المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة الوَثِيقَة في ثَبْت لَفْتَة الحقيقة


محب الرسول
13-01-2010, 04:32 PM
الإهداء
أهدي هذا العمل إلى رسول الله الأمين وخُلَفائه في العالمين صلوات الله عليهم سيما مَدَار الدَّهر ونامُوس العَصْر إمام الزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى البضعة الطاهرة الصِّدِّيقَة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وإلى جميع مَن شَادَ الدِّينَ الحنيف، وفي طليعتهم أم البنين و السَّادَة الأكابِر..العبَّاس وزينب ابْنَي أمير المؤمنين وعليِّ الأكبر والقاسم ابن الحسن والرَّضِيع بن الحسين وفاطمة المعصومة عليهم السلام.
ـــــــــــــــــــــ
مقدمة الطبعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،الحمد لله الذي لا يَبلغ مدحتَه القائلون ولا يُحصي نعماءَه العادُّون ولا يُؤدي حقَّه المجتهدون، ثم أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا محمد بن عبدالله وآله الطيبين الطاهرين، وبعد..
كانت لي ذِكْرَى عزيزة مع أحدِ أساتذتي في إحدى الجامعات، قد مَضَى عليها حَوَالَى بضع عشرة سنة، دَارَت بيننا حِوَارَاتٌ حَول بعضِ عقائدنا نحن الشيعـة الإمَـامِيَّة الاثني عشريَّة، وقد وَفَّقني اللهُ جل وعلا لكِتَابة رِسَالَةٍ إليه بعد هذه الحوارات، وَضَعْتُها فيما بَعْدُ في كُتَيِّبٍ صغير، عَنْوَنتُه بـ: (الرِّسَالَة الوَثِيقَة في ثَبْتِ لَفْتَةِ الحَقِيقَة) وهي عبارة عن رَوَافِد لِصِحَّةِ بعضِ عقائدِنـا مِن أهمِّ مَصادِر إخوانِنا العَامَّة وهو كتاب (صحيح البخاري) لإمَامِ الحديث عندهم محمد بن إسماعيل البخاري، وإني مُتَـوَكِّلٌ على الله القدير وذاكِرٌ مَلاحِقَ -على هَيْئَةِ حَوَاشٍ- لِتَدْعَم تلك الرَّوَافِدَ، وستكون روَاياتٍ كثيرةً مِن كُتُب الصِّحَاحِ السِّتَّة عند العَامَّة، مع ما يُسَهِّل اللهُ تعالى لي بالتعليق عليها، ولَسْتُ أَدَّعِي اسْتِقْصَاءَ مَا يتعلق بأهل البيت عليهم الصلاة والسلام في هذه الصِّحَاح.
ويُمَثِّل مَا سَأنقُلُه أَدِلَّةً على مَذهَبِ الحَقِّ، وبَعْضُه يَشْتَمِل على إشَارَاتٍ عَقائديَّة أو فِقْهِيَّة لا تَتَوَاءَم مَعَ مَذهَب العَامَّة عَامَّةً أو بعضِهم خَاصَّة، وهي تُمَثِّل مُؤَيِّـدَاتٍ لِلْحقيقة العقائدية.
وسأُضِيف إلى مَصَادري المُسْتَـدْرَكَ على صَحِيحَي البخاري ومسلمٍ لِلحَاكِم النَّيْسَابُوري، لِـمَا اسْتَدْرَكَه وذَكَرَه مِن رواياتٍ كثيرة كانت صحيحةً على شَرْطِ الشَّيخَيْن البخاري ومُسْلِم -في روايتهما للحديث- إلا أنهما لم يَرْوِيَاهَا في صَحِيحَيْهما.
وأُقَدِّم بين يَدَي حَدِيثي مَا كَتَبَه إمَامُ الجَرْح والتَّعْدِيلِ -عند العامَّة- أبو عبدالله شمسُ الدين الذهبي عن الحاكم النيسابوري، وذلك في كتابه [تذكرة الحفاظ ج3ص778] مِن طَبْعِ دار إحياء التراث العربي،قال الذهبي:
(الحَافِظُ الكبيرُ إمَامُ المُحَدِّثِين أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد ابن حمدويـه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المَعروف بابن البيع، صَاحِب التَّصَانِيف).
