بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
في سكرات الموت ونزاع الروح، وفي تلك المرحلة الحرجة والعصيبة التي هي نهاية عمر الإنسان
يأتي ملك الموت الموكل من عند الله عزرائيل (ع) لقبض روح العبد المؤمن، فيالها من ساعات عصيبة لا توصف!
في هذا الموقف بالذات، يكون المؤمن في أمسّ الحاجة إلى من يخلصه من سكرات الموت، وتنص الروايات الشريفة أن في هذه المرحلة العصيبة يحضر النبي وأهل بيته (ع) ، ويحضر الحسين (ع) الذي هو باب الله وسفينة النجاة ، لينقذوا العبد المؤمن الموالي الذي أحيا ذكرى الحسين (ع) وأقام العزاء والبكاء لمصيبته.
وهذه الدموع وهذا الحب والولاء وإحياء مجالس سيد الشهداء وإقامة العزاء لمصيبته والدوام على زيارة عاشوراء والأربعين وإحياء مصاب الحسين (ع)،
له عند الله الثمن الغالي، أيها الموالين الكرام .
يقول الإمام جعفر الصادق (ع):
"حرام على الروح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة؛ محمّد وعلياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، بحيث تقر عينها أو تسخن عينها".
ويقول الإمام الصادق (ع) لمسمع بن عبد الملك البصري ـ وكان من شيعته :
"يا مسمع، أما إنك سترى ـ عند موتك ـ حضور آبائي لك، ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت، فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها ".
و في رواية أخرى قال:
ذهبت إلى الإمام الصادق (ع) في المدينة ،
فقال:
يا مسمع، أنت من أهل العراق وقريب من كربلاء, فهل تذهب لزيارة الحسين؟
قلت:
يا سيدي، أنا شخص معروف و مراقب من قبل الأعداء، وأخاف أن يروني وتكون حياتي في خطر.
قال (ع) :
إذا كنت لا تستطيع الزيارة فهل تذكر مصيبته؟
قلت:
نعم.
قال (ع) :
هل تبكي ؟
قلت:
نعم , وقد يصل بي الأمر أحياناً إلى أن تعاف نفسي الطعام و الشراب لكثرة بكائي وأنيني، وربما تقيأت ما أكلت.
عندها بشره الإمام بعدة بشارات، إذ قال له:
ما دمت هكذا فأنت ممن يفرحون لفرحنا آل محمد و يحزنون لحزننا, فاعلم أن عينك ستكون قريرة ساعة الاحتضار، وذلك بحضور آبائي محمد وعلي وآله، وستكون عندها بأشد الحاجة إلى عزرائيل ويكون ملك الموت أكثر إشفاقا عليك من أمك.
تعليق