المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولادة محمَّد (ص) : ولادة أمّة شاهدة ورسالة واعدة


اريج الجنه
05-03-2010, 05:47 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيم
السَّلامْ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه
الَلَّهٌمَّ صَلَّ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ




يقول اللّه سبحانه في كتابه المجيد: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة:128)، وقال مخاطباً له: {وإنَّك لعلى خلق عظيم} (القلم:4)، {وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين} (الأنبياء:107). وقال مخاطباً المؤمنين الذين يريد منهم أن يؤمنوا به: {فآمنوا باللّه ورسوله النبيّ الأمّي الذي يؤمن باللّه وكلماته واتّبعوه لعلّكم تهتدون} (الأعراف:158).



ولادة الرسالة من وحي ولادته
عندما نتطلّع إلى مولده فإنَّنا نتطلّع إلى ولادة الرسالة من خلال هذا المولد، حيث أعدّ اللّه سبحانه وتعالى في المدة الفاصلة بين هذه الولادة والبعثة المباركة الرسول، ليكون الإنسان الذي يجسّد في انطلاقاته العملية وفي علاقاته العامة، شخصية الإنسان الذي يمكنه أن يقوم بمسؤولية الرسالة في ما يصطفي اللّه سبحانه وتعالى بعض النّاس لرسالته.
نحن عندما نقف أمام مولده، فإنَّنا نتطلّع إلى الرسالة التي ولدت على يديه من خلال ما أوحى اللّه له، وبالتالي إلى ولادة أمّة إسلامية أراد لها أن تنطلق نحو الأهداف الكبيرة التي يمكن لها أن تتحرّك في الحياة من خلالها.
ولذلك فإنَّنا عندما نتذكره في ولادته، فنحن لا نتذكر شخصيته في حركة ذاته، وإنَّما نتذكر الرسالة، ونتذكر الأمّة، ونتذكر حركة الرسالة في الأمّة، ونتذكر مسؤولية الأمّة في حمل الرسالة، ونشعر أنَّ النبيّ (ص) عندما صنع هذه الأمّة من خلال الرسالة فقد جعل لها خطّاً عريضاً لا بُدَّ لها أن تتحرّك فيه في كلّ مرحلة من مراحل حياتها: {كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} (آل عمران:110).. كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس، لا من خلال الصفة القومية، ولا من خلال الصفة الجغرافية، ولا من خلال الألوان، ولكن من خلال الدور الذي إذا أخلصتم له استطعتم أن ترتفعوا إلى المستوى الأرقى في المواقع الإنسانية، وإذا لـم تخلصوا له فإنَّكم إذا لـم تنزلوا إلى المواقع الدنيا، فعلى الأقل لن تحصلوا على قيمة الارتفاع.
هذا هو الخطّ الذي أراد اللّه للنّاس أن ينتهجوه، وأن يقوم كلّ منهم بدوره في الحياة، لكي يتكرّس المعروف فيها ويتلاشى المنكر منها.
وهكذا حدّثنا اللّه عن هذه الأمّة التي ولدت على يد الرسول وقال للنّاس كلّهم في مراحل حياتهم: {ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (آل عمران:104) لا يكفي أن تكون هي الأمّة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، بل ليتحمّل الرجال في كلّ مرحلة من مراحل المستقبل مسؤوليتهم في عملية صنع التاريخ. وهذا لا يتأتى إلاَّ من خلال المواصفات التي يجب أن يتمتع بها المجتمع المؤمن والدور الذي يقوم به، حيث يعيش المؤمنون والمؤمنات فيه رجالاً ونساءً بعضهم أولياء لبعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.