وكَذا ما قالَه عنه ابنُ القاضي شهبة في كتاب (طبقات الشافعية) ص193 بعدما ذكرَ اسمَه:
(الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع، صاحب المستدرك وغيره مِن الكُتب المشهورة...وقد أَطْنَبَ عبدُالغافر في مَدْحِه وذِكْر فضائله وفوائده ومحاسنه، إلى أن قال: مَضَى إلى رحمة الله تعالى ولم يُخَلِّف بعده مثله).
إذن سَتَكُون مَصَادرنا هنا هي:
الصِّحَاحُ السِّتَّة، ولا حاجَةَ إلى التعرِيف بها أو بِمُصَنِّفِيها لِتَسَالُم أكثَر العامَّة على قبولها، ولو في الأزمنة المتأخرة، ولكني أُعَدِّدها هنا مع أسماء مؤلفيها:
1-صحيح البخاري للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبة البخاري الجعفي (طبعةٌ بالأوفست عَنْ طَبْعَـةِ دَارِ الطباعة العامرة باستانبول دَار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 1401 هـ).
2-صحيح مُسْلِم (وهو: الجَامِـع الصحيح للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري). طبعةٌ مصححة ومُقَابَلَةٌ على عِدَّة مخطوطات ونُسَخ مُعْ معتمدَة. دار الفكر للطباعة لبنان.
3-صحيح الترمذي (وهو: الجامع الصحيح للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي). حَقَّقه وصَحَّحه عبدُالوهاب عبداللطيف. طبعة دار الفكر للطباعة والنشر.
4-صحيح النسائي (وهو سُنَنُ النسائي للحافظ أبي عبدالرحمن أحمد بن شعـيب بن علي بن بحر النسائي). طبعة دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. الطبعة الأولى 1348 هـ.
5-صحيح أبي داود (وهو سُنَنُ أبي داود للحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني). تحقيق وتعليق: سعيد محمد اللحام. طبعةٌ جديدة مُنَقحة ومُفَهرسة. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
6-صحيح ابن ماجة (وهو سُنَنُ ابن ماجة للحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني). حقَّق نصوصَه ورقَّم كتبَه وأبوابَه وأحاديثَه، وعلَّق عليه: محمد فؤاد عبدالباقي. طبعة دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
7-بالإضافة إلى المُسْتَدْرَك على الصَّحِيحَيْن، والمُسْتَدْرِكُ هو الحاكمُ النيسابوري وقد نقلنا ثناءَ ومَدْحَ اثْنَيْنِ مِن علماء العامة عليه.
ومَا سأنقله عنه مُذَيَّلٌ بِالتَّلْـخِيص للحافظ الذهبي (طبعة بِفَهرس الأحاديث الشريفة.دار المعرفة.بيروت) وأُقَدِّم هنا مَـا قَالَه الحاكمُ في آخِر خطبَةِ (مقدمةِ) كتابِه المستدرَك:
(...وأنا أَستعين اللهَ على إخْرَاج أحاديثَ رُوَاتُها ثُقَاتٌ،قد احْتَجَّ بِمِثْلِها الشَّيْخان -رضي الله عنهما- أو أَحَدُهما. وهذا شَرْطُ الصَّحِيح عند كَافَّةِ فقهاء أهل الإسلام:
إنَّ الزِّيَادَةَ في الأسَانِيدِ والمُتُونِ مِن الثُّقَاتِ مَقْبُولَةٌ. والله المُعين على ما قصدتُه وهو حسبي ونعم الوكيل).
في هذه العبارة يَشْهَدُ الحَاكِمُ -الحَافِظُ الكبيرُ إمَامُ المُحَدِّثِين كَمَا قال الذَّهَبِي- بأنَّ مَا سيذكره في مُسْتَدْرَكِه مُتَوَفِّرٌ على شَرْطِ الحَدِيث الصَّحِيح عند البخاري ومسلم، أو عند أحدِهما على الأقلّ ألا وهو كَوْنُ رُوَاتِه ثقَاتًا عندهما أو عند أحدهما،وإنْ لم يَرْوِيَاه.
