المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيّدة فاطمة الزهراء تندبُ أبـَـاهــا ، وا أبتاه ، وا صفيّاه ، وا محمّداه !


عاشقة النور
13-02-2010, 10:24 PM
لــم تكن علاقة فاطمة بأبيها كأيَّة بنت بوالدها ، بل إنها أضحت امتداداً لجميع أبعاد شخصية رسول اللــه ، أولم يقل عنها النبي (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيدها : (من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي الذي بين جنبيّ فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللـه )


أولم يحدثنا علي(عليه السلام)عن فاطمة(عليها السلام)انها قالت : ( قال لي رسول اللـه : يا فاطمة من صلَّى عليك غفر اللـه له وألحقه بي حيث كنت من الجنة )


وحب فاطمة لأبيها كان أسمى من حب النسب . بل كان حبّاً إلهيّاً نابعاً من معرفتها بمقام الرسول من اللـه ، وعظمته عند ربه . وحين افتقدت فاطمة رسول اللـه أحست بخطورة الموقف كما لم يشعر بذلك أحد ، وشعرت وكأنَّ جبال الأرض تداكَّت على رأسها الشريف . وبالرغم من أن الحزن قد دب إلى كل قلب مؤمن بفقد الرسول ، وإلى قلب الأمة ، وضمير الحياة ، إلاّ أن شلال الحزن صب في فؤاد ابنته ووريثته الوحيدة ، وقلبه المنفصل !! ولقد أذهل المصاب الجلل الكثير عن التفكر الجدِّي في إملاء الفراغ الكبير بإحياء ذكرى الرسول. وكان على فاطمة أن تملأ هذا الفراغ بذكر رسول اللـه ، وبيان عظمته ، والصلاة عليه ، وإعلان شديد الحزن عليه . و . و.


إن فاطمة كانت تتعبدلله بالكباء على فقد رسول اللـه (صلى اللـه عليه وآله) . لأن ذلك كان يحيي ذكر الرسول . وقد بلغ بكاء الزهراء على والدها حداً عُدّت من البكائين الخمسة إلى جنب آدم ويعقوب ويوسف(عليهم السلام)، ثم علي بن الحسين (عليه السلام)


وجاء في حديث مروي عن فضة التي لازمت خدمة فاطمة الزهراء ، قصة حزن فاطمة ، الحديث يقول :


ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب ، والأقرباء والأحباب ، أشدَّ حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً ( على رسول اللـه ) من مولاتي فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، وكان حزنها يتجدَّد ويزيد ، وبكاؤها يشتدُّ .


فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ، ولا يسكن منها الحنين ، كلُّ يوم جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الأوَّل ،
فلما كان في اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن ، فلم تطق صباراً إذ خرجت وصرخت ، فكأنها من فم رسول اللـه صلى اللـه عليه وآله تنطق ، فتبادرت النسوان ، وخرجت الولائد والولدان ، وضجَّ الناس بالبكاء والنحيب وجاء الناس من كلِّ مكان ، وأطفئت المصابيح لكيلا تتبيّن صفحات النساء وخُيِّل إلى النسوان أنّ رسول اللـه صلى اللـه عليه وآله قد قام من قبره ، وصارت الناس في دهشة وحيرة لما قد رهقهم ، وهي (عليها السلام) تنادي وتندب أباها : وا أبتاه ، وا صفيّاه ، وا محمّداه ! وا أبا القاسماه ، وا ربيع الارامل واليتامى ، من للقبلة والمصلَّى ، ومن لابنتك الوالهة الثكلى .


