المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ميزاب العبّاس عمّ النبي صلى‏الله‏عليه ‏و‏آله ‏وسلم


ميثم التمار
09-01-2010, 10:02 AM
اسم الكتاب : قصص الأبرار من بحار الأنوار] - [المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني باب قصص متفرقة من هنا وهناك

قصة ميزاب العبّاس عمّ النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم : في يوم من الأيام ، دخل العباس (عمّ النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ) على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقال : يارسول اللّه‏ قد علمت ما بيني وبينك من القرابة والرحم الماسّة ، وأنا ممّن يدين اللّه‏ بطاعتك ، فاسأل اللّه‏ تعالى أن يجعل لي بابا إلى المسجد أتشرّف بها على من سواي ، فقال له صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم : ياعمّ ليس إلى ذلك سبيل . فقال : فميزابا يكون من داري إلى المسجد أتشرّف به على القريب والبعيد . فسكت النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ـ وكان كثير الحياء ـ لا يدري ما يعيد من الجواب خوفا من اللّه‏ تعالى وحياءً من عمّه العبّاس ، فهبط جبرئيل عليه‏السلام في الحال على النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ـ وقد علم اللّه‏ سبحانه ما في نفسه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم من ذلك ـ فقال : يامحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إنّ اللّه‏ يأمرك أن تجيب سؤال عمّك ، وأمرك أن تنصب له ميزابا إلى المسجد كما أراد ، فقد علمت ما في نفسك وقد أجبتك إلى ذلك كرامة لك ونعمة منّي عليك وعلى عمّك العبّاس ، فكبّر النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقال : أبى اللّه‏ إلاّ إكرامكم يابني هاشم وتفضيلكم على الخلق أجمعين ، ثمّ قام ومعه جماعة من الصحابة والعبّاس بين يديه حتّى صار على سطح دارالعبّاس ، فنصب له ميزابا إلى المسجد وقال : معاشر المسلمين إنّ اللّه‏ قد شرّف عمّي العبّاس بهذا الميزاب ، فلا تؤذونني في عمّي ، فإنّه بقية الآباء والأجداد ، فلعن اللّه‏ من آذاني في عمّي وبخسه حقّه أو أعان عليه . ولم يزل الميزاب على حاله مدّة أيّام النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وخلافة أبي بكر وثلاث سنين من خلافة عمر بن الخطّاب ، فلمّا كان في بعض الأيّام وَعَكَ العبّاس ومرض مرضا شديدا ، وصعدت الجارية تغسل قميصه ، فجرى الماء من الميزاب إلى صحن المسجد ، فنال بعض الماء ثوب الرجل ، فغضب غضبا شديدا وقال لغلامه : اصعد واقلع الميزاب ، فصعد الغلام فقلعه ورمى به إلى سطح العبّاس ، (493) وقال : واللّه‏ لئن ردّه أحد إلى مكانه لأضربنّ عنقه ، فشقّ ذلك على العبّاس ، ودعا بولديه عبداللّه‏ وعبيداللّه‏ ونهض يمشي متوكّئا عليهما ـ وهو يرتعد من شدّة المرض ـ وسار حتّى دخل على أمير المؤمنين عليه‏السلام ، فلمّا نظر إليه أمير المؤمنين عليه‏السلام انزعج لذلك ، وقال : ياعمّ ما جاء بك وأنت على هذه الحالة ؟ فقصّ عليه القصّة وما فعل معه عمر من قلع الميزاب وتهدّده من يعيده إلى مكانه ، وقال له : يابن أخي إنّه كان لي عينان أنظر بهما ، فمضت إحداهما وهي رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ، وبقيت الاُخرى وهي أنت ياعلي ، وما أظنّ أن اُظلم ويزول ما شرّفني به رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وأنت لي ، فانظر في أمري ، فقال له : ياعمّ ارجع إلى بيتك ، فسترى منّي ما يسرّك إن شاء اللّه‏ تعالى . ثمّ نادى : ياقنبر عليّ بذي الفقار ، فتقلّده ثمّ خرج إلى المسجد والناس حوله وقال : ياقنبر اصعد فردّ الميزاب إلى مكانه ، فصعد قنبر فردّه إلى موضعه ، وقال علي عليه‏السلام : وحقّ صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لأضربنّ عنقه وعنق الآمر له بذلك ، ولأصلبنّهما في الشمس حتّى يتقدّدا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطّاب ، فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب ، فقال : لا يغضب أحدا أبا الحسن فيما فعله ، ونكفّر عن اليمين ، فلمّا كان من الغداة مضى أمير المؤمنين إلى عمّه العبّاس ، فقال له : كيف أصبحت ياعمّ ؟ قال : بأفضل النعم ما دمت لي يابن أخي . فقال له : ياعمّ طِب نفسا وقرّ عينا ، فواللّه‏ لو خاصمني أهل الأرض في الميزاب لخصمتهم ، ثمّ لقتلتهم بحول اللّه‏ وقوّته ، ولا ينالك ضيم ياعمّ ، فقام العبّاس فقبّل ما بين عينيه ، وقال : يابن أخي ما خاب من أنت ناصره