صلاة الى جانب الجسد المقطع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شيعي للابد
    • Sep 2009
    • 676

    صلاة الى جانب الجسد المقطع

    كان كل شيء منتهيا



    الساعة تقترب من منتصف الليل، والأصوات تهدأ ، حتى كأن الصحراء تخلو من الناس، لا صوت الا ما يطلقه بعض الجرحى، وهم يطلبون الاسعاف ، أو يبحثون عن الماء



    ميدان المعركة كان منقعا بالدم



    كان القمر يقطع السماء ببطء. كانت الفوانيس قد اختفت.ز والآصوات سكتت



    من هناك تحرّك شبح امرأة



    كان الشبح مطمئنا أنهم نائمون.. وان أحدا لا يراه ومع ذلك كان يمشي بحذر.. ولما وصل الى الميدان انحنى على الجثث وبدأ يمشي، كأنه يبحث عن شيء



    كانت صاحبة الشبح: زينب أخت الامام الحسين، وكانت قد فقدت خلال النهار كل ما تملك



    فقد قتل من أخوتها



    تسعة



    ومن أبنائها



    ثلاثة



    ومن أولاد عمومتها



    أحد عشر



    ومن أولاد أخوتها



    ستة



    ومن الاصحاب



    اثنان وسبعون



    وقد افتقتدت خلال عملية اقتحام الخيام، وحرقها خمسين طفلا وطفلة سحقوا تحت حوافز الخيل



    اذن لم يبق لها أي أمل لتبحث عنه، فماذا جاءت تصنع؟



    ها هي تتحسس بيديها الأجساد.. وتشمها.. وتحتضن بعضها ثم تتركه



    وفجأة تلقي بنفسها على جثة مقطعة، وليس لها رأس وبها أكثر من مئات الجراحات الثقيلة



    انها جثة يلتصق صدرها بظهرها، كأنها مطحونة بقوة، كفها اليمين مقطعة الى النصف، احدى أصابع يدها اليسرى مقطوعة.. على الصدر آثار سهام ذات رؤوس متعددة



    تأكدت زينب من أنها الجثة التي تبحث عنها. انهمرت دموعها.. ولكن خفت عبرتها، لأن العدو كان على بعد خطوات منها



    بكت بصمت



    وأجهشت بالبكاء.. كادت أن تصيح – وليكن ما يكون- ولكنها تذكرت وصيته التي صرّح بها قبيل موته



    أخية زينب.. اذا أنا قضيت نحبي فلا تشقّي عليّ جيبا، ولا تخدشي عليّ وجها



    تذكرت صوته ساعة جمع النساء ، وقال



    - استعدوا للبلاء.. ان الله حافكم وحاميكم وسينجيكم من شر الأعداء، ويعذب أعدائكم بأنواع العذاب، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة ، فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم ويحبط أجركم



    لم يكن يراها أحد



    ولم يعرف التاريخ ما قالته في ذلك الليل الحزين لقلب أخيها الذي داسته الخيل وأوقفته عن الحركة



    ولكنه سجل كلمتها العظيمة جدا جدا عندما رفعت وجهها الى السماء.. ومدت يديها تحت الجسد



    ورفعته على رؤوس أصابعها.. ومع قطرات الدمع التي كانت تنزلق على خدهان قالت



    اللهم تقبل منّا هذا القربان من آل محمد



    فهو اذن قربان على طريق الله



    ولا بد أن تعقبه قرابين



    ولا بد ان الثورة ستستمر



    ثم.. وضعت الجسد المقطع على الأرض.. وتوجهت الى القبلة



    في البدء حاولت أن تصلي من قيام.. ولكن ركبتاها خانتاها فوقعت. وهكذا جلست على الرمال.. وبدأت تصلي



    كان جسد أخيها على جانبها الأيمن.. وكانت أجساد أبنائها، وأخوتها موزعة على التراب



    ولكنها غمضت عينيها عن كل ذلك، ورفعت يديها الى أذنيها، وقالت بصوت خافت



    الله أكبر



    يقول الامام علي بن الحسين- الذي شهد ذلك الموقف



    لقد صلت عمتي زينب صلاة الليل، في ليلة الحادي عشرمن المحرم، جالسة



    وكانت صلاة مستحبة لم تتركها زينب في ذلك الليل المهول




    السيد هادي المدرسي - من كتاب الامام الحسين الشهيد والثورة
  • نور المستوحشين
    • Nov 2009
    • 5189

    #2

    تعليق

    • شيعي للابد
      • Sep 2009
      • 676

      #3
      اشكر مروركم الكريم
      نورتم صفحتي

      تعليق

      • ميثم التمار
        • Mar 2009
        • 1202

        #4
        السلام عليكم اهل بيت النبوة وموضع الرسالة جعلنا الله
        من اتباعكم واشياعكم والموالين لكم
        ما اعظمها مصيبة و اشد وقعها صبر الله قلبك يا سيدتي
        يا ام المصائب

        شكرا لك اخي د - ورد تعجز كلماتي عن شكرك
        وفقك الله وادامك الله
        ولا حرمنا منك

        تعليق

        • شيعي للابد
          • Sep 2009
          • 676

          #5
          اخي الحبيب .....
          نورت صفحتي وشرفني ردك الكريم
          وفقك الله لكل خير

          تعليق

          يعمل...
          X