المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ]] يــوم الــدمــوع [[


اريج الجنه
25-12-2009, 01:13 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
يوم الدموع
http://www.eljnoub.com/vb/images/ehdaa_smilies/eh_s(2).gif

السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين

من أين أبدأ , وكيف أنتهي وقفت حائرا أمام اُسطورة الوجود , الحسين , عجبي لماء الفرات , كيف لم يتحول علقما مرّا وقد منعوك من شرب الماء ياحسين , عجبي يافرات , لازلت تجري الى الأن , ألم تستحي يانهر الفرات , ألم تخجل , وأنت تتمايل ذات اليمين وذات الشمال , وقد رأيت الحسين قد نزل بك وأبى أن يشرب حتى يشرب فرسه الأصيل

والله لا أشرب حتى تشرب

رفع الفرس رأسه حياءً وأمتنع من شرب الماء

سمع الحسين الأعداء ينادوه

ياحسين أتشرب الماء وقد هجموا على خيم النساء

رمى الحسين الماء على الماء وأعرض عنه ولم يشرب

ألم تستحي يانهر الفرات وقد رأيت حرارة يد الحسين كالشمس الملتهبة وقد لامس برد ماؤك , أراك حائرا تتململ من الجواب ولاحجة لك

أتدري لما بقي ماؤك عذبا وليس مراً زعاقا , رغم أن الحسين لم يشرب ؟

سأعينك على الجواب , ..يافرات..لولا دموع الحسين التي تساقطت فيك لغدى ماؤك مرّ العلقم , ولكن دموع الحسين أضاف اليك حلاوة
سيدي ياحسين , كيف أصف دموعك في يوم الدموع , وفي أي موقف أذكر دمعتك , أيها الرحمة المطلقة , أيها الحنان الأبدي , أيها الحزن السرمدي , لقد ساويت وعدلت بين أحبّائك وأصحابك وولدك حتى في دموعك

وهذا جون خادمكم وقفت على مصرعه وأنت تمسح الدم والتراب عن وجهه , وتبكي عليه وتدعوا له , وهنا تقف على مصرع ولدك علي الأكبر وتبكي عليه وتتألم لمصرعه , ودموعك على ولدك هي نفسها تلك الدموع على جون , ما أعظمك سيدي , ساويت وعدلت حتى في الدموع

سيدي , كلّما أردتّ أن أقرّب الى مخيلتي يوم الدموع في أرض الطفوف إقتربت من التيـــه , كلّما قرب الفكر منك شبرأ فرّ منك ميلا , وكأني أراك وقد توجهت لمصرع ولدك علي الأكبر , وتخيلتُ أثر أقدامك حينما هرعتَ إلى الفرس لتمتطيه وقد أفلتَ منك وضع قدمك في السرج المتدلي وحاولت اُخرى وأنت مجهد في ركوب الفرس ولكن أفلتَ منك وضعُ قدمك في السرج المتدلي مرةً اُخرى , وحينما نادتك اُختك زينب ... يانور عيني ياحسين ...أراكَ لا تستطيع ركوبَ الفرس ويفلت منكَ زمام وضعُ قدمك في السرج المتدلي ..فقلتَ لها ,, اُخيه زينب لاتلوميني فأنا والله لا اُبصر بعيني

كيف أصفُ دموعكَ سيدي , أهي دموع حزن , أم دموع ألم , أم دموع فراق , أم دموع وداع , ما أقسى الحزن عليك ياحسين , لقد بلغَ الحزنُ ذروة قسوته وشدته , ولم يثني عزيمتكَ وصلابتك

يارحمة الله الواسعة , لعلّي عرفت بعض الشيء عن دموعك على ولدك وبنيك وأصحابك ولكني عجزت أن أعرف وأصف معنى بكاؤك على أعدائك ...هاهنا , أقفُ حائراً مرة ً اُخرى , تبكي على أعدائك ياحسين لأنهم يدخلون النار , ما أعظم قلبك سيدي وما أعظم نفسك الأبيّة ياحسين , شرذمة قصدوك وقصدوا حرمك لكي ينالوا منك وأنت تبكي عليهم

