قصه اكثر من رائعه فعلا وهي ان دلت على شي فانها تدل على عظمة احكام هذا الدين وحكمة اهله وعدلهم ونطقهم بالحق والا من كان يدري ان القاتل هو غير القصاب لولا ان الحق انطق نفسه
أتي برجل في أيام خلافة الأمام علي عليه السلام وجدوه في خرابة وبيده سكين ملطخ بالدم، وأذا برجل مذبوح يتشحط بدمه وكانت القرائن تدل على أن هذا الرجل هو الذي إرتكب القتل وقام بهذه الجريمة فأخذه الشرطة وجاءوا به إلى أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
فقال الأمام عليه السلام
ما تقول؟"من قتل ذلك الرجل المذبوح في الخرابة"
فقال القصاب
أنا الذي قتلته
فحكم الامام علي عليه السلام بحسب القرائن الظاهرية بالقصاص وأمر بإعدامه
فلما ذهبوا به للقصاص منه، أقبل القاتل الحقيقي مسرعاً فقال
يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته
فقال أمير المؤمنين عليه السلام للقصاب القاتل الأول
ما حملك على إقرارك على نفسك؟
قال القصاب
ما كنت أستطيع أن أنكر وقد شهد علي أمثال هؤلاء الرجال فأخذوني وبيدي سكين ملطخة بالدم والرجل يتشخط في دمه وأنا قائم عليه فخفت الضرب، فأقررت، وأنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة وأخذني البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشخط بدمه، فوقفت متعجباً فدخل علي هؤلاء فأخذوني
فقال أمير المؤمنين عليه السلام
خذوا هذا القصاب وهذا القاتل فأذهبوا بهما إلى الحسن عليه السلام وقولوا له
ما الحكم فيهما؟
فجاءوا بهما إلى الأمام الحسن عليه السلام وقصوا عليه قصتهما فقال الأمام الحسن المجتبيى عليه السلام
قولوا لأمير المؤمنين عليه السلام وإن هذا إن كان ذبح ذاك فقد أحيى هذا وقد قال الله عزوجل
بسم الله الرحمن الرحيم
" ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً"
يخلى عنهما وتخرج دية المذبوح من بيت المال
فأمر أمير المؤمنين عليه السلام أن يطلق القصاب والقاتل وأعطى دية المذبوح من بيت المال إلى ورثته