المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجات النبي وال النبي


@ميقات
08-03-2010, 01:14 PM
زوجات النبي وآل النبي
--------------------------------------------------------------------------------
زوجات النبي وآل النبي
الصلاة في الاسلام ركن أساسي من أركان الدين, وأثناء الصلاة اليومية يقرأ المسلمون في صلاتهم (التشهد), وفي التشهد هذا يتفق المسلمون على اختلاف مذاهبهم حول جملة فيه وهي قول ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد), وعدم ذكر هذه الجملة في التشهد يعتبر من مبطلات الصلاة , اي أن الصلاة لا تتم ولا تصح الى بقول الجملة التي ذكرنا . الصلاة على النبي وعلى آل النبي تعني الرحمة والتمجيد , فالمسلم يترحم على النبي ويمجده ويذكر سعيه في سبيل الرسالة ,ويعرف المسلم بطبيعة الحال من هو محمد, فهو النبي المرسل, ولكن عبارة آل محمد تبدو مبهمة لكثير من الناس. فمن هم آل محمد؟
يتوقف بعض الفقهاء والمفكرين في عبارة آل محمد وقد تأتي تفسيراتهم لها متسرعة وتعميمية من أجل تمرير ارائهم الفقهية والمذهبية, ويذهب البعض الى تفسير معنى آل محمد تفسيرا مختلفا عن غيره من الفقهاء . الاختلاف بين رجال الدين وفقائهم في تفسير عبارة ال محمد يبدو للباحث المتأمل أنه اختلاف يأتي نتيجة مذهبا يؤمن به الفقهاء فيروجون له من خلال تفسيراتهم المختلفة تلك, فيقع الناس في حيرى, وذنب ذلك يتحمله الفقهاء اهل العلم.
أن سرد الاراء المختلفة ومقارنتها مع بعضها البعض لن يجدي شيئا لأن القارئ المتطلع لمعنى عبارة آل محمد سيخرج بعد قراءته للاراء المختلفة متحيرا ويعود من حيث ما بدأ! شاهد قولنا هذا هو أن يجيب الفقيه أو المؤرخ أو عالم الدين عن سؤال من هم آل محمد بعدة أراء متضاربة ويسردها ثم يختم حديثه بقول والله أعلم, وهو جواب لايجدي للسائل طالب العلم ,وسنسرد بعض هذه الاراء في نهاية البحث لترى ايها القارئ صدق دعوانا هذه.
للتخلص من ذلك الخبط الفقهي والتاريخي والمذهبي في معرفة من هم آل محمد علينا بالعودة الى القران الكريم وهو الكتاب الذي يتفق عليه المسلمون على اختلاف مذاهبهم, وسنستقصي معنى كلمة الال في القران الكريم وهو الكتاب الذين وصفه الله تعالى بأنه تبيان لكل شئ, حيث الاية القرانية تقول ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ). سنذكر الايات القرانية التي ذكرت كلمة الال ونرى معناها وما عنت به ثم نستخلص منها معنى الآل.
يمكننا القول أن عبارة ال محمد أو ال بيت النبوة أو ال البيت هي ذات معنى واحد فهي تعني اهل بيت النبي أو أهله الادنون والاقربون اليه بالقرابة والدم , الاختلاف والبحث الذي يخص موضوعنا هذا هو: هل زوجات النبي يعتبرن من ال بيت النبي؟ وهل المسلمون في صلاتهم وفي تشهدهم يعنون زوجات محمد أيضاً عندما يقولون اللهم صل على ال محمد؟
من المهم أن نذكر أن كلمة (أهل) تعني زوجات الرجل , فالرجل عندما يقول جاءت أهلي فأنه يعني زوجته. واذن هناك كلمتان تخص بحثنا هذا الاولى هي الآل, والثانية هي الاهل.
الالتباس اللغوي وقع أصلا في اختلاط كلمة آل مع كلمة أهل, فآل محمد لاتعني بالضرورة أهل محمد وبالعكس كذلك. لأن اهل الرجل في اللغة يدخل فيهم الزوجات بينما الال في اللغة تعني رابطة الدم والنسب, والزوجة قد لاتربطها رابطة دم أو نسب بزوجها فلا تدخل في الآل , وذهب اللغويون في تفسيرات شتى لهذا التداخل بين كلمة الال وكلمة الاهل فقال بعضهم أن كلمة الال هي في الاصل تعني الاهل ولكن من أجل تسهيل اللفظ على اللسان درجت كلمة الاهل فصارت آلاً, وعوضا عن قول أهل الرجل صاروا يقولون آل الرجل.
فيما يلي بعض ما قاله فقهاء اللغة في كلمة الاهل وكلمة الال نذكرها لترى أيها القارئ سبب الخلط والالتباس في تفسير المعنى عند الناس:
قال الزمخشري في أساس البلاغة :( أصل آل : أهل ولذلك يصغر بأهيل , فأبدلت هاؤه ألفاً وخص استعماله بأولي الخطر والشأن والملوك وأشباههم.) الزمخشري هنا يخصص كلمة الآل بأولي الخطر والشأن من الاهل , ويعني أن الآل هم أناس مختارون من بين الاهل.
ورد في معجم مقاييس اللغة لابن فارس : ( آل الرجل أهل بيته ، لأنه إليه مآلهم وإليهم مآله.) وهنا يأتي بن فارس بمعنى مترادف لمعنى الال وهو أهل البيت, ولكنه لايذكر بالتحديد من هم أهل بيت الرجل وإن دلنا على أن آل الرجل تعني أهل بيته, ولم يقل آل الرجل تعني أهله, فتأمل الفرق بين (أهل البيت) كعبارة واحدة وبين كلمة الاهل فإنهما يختلفان في المعنى وسيأتيك تفصيل هذا.
وقال بن منظور في لسان العرب: ( وآل الرجل أهله ،وآل الله ورسوله أولياؤه ، أصلها آهل ثم إبدلت الهاء فصار في التقدير أال فلما توالت المهزتان أبدلت الثانية ألفا). وهذا لايتفق تماما مع قول بن فارس.
وذكر الاصفهاني في مفردات غريب القران : (الآل مقلوب من الأهل ويستعمل في من يختص بالإنسان إختصاصاً ذاتياً ، إما بقرابة قريبةأو موالاة.) . قول الاصفهاني هذا يقارب قول الزمخشري , حيث يخصص الاصفهاني كلمة الآل ويجعلها اخص من كلمة الاهل حيث الاهل كلمة عامة شاملة بينما كلمة الآل هي تدخل ضمن الاهل ولكنها خاصة بأناس داخل الاهل فليس كل الاهل آل .
من الامثلة اعلاه نخرج بنتيجة اولية وهي أن كلمة الال ليست نفسها كلمة الاهل, و تخصصها يحتاج الى قرينة أو تعريف أشمل, ويبدو أن اللغويون والفقهاء في حيرى من ترادف الكلمتين. ولكننا نؤمن بأن كتاب الله خالي من الاطناب ومن الابهام فعندما يستعمل القران الكريم كلمة الاهل فأنه يعني بها كلمة غير ما تعني كلمة الال وبالعكس, فلكل كلمة في القران معنى قصديا وليس في كتاب الله لغو. ومن مراجعة الايات القرانية ومقارنتها سنرى أنه هناك اختلاف واضح بين كلمة الاهل وكلمة الال يؤيد ذلك بعض المعاجم والتفاسير ,ويقف موضع الحائر بعضهم الاخر.
الكلمة الاخيرة عندنا هي ما أتى به القران الكريم وسنرى الفرق بين كلمتي الاهل والال في ذلك . أما ما اختلف عليه علماء اللغة فهو اختلاف بين البشر أنفسهم يقبل الصح والخطأ ويقبل التأويل والتحوير. ومن أراد الاستزادة في معنى كلمة الال والاهل عليه بمراجعة معاجم اللغة المشهورة وسيرى أن المعنى في العموم في كلمة الال هو اقرباء الرجل واهله الادنون وليس للزوجات في ذلك نصيب الا اذا ذكرت قرينة ترجيحية. أما كلمة الاهل في تعني اقرباء الرجل ويدخل في ذلك الزوجات ايضا , وهذا هو الفرق الرئيسي بين الال والاهل , كما أن إضافة كلمة الاهل لكلمة البيت حيث تصير ( أهل البيت) تأتينا بنتيجة وهي أن (أهل البيت ) تختلف عن كلمة ( الاهل) . ولنا في كتاب الله القران الكريم خير مرجع في معرفة المعنى والفرق وسنرى ذلك الان.


الفرق بين الآل والاهل في القران
سنذكر ايات قرانية كريمة ذكرت كلمة الآل وكلمة الاهل وسنستسقي منها المعنى لكلمة الآل والمعنى لكلمة الاهل.
( كذبت قوم لوط بالنذر, أنا ارسلنا عليهم حاصباً الا آل لوط نجيناهم بسحر) سورة القمر. نرى من هذه الاية أن آل لوط نجوا من العذاب في سحر ذلك اليوم, ومن المعلوم أن زوجة لوط شملها العذاب كما تذكر اية اخرى سنذكرها. أذن هذه ألاية تدل على أن الزوجة لاتعتبر من الال , لانها لوكانت من الال لنجت من العذاب لان ال لوط نجوا من العذاب ,واذن فالزوجة ليست من الال حسب هذه الاية.
( قالوا يالوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد الا أمرأتك أنه مصيبها ماأصابهم) سورة هود. تقول الاية : فاسر باهلك. واستثنت المرأة من الالتفات وذلك لأن الزوجة تدخل تحت كلمة الاهل وليس الال كما في سورة القمر التي ذكرنا, ولو قالت الاية (فأسر بآلك بقطع من الليل) لما احتاجت الى ذكر الزوجة لان الزوجة تعتبر من الاهل ولا تعتبر من الال وشتان مابين الكلمتين في كتاب الله.
(قال فما خطبكم أيها المرسلون, قالوا إنا أرسلنا ألى قوم مجرمين, إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين, إلا أمرأته قدرنا أنها من الغابرين, فلما جاء آل لوط المرسلون, قال أنكم قوم منكرون, قلوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون, وأتيناك بالحق وإنا لصادقون, فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد وأمضوا ألى ماتؤمرون) سورة الحجر. في هذه الايات يُحسم الأمر حيث آل لوط سينجوا أجمعين وهذا ماحصل, لكن الاشكال الظاهري للقارئ يبدو عند تكملة الاية حيث تكمل الاية (إلا أمرأته قدرنا أنها من الغابرين), وأخذ بعض المفسرين هذا القول ليتحججوا أن الزوجة من الآل حيث استثنتها الاية هنا, ولكن فاتهم شئ بسيط وهو أن الاية في البداية تحسم نجاة آل لوط ,أما أستثناء أمرأته في الاية التي تليها فأنه يفسره الاية الاخيرة من السورة التي ذكرنا حيث تقول الاية ( فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد) حيث سار لوط بأهله وبطبيعة التعبير يعني هذا أن زوجته كانت معه لأن الزوجة تدخل تحت كلمة ( الاهل) ولكن قُدر لها أن تكون من الغابرين حيث (التفتت) ونالها العذاب , وتعيننا الاية من سورة هود التي ذكرنا سابقا وهي ( فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد الا أمرتك أنه مصيبها ما أصابهم)سورة هود. هنا يفسر القران بعضه بعضا وتتكامل معانيه بتكامل اياته الكريمة, فأيات سورة الحجر تذكر ( فأسر بأهللك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد وأمضوا ألى ماتؤمرون) وفي بداية الاية نفسها تذكر ( إلا أمرأته قدرنا أنها من الغابرين) وآية سورة هود توضح لنا التقديم والتأخير في سورة الحجر حيث تقول ( فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد إلا إمرأتك) . فالذين قالوا أن زوجة لوط استثنتها الاية من كلمة الآل فاتهم هذا التفسير وهو أن القران يفسر بعضه بعضا ففسرت سورة هود الالتباس الذي وقع فيه البعض حين فسروا ايات سورة الحجر. وأذن هذه حجة لنا وليست علينا وأثبات أخر يبدو غير واضح للمتأمل في سطوح المعاني , أما المتأمل في عمق المعاني وفي تكامل الايات القرانية فأنه يرى أن هذا دليل أخر على أن كلمة الآل لاتدخل فيها الزوجة وأنما تدخل الزوجة تحت كلمة ( الاهل) فقط.
ثم تأتي أية أخرى تؤكد قولنا وهي من سورة النمل (فما كان جواب قومه ألا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم أنهم أناس يتطهرون) النمل, آية 56. أن اهل قرية لوط يعرفون تماماً أن زوجة لوط في جانبهم وليست مع زوجها وابنتيها, وقول القوم (أخرجوا آل لوط) أنما عنوا به لوطا وابنتيه المؤمنتين أما زوجته فهي مع فريق الكفرة , وهذا دليل اخر من القران يدلنا على أن كلمة آل لاتشمل الزوجة.

( ولقد جاء آل فرعون النذر , كذبوا باياتنا فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر) سورة القمر. المتفق عليه أن زوجة فرعون اسيا كانت مؤمنة ولم يشملها عذاب الله وهذا دليل اخر على ان الزوجة ليست من الال , لان ال فرعون اخذهم الله اخذ عزيز مقتدر كما تقول الاية . فالتعبير اللغوي ( آل فرعون) هو تعبير لايشمل الزوجة وهو غاية بحثنا حيث أن الزوجة لاتدخل ضمن كلمة الال وانما تدخل ضمن كلمة الاهل. وزوجة فرعون وأسمها اسيا يذكرها القران في سورة اخرى حيث يقول ( وضرب الله مثلا للذين امنوا أمرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) سورة التحريم. نعم زوجة فرعون مؤمنة ولم تدخل تحت كلمة ال فرعون لانها زوجة, والزوجة لاتعتبر من الال وانما من الاهل. وتذكر سورة البقرة مثلا اخر لنا يساعدنا على التفريق بين كلمة الال وكلمة الاهل ويرينا أن الزوجة ليست من الآل حيث تقول الاية ( وأغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون) سورة البقرة. لو كانت الزوجة من الآل في اللغة والتعبير لغرقت زوجة فرعون كذلك, فلو قالت الاية (واغرقنا اهل فرعون) لوجبت أن تستثني الزوجة لان الزوجة تدخل تحت كلمة الاهل, لكن الاية قالت ( وأغرقنا آل فرعون) وهي بالنتيجة اللغوية العربية تعني أن الزوجةلم تغرق لان الزوجة ليست من الآل وهذا ماحصل فلم تغرق اسيا المؤمنة زوجة فرعون الكافر ونجت من العذاب.
في الحديث عن النبي موسى تذكر الاية ( فلما قضى موسى الاجل سار بأهله) من سورة القصص., السير كان في صحراء سيناء وكان بعد هرب موسى من فرعون مصر , ولم يكن مع فرعون في مسيره ذاك سوى زوجته , واذن الاهل هنا تعني الزوجة. لم تقل الاية وسار بآله لأن الزوجة ليست من الآل, بل قالت الاية وسار بأهله لتبين للقارئ أن كلمة الاهل تعني الزوجات.
في قصة نوح تذكر الاية ( إنا منجوك واهلك إلا إمرأتك كانت من الغابرين ) من سورة العنكبوت. الاية تخاطب النبي نوح وتقول له سننجيك من العذاب واهلك ولكن تخرج الزوجة من هذا لماذا؟ لأن الزوجة تدخل تحت تعريف الاهل , فالزوجة هي من الاهل وليست من الآل, وزوجة النبي نوح ماتت كافرة غير مؤمنة وبذلك يتم معنى الاية, حيث نجى نوح وأهله واستثنت أمرأته من النجاة لأنها شملها عذاب الغرق. وكذلك تذكر الاية من سورة يوسف قول زوجة العزيز لزوجها ( فما جزاء من أراد بأهلك سوء) سورة يوسف. الاية هنا على لسان زوجة العزيز التي تخاطب زوجها وتعني بكلمة (اهلك) نفسها فتقول فما جزاء من أراد بأهلك سوء, لان الاهل تعني الزوجة ولو قالت فما جزاء من أراد بآلك سوء لتغير المعنى تماما ولم يشملها, وهذه الاية دليل اخر لنا على أن الزوجة في الاصطلاح اللغوي هي الاهل وليست الآل, والتباس المفسرين في ذلك أوقعهم وأوقع الناس في الخبط والخلط بين الكلمتين عن قصد أو عن غير قصد . أما عن غير قصد فالسهو يشمل كل بني آدم إلا مارحم الله, أما عن قصد فيحق للقارئ أن يسأل : لماذا القصد في تحريف المعنى على الناس؟ ونقول لأن المفسر الذي يريد أن يقحم الزوجة تحت مصطلح (الآل) اللغوي نما يريد أن يشمل زوجات النبي في عبارة التشهد في الصلاة ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)وبذلك يدخل المفسر أو الفقيه أو اللغوي عن قصد زوجات النبي تحت شرف النبوة, وهو مقصد سياسي ومذهبي .لكن الباحث عن الحقيقة لاتضيعه هذه الالتباسات وسيكشف له كتاب الله المنزل معنى كلمة الآل ومعنى كلمة الاهل .
أحيانا تضاف كلمة الاهل الى البيت فتصبح أهل البيت وهنا يطلع لنا سؤال اخر وهو من هم أهل البيت, أو بتعبير آخر من هم أهل بيت النبوة؟ أن أضافة كلمة الاهل الى البيت لاتعني بالضروة كلمة (أهل) لوحدها . فالقران كتاب كامل ليس فيه أطناب ولو كانت كلمة أهل تعني كلمة أهل البيت أيضا كما يذهب بعض السطحيين في التفسير نقول لهم لماذا الاضافة اذن ؟ ولأستغنى كتاب الله المنزل عن هذا الاطناب ولاستعمل كلمة الاهل لوحدها كما في الايات التي ذكرنا, أن اضافة كلمة البيت الى كلمة الاهل يغير معنى كلمة الاهل تماما وهو ما يؤيده قول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة الذي ذكرنا, حيث يقول أن( آل الرجل هم أهل بيته) –لاحظ المعنى ايها القارئ (ال الرجل) تعني (أهل بيته) ولاتعني (أهله), فشتان بين كلمة (أهل) وبين عبارة (أهل البيت) وإن تشابهت الكلمة. ولنا في آيات القران الكريم منهلا واقتباساً كما ستأتيناا في السطور الاتية

آية التطهير والتباس التفسير عند الناس
ألايات من سورة الاحزاب تتكلم عن نساء النبي وسنسرد الايات لكي تطلع عليها أيها القارئ. (يا أيها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراجا جميلا, وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما, يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا, ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما, يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا, وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى وأقمن الصلاة وإتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا, واذكرن مايتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة أن الله كان لطيفا خبيراً) الاحزاب27, 34. يقول الذين يريدون أن يقحموا أزواج النبي في تحت تعريف آل البيت أن الايات أعلاه تدل على أن نساء النبي يعتبرن من أهل البيت من سياق الايات! لنتأمل الايات ونرى هل حقا عنت الاية ( أنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) نساء النبي ؟
(ياأيها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين اسرحكن سراحا جميلا) الاحزاب أية 28. لو كانت الازواج تعني اهل البيت لقال : قل لاهل بيتك بدل قوله قل لأزواجك, لكن القران هنا يحدد تماما من هو المخاطب وهو زوجات النبي فاستعمل كلمة الزوجة.
(ياأيها النبي قل لازواجك وبناتك) الاحزاب 59. أليس الاولى أن يقول أهل بيتك هنا لو كانت لفظة الزوجات والبنات تعني أهل البيت لكنه لم يقل ذلك لان اهل البيت هم غير الزوجات.
( وإذ أسر النبي الى بعض أزواجه) سورة التحريم . لم يقل أهل بيته لأن الزوجات هن غير أهل البيت وهن غير الآل, وقد يقول قائل أن الزوجة مع الاولاد والذرية يدخلون تحت معنى ( اهل البيت) وقول القران أنما كان يعني الزوجات فليس من داع لاستعمال أهل بيتك لان التعبير سيضم الاولاد والذرية , نقول له طوال سورة الاحزاب يستعمل القران كلمة (أزواجك) وعند وصوله لاية التطهير ( انما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) الاحزاب , اية 33. فأنه (القران) يستعمل ( أهل البيت) وهو دليل على أن المخاطب ليس الزوجات هنا وأنما أناس أخرين, وسياق الجملة وقواعدها ترينا أن المخاطب مذكر وليس مؤنث حيث تقول الاية ( أنما يريد الله أن يذهب عنكم ....) ولو كان الخطاب للزوجات كان الاصح أن تقول الاية ( أنما يريد الله أن يذهب عنكن.. ) فالضمير مذكر فما دخل الزوجات في هذا التطهير . أن تحذير ووعيد القران وتبشير المحسنات من زوجات الرسول في سورة الاحزاب ليس ألا لتطهير أهل البيت أنفسهم وسيد البيت هو النبي محمد (ص) فالقران يريد أن يرفع من شأن الزوجات حتى يكن متأهلات للعيش في بيت النبوة الطاهر, وليس الخطاب الا لأفهام الزوجات بانهن يتحملن مسؤوليةكبيرة وعليهن أن يكن في وضع يؤهلن لأن يكن في بيت الطاهرين . فالطهارة ليست لنساء النبي لأن القران يذكر أن هناك من هو خير من نساء النبي وأرفع منزلة بالتقوى ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحا ثيبات وأبكاراً) سورة التحريم , آية 5. فلافخر لزوجات النبي لوجود من هو خير منهن من النساء كما تبين الآية, واذا كان هناك من خير من زوجات النبي فأولئك أولى بشرف التطهير من نساء النبي. ثم تأتي أية التطهير وتعود بعد ذلك سورة الاحزاب مكملة لتخاطب نساء النبي ,ومثل هذ الاسلوب اللغوي في القران كثير