طرف من شمائل الرسول (صلى الله عليه وآله) وآدابه
يفتح الكلام ويختمه بأشداقه[1] يتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، دمث[2] ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وان دقت.
لا تغضبه الدنيا وما كان لها، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أتصل بها يضرب براحته اليمنى باطن ابهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح[3] وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم.
كيفية مدخلهكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً لله وجزءاً لأهله وجزءاً لنفسه، ثم جزأ جزأه بين الناس فردّ ذلك على العامة والخاصة، لا يدخر عنهم شيئاً.
وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بأدبه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وأخبارهم بالذي ينبغي ويقول ك ليبلغ الشاهد الغائب وابلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته فإنه من بلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره.
(((كيفية مجلسه))).كان رسول الله (ص) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر. وإذا انتهى الى قوم جلس حينه ينتهي به المجلس ويأمر بذلك.
يعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه ان احداً أكرم عليه منه.
من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجه لم يرده إلاّ بها او بميسور من القول.
وقد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء.
مجلسه مجلس حكم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات.
(((سيرته في جلسائه))).كان رسول الله (ص) دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مزّاح.
قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار وما لا يعنيه.
وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدأً ولا يعيّره ويطلب عورته ولا يتكلم الا فيما يرجو ثوابه.
وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير فإذا سكت تكلموا أو لا يتنازعون عنده، يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه.
يصبر للغريب على الجفوة في منطقة ومسألته، حتى كان أصحابه يستحلونه في المنطق ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلاّ من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بإنتهاء أو قيام.
(((كيفية سكوته))) .كان سكوته على أربع : الحلم والحذر والتقدير والتفكر.
فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره أو تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له (ص) الحلم والصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه وجمع له الحذر في المربع أخذه بالحسنى والقيام لها فيما جمع لهم في الدنيا والآخرة.
(((اهتمامه (صلى الله عليه وآله))).كان النبي (ص) بغير أسماء الأشخاص حينما تكون معانيها سيئة أو غير جميلة أو تكون لها دلالات وإيحاءات لا يرضى بها وفيها بلي بعضاً من النماذج:ـ
·جاءه وفد بني خالفه من لخم قبيلة يمانية، فقال النبي (ص) من انتم، قالوا : بنو خالفة فقال : بل انتم بنو راشدة[4].
·قالت زينب بنت أم سلمة : كان اسمي برة، فسماني رسول الله : زينب[5].
·عن ابن عمر قال : كان لعمر ابنه اسمها عاصية، فسماها رسول الله (ص) جميلة.
·قتل عاقل ببدر شهيداً وكان اسمه غافلاً فسماه النبي (ص) عاقلاً.
·وفد على النبي (ص) في وفد نبي عبد الحارث بن كعب، فقال من أنت؟ قال أنا عبد الحجر، فقال أنت عبد الله فأسلم.
[1] الأشداق جوانب الفم، وإنما يكون ذلك لسعة شدقية وهذه الحالة في الكلام تدل على الأبانة ووضوح الكلمة من المتكلم والعرب تمتدح بذلك.
[2] دمث : هو اللين والسهل.
[3] اشاح بوجهه : أي نحاه
[4] الطبقات الكبرى ـ ابن سعد ج3 ص114.
[5] الاستيعاب ج4 ص 1855.
كيفية منطقه
كان رسول الله (ص) متواصل الأحزان دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت. يفتح الكلام ويختمه بأشداقه[1] يتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، دمث[2] ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وان دقت.
لا تغضبه الدنيا وما كان لها، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أتصل بها يضرب براحته اليمنى باطن ابهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح[3] وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم.
كيفية مدخله
وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بأدبه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وأخبارهم بالذي ينبغي ويقول ك ليبلغ الشاهد الغائب وابلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته فإنه من بلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره.
كيفية مخرجه
كان رسول الله (ص) يخزن لسانه إلا بما يعنيهم ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوّليه عليهم، يحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحدهم منهم بشره ولا خلقه، يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسّن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه. (((كيفية مجلسه))).
يعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه ان احداً أكرم عليه منه.
من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجه لم يرده إلاّ بها او بميسور من القول.
وقد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء.
مجلسه مجلس حكم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات.
(((سيرته في جلسائه))).
قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار وما لا يعنيه.
وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدأً ولا يعيّره ويطلب عورته ولا يتكلم الا فيما يرجو ثوابه.
وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير فإذا سكت تكلموا أو لا يتنازعون عنده، يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه.
يصبر للغريب على الجفوة في منطقة ومسألته، حتى كان أصحابه يستحلونه في المنطق ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلاّ من مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بإنتهاء أو قيام.
(((كيفية سكوته))) .
فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره أو تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له (ص) الحلم والصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه وجمع له الحذر في المربع أخذه بالحسنى والقيام لها فيما جمع لهم في الدنيا والآخرة.
(((اهتمامه (صلى الله عليه وآله))).
·جاءه وفد بني خالفه من لخم قبيلة يمانية، فقال النبي (ص) من انتم، قالوا : بنو خالفة فقال : بل انتم بنو راشدة[4].
·قالت زينب بنت أم سلمة : كان اسمي برة، فسماني رسول الله : زينب[5].
·عن ابن عمر قال : كان لعمر ابنه اسمها عاصية، فسماها رسول الله (ص) جميلة.
·قتل عاقل ببدر شهيداً وكان اسمه غافلاً فسماه النبي (ص) عاقلاً.
·وفد على النبي (ص) في وفد نبي عبد الحارث بن كعب، فقال من أنت؟ قال أنا عبد الحجر، فقال أنت عبد الله فأسلم.
[1] الأشداق جوانب الفم، وإنما يكون ذلك لسعة شدقية وهذه الحالة في الكلام تدل على الأبانة ووضوح الكلمة من المتكلم والعرب تمتدح بذلك.
[2] دمث : هو اللين والسهل.
[3] اشاح بوجهه : أي نحاه
[4] الطبقات الكبرى ـ ابن سعد ج3 ص114.
[5] الاستيعاب ج4 ص 1855.
تعليق