شرح دعاء صنمي قريش
هذا الدعاء من غوامض الأسرار و هو مجرب لقضاء الحوائج وشفاء المرضى لمن قرأه وهو معتقد به أشد الإعتقاد , وقد تقبله العلماء بالقبول وحكموا بصحته وصنفوا كتبا في شرحه , ونحن نقدم بعون الله هذا الشرح المختصر له ان شاء الله
اللهم العن صنمي قريش وَجبَتيها وَطاغُوتَيها
الشرح : وصف الأول والثاني أو كما في بعض الروايات السامري وعجله وفي أخرى زريق وحبتر , وحبتر هو الثعلب اما زريق فإن العرب كانت تتشاءم من زرقة العين , وقد وصفهما بصنمي قريش لكونهما متبوعين من قبل أهل النفاق أو لكون البراءة منهما واجبة لقوله تعالى : فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى , سورة البقرة آية رقم 256
وإفكيها واْبنيْهما
الشرح : يقصد ابنتيهما , وقد ذكر القرآن الكريم قصة امرأة نوح و إمرأة لوط انهما كانتا على ضلالة , فزواج الأنبياء من النساء لا يعني بالضرورة كونهن على طريق الإيمان بل قد تحدث إنحرافات عقائدية من محاربة لإمام الزمان كما في حرب الجمل أو إيذاء النبي ص , كما في سورة التحريم وغيرها
اللذين
خالفا امرك
الشرح : أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعة أولي الأمر فقال : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم , سورة النساء آية رقم 59 , فطاعة أولي الأمر مقرونه بطاعة الله , وفي الزيارة : ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله , فالمتخلي عن محمد وآله صلوات الله وسلامه عليهم يكون قد تخلى عن الله عز وجل
وأنكرا وحيك
الشرح : ولاية أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه كانت بوحي من الله تعالى , ورسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ما ينطق عن هوى , وقد امر الله سبحانه وتعالى نبيه بإبلاغ ولاية علي ع واكمال الدين بها فقال : يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته , سورة المائدة آية رقم 67 , فلاشك أنهما كفرا بهذه الآية وخالفا أمر القرآن وأمر النبي ص
وجحدا إنعامك
الشرح : لاشك ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث رحمة للعالمين , والإمام أو الوصي يقوم مقام النبي ويؤدي مهامه من توجيه الناس الى طريق الهدى , فالإمام لطف ورحمة من الله عز وجل فمن أنكرها فقد جحد بهذه النعمة وكفر بها
وعصيا رسولك
الشرح : تقدم كون الوصية لامير المؤمنين ع من وصية رسول الله ص , فمخالفة الوصية والتسليم للإمام مخالفة لرسول الله ص , واتخاذ الآراء والإجتهاد أمام النص يؤديان الى الضلال والزيغ , وقد ذكر صاحب بصائر الدرجات
حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى من يتخذ دينه رأيه بغير هدى ائمة من ائمة الهدى.
وعنه عن الحسين عن احمد بن محمد عن ابى الحسن عليه السلام في قوله الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى من اتخذ دينه رأيه بغير هدى(2) من ائمة الهدى.
حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى قال سمعت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله قال عنى الله بهامن اتخذ دينه رأية من غير امام من ائمة الهدى.
حدثنا عبدالله بن محمد بن الحسين عن الحجال عن غالب النحوى عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله قال اتخذ رأيه دينا.
حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن فضيل عن ابى الحسن في قول الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى اتخذ دينه هويه(3) بغير هدى من ائمة الهدى.