ثم أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لا تبصر شيئاً من عبرتها ، ومن تواتر دمعتها حتى دنت من قبر أبيها محمد صلى الله عليه وآله ، فلما نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة فقصرت خطاها ، ودام نحيبها وبكاها ، إلى أن أغمي عليها ، فتبادرت النسوان إليها فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجبينها حتى أفاقت ، فلما أفاقت من غشيتها قامت وهي تقول : ( رفعت قوتي ، وخانني جلدي ، وشمت بي عدوّي ، والكمد قاتلي ، يا أبتاه بقيت والهة وحيدة ، وحيرانه فريدة ، فقد انْخَمَد صوتي ، وانْقَطَع ظهري ، وتنغص عيشي ، وتكدَّر دهري ، فما أجد يا ابتاه بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا راداً لدمعتي ، ولا معيناً لضعفي ، فقد فني بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرائيل ، ومحلُّ ميكائيل . انقلبت بعـــدك يــا أبتـــاه الأسباب ، وتغلّقت دوني الأبواب ، فأنا للدُّنيا بعدك قاليـة ، وعليك ما تردَّدت أنفاسي باكية ، لا ينفد شوقي إليك ، ولا حزني عليك ) .


ثم نادت : يا أبتاه والبّاه ، ثم قالت :


إن حزني عليك حزن جديد وفؤادي والله صــــــبُّ عنيدُ


كل يوم يزيد شجوني واكتئابي عليك ليـــــــس يبيـــــدُ


جلّ خطبي فبان عنّي عزائي فبكائي في كل وقت جديدً


إن قلباً عليك يألف صبراً أوعزاءً، فإنه لجــــــــــليدُ


ثم نادت : يا أبتاه ، انقطعت بك الدنيـــــا بأنوارها ، وزوت زهرتها وكانت ببهجتك زاهرة ، فقد اسودَّ نهارهـا ، فصار يحكي حنادسها ويابسها ، يا أبتاه لازلت آسفة عليك إلى التلاق ، يا ابتاه زال غمضي منذ حقَّ الفراق ، يا أبتاه من للأرامل والمساكين ، ومن للأمة إلى يوم الدين ، يا أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفيـن ، يا ابتاه أصبحت الناس عنّا معرضين ، ولقد كنا بك معظّمين في الناس غير مستضعفين ، فأيُّ دمعةٍ لفراقك لا تنهمل ، وأيُّ حزن بعدك عليك لا يتَّصل ، وأيُّ جفن بعدك بالنوم يكتحل ، وأنت ربيع الدِّين ، ونور النبيين ، فكيف للجبال لا تمور ، وللبحار بعدك لاتغور ، والأرض كيف لم تتزلزل .


رُميتُ يا أبتاه بالخطب الجليل ، ولم تكن الرّزية بالقليل ، وطرفت يا أبتاه بالمصاب العظيم ، وبالفادح المهول . بكتك يا أبتاه الأملاك ، ووقفت الأفلاك ، فمنبرك بعدك مستوحش ، ومحرابك خال من مناجاتك ، وقبرك فرح بمواراتك ، والجنّة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك . يا أبتاه ما أعظم ظلمة مجالسك ، فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلاً عليك ، واُثكْلَ أبي الحسن المؤتمن أبي ولديك ، الحسن والحسين ، وأخيك ووليّك وحبيبك ومن ربّيته صغيراً ، وواخيته كبيراً ، وأحلى أحبابك وأصحابك إليك من كان منهم سابقاً ومهاجراً وناصراً ، والثكل شاملنا ، والبكاء قاتلنا ، والأسى لازمنا .


ثم زفرت زفرة وأنّت أنّه كادت روحها أن تخرج ثمَّ قالت :


قلّ صبري وبان عني عزائي بــــــــــــــــعد فقدي لخاتم الأنبياء


عين يا عين فاسكبي الدمع سحاً وبك لا تبخلي بفيض الدماء


يا رسول الإله يا خيرة الله وكـــــــــــهف الأيتام والضعفاء


قد بكتك الجبال والوحوشُ جمعاً فبكت الارض من بكاء السماء


وبكاء الحجون والركن والمشــــعر يا سيدي مع البطحاء


وبكاك المحراب والدرس للقرآن في الصبح ومعلناً والسماء


وبكاك الإسلام إذ صار في الناس غريباً من سائر الغرباء


لو ترى المنبر الذي كنت تعلوهُ عــلاه الظلام بعد الضياء


يا إلهي عجل وفاتي سريعاً فلقد نقص الحياة بكائي


قالت : ثمَّ رجعـــت إلى منزلها وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، وهي لاترقأ دمعتها ، ولا تهدأ زفرتهــا . واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقالوا له : يا أبا الحسن إنَّ فاطمة (عليها السلام) تبكي الليل والنهار ، فلا أحد منّا يتهنأ بالنوم في الليل على فُرشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا . وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلاً او نهاراً ، فقال (عليه السلام) : حُبّاً وكرامةً . فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى دخل على فاطمة (عليها السلام) وهي لاتفيق من البكاء ، ولا ينفع فيها العزاء . فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : يا بنت رسول اللـه (صلى الله عليه وآله) ، إنَّ شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلاً وإمّا نهاراً . فقالت : يا أبا الحسن ما أقلَّ مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فواللـه لا أسكت ليلاً ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول اللـه (صلى الله عليه وآله). فقال لها علي(عليه السلام): افعلي يا بنت رسول اللـه ما بدا لك .


ثمَّ إنه بنى لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة يسمى بيت الأحزان ، وكانت إذا أصبحت قدَّمت الحسن والحسين (عليهما السلام) أمامها ، وخرجت إلى البقيع باكية .


وكانت فاطمة الزهراء تستغل بعض المناسبات لتعريف الناس برسول اللـه ، وتجديد ذكراه العطرة . فلقد روي [ أنّه ] لما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) امتنع بلال من الأذان ، قال : لا أؤذن لأحد بعد رسول اللـه (صلى الله عليه وآله) ، وإن فاطمة (عليها السلام) قالت ذات يوم : إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذِّن أبي (صلى الله عليه وآله) بالأذان ، فبلغ ذلك بلالاً ، فأخذ في الأذان ، فلمّا قال : اللـه أكبر اللـه أكبر ، ذكرت أباها وأيامه ، فلم تتمالك من البكاء ، فلما بلغ إلى قوله : اشهد أن محمداً رسول اللـه شهقت فاطمة (عليها السلام) وسقطت لوجهها وغشي عليها ، فقال الناس لبلال : أمسك يا بلال فقد فارقت أبنة رسول اللـه (صلى الله عليه وآله) الدُّنيا ، وظنوا أنها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه فأفاقت فاطمة (عليها السلام) وسألته أن يتمَّ الأذان ، فلم يفعل ، وقال لها : يا سيدة النسوان إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان ، فأعفته عن ذلك .


([ الصدِّيقة (عليها السلام)تلتحق بوالدها (صلى الله عليه وآله) ])


كان النبي (صلى الله عليه وآله) يتقلب على فراش المنيّة ، وكانت فاطمة تجلس بجانبه فيسارُّها النبي فتبكي ، ثم يسارُّها ثانية فيتهلل وجهها الكريم . وحين تُسأل عن السر الأول تقول : إنه أسر إليها بأن جبرائيل كان يعرض عليه القرآن كل عام مرة واحدة . فعرض عليه هذا العام مرتين ، وما ذلك إلاّ لاقتراب أجله ..


أما السر الثاني فإنها ستكون أول من تلتحق به ..


وهكذا ، ظلت فاطمة تعزي نفسها رغم شدة الظروف المحيطة بها ، بأنها ستكون أول من يلتحق برسول اللـه (صلى الله عليه وآله).


أمـا الظروف التي عاشتها فاطمة (عليها السلام) بعد وفاة الرسول ، فكانت صعبة جدّاً ، لأنها وقفت وحدها تتحدى العواصف العاتية . وحتى الإمام علي بطل الإسلام الأول لم يكن من الحكمة أن يشاطرها الجهاد ، فكان عليها أن تتصدَّى لذلك وحدها ، وهي امرأة لما تبلغ العشرين ربيعاً .. ولكل تلك الظروف يكفينا أن نستمع إليها وهي مفجوعة تشكو إلى علي (عليه السلام) حالها بكلمات تتقطر ألماً وتحدياً : لما انصرفت فاطمة من عند أبي بكر أقبلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالت له : ( يابن أبي طالب شملت شيمة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، فنقضت قادمة الأجدل ، فخانك ريش الأعزل .


أضرعت خدَّك يوم وضعت جدك ، افترست الذئاب وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت باطلاً هذا ابن أبي قحافة يبتزُّني نحيلة أبي ، وبليغة ابنيّ ، واللـه لقد أجهر في خصامي ، وألفيته ألدَّ في كلامــــي ، حتى منعتني القيلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضّت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، ولا خيار لي ، ليتني متُّ قبل هينتي ، ودون زلّتي ، عذيري اللـه منك عادياً ، ومنك حاميا ، ويلاي في كلِّ شارق ، ويلاي مات العمد ووهنت العضد ، وشكواي إلى أبي ، وعدواي إلى ربي . اللـهمَّ أنت أشدُّ قوَّة ، فأجابها أمير المؤمنين : لا ويل لك ، الويل لشانئك ، نهنهي عن وجدك يــا بُنية الصفوة ، وبقية النبوَّة ، فما ونيت عن ديني ، ولا أخطأت مقدوري ، فإن كنت تريدين البلغة ، فرزقك مضمون ، وكفيلك مأمون ، وما أعدَّ لك خير ممّا قطع فاحتسبي اللـه . فقالت حسبى اللـه ونعم الوكيل



وظلت فاطمة الزهراء شعلة الحب التي لاتخبو في صدور المؤمنين ، وراية الكفاح التي لاتسقط عن يد الرساليين ، وقبسة الخلق الرفيع ، وظُلامة الحق التي تصبغ صفحات الشفق بلون الدم الموتور ، والحق المغدور ، فتتحول نبضة ثورية في عروق فتيان المروة ، يتزودون بها عبر مسيرتهم الجهادية ضد المتسلطين والانتهازيين والقشريين ..


ولنصلي عليها . وعلى أبيها ، وعلى بعلها وبنيها ، كما صلّى اللـه عليها ، وملائكته . والمؤمنون ..


اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك ، .


رزقنا الله بالدنيا زيارتهم ويالآخرة شفاعتهم ، نســــــألكم خالص الدعوات ،

"عاشقة النور"

عاشقة ام الحسنين
03-08-2012, 05:02 PM
اللهم صلّ على محمد وآل محمدوعجل فرجهم الشريف يا كريم


اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلهاوبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك


مشكورة عل الموضوع القيم ومتميز


يعطيك العافية على الطرحك الولائي ومتألق دوم

محـب الحسين
04-08-2012, 04:00 PM
احسنتِ اختي الكريمه
جزاكِ الله كل خير

دمعة الكرار
06-08-2012, 08:41 PM
http://im18.gulfup.com/2012-08-06/1344274722868.gif (http://www.gulfup.com/show/X34oo8jov9gysgc)

عاشقة السيدة زينب ع
22-08-2012, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطااهرين وعجل فرجهم وألعن أعداااائهم
السلام عليكِ يااا فاااطمة الزهراااء(عليهااا السلام)
http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/14.gif (http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/14.gif)

سلمت يداااش على هذاا الموضوع الرااائع أختي العزيزة
الله يعطيش ألف عااافية

http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/40.gif

الـدمـع حـبـر العـيـون
23-08-2012, 01:37 AM
ســـــــــــــلآم الله على مولاتنا الزهراءعليها السلام

جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

نور الزهراء
27-03-2013, 03:59 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
..:ღ:..