الإنسان عبدٌ لله فقط ، فلماذا تقولون عبد الحسين؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إشـــتياق الإنـــتظار
    • Aug 2009
    • 3440

    الإنسان عبدٌ لله فقط ، فلماذا تقولون عبد الحسين؟

    الإنسان عبد الله فقط،فلماذا تقولون عبد الحسين؟ الكاتب : آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته
    للعبوديّة معان مختلفة :
    1 ـ العبوديّة في مقابل الالوهيّة : وهي بهذا الاستعمال بمعنى المملوكيّة وهي تشمل جميع عباد الله ، حيث إنّ منشأ مملوكيّة الإنسان هو كون الله تعالى خالقاً ، والإنسان مخلوقاً ، فيكون وصف العبوديّة التي هي رمز المملوكيّة ، لا يضاف إلاّ إلى الله تعالى فقط ، فيُقال « عبد الله» لأنّه : ﴿ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾
    [1] .
    وينقل القرآن عن المسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) قوله : ﴿ ... إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾
    [2] .
    2 ـ العبوديّة الوضعيّة : وهي ناشئة من الانتصار والغلبة في ميدان القتال والحرب، حيث إنّ الإسلام يقبل هذا النوع من العبوديّة وفقاً لشروط خاصّة مبيّنة في الفقه ، حيث يتمّ اختيار الأشخاص الذين وقعوا أسرى في أيدي المسلمين ، فيرجع أمرهم إلى الحاكم الشرعي الذي يستطيع اختيار أحد الطرق الثلاث في شأنهم :
    إمّا إطلاق سراحهم بدون أخذ أيّ غرامة ، أو إطلاق سراحهم مع أخذ غرامة منهم ، أو إبقاءهم أسرى . وفي الصورة الأخيرة يعدّ الشخص الأسير عبداً للمسلمين ، والدليل على ذلك أنّه يوجد في الكتب الفقهيّة باب يسمّى « باب العبيد والإماء » .
    ولنأخذ مثالاً على ذلك من القرآن الكريم في قوله تعالى : ﴿ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾
    [3] .
    ففي هذه الآية يصف الله تعالى أسرى الحرب بالعبيد والإماء في قوله : ﴿ ... عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ... ﴾
    [4] فجاء العبد هنا مضافاً إلى غير الله تعالى .
    3 ـ العبوديّة بمعنى الطاعة والعمل بالأوامر : وقد جاء هذا المعنى في الكتب اللّغويّة
    [5] .
    لذلك فإنّ معنى أمثال « عبد الرسول » و « عبد الحسين » هي ناظرة إلى المعنى الثالث ، حيث إنّ عبد الرسول وعبد الحسين بمعنى مطيع الرسول ومطيع الحسين ، ولا شكّ أنّ هذه الطاعة للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأُولي الأمر من بعده هي طاعةٌ واجبة ، وكلّ مسلم مطيع لله والرسول وأُولي الأمر ، قال تعالى : ﴿ ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ...﴾
    [6] .
    فانطلاقاً من هذه الآية الكريمة فإنّ القرآن يعتبر النبيّ « مُطاعاً» والمسلمين « مطيعين» . فإذا اتّخذ شخص نفس هذا المعنى في تسمية ولده ، فلن يكون ذلك سبباً لذمّه ، بل سيكون مدعاةً لمدحه والثناء عليه .
    ونحنُ نفتخر أنّنا مطيعون لرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة من بعده ونعمل بأوامرهم . ومن المؤكّد أنّه لا منافاة بين كون الشخص عبداً لله وعبداً للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; إذ المعنى أنّه عبد لله ومطيعٌ للرسول . ولأنّنا نعلم أنّ العبوديّة لله هي عبوديّة تكوينيّة ناشئة من خالقيّته تعالى ، أمّا العبوديّة للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهي عبوديّة تشريعيّة ناشئة من الأمر الإلهي القاضي بطاعة الرسول ونعته بالمُطاع ، فبين المعنيين فرقٌ كبير و بون شاسع
    [7] .
    [1]القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 93 ، الصفحة : 311 .
    [2]القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 307 .
    [3]القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 354 .
    [4]القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 354 .
    [5] كتاب لسان العرب والقاموس المحيط ، مادّة (عبد) .
    [6]القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 87 .

    تحياتي لكم


  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    #2
    دمتِ
    وبوركتِ على التوضيح

    تعليق

    • إشـــتياق الإنـــتظار
      • Aug 2009
      • 3440

      #3
      :11790700490:
      أشكركِ أختي العزيزة اريج الجنة على مروركِ...
      تحياتي لكِ

      تعليق

      • وفاء للحسين
        • Jan 2010
        • 2738

        #4
        :55555":
        اللهم صلي على محمد وال محمد
        جعلنا الله واياكم من خيرة عباده الصالحين ...بحق محمد واله الطيبين الطاهرين...
        سلمت يداكِ على هذا التبيان الرائع...

        تعليق

        • إشـــتياق الإنـــتظار
          • Aug 2009
          • 3440

          #5
          مسرورة لمروركــِ أختي الغالية,,,
          وفقكـِ الله ورعالكــِ
          تحياتي
          :11790700490:

          تعليق

          يعمل...
          X