وَقَلَّبَا دينك
الشرح : فقد هذان بعض الأمور المحرمة وادخلوها في الدين مثل تحريم نكاح المتعة وتحريم حج التمتع وبدعة صلاة التراويح وبدعة القبض في الصلاة وغيرها
وحَرَّفا
كتابك
الشرح : لا يقصد من هذا المقطع تحريف الفاظ وكلمات القرآن انما تحريف التفسير والتأويل وحمل الكتاب على خلاف المراد
وعطلا أحكامك
الشرح : قام الثاني بمنع تدوين السنة وقام الأول بمنع الزهراء من الحصول على أرض فدك وغيرها من الأمور التي عطلت بسببهما
وأبطلا فرائضك وألْحدا في اياتك
الشرح : أبطلا فريضة الإقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ووصية رسول الله ص بأهل بيته خيرا والمودة في القربى , والحادهما بآيات الله مثل آية : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون , سورة المائدة , آية رقم 55 , لاشك أنها نزلت في أمير المؤمنين ع الذي أعطى السائل خاتمه
وعاديا اولياءك
وواليا اعداءك
الشرح : تآمر زريق وحبتر ضد ولي الله في سقيفتهم الملعونة كما قاما بقتل زوجته واسقاط جنينها , في المقابل قاما بالتقرب من آل امية لعنة الله عليهم الشجرة الملعونة في القرآن
وخربا بلادك وافسدا عبادك
الشرح : اغتصابهما الخلافة كان بذرة لقيام معاوية وابنه عليهما لعائن الله لأنهما من مهد الطريق لذلك مما ادى لضياع الأموال وقتل النفوس وحروب طاحنة في داخل الأمة وموالاة أعداء الله كيزيد وآل أمية وضرب الكعبة بالمنجنيق وهتك حرمة المدينة المنورة
اللهم العنهما وانصارهما
فقد اخربا بيت النبوة وردما بابه وقضا سقفه والحقا سماءه بأرضه
وعاليه بسافله وظاهره بباطنه واْستَأصَلا اهله وابادا انصاره وقتلا
اطفاله واخليا منبره من وصيه ووارثه وجحدا نبوته واشركا بربهما ،
فعظم ذنبهما وَخَلّدهما في سَقَر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر
الشرح : من المستحب لعن صنمي قريش ولعن كل من يوالي صنمي قريش ويرضى بمثل تلك الأفعال بل يجوز أيضا غيبة المخالفين لأن المخالف لاشك في فسقه فلا حرمة له ولاشك انهما قاما بقتل الزهراء واسقاط جنينها محسن والتضييق على أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم وجحدا نبوة النبي ص , فلاشك في كفرهما , وفي بحار الأنوار باب كامل حول هذا الموضوع , فدخولهما الإسلام كان طمعا في الحصول على المناصب لذلك كان تخطيطهما للقضاء عليه ليلا ونهارا
اللهم
العنهم بعدد كل منكر اتوه
الشرح : مثل زيادة الصلاة خير من النوم و حروب الردة التي كانت من أجل تثبيت الحكم بالسيف وتخويف القبائل والتستر على فعلة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة وزوجته
وحق اخذوه ومنبر علوه
الشرح : مثل اغتصابهما أرض فدك التي كانت الزهراء عليها السلام تطالب بها لا حرصا منها على الدنيا انما لتساعد زوجها بها وتمده بالأموال لإسترجاع الخلافة , وقد ورد أن أحد سيدا شباب اهل الجنة طلب من الثاني النزول من على منبر جده رسول الله صلى الله عليه وآله
ومنافق ولوه ومؤمن
ارجوه وولي اذوه وطريد اووه وصادق طردوه وكافر نصروه وامام
قهروه
الشرح : مثل توليتهم لمعاوية وعمرو بن العاص , وعنى بالمؤمن نفسه ع فقد قدموا غيره علي , وايذاء أهل البيت عبر منعهم من حقوقهم ومنع قبول مصحف أمير المؤمنين ع لما فيه من تفسير يفضح هؤلاء ويكشفهم على حقيقتهم , ويقصد بالصادق الذي طردوه الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه الذي قال فيه رسول الله ص ما قال عن صدق لهجته , وقد طرد لأنه كان يذكر الناس بوصية رسول الله ص في أهل بيته وأمير المؤمنين ع , وتمهيدهم لخلفاء الجور كان سببا في الظلم الذي عاش بقية الأئمة عليهم السلام فيه هم وشيعتهم
وفرض غيروه واثر انكروه وشر اضمروه ودم اراقوه وبر بدلوه
وحكم قلبوه وكفرا ابدعوه وكذب دلسوه وارث غصبوه وفيء اقتطعوه
وسحت اكلوه وخمس استحلوه وباطل اسسوه وجور بسطوه وظلم
نشروه ووعد اخلفوه وعهد نقضوه وحلال حرموه وحرام حللوه ونفاق
اسروه وغدر اضمروه