وشَهِدَ بِأنَّ شَرْطَ الصِّحَّةِ هذا إذا تَوَفَّرَ في الحَدِيثِ فهو صَحِيحٌ، وإنْ زَادَت الأسانِيدُ والطُّرُقُ إليه أو زَادَ نَفْسُ مَتْنِ وألْفاظِ و نَصِّ الحديث عمَّا يَرْوِيه البخاري ومسلم أو أحدُهما في صَحِيحِه، فيمكن الاعتمادُ على غير ما في الصَّحِيحَيْنِ أو الصِّحَاحِ السِّتَّةِ أو العَشْرَة، إذا كانت رُوَاتُها ثُقَاتًا عندهما أو عند أحدِهما.
بل إنَّ الحاكمَ النيسابوري أطْلَقَ كَلامَـه في أنه إذا تَوَفَّرَ شَرْطُ الصِّحَّةِ فإنَّ كافَّـة فقهـاء أهل الإسلام يَقْبَلُونه -وإنْ لَم يُوجَد في الصَّحِيحَيْن- سواء كان على نهج تَصْحِيحِ البخاري ومسلم أو على نهجِ غيرهما، فإنَّ العلماءَ والفقهاءَ كثيرون، ومَا يَرَاه البخاري ومسلمٌ ثِقَةً قد لا يكون كذلك عند غيرهما، ومَا لا يَرَيَانِـه ثِقَةً فقد يَرَاه غيرُهما ثِقَةً أو فوق الثِّقَةِ بِدَرَجَات.
أحمد الله رب العالمين، وأشكر مَن شَارَكَ في إخراج هذا العمل، وأرجو أن يكون عملُنا هذا مُعِينًا على رَدِّ بعضِ الشبهات، وأن يكون دَاعِمًا لِلوحدة بين المسلمين، ولا حقوقَ طبْعٍ له، وأسأله تعالى أن يُرِيَنا الحـَقَّ حَقًّا حتى نَتَّبِعَه، ويُرِيَنا الباطلَ باطلاً حتى نَجْتَنِبَه، ولا يَجْعَله علينا مُتَشَابِـهًا فنَتَّبِِعَ أهْوَاءنا بِغَيْر هُدى مِنه، وصلى الله على محمـد وآله الطيبين الطاهرين سيما بقيته في العالمِين إمام الزمان صلوات الله عليه.
سلمان بن مبارك الجميعة
ظَهِيرة يوم السبت 29/4/1430هـ
ــــــــــــــــــ


مقدمة الطبعة الثانية
بِحَمد الله رب العالمين تمَّ إضافةُ بعض الفوائد والروايات لِهذه الطبعة،ومِن هذه الفوائدِ كتابةُ خاتمةِ نُسْخَةِ صحيح البخاري التي نَقَلتُ منها رواياته،فقد كَتَبَ مُصَحِّحُه (ج8ص219)ما يلي:
{قد تم بحمد الله جل ثناؤه طبع هذا الجامع الصحيح مع الشكل الجميل على وجْهٍ صحيح...بدار الطباعة العامرة الغراء الكائنة في الفناء الشرقي من فروق البخراء...مُصَحَّحًا بِالمقابَلَة مع المـَتْنَيْنِ المطبُوعَيْن في مصر القاهرة، المـَشْكُول وغَيْر المشكول بِالطبْعة الزاهرة الفاخرة في عهد(مولانا السلطان الغازي عبدالحميد)...وقد صادف يوم اختتامه السعيد عشرين مِنْ شهرٍ عاشرُهُ عيدٌ مِن شهور سنة 1315 هـ... وأنا مُصَحِّحُه العبد المذنب المفتقر إلى الملك القدوس الغني محمد ذهني غفر له مولاه ولوالديه...}.
وقد وَرَدَت في مقدمة الطبعة هذه العبارة:
{أجْريَ الطبع على ما شَرَحَ عليه العلامةُ أحمدُ بنُ محمد الخطيب العسقلاني إلا ما نَدرَ}.
وكَمَا هو واضح لِلقارئ بِأَنِّي جَعَلْتُ مَا بالرسالة الأَصْل تحْت عنوان: (جاء في رسالة الذِّكْرَى)، ومَا أَضَفْتُه لاحِقًا جَعَلْتُه تحت عنوان:(الحَاشِيَة).
أسأل الله القبول من الجميع بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
سلمان 29/9/1430هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
جاء في رِسَالَةِ الذِّكْرَى:
{بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين كمَا مُقتَضَى قولِه تعالى(إنما يريد اللهُ لِيُذهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهلَ البيت ويُطهِّرَكم تطهيراً) ، وبعد ..
أستاذي الكريم .. ألتمس منك تعليقًا شافيًا عما سأتناوله فإنْ رَأَيْتَ ذلك فَبِها وإلا فإني أرَانِي قد أُعْذرتُ .. سأشرع – بعونه تعالى وتوفيقه – في نقل نصوص وروايات مِن كتاب (صحيح البخاري) وأسأله سبحانه أن يُؤَيِّدَنِي بالتعليق عليها بما آتاني .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
يقول محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه:
1-في الجزء الثامن من(كتاب الأحكام):حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال:سمعتُ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:(يكون اثنا عشر أميراً)،فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي:إنه قال: (كلهم من قريش)0
أقول(أنا سلمان):لم يخرج علماء إخواننا المسلمين بمِصْدَاقٍ مُقنعٍ يمكن أن يَنطَبِق عليه كَيْنُونَةِ الاثني عشر أميرا ً–فقط– بعد النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم، فإنَّ كلماتهم بهذا الصَّدَدِ غَايَة في الاضطراب0وعلى أية حال00فإنَّ هذا الحديث الشريف –وبعد أكثر مِن ألف وأربعمئة سنة– لا يمكن أن يَنْطبِق إلا على مذهبنا الجعفري فنحن –الشيعة الإمامية الاثني عشرية– الذين نَعْتَقِد بِوُجُودِ اثني عشر أميرًا-فقط وفقط-قد اسْتَخْلَفَهم رسولُ الله بأمرٍ منه تعالى،منذ انتقاله إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلم حتى تقوم الطامة الكبرى .. أجارنا الله تعالى من أهوالها وإياكم}0
الحاشية:
*البخاري(ج8)كتاب الأحكام(في أوَّلِه):عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال:[مَن أطاعَنِي فقد أطـاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ،ومَن أطاع أَمِيرِي فقد أطاعني،ومَن عصى أميري فقد عصاني]0*ورَوَى مِثْلَه النسائي في صحيحه(ج7)مِن كتاب البيعة0في الحَضّ على طاعة الإمام0
*المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الشيباني... عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [مَن أطاعَِني فقد أطاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ،ومَن أطاع عليًّا فقد أطاعني،ومَن عصى عليًّا فقد عصاني]0
*المستدرك(ج3)كتاب فضائل الصحابة0ذِكْر جابر بن سمرة السوائي:حدثني محمد بن صالح بن هانئ...حدثنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وآله فسمعتُه يقول: [لا يَزَالُ أَمْرُ هذه الأُمَّةِ ظاهِرًا حتى يَقُومَ اثْنَا عشر خليفةً]،وقال كلِمَةً خَفِيَت عَلَيَّ،وكان أبي أَدْنَى إليه مَجْلِسًا مِنِّي فقلتُ:مَا قال؟فقال:[كلُّهم مِن قريش]0وقد رَوَى جابرُ ابن سمرة عن أبيه حَدَّثنا آخَر0
*البخاري(ج8)كتاب الأحكام0باب الأمراء من قريش: قال ابنُ عمر: قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [لا يَزَال هذا الأَمْرُ في قريش مَا بَقِيَ منهم اثْنَان]0وروَى مثلَه مسلمٌ في صحيحه والحاكمُ في مستدركه وغيرُهما0
أقول:البخاري عَقَد هذا البابَ للحديث عن أحكام الإمَارَة والأمراء في الإسلام،وأتَى بالحديث الماضي هنا،فالمقصودُ مِن كلمة(الأمر)هو الخلافة والإمارة بعد النبي صلى الله عليه وآله،والحديثُ صَرِيحٌ في أنَّ الإمارة والخلافةَ لَنْ تَخْرُج مِن قريش،ونحن نَرَى أنَّ الخلافةَ والحكومةَ الظاهريَّةَ قد خَرَجَت مِن القرشيين قَطْعًا،فهل يُخطِئ أو يَشْتَبِه النبيُّ في إخبَارِه وهو الذي{ما يَنْطِق عن الهوَى*إنْ هو إلا وَحْيٌ يُوحَى}؟! إذن الرسول صلى الله عليه وآله ليس بِصَدَدِ الإخبَار عمَّن سَيَحْكُم ظاهِرًا بين الناس حتى لو كان بالقوَّة والقَهْر والغَلَبَة أو بالشورَى،وإنما هو بِصَدَدِ تَعْرِيف الأمَّة وإخْبَارها بأنَّ الحُكَّامَ والأمَرَاءَ الشَّرْعِيِّين هم مِن قريش،وحَدَّدَ عَدَدَهم وأنهم اثنا عشر فقط،لا ينقصون ولا يزيدون،وهذا لا يَتَأَتَّى أبدًا إلا على مَذهبنا نحن الإمامية ولله الحمد رب العالمين..
