة واحدة وأرجو قبولها من جنابكم الموقـــّـر , وهي : إنّ عرضكم للمصادر والمراجع التي استقيتم منها مادة البحث كانَ فيه شيء من الارتباك وعدم الدقـة ؛ لعدم ذكر المصدر كامـلا ً مع مؤلــِّـفه , وتاريخه , وطبعته إنْ وجدتْ , ومكان طبعه , والمحقق الذي قام بتحقيقه , أو المترجم الذي قام بترجمته إنْ كان مؤلفه غربيــاً , وأهم شيء هو ذكر صفحة الهامش من المصدر الذي إعتمدتم عليه ... وأخيرا ً أتمنى لكم التوفيق والسداد وألا ّ تنظرو إلى الملحوظة ( 5 ) على أنــّـها نوع من التجريح فأننا أخوة إنْ شاء الله وهذا المنتدى الرائع لا يجمع إلا ّ منْ كانَ قلبه يغدق حبــّـاً وعرفـانــاً لأخيه ... وشكرا ً.
أخوكم الأصغر : خادم الحسين ( عليه السلام ) : الأستاذ : فاضل السماوي ( أبو أحمد ) ... أكرّر شكري وتقديري لكم ولجميع الأعضاء والمشرفين والمراقبين.

عاشقة ابوالحسنين
25-08-2010, 11:19 PM
مشكوووور اخي
الله يعطيك العافيهـ

ابن الشاعر
26-08-2010, 12:57 PM
بارك الله فيك اخي الكريم ابو محمد
لك اسمى ايات الشكر
اخوك ابن الشاعر

العرداوي
25-04-2011, 08:54 PM
مشكور استاذي الفاضل

موضوع قيم جدا

يحتاجه الاعضاء الاعزاء

العرداوي
30-04-2011, 08:39 PM
مشكور سيدي الفاضل

محب الحسين

اسال الباري عز وجل ان يوفقكم لما يحبه ويرضاه

جنة
01-05-2011, 02:39 AM
موضوع قيم ومميز ..

تشكر وجزاك الله خيرا ..

صدى الطف
11-07-2012, 12:56 AM
كلمات رائعه
تستحق الوقوف والتامل
سسلم من كتب
وسسلم من نقل

أبو ذكرى
01-05-2013, 10:09 AM
هذا الموضوع مفيد وقيم