المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبى فى ذمة الله


نصرعبدالسلام
18-02-2010, 08:49 AM
أبى فى ذمة الله

أبى آذان الفجر الأعذب

فكيف نادى ولم تذهب

عهدتك تنهض فى الهزيع

بك يسرى لذكر مطرب

وتهب نسمة على عباب

يزفك النور فى موكب

وماكنت تعبأ بدمع السماء

وأن خضت عرض الأرحب

لا يثنيك عنه جل شديد

مستخفا بالعارض الصيّب

كم لمسجدك الأن من سؤل

أين الحبيب فى الثوب الأطيب

طاحت به الدواهى فما ابقت

حين ناداك ولم تقرب

كان يأنس بالحضن خمسا

فأمسى يتيم الزمان الأصعب

يئن محرابه فى خفية

منتحبا كالثائر المغضب

ألم يصطفيك وارثا لنبى

فتشدو بقرآنك المعجب

هذى الصفوف تبدو موكبا

وأنت عليها تاج الموكب

شديد عليه أن تفارق حضنه

فكيف رحيلك ياابى

أأول شهر فى العام الجديد

يحط رحالك فى المغرب

وزينة الأيام يوم عرس

لقاؤك فيه غاية المطلب

كنت الخطيب الذاكر موعدا

فتنة قبر تلوح من غيهب

طلعت فيه شمس الأصيل

نسمة على فنن أهدب

كنت تخشى من الموت غياهبا

لم أبى وما أنت بالمذنب

قد أتاك اليقين فى زينة

بها وقيت فتنة الغيهب

رحيل كم للرضى فيه

من آية للعارف المهذب

رحيل ينم عن جود وفضل

واعتراف بالجميل لايختبى

هذا رحيل للسماح وتربه

هذا رحيل للعالم المؤدب

علمت العفو لذى مقدرة

بمالك فى العفو من مذهب

وأهديت الحلم لذى غضبة

وزرعته فى القلب الأجدب

وعودت للأشعريين مبادئا

يرم فؤادك كل ريم مصغب

عهدتك ما تخوفت فقرا

قطعت مداه ببرك الأرحب

وتمضى ألى المحراب فى عزة

وكم لك فيه من مأرب

تعلم الصبيان كتابا كريما

والأجر قرب الحبيب النبى

فقهت الحياة حتى الغريب

وأبدا أراك لم تغرب

أبى طلبت الوصف مجتمعا

فلا تلمنى عن شرود متعب

كيف أبلغ فيك حقيقة

والحزن فى الصدر كالمخلب

أنا اليتيم وأن تلاحقت سنى

وبه نعتى فى زمرة الشيّب

يسرى فى أعماقى خوف طفولة

فأطلب عونك فى مأربى

ذهب الطيبون وانت فيهم

فمن أصارح فى زمنى الأغرب

ومن أجالس أن عز السمير

ومن يسأل عن حالى ومشربى

فكم رميت بكل داهية

وأدهى الدواهى فى المرعب

كنت حلما أعيش خلاله

وأرفل فى الجمال الأعذب

هذى كيانى أصيبت براجفة

أذ بعد السمير فلم يقرب

لزمت الدار أشكو هموما

فكيف السبيل أليك ياأبى

يقينى يرى الخلود محالا

ولكن أرانى أبلد الأيّب

سلب الحمام أرحب صاحب

فجفانى كل ما فى مكتبى

وقفت على غسلك متلهفا

أنظر برا فى نسمة يثرب

وقفت مشوقا ألى أوبة

تقتل الأحزان فينا ياأبى

حتى اواك الثرى مستبركا

فلم أذر دمعا ولم أندب

يقينى أنك لست فيه

فأنت لدى الله فى موكب

يأمك جبريل نحو العلا

ومنك كل ريح أطيب

وتركت فى اللحد ورد الربى

وقد ماس بفرعه الأهدب

سر ياأبى على فيروز

كوثرى دون تهيّب

وقفت على قبرك راضيا

سعيدا بهذا الأشنب

ورحت أتلو السبع المثانى

بريدا يطير ولم يكتب

ولكن عرانى الأسى حينما

تذكرت أنى فقدت أبى

تمت هذه القصيدة والتى بعنوان

(أبى فى ذمة الله)

راثيا بها المغفورله فضيلةالشيخ/

عبد السلام حامد الأصبح

الذى قضى حياته دارسا ومدرسا للقرآن الكريم وعلومه والذى رحل عن دنيانا فى اليوم الكريم الجمعة وكانت جنازته حاشدة جامعة جاءها الجموع الغفيرة من كل حدب وصوب لم يسقها سائق ولم يغلّظ عليها مناشد وقد وورى التراب مابين المغرب والعشاءوقد ولد أبى لوالد محب للقرآن الكريم فأدركته عناية الله فكان للقرآن جليسا طول حياته وكان ديدنه الصمت وقلة الكلام وقد آثر الخلوة فى أخريات حياته فلم يخرج من غرفته ألا للصلاة وقد عسعس عليه الليل البهيم فأخذ ماتبقى من نور عينيه ولم يترك له الا بصيصا من شعاع لايستطيع التوقيع به فاستعان عليه بوفرة تلاميذه ومحبيه رحم الله والدى الكريم وأسكنه فسيح جناته وكتبه مع الخالدين والله أسأل ان يجمعنا وأياه فى مستقر رحمته انه ولى ذلك والقادر عليه وانه نعم المجيب

الشاعر/نصر عبد السلام الأصبح

محـب الحسين
19-02-2010, 03:55 AM
قصيده رثائيه رائعه
رحـِم الله والدك
وأسكنه فسيح جناته

نور المستوحشين
19-02-2010, 04:33 AM
اللهم ارحمه بواسع رحمتك و أدخله فسيح جناتك

اللهم صل على محمد و آل محمد

بسم الله الرحمن الرحيم *

الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * اياك نعبد و اياك نستعين*اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضآلين *

نجمة البصره
19-02-2010, 10:12 PM
مشكور على القصيده الرائعه :menokia86[1]: