في هذه السطور ساحاول اقتباس بعض السطور من هذا الكتاب القيم على شكل حلقات متسلسة وارجو قراءته بتأني لما له من اهمية
اخي المسلم ساهم بنقله طلبا للاجر والثواب
اللهم نسالك الاجر والثواب لي ولوالدي
المنزل الأول في هذا السفر
الموت
فصل :
ولهذا المنزل عقبات كؤود ومواقف صعبة ، ونحن نشير الى عقبتين منها :
العقبة الاُولى
سكرات الموت وشدة نزع الروح
(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)(1).
وهذه العقبة صعبة جداً وانّ شدائدها وصعوباتها تحيط بالمحتضر من جميع الجهات..
فمن جهة تواجهه شدة المرض ، وشدة الوجع ، واعتقال اللسان ، وذهاب القوة من الجسم..
ومن جهة اُخرى يواجه بكاء الأهل والعيال ، ووداعهم له ، وغَمَّ يُتم وغربة أطفاله..
ومن جهة اُخرى يواجه غمَّ مفارقته لماله ومنزله وأملاكها .. وهو الآن في تلك الحالة ينتبه الى ما اتلفته وخربته أعماله بعدما انقضى الأمر وانسدّ طريق اصلاحه. فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: «يتذكر أمولاً جمعها اغمض في مطالبها وأخذها من مُصرَّحاتها ، ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون بها فيكون المهنأ لغيره والعبءُ على ظهره»(1)..
ومن جهة اُخرى فهو يواجه هول قدومه على نشأة اُخرى هي غير هذه النشأة.
ثمَّ انّ عينيه تريان أشياءاً لم ترها قبل ذلك:
(فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)(2).
فيرى رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حاضرين عنده ليحكموا فيه وانّه يترقب ايّ حكم يحكمون به ، وأي شيء سوف يوصون به ؟
ومن جهة اُخرى قد اجتمع ابليس واعوانه ليوقعوه في الشك ، وهم يحاولون جاهدين أن يسلبوا إيمانه ليخرج من الدنيا بلا إيمان.
ومن جهة اُخرى يعاني من هول حضور ملك الموت ، وبأي صورة وهيئة سوف يجيئه به ، وبأي نحو سوف يقبض روحه . الى غير ذلك..
قال أمير المؤمين عليه السلام: «فاجتمعت عليه سكرات الموت ، فغير موصوف ما نزل به»(3).
وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام:
«أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه اشتكى عينيه ، فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو يصيح فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجزعاً أم وجعاً ؟ فقال عليه السلام : يا رسول الله ما وجعت وجعاً قط أشدّ منه . فقال صلى الله عليه وآله : يا علي انّ ملك الموت اذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم . فاستوى علي عليه السلام جالساً فقال : يا رسول الله أعد عليَّ حديثك فقد أنساني وجعي ما قُلت.
ثمّ قال : هل يصيب ذلك أحداً من امتك ؟
قال : نعم حاكم جائر ، وآكل مال اليتيم ظلماً ، وشاهد زور»(1).
وأما الأشياء التي تهوِّن سكرات الموت
صلة الرحم :
ما رواه الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
«مَن أحبَّ أن يخفف الله عز وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً ، وبوالديه بارّاً ، فإذا كان كذلك هوَّن الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقرٌ أبداً»(2).
برّ الوالدين :
وروي :
«انّ رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شاباً عند وفاته فقال له : قل لا إله إلاّ الله».
قال : فاعتقل لسانه مراراً.
فقال لامرأةٍ عند رأسه : هل لهذا امّ ؟
قالت : نعم أنا امّه.
قال صلى الله عليه وآله : أفساخِطةٌ أنت عليه؟
قالت : نعم ما كَلَّمتُهُ مُنذُ ستّة حجج.
قال صلى الله عليه وآله لها : ارضي عنه.
قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قل لا إله إلاّ الله.