لا نعيش العبث اللاهي في مولده
لقد أراد اللّه للأمّة أن تسير في كلّ مرحلة من مراحل حياتها على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا الدور يقوم فيه أفراد المجتمع الإسلامي من المؤمنين والمؤمنات في عملية تكاملية، فيرسمون الخطط ويتوزعون الأدوار فيما بينهم، لهذا نحن في مولده لا نعيش حالة الانفتاح اللاهي كما يفعل النّاس الذين يحتفلون بالمولد النبوي احتفال الغافلين واحتفال العابثين، احتفال فرح لا يحمل عمق الفرح الروحي في داخله، ولا وعي الإيمان المتجذّر في حنايا تلك الروح.
هذه الاحتفالات التي تُشغل بضجيج موسيقاها الإنسان عن التفكير والتخطيط للمجتمع الذي يحتفل بهذا المولد. فيبقى الاحتفال مجرد زينة وكلمات لا تحمل معنىً كبيراً للإنسان تجعله ينفتح على مسؤوليته في خطّ العمل من أجل أن يصنع مجتمعاً كمجتمع محمَّد (ص)، وأن يختطّ طريقاً كطريقه، وأن يلتزم الأهداف التي التزمها، وأن يعيش الروحية التي عاشها، في مولده لا بُدَّ أن نجلس معه ونعيش في آفاقه وندرس رسالته وندرس مسؤوليتنا تجاه رسالته.
لقد قدّمه اللّه إلينا: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} ومن عمق الأرض التي درجتم عليها، ومن قلب المجتمع الذي نشأتـم فيه {عزيز عليكم ما عنتّم} رسولٌ يحمل همّ النّاس ويتألـم لآلامهم، إذا تعب النّاس من حوله فإنَّه يتعب لتعبهم لما يحمله من همّ كبير تجاههم، فيفكر في حلّ مشاكلهم وكيفية التخفيف منها، وما ذلك إلاَّ لأنَّه يعزّ عليه المشقّات والمصاعب والمتاعب التي تحملونها في حياتكم، فيحرص على التخطيط لحلّها، ويسخّر لأجل ذلك كلّ طاقاته ليدفع عنكم كلّ التحديات التي توجَّه إليكم. يحرص عليكم أن تكونوا الأعزاء أمام المجتمع الذي يريد أن يذلكم، والأحرار أمام المجتمع الذي يريد أن يستعبدكم، والعلماء أمام المجتمع الذي يريد أن يجهّلكم، وهكذا، يحرص عليكم ليرفع مستواكم وليؤكد حريتكم وليخطّط لكم السير في خطّ العدالة، خُلُقه الرأفة بكلّ المؤمنين والرحمة لكلّ المؤمنين.
إنَّ اللّه عندما أراد أن يحدّثنا عن الحالة النفسية للرسول تجاه الأمّة التي أُرسِلَ إليها، كأنَّه يريد أن يقول لكلّ القيادات التي تتحرّك في خطّ رسالته، بأنَّه كان رسول اللّه يفكر في الأمّة، يتألـم لآلامها، فكونوا ممّن يتألـم لآلام الأمّة. كان رسول اللّه لا يعيش لشخصه ولكنَّه كان يعيش لأمّته، فكونوا الذين تعيشون للأمّة ولا تعيشون لأشخاصكم. كان رسول اللّه حريصاً على الأمّة لا يريدها أن تضيع، فكونوا الحريصين عليها. وكان الرسول الرؤوف الرحيم بالمؤمنين فكونوا الرؤفاء بالمؤمنين الرحماء بهم. كونوا الذين يتحمَّلون مسؤولية الإسلام في الأمّة كما يتحمّلون حركة الأمّة في الإسلام. إنَّه كلامٌ يوجَّه لكلّ القادة، ويوجَّه لكلّ المسلمين ليعيشوا هذه الروح في حركتهم التي ينفتحون بها على اللّه وعلى النّاس، لأنَّ اللّه أراد أن نجعل رسوله القدوة لنا: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر وذكر اللّه كثيراً} (الأحزاب:21).



اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد

كوثر المحبة
12-03-2010, 08:36 AM
:11790700490::65::11790700490:
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
بارك الله بكِ ــآختي الموـآليه
دمتِ ودــآم عطآؤكِ...
:11790700490::65::11790700490: