بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

وصل موكب الحزن والأسى إلى دمشق : عاصمة الأمويين ، ومركز قيادتهم ، وبؤرة الحقد
والعداء ، ومسكن الأعداء الألداء .وقد إتخذ يزيد التدابير اللازمة لصرف الأفكار والأنظار
عن الواقع والحقيقة ، محاولا بذلك تغطية الأمور وتمويه الحقائق، فأمر بتزيين البلدة بأنواع
الزينة، ثم الإعلان في الناس عن وصول قافلة أسارى وسبايا ، خرج رجالهم من الدين فقضى
عليهم يزيد وقتلهم وسبى نساءهم ليعتبر الناس بهم ويعرفوا مصير كل من يتمرد على حكم يزيد !
ومن الواضح أن الدعاية والإعلام لها دورها في تمويه الحقائق ، وخاصة على السذج
والعوام من الناس .
وهنا نذكر قصة سهل بن سعد الساعدي عندما قال :
«خرجت إلى بيت المقدس ، حتى توسطت الشام ، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار ، كثيرة الأشجار
قد علقوا الستور والحجب والديباج ، وهم فرحون مستبشرون ، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول .
فقلت ـ في نفسي ـ :
لا نرى لأهل الشام عيداً لا نعرفه نحن. فرأيت قوماً يتحدثون
فقلت : يا قوم لكم بالشام عيد لا نعرفه نحن ؟ !
قالوا : يا شيخ نراك أعرابياً غريباً !
فقلت : أنا سهل بن سعد ، قد رأيت محمداً (صلى الله عليه وآله) .
قالوا : يا سهل ، ما أعجبك السماء لا تمطر دماً ، والأرض لا تنخسف بأهلها !
قلت : ولم ذاك ؟
قالوا : هذا رأس الحسين عترة محمد يهدى من أرض العراق !
فقلت : واعجباه . . يهدى رأس الحسين والناس يفرحون ؟ !
ثم قلت : من أي باب يدخل ؟
فأشاروا إلى باب يقال له : «باب الساعات» .
فبينا أنا كذلك إذ رأيت الرايات يتلو بعضها بعضاً ، فإذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان
عليه رأس من أشبه الناس وجهاً برسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فإذا أنا من ورائه رأيت نسوةً على جمال بغير وطاء ، فدنوت من أولاهن
فقلت : يا جارية : من أنت ؟
فقالت : أنا سكينة بنت الحسين .
فقلت لها : الك حاجة إلي ؟ فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدك وسمعت حديثه .
قالت : يا سهل : قل لصاحب هذا الرأس أن يقدم الرأس أمامنا ، حتى يشتغل الناس
بالنظر إليه ولا ينظروا إلى حرم رسول الله .
قال سهل : فدنوت من صاحب الرأس فقلت له :
هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة ديناراً ؟
قال : ما هي ؟
قلت : تقدم الرأس أمام الحرم .
ففعل ذلك .
فدفعت إليه ما وعدته . . . .» .
ولما أدخلوهن دمشق طافوا بهن في الشوارع المؤدية إلى قصر الطاغية يزيد ، ومعهن
الرؤوس على الرماح ، ثم جاؤا بهن حتى أوقفوهن على دكة كبيرة كانت أمام باب المسجد
الجامع ، حيث كانوا يوقفون سبايا الكفار على تلك الدكة ويعرضونهم للبيع ، ليتفرج عليهم
المصلون لدى دخولهم إلى المسجد وخروجهم منه ، وبذلك يختاروا من يريدونه للإستخدام
ويشتروه .
نعم ، إن الذين كانوا يعتبرون أنفسهم مسلمين ، ومن أمة محمد رسول الله . .
أوقفوا آل الرسول على تلك الدكة .
يا للأسف ! يا للمأساة ! يا للفاجعة ! يا للمصيبة !
وجاء شيخ ودنى من نساء الحسين (عليه السلام) وقال :
(الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم ، وأراح البلاد من رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم) .
فقال له علي بن الحسين (عليه السلام) : «يا شيخ : هل قرأت القرآن» ؟
قال : نعم .
قال : فهل عرفت هذه الآية : «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى» ؟
قال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال له الإمام : «نحن القربى يا شيخ ، فهل قـرأت : «وآت ذا القـربى حقـه» ؟
فقال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال الإمام : «فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت هذه الآية
«واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسة وللرسول ولذي القربى»» ؟
قال : نعم .
فقال الإمام : «فنحن القربى يا شيخ ، وهل قرأت هذه الآية :
«إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» » .
قال الشيخ : قد قرأت ذلك .
فقال الإمام : «نحن أهل البيت الذين خصنا الله بآية الطهارة يا شيخ» .
قال الراوي : بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به ، وقال ـ متعجباً ـ : تالله إنكم هم ؟ !
فقال علي بن الحسين :
«تالله إنا لنحن هم . . من غير شك ، وحق جدنا رسول الله إنا لنحن هم» .
فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال :
اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد ، من الجن والإنس .
ثم قال : هل لي من توبة ؟
فقال له الإمام : «نعم ، إن تبت تاب الله عليك ، وأنت معنا» .
فقال الشيخ : أنا تائب .
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل .
مآآآآآآآآآآآآج ــورينـ
اخ ــتكمـ المواليهـ::rose::
الملكوتـ الفاطمي}...
تعليق