المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آمَّيْنَ الرَّحيل


:: بحر ::
07-01-2010, 02:59 PM
للشاعر محمد غطاشة


وتَرحَليْن..!!
فَيُطِلُّ عَارِضُ بُعدِكِ المُسْوَدِّ في أُفقِي
ويَرحَلُ وَدْقُ قُربِكِ نَازِفَاً دَمْعَ الحَنِيْن
يَنْهَلُّ في صَحْوي فُيوقِظُ مُقْلَتَيَّ
ليَطْرُدَ الحُلمَ الذي أَدمَنتُه عُمرَاً
فَكانَ خِلافَهُ زُورَاً..
وكان حَقيقَةً بَرَقَتْ كَـ نُورِ الصِدْقِ في عَيْنِ اليَقِينْ
وأُضِيْعُ دَرْبِي
تَائِهاً..
مُتَخَبِّطَاً في العَيْشِ
تَلفِظُنِي الدَقائِقُ مِنْ مِسَاحَتِها
لأَقْبَعَ مِثلَ تَارِيخٍ تَسَمَّرَ فَوْقَ نَاصِيَةِ السِنيْن
ويُضِيعُنِي خَطْوِيْ
فأَقصِدُ كُلَّ وَهْمٍ عَلَّنِي أَلقَاكِ فيهِ تَمِيْمَةً
أَو أَلتَقِيْكِ خَيَالَ سَوْسَنةٍ
تَأرجَحَ قَدُّها مَع عَاصِفِ التِذْكَارِ في بَوْحِ الأَنِيْن

***

مَا زِلتُ أَذكُرُ كَيْفَ أَشْرَقَ وَجهُكِ القَمَرِيُّ
فِي عَيْنَيَّ بَدْرَاً فاكتَحَلْتُ بِحُسْنِه..
أَوَتَذْكُرِيْن؟!
لَمَّا تَخَلَّلتِ الفُؤَادَ كَنَسْمَةٍ
بَعَثَتهُ مِنْ جَدَثِ الضَياعِ فَرَاشَةً..
حَمَلَت إِليْكِ رَحِيقَ زَهْرَةِ قَلْبِيَ المَسْكُوْنِ بِالوَلَهِ الدَفِيْن
فَاستَقْبَـلَـتْها بَسْمَةٌ
مِثْلَ افتِرَارِ فَمِ السَماءِ
إِذَا أُزِيْحَ نِقَابُها
–فِي الفَجْرِ-
عَنْ صُبْحٍ مُبِيْن
أَجْرَيْتِ فِيْ الأَعْطَافِ أَنْهَارَاً تُرَوِّيْهَا جَدَاوِلُ مِنْ مَعِيْن
فَتَعَمَّدَتْ مِنْ طُهْرِهَا رُوْحِي
ومَاطَتْ عَنْ حَشَاشَتِها نِكَاتَ تَعاسَةٍ
طُبِعَتْ مَعَ الآلامِ فِي المَاضِي الحَزِيْن
ثُمَ اتْكَأتِ عَلى أَرائِكِ قَلْبِيَ المَكْلُومِ أَعْوَامَاً
وقَلبَكِ تَحمِليْن
مَلَّكتِنيْه حَمَامَةً
سَكَنَتْ..
وكَان مُقَامُها كَالرُوْحِ
تَقْرُبُ –فِيَّ- مِنْ حَبْلِ الوَتِيْن
جَعَلَتْ جَناحَيْها رَبَابَاً
نَثَّتِ السَحَّ الرَقِيقَ مِنَ المَحَبَّةِ والحَنانِ
وأَغْدَقَتْ فِي البَذْلِ
حَتَّى خِلْتُ أَنَّ كِليْهِمَا كَانا يَمِيْن

***

أَرْتَادُ أَطْلالَ اللِقَاءِ فَلا أُلاقِي غَير نَزْفِ تَصَافُحٍ..
وفُتَاتِ أبْيَاتٍ..
وسََقْطِ مَشَاعِرٍ..
ونُثَارِ ظَنٍّ طَامِسٍ آثَارَ خَطْوِ الرَاحِليْن
فَأجُرُّ ظِلِّي عَائِدَاً..
تَجْتَاحُنِي الذِكْرَى مَع العَصْفِ المُدَمْدِم..
والسُكُوْن..!!
ومَع الصَباحِ إِذا تَنَفَّسَ..
مَع تَبارِيْحِ الهُمُومِ بِعَتْمَةِ اللَيْلِ الحَرُوْن..!!
ومَع انطِفَائِي..
أَو تَلأْلُؤِ نَجْمِكِ الدُرِّيِّ فِيْ صَفُوِ العُيوْن..!!
ومَع ابتِسَامِي..
وانبِجَاسِ الدَمْعِ مِن عَيْنَيَّ دَفَّاقَاً سَخِيْن
ذَاوٍ..
يَطُوفُ بِمحْجَرَيَّ السُهْدُ..
يَسعَى فِي عُرُوقِي الوَجْدُ..
يَرجُمُنِي النَوَى والبُعْدُ..
يَنْحَرُنِي الغِيَابُ بِمَذْبَحِ العَجْزِ اللَعِيْن

***.

وقَضَيْتُ..
حِيْنَ قَضَيْتِ أَمْرَ بَقائِنا
رُوْحَاً مُوَحَّدَةً لأجْسَادٍ تَبِيْن
قَد كُنْتِ أَنْتِ حَقِيْقَةً أَحْيَا بِها..
والآنَ تَقتُلنِي الحَقِيْقَةُ كُلَّ حِيْن..!!


***

راقَ لي
فنقلتهُ

وديّ ,,

ابو زهراء الغزي
07-01-2010, 11:18 PM
:56: :56: :56:

عاشت وسلمت الانامل التي
طرزت هذا العبارات الرائعة
والجميلة

:: بحر ::
08-01-2010, 07:11 PM
< اخي الكريم أبا زهراء الغزي
تواجدكَ في صفحتي
له رونقه الخاص >

دمتَ واطلالتكَ الرائعة ,,

نجمة البصره
08-01-2010, 09:28 PM
:11790700490: مشكوره:65: حبيبتي :65:على:65: الشعر

:oilkftr (27)::oilkftr (27)::oilkftr (27):


:11790700490: ننتظر :65: جديدك :65: المبدع

:: بحر ::
09-01-2010, 10:16 AM
جميلتي
, نجمة البصرة ,
سعدتُ بمروركِ الذي عطّر صفحتي
وأضفى لها نورا
مميزا

كوني بخير دوما ,,