يا حسين , ياقبلة أرواحنا , في عباداتنا نتوجه بقلوبنا الى الكعبة .. وبأرواحنا نتوجه إليك ياقبلة أرواحنا

ماذا أذكرُ في يوم الدموع وأيّ موقف أتذكر , وأنا أجول بمخيلتي في أرض الطفوف واذا بي أرى كفا مقطوعةً وهي قابضةٌ على الرّاية , وفي أشد قبضتها , ولو تكالب الثقلين على فتح أصابع الكف عن الرّاية لما استطاعوا , إنها قبضةُ حيدر , إنها الكف التي قبّلها الأمام علي عليه السلام حينما كان العبّاس طفلا صغيراً

ولمّا جاءَ أحدُ الأعداء ووقفَ على هذه الكفّ المقطوعة ورأى ما رأى من شدة قبضة كفّ العباس عليه السلام على مسك اللواء قال

أبيت اللعنَ ياعباس

ولمّا سقط العباس على أرض الطفوف بعد أن قطعوا يمينه وشماله وأصابوا عينيه بالسهام وضربوه يالعمد على رأسه , فما عاد العباس يبصر , لقد فقد بصره وفقد يديه وفقد قربة الماء , وحاولت جاهداً أن أصف حزن العباس فوجدته لم يحزن على كفيه ولا على فقد عينيه ولكنه حزن لأمرين

الأولى
فقد الماء ولم يسطع أن يوصل القربة الى الأطفال

والثانية
حزنه على فقد عينيه لأنه لم يستطع البكاء على الحسين وتمنى العباس لو أن السهام لم تصب عينيه حتى يبكي على الحسين قبل أن يخرج من الدنيا , لأن السهم نبت في عينيه وجمد الدمُ على عينيه , ولمّا اقتربَ الحسين عليه السلام من مصرع أخيه العباس عليه السلام ...أبصرهُ العباس بقلبه لا بعينه وقال له أخي

وهنا بكى الحسين عليه السلام بكاءً شديداً , لأنه لم يسمع هذه الكلمة من أخيه العباس طيلة حياته , حيث كان العباس عليه السلام يقول للحسين عليه السلام ( سيدي ) في كل عمره الشريف , والأن ...يقول يا أخي ..وزادت في شجون الامام الحسين عليه السلام وهو يسمع من أخيه وهو يناديه بهذا النداء قبل أن يودع الدنيا

أبا الفضل يامن أسس أساس الفضل والإبا

أبا الفضل إلا أن تكون له أبا

ولمذأ عاد الحسين عليه السلام من مصرع أخيه العباس عليه السلام ., وقف وسط الجموع التي سلبت منها الرحمة والإنسانية ونادى بأعلى صوته

هل من معين فيعينني

هل من ناصر فينصرني

وسمع الحسين صدى صوته الشريف دون جواب ولا ناصر

وعاد الحسين عليه السلام الى خيم النساء ورأى اُخته زينب تبكي , قال لها , مما بكاؤك يازينب , وليس بعجيب فهذا يوم الدموع

قالت زينب عليها السلام

لمّا رفعت صوتك بالنداء وسط الجموع

هل من معين فيعينني

هل من ناصر فينصرني

أخرجَ عبدالله الرضيع يديه من القماط

إنه أخر جندي بقي لدى الحسين




http://www.eljnoub.com/vb/images/ehdaa_smilies/eh_s(2).gif

كوثر المحبة
25-12-2009, 01:33 PM
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين
مشكـوـوـر اخ ــتي الكريمهـ ع الطرحـ الله يجعلكـ منـ انصار اهلـ البيتـ:s: وينور قلبكـ بنورهمـ