المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصيدة الزينبية المنسوبة للامام علي عليه السلام


ميثم التمار
20-11-2009, 10:26 AM
القصيدة الزينبية

هذه القصيدة المشهورة بالزينبية المنسوبة إلى الامام علي بن أبي طالب (ع) وهي من أنفس المدائح والمواعظ

صرَمتْ حبالَكَ بعد وصلِكَ زينبُ= و الدهرُ فيه تصرُّمٌ و تقُّلُب

نشرت ذوائبها التي تَزْهو بها= سودًا و رأسُكَ كالثغامةِ أشيبُ

واستنفرَتْ لمّا رأتكَ وطالما=كانت تحِنُّ إلى لِقاكَ وترغَبُ

وكذاكَ وصلُ الغانياتِ فإنَّهُ=آلٌ ببلقعةٍ وبرقٌ خُلَّبُ

فدعِ الصِّبا فلقد عَداكَ زَمانُه= و ازهَدْ فعمرُك منه ولّى الأطيبُ

ذهبَ الشبابُ فما له من عودةٍ= و أتى المشيبُ فأين منهُ المهْرَبُ

ضيفٌ ألمَّ إليك لم تحفِلْ به= فترى له أسفًا و دمعًا يَسكُبُ

دَعْ عنك ما قد فاتَ في زمنِ الصِّبا= واذكُرْ ذنوبَكَ و ابكِها يا مذنِبُ

و اخشَ مناقشةَ الحسابِ فإنه= لا بدَّ يُحْصَى ما جنيتَ و يُكْتَبُ

لم ينسَه الملَكانِ حين نسيتَه= بل أثبتاه و أنت لاهٍ تلعبُ

و الروحُ فيكَ وديعةٌ أُودِعْتَها= ستردُّها بالرغمِ منكَ و تٌسْلَبُ

و غرورُ دنياكَ التي تسعَى لها= دارٌ حقيقتُها متاعٌ يَذْهَبُ

و الليلُ فاعلمْ و النهارُ كلاهما= أنفاسُنا فيه تُعَدُّ و تُحْسَبُ

وجميعُ ما حصَّلْتَهُ و جمعْتَه= حقًّا يقينًا بعد موتِكَ يُنْهَبُ

تبًّا لدارٍ لا يدومُ نعيمُها= و مَشيدُها عما قليلٍ يُخْرَبُ

فاسمعْ هُديتَ نصائحًا أولاكَها=بَرٌّ لبيبٌ عاقلٌ متأدِّبُ

صحِبَ الزمانَ و أهلَه مستبصِرًا= و رأى الأمورَ الأمورَ بما تؤوبُ وتُعْقِبُ

أهدى النصيحةَ فاتعظْ بمقالهِ=فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدربُ

لا تأمنِ الدهرَ الصُّروفَ فإنَّهُ=لا زالَ قِدْمًا للرجالِ يُهذِّبُ

وكذلِكَ الأيامُ في غَدَواتِها=مَرَّتْ يذُلُّ لها الأعزُّ الأنجَبُ

فعليكَ تقوى اللهِ فالزمها تفُزْ= إنَّ التقيَّ هو البهيُّ الأهيَبُ

و اعمَلْ لطاعتِهِ تنلْ منه الرِّضا=إنَّ المطيعَ لربِّه لمُقرَّبُ

فاقنع ففي بعض القناعة راحةٌ=واليأس مما فات فهو المطلبُ

وإذا طَمَعْتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ=فلقد كُسِي ثوب المذلة أشعَبُ

وَاجِهْ عدوَّكَ بالتّحيّةِ لا تَكُنْ=منه زمانَكَ خائفًا تترقّبُ

واحذرْهُ يومًا إن أتى لك باسمًا=فالليثُ يبدو نابُه إذْ يَغْضَبُ

إنَّ الحَقودَ وإن تقادمَ عهدُه=فالحِقدُ باقٍ في الصدورِ مُغَيَّبُ

وإذا الصديقُ رأيتَهُ متملِّقًا=فهو العدوُّ وحقُّه يُتجنّبُ

لا خيرَ في ودِّ امرئٍ متملِّقٍ=حلوِ اللسانِ وقلبُه يتلَهَّبُ

يلقاكَ يحلفُ أنَّهُ بكَ واثقٌ=وإذا توارى عنك فهوَ العَقْرَبُ

يُعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً=ويروغُ منكَ كما يروغُ الثعلَبُ