*صحيح مسلم(ج6)كتاب الإمارة0 باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش: ...حدَّثنا قتيبةُ بن سعيد(قال)حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول(نفس الحديث الآتي) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي-واللَّفظُ له-(قال) حدثنا خالد - يعني ابن عبد الله الطحان- عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي علَى النبي صلى الله عليـه(وآله)وسلم فسمعتُه يقول: [إنَّ هذا الأَمْرَ لا يَنْقَضِي حتى يَمْضِي فيهم اثْنَا عشر خَلِيفَةً]، قال(الراوي): ثم تَكَلَّمَ (النبيُّ صلى الله عليه وآله) بِكَلامٍ خَفِيَ عَلَيَّ، قال(الراوي): فقلتُ لأَبِي: مَا قال؟ قال (أبُوه إنَّ النبي صلى الله عليه وآله قال): [كُلُّهم مِن قريش]0
وروَى مسلمٌ بعده مباشرةً:حدثنا ابن أبي عمر(قال)حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعتُ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول: [لا يزال أَمْرُ الناس مَاضِيًا مَا وَلِيَهم اثنا عشر رَجُلاً]،ثم تَكَلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله) وسلم بِكَلِمَةٍ خَفِيَت عَلَيَّ فسَأَلْتُ أَبِي:مَاذا قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم؟فقال:[كلُّهم مِن قريش]0
وقال مسلمٌ بعده:حدثنا هداب بن خالد الأزدي(قال)حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعتُ جابرَ بن سمرة يقول:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول: [لا يزال الإسلامُ عَزِيزًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة]،ثم قال كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا،فقلتُ لأبي:مَا قال؟ فقال:(قال النبيُّ صلى الله عليه وآله): [كلهم مِن قريش]0
وقال بعده:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة(قال)حدثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم:[لا يزال هذا الأَمْرُ عَزِيزًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة] قال(الراوي):ثم تَكَلَّم بِشَيْءٍ لم أَفْهَمْه،فقلتُ لأبي:مَا قال؟فقال:[كلُّهم مِن قريش]0
وقال بعده:حدثنا نصر بن علي الجهضمي000حدثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: انْطَلَقْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،ومَعِي أَبِي فسمعتُه يقول(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[لا يزال هذا الدِّيـنُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة]فقال كَلِمَةً صَمَّنِيهَا الناسُ،فقلتُ لأبي:مَا قال؟قال:[كلُّهم مِن قريش]0
وقال بعده:حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة000عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كَتَبْتُ إلى جابر بن سمرة مَعَ غلامي نافِعٍ: أنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سمعتَه مِن رسول الله صلى الله عليـه(وآله) وسلم، قال: فَكَتَبَ إِلَيَّ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يوْمَ جمعةٍ عَشِيَّةَ رَجْمِ الأَسْلمي يقول: [لا يزال الدِّينُ قائِمًا حتى تَقُـومَ الساعةُ أو يَكُون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم مِن قريش]،وسمعته يقول:[عصيبة مِن المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى]،وسمعتُه يقـول:[إنَّ بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم]،وسمعته يقول:[إذا أعطى اللهُ أحدَكم خيرًا فليبدأ بنفسه وأهل بيته]، وسمعتُه يقول:[أنا الفَرْطُ على الحوض]0
