خـــلــــف ضـحـــكـــــات ســــاخــــــرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ** خـادم العبـاس **
    • Mar 2009
    • 17496

    خـــلــــف ضـحـــكـــــات ســــاخــــــرة

    خلف ضحكاتٍ ساخرة مع صخب لامتناهي من اصوات المنبهات للسيارات الواقفة والمتحركة وضجيج نداءات سائقيها في مرآب النقل الداخلي للمدينة المزدحم فيها كل شئ .., تزاحمت خطواتها بالسير متجهة الى السيارة المخصصة لنقلها لمنطقة سكناها بعد انتهاء دوامها اليومي في مكتب للنشر والطباعة كما هو بادٍ من العناوين المدونة على الاوراق والمجلدات التي كانت تحملها مع حقيبتها اليدوية. تزاحم خطاها بالسير فوجئ بتزاحم وتراصف لجموع من المنتظرين سرعان ماتهافتوا بالصعود الى السيارة لحجز مقاعد لهم , بقيت بهدوئها وتباطئ تقدمها تخلفهم علها تظفر بمقعد لها معهم, لحظات حتى تكشف لها انفراج من بين جموع الازدحام ملوحاً لها بالصعود.. لم تنتبه لجهة التلويح بقدر انتباهها الى المقعد المحجوز لها، جلست دون ان تسترعي انتباهاً لشئ سوى ترتيب اوراقها وحقيبتها في حضنها. ما ان بدات السيارة بالتحرك في سيرها حتى بدأ الجموع باخراج الاجرة للسائق، اسرعت هي الاخرى الى حقيبتها لاخراج الاجرة سبقها الى ذلك صوت من يجلس بجانبها ( اجرتك مدفوعة .... ) استدارت لمياء باستغراب الى الرجل كي تتيقن هويته فتفاجأت ما ان وقع بصرها عليه، قائلة بانشراح بادٍ على ملامحها: (عمر ..!! ..... أهذا انت ...... عذرا لم انتبه لك ....) وهنا كمن سر استغرابها فهي تجلس الى جوار ابن الجيران عمر الذي طالما شدها الاعجاب اليه، لكن بصمت وهذا سبب الانشراح البادي على وجهها وقلبها ايضا. رد عليها عمر وبثقة بادية وجمود متصنع (لابأس عليك واين لك ان تنتبهي ...... في ظل هذا الزحام ) هنا سارعت بالرد كي تشكره على دفع الاجرة وحجز المقعد (شكرا ......) فما كان من عمر سوى الصمت واللامبالاة. هنا عم زحام وفوضى من نوع اخر انه زحام تأملات وامواج من حنين وانشراح في اعماق لمياء الصاخبة له بالحب بقيت تتمتم في دواخلها ( انه يجلس بقربي ما أجملها من صدفة...يا الله ..) بين هذا الصمت الذي اثقل للمياء الاحساس ابت الا ان تغتنم هذه الفرصة كي تبدي تواصلاً مع عمر علها به تظفر عن امل او انفراج لاي شئ يريح لها فكر وتأمل فتحججت بسؤال خطر ببالها: (كيف حال خالتي ....... لم ارها منذ اسبوع تقريبا نحن تعودنا على زيارتها لنا دائما ) التفت لها عمر مبتسماً بسخرية من قولها ( لكن امي بالامس كانت عندكم ...... يبدو ان الازدحام في بيتكم لم يجعلك تنتبهين ايضا .....) مع ضحكات ساخرة متتالية ختم رده عليها.. هنا شعرت لمياء بخجل واحراج لانها لم تعرف بالزيارة اولاً، ولان قولها اصبح مكشوفا له انه غير مبرر وكان لمجرد الحديث فقط مع ذلك ابت له ان يستمر بالسخرية منها فردت عليه بأمتعاض ( اها ....... لم اعرف بذلك، بالامس عدت متعبة من عملي ولم انتبه لاي حدث في المنزل) اجابها عمر والابتسامة لازالت غير مفارقة: ( اسال الله ان يزيل عنك كل تعب ) بقوله هذا عم الصمت بينهما مع حزن واستياء بدا بالظهور على ملامح لمياء ودواخلها انتهى زحام التاملات معلنة عن حزن وانهيار لامل بالتواصل مع من شغل فكرها دائما وقلبها ايضا... مضت السيارة في سيرها قاطعة الوقت والمسافة ولم يقطعا سوى صوت عمر طالبا الوقوف.. ما ان وصلا الى مكان سكناهم ترجلت لمياء اولا بالنزول متباطئة بالسير، اما عمر ما ان لامست خطاه الرصيف حتى اسرع بالتوجه لبيته دون ان يبدي اهتماما او انتباها حتى للمياء.. هنا جن جنون لمياء من تصرفه، وراحت تتمتم مع نفسها بغضب وانزعاج: (ماهذه من بشر ......ذهب مسرعا و لم يهتم لوجودي حتى وكانه كان يجلس الى جوار ملك الموت ...... تبا لي كم انا غبية وغرقت في وحل الاوهام .....) بأنزعاج وحزن متزايد دخلت الى بيتها وسرعان ما مضت تبحث عن امها وفي المطبخ حط رحال البحث منادية وبتعصب باد (امي ....... هل حقا بالامس كانت عندنا خالتي ام عمر !!) هنا التفتت الام لابنتها باستغراب للوله الاولى سرعان ماتحول الى رد مع ابتسامة غير بريئة : ( ولمَ تسالين ....... ومن اين علمتي بقدومها!! ) مع ضحكة خفيفة رافقت الرد ... هنا زاد امتعاض لمياء واستغرابها ( مابال الكل اليوم يسخر مني كلما ذكرت خالتي ام عمر .......) اضافت (حسنا ومايهمني انا .......) وبدأت الانسحاب او الهروب الى غرفتها لكن الام قطعت تلك المحاولة بردها الذي انطوى على الحيلة والاستفزاز: ( انت الوحيدة التي يخصك امر الزيارة بالامس لا غيرك ) مع نظرات ساخرة ومحتالة رمقت الام لمياء هنا عادت لمياء بفضول (امي وماشأني انا ..!! مابالك اليوم معي.... تحدثتي امي ماشاني انا ..... ) هنا ارتضت الام العطف بانزعاج وتوتر ابنتها الرحيل فقالت باسلوب حيلة ومكر معهود لها: ( لاادري ....... لكن يبدو انهم قرروا ان يزوجوا ابنهم عمر اخيرا فوجوا منك اختيارا مناسبا وجاءت كي تخطبك له .....) ما أن سمعت لمياء رد امها وقبل ان تستوعب روعة الخبر حتى انهالت عليها ضحكات وقهقهات متتالية متعالية الصوت فهنا تذكرت موقف عمر وتصرفه تجاهها، وكيف كانت منزعجة من استفزازه لها بيد انه اخفى كثيرا من الاخبار السارة بطريقة سخريته المتعمدة تواصل انشراح وضحك لمياء بعد زوال وشاح الغموض كي يلقي على ام لمياء استغراب واندهاش من ردة فعل ابنتة قائلة باستغراب: (مابالك لمَ كل هذا الضحك، هل جننت ........) تركت لمياء امها بتساؤلاتها واستغرابها لتمضي بافراحها وانشراحات اخرى لتأملاتها كي تفتح لنفسها صفحات جديدة ملؤها حب وترقب لحبيبها الزوج المنتظر ابن الجيران عمر........
يعمل...
X