واخترْ قرينَكَ واصطفيهِ تفاخُرًا=إنَّ القرينَ إلى المقارِنِ يُنْسَبُ

إن الغنِيَّ من الرجالِ مُكرَّمٌ=وتراهُ يُرْجَى ما لديهِ ويُرْهَبُ

ويُبضشُّ بالترحيبِ عندَ قدومِهِ=ويُقامُ عند سلامِهِ ويُقرَّبُ

والفقرُ شَيْنٌ للرجالِ فإنَّهُ=يُزْري به الشهمُ الأريبُ الأنسبُ

و اخفِضْ جناحَكَ للأقارِبِ كلّهم= بتذلُّلٍ و اسمحْ لهم إن أذنبوا

وَدَعِ الكّذوبَ فلا يكنْ لكَ صاحبًا=إنَّ الكَذوبَ لبئسَ خِلاًّ يُصْحَبُ

وذرِ الحسودَ ولو صفا لك مرَّةً=أبعِدْهُ عن رؤياكَ لا يُسْتَجْلَبُ

وزنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكنْ=ثرثارةً في كلَّ نادٍ تَخطُبُ

واحفظْ لسانَكَ واحترِزْ من لفظِهِ=فالمرءُ يَسْلَمُ باللِّسانِ ويُعْطَبُ

والسرَّ فاكتمْهُ ولا تنطِقْ بهِ=فهو الأسيرُ لديك إذْ لا يُنْشَبُ

واحْرِصْ على حفظِ القلوبِ من الأذى=فرجوعُها بعد التنافُرِ يَصْعُبُ

إنَّ القلوبَ إذا تنافرَ ودُّها=شِبهُ الزجاجةِ كَسْرُها لا يُشْعَبُ

و كذاك سرُّ المرءِ إن لم يَطْوِه=نشرَتْهُ ألْسِنةٌ تزيدُ وتكْذِبُ

لا تحرِصنْ فالحِرصُ ليس بزائدٍ=في الرزقِ بل يُشْقي الحريصَ ويُتعِبُ

ويظلُّ ملهوفًا يرومُ تحيُّلاً=والرزقُ ليس بحيلةٍ يُستجلَبُ

كم عاجزٍ في الناس يُؤْتَى رزقُهُ=رَغدًا ويُحرَمُ كَيِّسٌ ويُخيَّبُ

أدِّ الأمانةَ ، و الخيانةَ فاجتنبْ= و اعدِلْ و لا تظلم يَطيبُ المكسبُ

وإذا بُليتَ بنكبةٍ فاصبرْ لها=مَنْ ذا رأيتَ مسلِّمًا لا يُنْكَبُ

وإذا أصابَكَ في زمانِك شِدَّةٌ=وأصابكَ الخطبُ الكريهُ الأصعَبُ

فادعو لربّك إنه أدنى لمنْ=يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ

كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزلٍ=إنَّ الكثيرَ من الورى لا يُصْحَبُ

واجعلْ جليسَكَ سيَّدًا تحظَى به=حَبْرٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدَّبُ

واحذرْ من المظلومِ سهمًا صائبًا=واعلمْ بأنَّ دعاءَه لا يُحجَبُ

و إذا رأيتَ الرزقَ ضاقَ ببلدَةٍ=وخشيتَ فيها أن يضيقَ المكسَبُ

فارحَلْ فأرضُ الله واسعةُ الفَضا=طولاً وعرضًا شرقُها و المغربُ

فلقد نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي=فالنصحُ أغلى ما يباعُ و يوهَبُ

خُذها إليك قصيدةً منظومةً=جاءت كنَظمِ الدُّرِّ بل هي أعجَبُ

حِكَمٌ وآدابٌ وجُلُّ مواعِظٍ=أمثالُها لذوي البصائرِ تُكْتَبُ

فاصِخْ لوعظِ قصيدةٍ أولاكَهَا=طودُ العُلوم الشامخات الأهيبُ

أعني عليًّا وابن عمِّ محمدٍ=من نالهُ الشرفُ الرفيعُ الأنسبُ

يا ربِّ صَلِّ على النبيِّ وآلِهِ=عددَ الخلائقِ حصرُها لا يحسبُ

نجمة البصره
20-11-2009, 04:14 PM
مشكور اخي على القصيده :65:

إشـــتياق الإنـــتظار
20-11-2009, 04:17 PM
http://www.alsbtain.net/qatif/upload/images/35841-2-859713869.jpg