القصيدة الزينبية المنسوبة للامام علي عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ميثم التمار
    • Mar 2009
    • 1202

    القصيدة الزينبية المنسوبة للامام علي عليه السلام

    القصيدة الزينبية

    هذه القصيدة المشهورة بالزينبية المنسوبة إلى الامام علي بن أبي طالب (ع) وهي من أنفس المدائح والمواعظ

    صرَمتْ حبالَكَ بعد وصلِكَ زينبُ= و الدهرُ فيه تصرُّمٌ و تقُّلُب

    نشرت ذوائبها التي تَزْهو بها= سودًا و رأسُكَ كالثغامةِ أشيبُ

    واستنفرَتْ لمّا رأتكَ وطالما=كانت تحِنُّ إلى لِقاكَ وترغَبُ

    وكذاكَ وصلُ الغانياتِ فإنَّهُ=آلٌ ببلقعةٍ وبرقٌ خُلَّبُ

    فدعِ الصِّبا فلقد عَداكَ زَمانُه= و ازهَدْ فعمرُك منه ولّى الأطيبُ

    ذهبَ الشبابُ فما له من عودةٍ= و أتى المشيبُ فأين منهُ المهْرَبُ

    ضيفٌ ألمَّ إليك لم تحفِلْ به= فترى له أسفًا و دمعًا يَسكُبُ

    دَعْ عنك ما قد فاتَ في زمنِ الصِّبا= واذكُرْ ذنوبَكَ و ابكِها يا مذنِبُ

    و اخشَ مناقشةَ الحسابِ فإنه= لا بدَّ يُحْصَى ما جنيتَ و يُكْتَبُ

    لم ينسَه الملَكانِ حين نسيتَه= بل أثبتاه و أنت لاهٍ تلعبُ

    و الروحُ فيكَ وديعةٌ أُودِعْتَها= ستردُّها بالرغمِ منكَ و تٌسْلَبُ

    و غرورُ دنياكَ التي تسعَى لها= دارٌ حقيقتُها متاعٌ يَذْهَبُ

    و الليلُ فاعلمْ و النهارُ كلاهما= أنفاسُنا فيه تُعَدُّ و تُحْسَبُ

    وجميعُ ما حصَّلْتَهُ و جمعْتَه= حقًّا يقينًا بعد موتِكَ يُنْهَبُ

    تبًّا لدارٍ لا يدومُ نعيمُها= و مَشيدُها عما قليلٍ يُخْرَبُ

    فاسمعْ هُديتَ نصائحًا أولاكَها=بَرٌّ لبيبٌ عاقلٌ متأدِّبُ

    صحِبَ الزمانَ و أهلَه مستبصِرًا= و رأى الأمورَ الأمورَ بما تؤوبُ وتُعْقِبُ

    أهدى النصيحةَ فاتعظْ بمقالهِ=فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدربُ

    لا تأمنِ الدهرَ الصُّروفَ فإنَّهُ=لا زالَ قِدْمًا للرجالِ يُهذِّبُ

    وكذلِكَ الأيامُ في غَدَواتِها=مَرَّتْ يذُلُّ لها الأعزُّ الأنجَبُ

    فعليكَ تقوى اللهِ فالزمها تفُزْ= إنَّ التقيَّ هو البهيُّ الأهيَبُ

    و اعمَلْ لطاعتِهِ تنلْ منه الرِّضا=إنَّ المطيعَ لربِّه لمُقرَّبُ

    فاقنع ففي بعض القناعة راحةٌ=واليأس مما فات فهو المطلبُ

    وإذا طَمَعْتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ=فلقد كُسِي ثوب المذلة أشعَبُ

    وَاجِهْ عدوَّكَ بالتّحيّةِ لا تَكُنْ=منه زمانَكَ خائفًا تترقّبُ

    واحذرْهُ يومًا إن أتى لك باسمًا=فالليثُ يبدو نابُه إذْ يَغْضَبُ

    إنَّ الحَقودَ وإن تقادمَ عهدُه=فالحِقدُ باقٍ في الصدورِ مُغَيَّبُ

    وإذا الصديقُ رأيتَهُ متملِّقًا=فهو العدوُّ وحقُّه يُتجنّبُ

    لا خيرَ في ودِّ امرئٍ متملِّقٍ=حلوِ اللسانِ وقلبُه يتلَهَّبُ

    يلقاكَ يحلفُ أنَّهُ بكَ واثقٌ=وإذا توارى عنك فهوَ العَقْرَبُ

    يُعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً=ويروغُ منكَ كما يروغُ الثعلَبُ

    واخترْ قرينَكَ واصطفيهِ تفاخُرًا=إنَّ القرينَ إلى المقارِنِ يُنْسَبُ

    إن الغنِيَّ من الرجالِ مُكرَّمٌ=وتراهُ يُرْجَى ما لديهِ ويُرْهَبُ

    ويُبضشُّ بالترحيبِ عندَ قدومِهِ=ويُقامُ عند سلامِهِ ويُقرَّبُ

    والفقرُ شَيْنٌ للرجالِ فإنَّهُ=يُزْري به الشهمُ الأريبُ الأنسبُ

    و اخفِضْ جناحَكَ للأقارِبِ كلّهم= بتذلُّلٍ و اسمحْ لهم إن أذنبوا

    وَدَعِ الكّذوبَ فلا يكنْ لكَ صاحبًا=إنَّ الكَذوبَ لبئسَ خِلاًّ يُصْحَبُ

    وذرِ الحسودَ ولو صفا لك مرَّةً=أبعِدْهُ عن رؤياكَ لا يُسْتَجْلَبُ

    وزنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكنْ=ثرثارةً في كلَّ نادٍ تَخطُبُ

    واحفظْ لسانَكَ واحترِزْ من لفظِهِ=فالمرءُ يَسْلَمُ باللِّسانِ ويُعْطَبُ

    والسرَّ فاكتمْهُ ولا تنطِقْ بهِ=فهو الأسيرُ لديك إذْ لا يُنْشَبُ

    واحْرِصْ على حفظِ القلوبِ من الأذى=فرجوعُها بعد التنافُرِ يَصْعُبُ

    إنَّ القلوبَ إذا تنافرَ ودُّها=شِبهُ الزجاجةِ كَسْرُها لا يُشْعَبُ

    و كذاك سرُّ المرءِ إن لم يَطْوِه=نشرَتْهُ ألْسِنةٌ تزيدُ وتكْذِبُ

    لا تحرِصنْ فالحِرصُ ليس بزائدٍ=في الرزقِ بل يُشْقي الحريصَ ويُتعِبُ

    ويظلُّ ملهوفًا يرومُ تحيُّلاً=والرزقُ ليس بحيلةٍ يُستجلَبُ

    كم عاجزٍ في الناس يُؤْتَى رزقُهُ=رَغدًا ويُحرَمُ كَيِّسٌ ويُخيَّبُ

    أدِّ الأمانةَ ، و الخيانةَ فاجتنبْ= و اعدِلْ و لا تظلم يَطيبُ المكسبُ

    وإذا بُليتَ بنكبةٍ فاصبرْ لها=مَنْ ذا رأيتَ مسلِّمًا لا يُنْكَبُ

    وإذا أصابَكَ في زمانِك شِدَّةٌ=وأصابكَ الخطبُ الكريهُ الأصعَبُ

    فادعو لربّك إنه أدنى لمنْ=يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ

    كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزلٍ=إنَّ الكثيرَ من الورى لا يُصْحَبُ

    واجعلْ جليسَكَ سيَّدًا تحظَى به=حَبْرٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدَّبُ

    واحذرْ من المظلومِ سهمًا صائبًا=واعلمْ بأنَّ دعاءَه لا يُحجَبُ

    و إذا رأيتَ الرزقَ ضاقَ ببلدَةٍ=وخشيتَ فيها أن يضيقَ المكسَبُ

    فارحَلْ فأرضُ الله واسعةُ الفَضا=طولاً وعرضًا شرقُها و المغربُ

    فلقد نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي=فالنصحُ أغلى ما يباعُ و يوهَبُ

    خُذها إليك قصيدةً منظومةً=جاءت كنَظمِ الدُّرِّ بل هي أعجَبُ

    حِكَمٌ وآدابٌ وجُلُّ مواعِظٍ=أمثالُها لذوي البصائرِ تُكْتَبُ

    فاصِخْ لوعظِ قصيدةٍ أولاكَهَا=طودُ العُلوم الشامخات الأهيبُ

    أعني عليًّا وابن عمِّ محمدٍ=من نالهُ الشرفُ الرفيعُ الأنسبُ

    يا ربِّ صَلِّ على النبيِّ وآلِهِ=عددَ الخلائقِ حصرُها لا يحسبُ
  • نجمة البصره
    • Sep 2009
    • 5734

    #2
    مشكور اخي على القصيده :65:

    تعليق

    • إشـــتياق الإنـــتظار
      • Aug 2009
      • 3440

      #3

      تعليق

      يعمل...
      X