*الترمذي(ج3)(ح2323):عن جابر بن سمرة قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[يَكُون مِنْ بَعْدِي اثنـا عشر أَمِيرً]،قال(الراوي):ثم تكلم بِشَيْءٍ لم أَفهَمه، فسألتُ الذي يَلِينِي،فقال:قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[كلُّهم مِن قريش]0وذكَرَ الترمذيُّ أكثرَ مِن طَرِيقٍ لهذا الحديث الشريف0
*صحيح أبي داود(ج2)تحت عنوان:(آخر كتاب الفتن)كتاب المهدي: (ح4279): عن إسماعيل-يعني ابن أبي خالد-عن أبيه عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول:[لا يزال هذا الدِّيـنُ قائِمًا حتى يَكُون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم تَجْتَمِع عليه الأُمَّة]،فسمعتُ كلامًا مِن النبي صلى الله عليه(وآله)وسلملم أَفهَمْه، قلتُ لأَبي:مَا يقول؟ قال:[كلهم مِن قريش].
أقول:سيأتي إن شاء الله بأنَّ مَعنى(اجْتِمَاعَ الأمَّة عليهم)هو اجتماعها في زَمَن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام،ولَعَلَّ مِن الدّلائل على ذلك أنَّ أبا داود(الحافظ) روَى هذه الروايات فيما يَخُصّ الإمام المهدي عليه السلام،تحت عنوان(كتاب المهدي)0
وبعده:(ح4280):حدثنا موسى بن إسماعيل000حدثنا داود عن عامر عن جابـر ابن سمرة قال:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول:[لا يزال هذا الدِّينُ عَزِيزًا إلى اثني عشر خليفة]قال(الراوي):فكَبَّرَ الناسُ،وضَجُّوا،ثم قال كَلِمَةً خَفِيَّة،قلتُ لأبي:يا أبتِ00مَا قال؟قال:[كلهم مِن قريش]0
وبعده:(ح4281):حدثنا ابنُ نفيل000حدثنا الأسودُ بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة، بهذا الحديث،زَادَ(في رواية هذا الحديث):فلمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِه أَتَتْهُ قريشٌ فقالوا:ثم يكون مَاذا؟ فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[ثم يَكُون الهَرجُ]0
أقول:مِن الدّلائل على أنَّ الخلفاء الاثني عشر هم الأئمة الذين نَعتقد بإمامتهم،أنَّه يكون بعد الإمام الثاني عشر (الإمام المهدي) الهرج والمرج، ثم قيام القيامة0
*المستدرك(ج4ص501)كتاب الفتن والملاحم0ذِكْر ثلاثِ خلالٍ لابد منها لأمراء قريش:حدثني محمد بن صالح بن هانئ000عن مسروق قال:كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً عند عبدِالله يُقْرِئُنا القرآنَ،فسَأَلَه رَجُلٌ فقال:يا أباعبدالرحمن00هل سأَلْتم رسولَ الله صلى الله عليه وآله كَمْ يَمْلِك هذه الأمَّةَ مِن خليفة؟فقال عبدُالله:مَا سَأَلَنِي عن هذا أَحَدٌ مُنذ قَدِمْتُ العراق قبلك،قال(عبدالله):سَأَلْنَاه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[اثنا عشر،عِدَّةُ نُقَبَاءِ بَنِي إسْرَائِيل]0
*المستدرك(ج3)ذِكْر أبي جحيفة السوائي:حدثنا علي بن عيسى000عن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال:كنتُ مع عَمِّي عند النبي صلى الله عليه وآله فقال: [لا يزال أَمْــرُ أُمَّتِي صالِحًا حتى يَمْضِي اثنـا عشر خليفة]،ثم قال كَلِمَةً وخَفضَ بها صَوْتَه،فقلتُ لِعَمِّي-وكان أَمَامِي-:مَا قال يا عَمّ؟قال:قال يا بُنَيَّ:[كلُّهم مِن قريش]0
*أختم حديثي عن هذه العقيدة بذِكْرِ ما قاله الشيخُ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه(ينابيع المودة لذوي القربى) (ج3) الباب السابع والسبعون: في تحقيقِ حديثِ(بعدي اثناعشر خليفة):عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي عند النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم فسمعتُه يقول:[بَعْدِي اثنا عشر خليفة]،ثم أََخْفَى صَوْتَه،فقلتُ لأبي:ما الذي أخفى صوته؟قال:قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[كلُّهم مِن بني هاشم]0
وروى القندوزي الحَنَفِي بعد عدَّة صفحات:(ح12)عن عليٍّ كرم الله وجهه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:[الأئمَّةُ مِن وُلْدِي،فَمَن أطاعَهم فقد أطاعَ اللهَ ومَن عَصَاهم فقد عَصَى اللهَ،هم العرْوَةُ الوثقى والوسيلةُ إلى الله جل وعلا]0و قال بعده:{قال بعضُ المُحَقِّقِين: الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده(ص)اثني عشر قد اشتهرت مِن طرق كثيرة،فبِشَرْحِ الزَّمَان و تَعْريفِ الكَوْنِ والمَكانِ عُلِمَ أنَّ مُرَادَ رسول الله(ص)مِن حديثه هذا الأئمةُ الاثنا عشر مِن أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يُحْمَل هذا الحديث على الخلفاء بعده مِن أصحابه، لِقِلَّتِهم عن اثني عشر،ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك الأمَوِيَّة لِزِيَادَتِهم على اثني عشر، ولِظُلْمِهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز،ولِكَوْنِهم غيْرَ بَنِي هاشم، لأنَّ النبي(ص)قال"كلهم مِن بني هاشم"في رواية عبد الملك عن جابر،وإخفاءُ صَوْتِه(ص)في هذا القوْل يُرَجِّح هذه الرواية،لأنهم(قريش)لا يُحْسِنُون خلافةَ بني هاشم0 ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك العَبَّاسِيَّة لِزِيَادَتِهم على العدد المذكور، ولِقِلَّةِ رِعَايَتِهم الآيةَ(قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى)وحديثَ الكساء، فلا بد من أن يُحْمَل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر مِن أهل بيته وعترته(ص) لأنهم كانوا أعْلَمَ أهل زمانهم وأجلَّهم وأوْرَعهم وأتقاهم،وأعلاهم نسبًا، وأفضلهم حسبًا،وأكرمهم عند الله،وكان علمُهم عن آبائهم مُتَّصِلاً بِجَدِّهم(ص) وبالوراثة واللَّدُنِيَّة،كذا عرفهم أهلُ العلم والتحقيق وأهلُ الكشف والتوفيق.ويؤيد هذا المعنى-أي أنَّ مرادَ النبي(ص)الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته-ويشهده ويرجِّحه حديثُ الثَّقَلَيْن،والأحاديثُ المُتَكَثِّرَة المذكورة في هذا الكتاب وغيرُها0 وأما قوله(ص): "كلهم تجتمع عليه الأمة"في روايةٍ عن جابر بن سمرة فمُرَادُه(ص) أنَّ الأمَّة تجتمع على الإقرارِ بإمامةِ كلِّهم وَقْتَ ظهورِ قائِمِهم المهدي(رضي الله عنهم)0 (ينابيع المودة لذوي القربى)للقندوزي(ج3)0 تحقيق:سيد علي جمال أشرف الحسيني0 الطبعة الأولى(1416هـ)دار الأسوة للطباعة والنشر0
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

كوثر المحبة
13-01-2010, 04:59 PM
يسلممممممممممممممممممممممموا على الموضوع اخي الكريم

نجمة البصره
16-01-2010, 09:10 PM
بارك الله بك جزاك الله خير الجزاء

:11790700490:
وجعله في مــيزان حسناتك



:11790700490:

الله يعطيك الف عافيه

:11790700490:
ننتظر جديدك
المبدع
</b></i>