قال : فقالها . فقال له النبي صلى الله عليه وآله ما ترى؟
قال : أرى رجلاً أسود الوجه قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة ، وأخذ بكَظمَيَّ.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله قل : يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مِنّي اليسير واعف عنِّي الكثير انَّك الغفور الرحيم.
فقالها الشاب . فقال له النبي صلى الله عليه وآله : انظر ماذا ترى؟
قال : أرى رجلاً أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني ، وأرى الأسود قد تولى عنّي.
فقال له : اعد ، فأعاد . فقال له : ما ترى ؟
قال : لست أرى الأسود ، وأرى الابيض قد وليني.
ثمّ طفي على تلك الحال
يقول المؤلّف :
تأمّل في هذا الحديث جيداً ، وانظر كم هو أثر العقوق فمع انّ هذا الشاب كان من الصحابة وانّ نبي الرحمة صلى الله عليه وآله قد عاده زائراً وجلس عند وسادته ، ولقنه بنفسه الشريفة كلمة الشهادة ، ومع كل ذلك فلم يتمكن على النطق بتلك الكلمة إلاّ بعدما رضيت عنه امّه ، وحينئذٍ انطلق لسانه فقال كلمة الشهادة.
كسي المؤمن :
وروي أيضاً عن الامام الصادق عليه السلام :
«مَن كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة ، وأن يهوّن عليه سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره»(1).
اطعام المؤمن الحلوى :
وروي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
«من اطعم أخاه حلاوة أذهب الله عنه مرارة الموت»(2).
* ومِنَ الامور الاُخرى التي تنفع في تعجيل راحة المحتضر قراءة سورة يس
والصافات وكلمات الفرج عنده
*وروى الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام:
«مَن صام يوماً من آخر هذا الشهر(1) كان ذلك أماناً من شدة سكرات الموت ، (1) روى الكليني في الكافي الشريف : كتاب الجنائز : باب اذا عسر على الميت الموت واشتد عليه النزع : بالإسناد عن سليمان الجعفري قال : رأيت أبا الحسن يقول لابنه القاسم : قم يابني فاقرا عند رأس أخيك (والصفات صفاً) حتّى تستتمها ، فقرأ فلما بلغ (أهم اشدّ خلقاً أمّن خلقنا) قضى الفتى ، فلّما سُجِّي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر ، فقال له : كنّا نعهد الميت اذا نزل به يقرأ عنده (يس والقرآن الحكيم) وصرت تأمرنا بالصافات ، فقال : يا بني لم يقرأ عبدٌ مكروبٌ من موت قط إلاّ عجّل الله راحته).
وفي الوسائل : كتاب الطهارة : أبواب الاحتضار ، باب 41 ، ح 1 ، عن الكافي بدل (لم يقرأ عبدُ ... الخ) (لم تقرأ عند مكروب «ومن موت» قط الاّ عجل الله راحته).
(2) وردت في روايات كثيرة : منها ما رواه الكليني في الكافي الشريف بروايات عدة منها : بإسناد صحيح عن زرارة رحمه الله عن أبي جعفر عليه السلام قال :
اذا ادركت الرّجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج (لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العلي العظيم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ وما تحتهنّ وربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين).
الكافي : كتاب الجنائز : باب تلقين الميت : ح 3 ، ج 3 ، ص 122.
وروى في ح 7 ، ج 3 ، ص 124 بالإسناد الى عبدالله بن ميمون القداح عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام اذا حضر أحداً من أهل بيته الموتُ قال له : قل : لا إله إلاّ الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهما ّ وربّ العرش العظيم والحمد لله رب العالمين (فاذا قالها المريض قال : اذهب فليس عليك بأسٌ).
وروى في ح 9 ، ج 3 ، ص 124 ، بإسناد صحيح عن أبي عبدالله عليه السلام:
انّ رسول الله صلى الله عليه وآله دخل على رجل من بني هاشم وهو يقضي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قل : (لا إله إلاّ الله العلي العظيم ، لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع وما بينهنّ وربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين) فقالها : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : (الحمد لله الذي استنقذه من النار).
* واعلم انّ لصيام أربعة وعشرين يوماً من رجب ثواب عظيم فمن جملته :
«ومَن صامِ مِن رجب أربعةً وعشرين يوماً فإذا نزل به من ملك الموت تراءى له في صورة شاب عليه حلّة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسّك بالمسك الاذفر وبيده قدح من ذهب مملوء من شراب الجنان ، فسقاه عند خروج نفسه ، يهوّن به عليه سكرات الموت ثمّ يأخذ روحه في تلك الحرير فتفوح منها رائحة يستنشقها أهل سبع سماوات فيظل في قبره ريّان حتّى يرد حوض النبي صلى الله عليه وآله»(2).
*وقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
«مَن صلى الليلة السابعة من رجب أربع ركعات بالحمد مرّة وقل هو الله أحد ثلاث مرّات ، وقل اعوذ برب الفلق ، وقل اعوذ برب الناس ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله عند الفراغ عشر مرّات ، ويقول الباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر) عشر مرّات ؛ اظله الله تحت ظلّ عرشه ويعطيه ثواب مَن صام شهر رمضان واستغفرت له الملائكة حتّى يفرغ من هذه الصلاة ويسهّل عليه النزع وضغطة القبر ولا يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه في الجنّة وآمنه الله من الفزع الأكبر»(3).
* وروى الشيخ الكفعمي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
«مَن قال هذه الكلمات في كل يوم عشراً غفر الله تعالى له أربعة آلاف كبيرة ، ووقاه من شرّ الموت ، وضغطة القبر ، والنشور ، والحساب ، والأهوال كلها وهو مائة هول أهونها الموت ، ووقي مِن شرِّ ابليس وجنوده ، وقضي دينه وكُشِفَ همّه وغمّه وفرِّج كربه».
وهي هذه :
«أعدَدتُ لِكُلّ هولٍ لا إله إلاّ الله ، وَلِكُلّ هَمٍّ وَغَمٍّ ما شاء اللهُ ، وَلِكُلّ نِعمَةٍ الحَمدُ للهِ ، وَلِكُلّ رَخاءٍ الشُّكرُ للهِ ، وَلِكُلِّ اُعجُوبَةٍ سُبحان اللهِ ، وَلِكُلّ ذَنبٍ أستَغفِرُ الله ، وَلِكلّ مُصيبَةٍ إنا لله وإنا اليه راجعون ، وَلِكُلّ ضيقٍ حَسبيَ اللهُ ، وَلِكلّ قَضاءٍ وَقَدَرٍ تَوَكَّلتُ على اللهِ ، وَلِكُلّ عَدُوٍّ اعتَصَمتُ باللهِ ، وَلِكُلّ طاعةٍ وَمَعصِيَةٍ لا حَولَ ولا قوهَ إلاّ بالله العَليِّ العظيم»(1).
*واعلم انّ للذكر الشريف الآتي فضل عظيم اذا قيل سبعين مرّةً ، فمن جملة هذا الفضل انّه يبشر حين موته وهذا الذكر هو :
«يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أحكم الحاكمين»(2).
*وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
«لا تملّوا مِن قراءة اذا زلزت الارض زلزالها فانّه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عزّ وجل بزلزلة أبداً ، ولم يمت بها ، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتّى يموت وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول : يا ملك الموت ارفق بوليّ الله فانّه كان كثيراً يذكرني»(1).
قال عليه السلام : «من قال سبعين مرّة : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أحكم الحاكمين ، فأنا ضامن له دنياه وآخرته أن يلقاه الله ببشارة عند الموت ، وله بكل كلمة بيت في الجنة» انتهى الحديث.
انتظروا الحلقة الثانية و
العَقبَةُ الثانِيَةُ
العديلةُ عند الموت
الموت
فصل :
ولهذا المنزل عقبات كؤود ومواقف صعبة ، ونحن نشير الى عقبتين منها :
العقبة الاُولى
سكرات الموت وشدة نزع الروح
(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)(1).
وهذه العقبة صعبة جداً وانّ شدائدها وصعوباتها تحيط بالمحتضر من جميع الجهات..
فمن جهة تواجهه شدة المرض ، وشدة الوجع ، واعتقال اللسان ، وذهاب القوة من الجسم..
ومن جهة اُخرى يواجه بكاء الأهل والعيال ، ووداعهم له ، وغَمَّ يُتم وغربة أطفاله..
ومن جهة اُخرى يواجه غمَّ مفارقته لماله ومنزله وأملاكها .. وهو الآن في تلك الحالة ينتبه الى ما اتلفته وخربته أعماله بعدما انقضى الأمر وانسدّ طريق اصلاحه. فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: «يتذكر أمولاً جمعها اغمض في مطالبها وأخذها من مُصرَّحاتها ، ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على فراقها تبقى لمن وراءه ينعمون بها فيكون المهنأ لغيره والعبءُ على ظهره»(1)..
ومن جهة اُخرى فهو يواجه هول قدومه على نشأة اُخرى هي غير هذه النشأة.
ثمَّ انّ عينيه تريان أشياءاً لم ترها قبل ذلك:
(فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)(2).
فيرى رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حاضرين عنده ليحكموا فيه وانّه يترقب ايّ حكم يحكمون به ، وأي شيء سوف يوصون به ؟
ومن جهة اُخرى قد اجتمع ابليس واعوانه ليوقعوه في الشك ، وهم يحاولون جاهدين أن يسلبوا إيمانه ليخرج من الدنيا بلا إيمان.
ومن جهة اُخرى يعاني من هول حضور ملك الموت ، وبأي صورة وهيئة سوف يجيئه به ، وبأي نحو سوف يقبض روحه . الى غير ذلك..
قال أمير المؤمين عليه السلام: «فاجتمعت عليه سكرات الموت ، فغير موصوف ما نزل به»(3).
وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام:
«أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه اشتكى عينيه ، فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو يصيح فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجزعاً أم وجعاً ؟ فقال عليه السلام : يا رسول الله ما وجعت وجعاً قط أشدّ منه . فقال صلى الله عليه وآله : يا علي انّ ملك الموت اذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه سفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم . فاستوى علي عليه السلام جالساً فقال : يا رسول الله أعد عليَّ حديثك فقد أنساني وجعي ما قُلت.
ثمّ قال : هل يصيب ذلك أحداً من امتك ؟
قال : نعم حاكم جائر ، وآكل مال اليتيم ظلماً ، وشاهد زور»(1).
وأما الأشياء التي تهوِّن سكرات الموت
صلة الرحم :
ما رواه الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
«مَن أحبَّ أن يخفف الله عز وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً ، وبوالديه بارّاً ، فإذا كان كذلك هوَّن الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقرٌ أبداً»(2).
برّ الوالدين :
وروي :
«انّ رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شاباً عند وفاته فقال له : قل لا إله إلاّ الله».
قال : فاعتقل لسانه مراراً.
فقال لامرأةٍ عند رأسه : هل لهذا امّ ؟
قالت : نعم أنا امّه.
قال صلى الله عليه وآله : أفساخِطةٌ أنت عليه؟
قالت : نعم ما كَلَّمتُهُ مُنذُ ستّة حجج.
قال صلى الله عليه وآله لها : ارضي عنه.
قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قل لا إله إلاّ الله.
قال : فقالها . فقال له النبي صلى الله عليه وآله ما ترى؟
قال : أرى رجلاً أسود الوجه قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة ، وأخذ بكَظمَيَّ.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله قل : يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مِنّي اليسير واعف عنِّي الكثير انَّك الغفور الرحيم.
فقالها الشاب . فقال له النبي صلى الله عليه وآله : انظر ماذا ترى؟
قال : أرى رجلاً أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني ، وأرى الأسود قد تولى عنّي.
فقال له : اعد ، فأعاد . فقال له : ما ترى ؟
قال : لست أرى الأسود ، وأرى الابيض قد وليني.
ثمّ طفي على تلك الحال
يقول المؤلّف :
تأمّل في هذا الحديث جيداً ، وانظر كم هو أثر العقوق فمع انّ هذا الشاب كان من الصحابة وانّ نبي الرحمة صلى الله عليه وآله قد عاده زائراً وجلس عند وسادته ، ولقنه بنفسه الشريفة كلمة الشهادة ، ومع كل ذلك فلم يتمكن على النطق بتلك الكلمة إلاّ بعدما رضيت عنه امّه ، وحينئذٍ انطلق لسانه فقال كلمة الشهادة.
كسي المؤمن :
وروي أيضاً عن الامام الصادق عليه السلام :
«مَن كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة ، وأن يهوّن عليه سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره»(1).
اطعام المؤمن الحلوى :
وروي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
«من اطعم أخاه حلاوة أذهب الله عنه مرارة الموت»(2).
* ومِنَ الامور الاُخرى التي تنفع في تعجيل راحة المحتضر قراءة سورة يس
والصافات وكلمات الفرج عنده
*وروى الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام:
«مَن صام يوماً من آخر هذا الشهر(1) كان ذلك أماناً من شدة سكرات الموت ، (1) روى الكليني في الكافي الشريف : كتاب الجنائز : باب اذا عسر على الميت الموت واشتد عليه النزع : بالإسناد عن سليمان الجعفري قال : رأيت أبا الحسن يقول لابنه القاسم : قم يابني فاقرا عند رأس أخيك (والصفات صفاً) حتّى تستتمها ، فقرأ فلما بلغ (أهم اشدّ خلقاً أمّن خلقنا) قضى الفتى ، فلّما سُجِّي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر ، فقال له : كنّا نعهد الميت اذا نزل به يقرأ عنده (يس والقرآن الحكيم) وصرت تأمرنا بالصافات ، فقال : يا بني لم يقرأ عبدٌ مكروبٌ من موت قط إلاّ عجّل الله راحته).
وفي الوسائل : كتاب الطهارة : أبواب الاحتضار ، باب 41 ، ح 1 ، عن الكافي بدل (لم يقرأ عبدُ ... الخ) (لم تقرأ عند مكروب «ومن موت» قط الاّ عجل الله راحته).
(2) وردت في روايات كثيرة : منها ما رواه الكليني في الكافي الشريف بروايات عدة منها : بإسناد صحيح عن زرارة رحمه الله عن أبي جعفر عليه السلام قال :
اذا ادركت الرّجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج (لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلاّ الله العلي العظيم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ وما تحتهنّ وربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين).
الكافي : كتاب الجنائز : باب تلقين الميت : ح 3 ، ج 3 ، ص 122.
وروى في ح 7 ، ج 3 ، ص 124 بالإسناد الى عبدالله بن ميمون القداح عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام اذا حضر أحداً من أهل بيته الموتُ قال له : قل : لا إله إلاّ الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهما ّ وربّ العرش العظيم والحمد لله رب العالمين (فاذا قالها المريض قال : اذهب فليس عليك بأسٌ).
وروى في ح 9 ، ج 3 ، ص 124 ، بإسناد صحيح عن أبي عبدالله عليه السلام:
انّ رسول الله صلى الله عليه وآله دخل على رجل من بني هاشم وهو يقضي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قل : (لا إله إلاّ الله العلي العظيم ، لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع وما بينهنّ وربّ العرش العظيم والحمد لله ربّ العالمين) فقالها : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : (الحمد لله الذي استنقذه من النار).
* واعلم انّ لصيام أربعة وعشرين يوماً من رجب ثواب عظيم فمن جملته :
«ومَن صامِ مِن رجب أربعةً وعشرين يوماً فإذا نزل به من ملك الموت تراءى له في صورة شاب عليه حلّة من ديباج أخضر على فرس من أفراس الجنان وبيده حرير أخضر ممسّك بالمسك الاذفر وبيده قدح من ذهب مملوء من شراب الجنان ، فسقاه عند خروج نفسه ، يهوّن به عليه سكرات الموت ثمّ يأخذ روحه في تلك الحرير فتفوح منها رائحة يستنشقها أهل سبع سماوات فيظل في قبره ريّان حتّى يرد حوض النبي صلى الله عليه وآله»(2).
*وقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
«مَن صلى الليلة السابعة من رجب أربع ركعات بالحمد مرّة وقل هو الله أحد ثلاث مرّات ، وقل اعوذ برب الفلق ، وقل اعوذ برب الناس ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله عند الفراغ عشر مرّات ، ويقول الباقيات الصالحات (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر) عشر مرّات ؛ اظله الله تحت ظلّ عرشه ويعطيه ثواب مَن صام شهر رمضان واستغفرت له الملائكة حتّى يفرغ من هذه الصلاة ويسهّل عليه النزع وضغطة القبر ولا يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه في الجنّة وآمنه الله من الفزع الأكبر»(3).
* وروى الشيخ الكفعمي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله :
«مَن قال هذه الكلمات في كل يوم عشراً غفر الله تعالى له أربعة آلاف كبيرة ، ووقاه من شرّ الموت ، وضغطة القبر ، والنشور ، والحساب ، والأهوال كلها وهو مائة هول أهونها الموت ، ووقي مِن شرِّ ابليس وجنوده ، وقضي دينه وكُشِفَ همّه وغمّه وفرِّج كربه».
وهي هذه :
«أعدَدتُ لِكُلّ هولٍ لا إله إلاّ الله ، وَلِكُلّ هَمٍّ وَغَمٍّ ما شاء اللهُ ، وَلِكُلّ نِعمَةٍ الحَمدُ للهِ ، وَلِكُلّ رَخاءٍ الشُّكرُ للهِ ، وَلِكُلِّ اُعجُوبَةٍ سُبحان اللهِ ، وَلِكُلّ ذَنبٍ أستَغفِرُ الله ، وَلِكلّ مُصيبَةٍ إنا لله وإنا اليه راجعون ، وَلِكُلّ ضيقٍ حَسبيَ اللهُ ، وَلِكلّ قَضاءٍ وَقَدَرٍ تَوَكَّلتُ على اللهِ ، وَلِكُلّ عَدُوٍّ اعتَصَمتُ باللهِ ، وَلِكُلّ طاعةٍ وَمَعصِيَةٍ لا حَولَ ولا قوهَ إلاّ بالله العَليِّ العظيم»(1).
*واعلم انّ للذكر الشريف الآتي فضل عظيم اذا قيل سبعين مرّةً ، فمن جملة هذا الفضل انّه يبشر حين موته وهذا الذكر هو :
«يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أحكم الحاكمين»(2).
*وروى الشيخ الكليني عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
«لا تملّوا مِن قراءة اذا زلزت الارض زلزالها فانّه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عزّ وجل بزلزلة أبداً ، ولم يمت بها ، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتّى يموت وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول : يا ملك الموت ارفق بوليّ الله فانّه كان كثيراً يذكرني»(1).
قال عليه السلام : «من قال سبعين مرّة : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أحكم الحاكمين ، فأنا ضامن له دنياه وآخرته أن يلقاه الله ببشارة عند الموت ، وله بكل كلمة بيت في الجنة» انتهى الحديث.
انتظروا الحلقة الثانية و
العَقبَةُ الثانِيَةُ
العديلةُ عند الموت
تعليق