الشرح : تغييرهم فرض محبة أهل البيت عليهم السلام وزرعهم لبذور النصب والعداوة والبغض لأهل البيت عبر اطلاق الإشاعات مثل قولهم أن في أمير المؤمنين ع دعابة وغيرها , وانكارهم الأثر كإنكارهم مبايعتهم له في غدير خم وقولهم بخ بخ لك يا ابن أبي طالب , ومنعهم خمس آل محمد المنصوص عليه في القرآن , وتأسيسهم لنظام الحكم الوراثي وتعيين من والاهم دون الإلتفات لعدالته وأمانته مثل تعيين أبي هريرة الذي سرق من أموال البحرين ما سرق , وزرع بذور ظلم آل البيت واخلاف الوعد بعد مبايعتهم لأمير المؤمنين ع ونقض هذه العهود التي أخذا رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم , وتحريم نكاح المتعة وحج التمتع , وتحليل الإجتهاد في مقابل النص وتشجيع أهل الحكايات والروايات من القصاصين وغيرهم , اما نفاقهما فقد تقدم كفرهما وعدم دخول الإسلام في قلوبهما واضمارهما الغدر , لذلك جد مسارعتهما الى السقيفة والصراع الذي دار فيها على الدنيا بينما يدفن رسول الله ص , وقد كان الناس في حال وهما في حال آخر
وبطن فتقوه وضلع كسروه وصك مزقوه وشمل
بددوه وذليل اعزوه وعزيز اذلوه وحق منعوه وامام خالفوه
الشرح : إشارة الى هجوم القول على دار الزهراء ع فقد ذكر سليم بن قيس الهلالي رض
فلما رآى علي عليه السلام خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم إياه لزم بيته.
فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما.
فقال أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب.
فأرسله إليه وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام، فأبى أن يأذن لهم.
فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر - وهما جالسان في المسجد والناس حولهما - فقالوا: لم يؤذن لنا. فقال عمر: اذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فادخلوا عليه بغير إذن!
فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام: (أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن). فرجعوا وثبت قنفذ الملعون. فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا
أن ندخل بيتها بغير إذن. فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء! ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام. ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة عليهما السلام: (والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار)!
فقالت فاطمة عليها السلام: يا عمر، ما لنا ولك؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم.
فقالت: (يا عمر، أما تتقي الله تدخل على بيتي)؟ فأبى أن ينصرف.
ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت:
(يا أبتاه يا رسول الله) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت:
(يا أبتاه) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت: (يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر).
فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال: (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي).
فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه السلام إلى سيفه.
فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام إليه بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته.
فقال أبو بكر لقنفذ: (إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار). فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه فألقوا في عنقه حبلا!
وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله ولعن من بعث به
ومخالفتهما لأمير المؤمنين ع فقد ذكر سليم بن قيس
فلما رآى غدرهم وقلة وفائهم له لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع.
فلما جمعه كله وكتبه بيده على تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ، بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع. فبعث إليه علي عليه السلام: (إني لمشغول وقد آليت نفسي يمينا أن لا أرتدي رداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه).
فسكتوا عنه أياما فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله. فنادى علي عليه السلام بأعلى صوته: (يا أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد. فلم ينزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وآله آية إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد جمعتها وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمني تأويلها).
ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا غدا: (إنا كنا عن هذا غافلين).
ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.
فقال عمر: ما أغنانا ما معنا من القرآن عما تدعونا إليه ثم دخل علي عليه السلام بيته
أما الصك الذي مزقوه فهو الكتاب الذي كتبه الأول للزهراء على استحقاقها ارض فدك فمزقه الشيطان الذي يعتريه (عمر) لأنه كان يخطط لأن تؤول الخلافة اليه بعد صاحبه , أما الشمل الذي بددوه هو شمل الإسلام الذي بني على إئتلاف النبوة مع الإمامة والوصاية
اللهم
العنهما بكل اية حرفوها وفريضة تركوها وسنة غيروها واحكام عطلوها
وارحام قطعوها وشهادات كتموها ووصية ضيعوها وايمان نكثوها
ودعوى ابطلوها وبينة انكروها وحيلة احدثوها وخيانة اوردوها
الشرح : يقصد تحريف تفسير وتأويل الآيات الواردة في حق أهل البيت عليهم السلام وهي كثيرة جدا , وتركهما فريضة موالاة أهل البيت , وتغييرهما السنة كالوضوء والصلاة كما هو الحال الآن عند أهل العامة , وتعطيلهما الأحكام مثل مسألة ميراث البنت إذا كانت وحيدة وغيرها , وابطالهما دعوى الخمس والخلافة وفدك وغيرها , وكتمانهما شهادة أم أيمن في ثبوت حق الزهراء في فدك , وقيامهما بحيل خبيثة مثل ادعاء ان الذين منعوا الزكاة أن تجبى للأول لأنهم بايعوا أمير المؤمنين ع في غدير خم أنهم كفار ارتدوا عن الدين , وتضييعهما الوصية التي اوصى بها رسول الله ص بقوله كتاب الله وعترتي أهل بيتي , فخالفا تلك الوصية , أما الخيانة فسقيفة بني ساعدة كانت أكبر خيانة للأمة حتى أن الحسين ع أشار الى أنها السبب في مقتله
وعقبة
ارتقوها
الشرح : اشارة الى ما فعله المنافقون في غزوة تبوك ليلة العقبة ومنهما الأول والثاني لعنهما الله , وقد قالا بما معناه أن رسول الله ص استخلف عليا ع في المدينة لبغضه و ملالته منه , لكن رسول الله ص خيب آمالهم بقوله ص لعلي ع : ألا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟
ودباب دحرجوها
الشرح : اشارة الى جماعة من المنافقين اجتمعوا على قتل النبي ص لأنه عين عليا ع خليفة ونصبه وامرهم بطاعته وارادوا ان ينفروا الناقة لاغتيال رسول الله ص الا ان جبرئيل ع كشف مخططهم هذا لرسول الله ص
وازياف لزموها وامانة خانوها
الشرح : اشارة لالتزامهما بمخططات تهدف الى تدمير الاسلام من الداخل وخيانتهما الأمانة التي اوصى بها رسول الله ص وهي ولاية علي ع
اللهم العنهما
في مكنون السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا دائبا ابدا دائما سرمدا لا
انقطاع لأمده ولا نفاذ لعدده يغدو اوله ولا يروح اخره لهم ولأعوانهم
وانصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين اليهم
والناهضين باجنحتهم المقتدين بكلامهم والمصدقين باحكامهم
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
الشرح : إشارة الى استحباب لعنهما دائما وهو مجرب لقضاء الحوائج , وقد روي أن اللعن أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد , كما يجوز لعن من ناصرهم باللسان والقلب والرضا بأفعالهما وأقوالهما وأحكامهما
وقد ذكر سليم بن قيس في كتابه نصا يدل على شدة عذاب الثاني فقال
عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت سلمان الفارسي يقول :
إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس مزموما بزمام من نار، ويؤتى بزفر مزموما بزمامين من نار!
فينطلق إليه إبليس فيصرخ ويقول: ثكلتك أمك، من أنت؟ أنا الذي فتنت الأولين والآخرين وأنا مزموم بزمام واحد وأنت مزموم بزمامين!
فيقول: أنا الذي أمرت فأطعت، وأمر الله فعصي
هذا الدعاء من غوامض الأسرار و هو مجرب لقضاء الحوائج وشفاء المرضى لمن قرأه وهو معتقد به أشد الإعتقاد , وقد تقبله العلماء بالقبول وحكموا بصحته وصنفوا كتبا في شرحه , ونحن نقدم بعون الله هذا الشرح المختصر له ان شاء الله
اللهم العن صنمي قريش وَجبَتيها وَطاغُوتَيها
الشرح : وصف الأول والثاني أو كما في بعض الروايات السامري وعجله وفي أخرى زريق وحبتر , وحبتر هو الثعلب اما زريق فإن العرب كانت تتشاءم من زرقة العين , وقد وصفهما بصنمي قريش لكونهما متبوعين من قبل أهل النفاق أو لكون البراءة منهما واجبة لقوله تعالى : فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى , سورة البقرة آية رقم 256
وإفكيها واْبنيْهما
الشرح : يقصد ابنتيهما , وقد ذكر القرآن الكريم قصة امرأة نوح و إمرأة لوط انهما كانتا على ضلالة , فزواج الأنبياء من النساء لا يعني بالضرورة كونهن على طريق الإيمان بل قد تحدث إنحرافات عقائدية من محاربة لإمام الزمان كما في حرب الجمل أو إيذاء النبي ص , كما في سورة التحريم وغيرها
اللذين
خالفا امرك
الشرح : أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعة أولي الأمر فقال : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم , سورة النساء آية رقم 59 , فطاعة أولي الأمر مقرونه بطاعة الله , وفي الزيارة : ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله , فالمتخلي عن محمد وآله صلوات الله وسلامه عليهم يكون قد تخلى عن الله عز وجل
وأنكرا وحيك
الشرح : ولاية أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه كانت بوحي من الله تعالى , ورسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ما ينطق عن هوى , وقد امر الله سبحانه وتعالى نبيه بإبلاغ ولاية علي ع واكمال الدين بها فقال : يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته , سورة المائدة آية رقم 67 , فلاشك أنهما كفرا بهذه الآية وخالفا أمر القرآن وأمر النبي ص
وجحدا إنعامك
الشرح : لاشك ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث رحمة للعالمين , والإمام أو الوصي يقوم مقام النبي ويؤدي مهامه من توجيه الناس الى طريق الهدى , فالإمام لطف ورحمة من الله عز وجل فمن أنكرها فقد جحد بهذه النعمة وكفر بها
وعصيا رسولك
الشرح : تقدم كون الوصية لامير المؤمنين ع من وصية رسول الله ص , فمخالفة الوصية والتسليم للإمام مخالفة لرسول الله ص , واتخاذ الآراء والإجتهاد أمام النص يؤديان الى الضلال والزيغ , وقد ذكر صاحب بصائر الدرجات
حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى من يتخذ دينه رأيه بغير هدى ائمة من ائمة الهدى.
وعنه عن الحسين عن احمد بن محمد عن ابى الحسن عليه السلام في قوله الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى من اتخذ دينه رأيه بغير هدى(2) من ائمة الهدى.
حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى قال سمعت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله قال عنى الله بهامن اتخذ دينه رأية من غير امام من ائمة الهدى.
حدثنا عبدالله بن محمد بن الحسين عن الحجال عن غالب النحوى عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله قال اتخذ رأيه دينا.
حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن فضيل عن ابى الحسن في قول الله عزوجل ومن اضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله يعنى اتخذ دينه هويه(3) بغير هدى من ائمة الهدى.
وَقَلَّبَا دينك
الشرح : فقد هذان بعض الأمور المحرمة وادخلوها في الدين مثل تحريم نكاح المتعة وتحريم حج التمتع وبدعة صلاة التراويح وبدعة القبض في الصلاة وغيرها
وحَرَّفا
كتابك
الشرح : لا يقصد من هذا المقطع تحريف الفاظ وكلمات القرآن انما تحريف التفسير والتأويل وحمل الكتاب على خلاف المراد
وعطلا أحكامك
الشرح : قام الثاني بمنع تدوين السنة وقام الأول بمنع الزهراء من الحصول على أرض فدك وغيرها من الأمور التي عطلت بسببهما
وأبطلا فرائضك وألْحدا في اياتك
الشرح : أبطلا فريضة الإقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ووصية رسول الله ص بأهل بيته خيرا والمودة في القربى , والحادهما بآيات الله مثل آية : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون , سورة المائدة , آية رقم 55 , لاشك أنها نزلت في أمير المؤمنين ع الذي أعطى السائل خاتمه
وعاديا اولياءك
وواليا اعداءك
الشرح : تآمر زريق وحبتر ضد ولي الله في سقيفتهم الملعونة كما قاما بقتل زوجته واسقاط جنينها , في المقابل قاما بالتقرب من آل امية لعنة الله عليهم الشجرة الملعونة في القرآن
وخربا بلادك وافسدا عبادك
الشرح : اغتصابهما الخلافة كان بذرة لقيام معاوية وابنه عليهما لعائن الله لأنهما من مهد الطريق لذلك مما ادى لضياع الأموال وقتل النفوس وحروب طاحنة في داخل الأمة وموالاة أعداء الله كيزيد وآل أمية وضرب الكعبة بالمنجنيق وهتك حرمة المدينة المنورة
اللهم العنهما وانصارهما
فقد اخربا بيت النبوة وردما بابه وقضا سقفه والحقا سماءه بأرضه
وعاليه بسافله وظاهره بباطنه واْستَأصَلا اهله وابادا انصاره وقتلا
اطفاله واخليا منبره من وصيه ووارثه وجحدا نبوته واشركا بربهما ،
فعظم ذنبهما وَخَلّدهما في سَقَر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر
الشرح : من المستحب لعن صنمي قريش ولعن كل من يوالي صنمي قريش ويرضى بمثل تلك الأفعال بل يجوز أيضا غيبة المخالفين لأن المخالف لاشك في فسقه فلا حرمة له ولاشك انهما قاما بقتل الزهراء واسقاط جنينها محسن والتضييق على أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم وجحدا نبوة النبي ص , فلاشك في كفرهما , وفي بحار الأنوار باب كامل حول هذا الموضوع , فدخولهما الإسلام كان طمعا في الحصول على المناصب لذلك كان تخطيطهما للقضاء عليه ليلا ونهارا
اللهم
العنهم بعدد كل منكر اتوه
الشرح : مثل زيادة الصلاة خير من النوم و حروب الردة التي كانت من أجل تثبيت الحكم بالسيف وتخويف القبائل والتستر على فعلة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة وزوجته
وحق اخذوه ومنبر علوه
الشرح : مثل اغتصابهما أرض فدك التي كانت الزهراء عليها السلام تطالب بها لا حرصا منها على الدنيا انما لتساعد زوجها بها وتمده بالأموال لإسترجاع الخلافة , وقد ورد أن أحد سيدا شباب اهل الجنة طلب من الثاني النزول من على منبر جده رسول الله صلى الله عليه وآله
ومنافق ولوه ومؤمن
ارجوه وولي اذوه وطريد اووه وصادق طردوه وكافر نصروه وامام
قهروه
الشرح : مثل توليتهم لمعاوية وعمرو بن العاص , وعنى بالمؤمن نفسه ع فقد قدموا غيره علي , وايذاء أهل البيت عبر منعهم من حقوقهم ومنع قبول مصحف أمير المؤمنين ع لما فيه من تفسير يفضح هؤلاء ويكشفهم على حقيقتهم , ويقصد بالصادق الذي طردوه الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه الذي قال فيه رسول الله ص ما قال عن صدق لهجته , وقد طرد لأنه كان يذكر الناس بوصية رسول الله ص في أهل بيته وأمير المؤمنين ع , وتمهيدهم لخلفاء الجور كان سببا في الظلم الذي عاش بقية الأئمة عليهم السلام فيه هم وشيعتهم
وفرض غيروه واثر انكروه وشر اضمروه ودم اراقوه وبر بدلوه
وحكم قلبوه وكفرا ابدعوه وكذب دلسوه وارث غصبوه وفيء اقتطعوه
وسحت اكلوه وخمس استحلوه وباطل اسسوه وجور بسطوه وظلم
نشروه ووعد اخلفوه وعهد نقضوه وحلال حرموه وحرام حللوه ونفاق
اسروه وغدر اضمروه
الشرح : تغييرهم فرض محبة أهل البيت عليهم السلام وزرعهم لبذور النصب والعداوة والبغض لأهل البيت عبر اطلاق الإشاعات مثل قولهم أن في أمير المؤمنين ع دعابة وغيرها , وانكارهم الأثر كإنكارهم مبايعتهم له في غدير خم وقولهم بخ بخ لك يا ابن أبي طالب , ومنعهم خمس آل محمد المنصوص عليه في القرآن , وتأسيسهم لنظام الحكم الوراثي وتعيين من والاهم دون الإلتفات لعدالته وأمانته مثل تعيين أبي هريرة الذي سرق من أموال البحرين ما سرق , وزرع بذور ظلم آل البيت واخلاف الوعد بعد مبايعتهم لأمير المؤمنين ع ونقض هذه العهود التي أخذا رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم , وتحريم نكاح المتعة وحج التمتع , وتحليل الإجتهاد في مقابل النص وتشجيع أهل الحكايات والروايات من القصاصين وغيرهم , اما نفاقهما فقد تقدم كفرهما وعدم دخول الإسلام في قلوبهما واضمارهما الغدر , لذلك جد مسارعتهما الى السقيفة والصراع الذي دار فيها على الدنيا بينما يدفن رسول الله ص , وقد كان الناس في حال وهما في حال آخر
وبطن فتقوه وضلع كسروه وصك مزقوه وشمل
بددوه وذليل اعزوه وعزيز اذلوه وحق منعوه وامام خالفوه
الشرح : إشارة الى هجوم القول على دار الزهراء ع فقد ذكر سليم بن قيس الهلالي رض
فلما رآى علي عليه السلام خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم إياه لزم بيته.
فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما.
فقال أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب.
فأرسله إليه وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام، فأبى أن يأذن لهم.
فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر - وهما جالسان في المسجد والناس حولهما - فقالوا: لم يؤذن لنا. فقال عمر: اذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فادخلوا عليه بغير إذن!
فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام: (أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن). فرجعوا وثبت قنفذ الملعون. فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا
أن ندخل بيتها بغير إذن. فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء! ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام. ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة عليهما السلام: (والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار)!
فقالت فاطمة عليها السلام: يا عمر، ما لنا ولك؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم.
فقالت: (يا عمر، أما تتقي الله تدخل على بيتي)؟ فأبى أن ينصرف.
ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت:
(يا أبتاه يا رسول الله) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت:
(يا أبتاه) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت: (يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر).
فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال: (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي).
فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه السلام إلى سيفه.
فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام إليه بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته.
فقال أبو بكر لقنفذ: (إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار). فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه فألقوا في عنقه حبلا!
وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله ولعن من بعث به
ومخالفتهما لأمير المؤمنين ع فقد ذكر سليم بن قيس
فلما رآى غدرهم وقلة وفائهم له لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع.
فلما جمعه كله وكتبه بيده على تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ، بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع. فبعث إليه علي عليه السلام: (إني لمشغول وقد آليت نفسي يمينا أن لا أرتدي رداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه).
فسكتوا عنه أياما فجمعه في ثوب واحد وختمه، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله. فنادى علي عليه السلام بأعلى صوته: (يا أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد. فلم ينزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وآله آية إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد جمعتها وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمني تأويلها).
ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا غدا: (إنا كنا عن هذا غافلين).
ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.
فقال عمر: ما أغنانا ما معنا من القرآن عما تدعونا إليه ثم دخل علي عليه السلام بيته
أما الصك الذي مزقوه فهو الكتاب الذي كتبه الأول للزهراء على استحقاقها ارض فدك فمزقه الشيطان الذي يعتريه (عمر) لأنه كان يخطط لأن تؤول الخلافة اليه بعد صاحبه , أما الشمل الذي بددوه هو شمل الإسلام الذي بني على إئتلاف النبوة مع الإمامة والوصاية
اللهم
العنهما بكل اية حرفوها وفريضة تركوها وسنة غيروها واحكام عطلوها
وارحام قطعوها وشهادات كتموها ووصية ضيعوها وايمان نكثوها
ودعوى ابطلوها وبينة انكروها وحيلة احدثوها وخيانة اوردوها
الشرح : يقصد تحريف تفسير وتأويل الآيات الواردة في حق أهل البيت عليهم السلام وهي كثيرة جدا , وتركهما فريضة موالاة أهل البيت , وتغييرهما السنة كالوضوء والصلاة كما هو الحال الآن عند أهل العامة , وتعطيلهما الأحكام مثل مسألة ميراث البنت إذا كانت وحيدة وغيرها , وابطالهما دعوى الخمس والخلافة وفدك وغيرها , وكتمانهما شهادة أم أيمن في ثبوت حق الزهراء في فدك , وقيامهما بحيل خبيثة مثل ادعاء ان الذين منعوا الزكاة أن تجبى للأول لأنهم بايعوا أمير المؤمنين ع في غدير خم أنهم كفار ارتدوا عن الدين , وتضييعهما الوصية التي اوصى بها رسول الله ص بقوله كتاب الله وعترتي أهل بيتي , فخالفا تلك الوصية , أما الخيانة فسقيفة بني ساعدة كانت أكبر خيانة للأمة حتى أن الحسين ع أشار الى أنها السبب في مقتله
وعقبة
ارتقوها
الشرح : اشارة الى ما فعله المنافقون في غزوة تبوك ليلة العقبة ومنهما الأول والثاني لعنهما الله , وقد قالا بما معناه أن رسول الله ص استخلف عليا ع في المدينة لبغضه و ملالته منه , لكن رسول الله ص خيب آمالهم بقوله ص لعلي ع : ألا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟
ودباب دحرجوها
الشرح : اشارة الى جماعة من المنافقين اجتمعوا على قتل النبي ص لأنه عين عليا ع خليفة ونصبه وامرهم بطاعته وارادوا ان ينفروا الناقة لاغتيال رسول الله ص الا ان جبرئيل ع كشف مخططهم هذا لرسول الله ص
وازياف لزموها وامانة خانوها
الشرح : اشارة لالتزامهما بمخططات تهدف الى تدمير الاسلام من الداخل وخيانتهما الأمانة التي اوصى بها رسول الله ص وهي ولاية علي ع
اللهم العنهما
في مكنون السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا دائبا ابدا دائما سرمدا لا
انقطاع لأمده ولا نفاذ لعدده يغدو اوله ولا يروح اخره لهم ولأعوانهم
وانصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين اليهم
والناهضين باجنحتهم المقتدين بكلامهم والمصدقين باحكامهم
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين
الشرح : إشارة الى استحباب لعنهما دائما وهو مجرب لقضاء الحوائج , وقد روي أن اللعن أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد , كما يجوز لعن من ناصرهم باللسان والقلب والرضا بأفعالهما وأقوالهما وأحكامهما
وقد ذكر سليم بن قيس في كتابه نصا يدل على شدة عذاب الثاني فقال
عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت سلمان الفارسي يقول :
إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس مزموما بزمام من نار، ويؤتى بزفر مزموما بزمامين من نار!
فينطلق إليه إبليس فيصرخ ويقول: ثكلتك أمك، من أنت؟ أنا الذي فتنت الأولين والآخرين وأنا مزموم بزمام واحد وأنت مزموم بزمامين!
فيقول: أنا الذي أمرت فأطعت، وأمر الله فعصي
تعليق