الشيخ عباس القمي ( قدس سره )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كوثر المحبة
    • Dec 2009
    • 8148

    الشيخ عباس القمي ( قدس سره )


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين



    الشيخ عباس القمي ( قدس سره )






    ( 1294 هـ - 1359 هـ )

    اسمه ونسبه :




    الشيخ عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمّي .




    ولادته :



    ولد الشيخ القمّي حوالي عام 1294 هـ بمدينة قم المقدّسة .




    دراسته :




    أمضى طفولته وشبابه في مدينة قم المقدّسة ، ودرس فيها مرحلة المقدّمات ، وكذلك الفقه والأُصول ، وفي عام 1316 هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته ، وكانت له رغبة شديدة بدراسة علوم الحديث ، ولإشباع هذه الرغبة لازم العلاّمة المحدّث الشيخ حسين النوري الطبرسي ، لينهل من علومه في هذا المجال .

    وفي عام 1318 هـ تشرَّف بحج بيت الله الحرام ، وبعد انتهاء موسم الحج عاد إلى مدينة قم المقدّسة ، وبقي فيها مدّة قصيرة ، ثمّ عاد إلى مدينة النجف الأشرف ، وبقي ملازماً أستاذه
    الشيخ النوري الطبرسي ، وأخذ يساعده في استنساخ كتابه المعروف ( مستدرك الوسائل ) .
    وفي عام 1322 هـ ، وبعد مرور عامين على رحيل أستاذه
    الشيخ النوري الطبرسي عاد إلى

    مدينة قم المقدّسة ، بسبب تدهور وضعه الصحي ، وبعد عودته انشغل بالتأليف ، والترجمة ، والوعظ ، والإرشاد .




    أساتذته : نذكر منهم ما يلي :




    الشيخ فتح الله الأصفهاني ، المعروف بشيخ الشريعة .
    الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
    الشيخ محمّد القمّي ، المعروف بالأرباب .
    4ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي .
    الشيخ حسين النوري الطبرسي .
    الشيخ محمّد تقي الشيرازي .
    7ـ السيّد مرتضى الكشميري .
    الشيخ محمّد طه نجف .
    الشيخ حسين الخليلي .




    تدريسه :




    في عام 1331 هـ شدَّ الرِّحال إلى مدينة مشهد المقدسة ، وبعد أن استقر فيها إلى جوار الروضة الرضوية المطهّرة عاد إلى التدوين ، والتأليف ، والإرشاد ، وتدريس علم الأخلاق ، وأقام هناك مدّة اثنتي عشرة سنة ، وفي عام 1341 هـ شرع في مدينة مشهد المقدسة بإلقاء دروسه في علم الأخلاق ، بمدرسة الميرزا جعفر للعلوم الدينية ، استجابة للطلبات التي وجهها إليه طلاّب الحوزة العلمية هناك ، وشيئاً فشيئاً ازداد عدد الطلاّب الذين يحضرون درسه حتّى بلغ تعدادهم ألف طالب .

    طلب منه علماء مدينة قم المقدّسة العودة إليها ، لحاجة
    الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي إلى أمثاله ، لتشييد أركان الحوزة العلمية الفتية في مدينة قم المقدّسة والتدريس بها ، فاستجاب لطلبهم ، وعاد إلى مدينة قم المقدَّسة .




    صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :



    أوّلاً : اهتمامه بالتأليف :

    كان من أخص خصوصياته اهتمامه بالتدوين والتأليف والترجمة ، وقد نقل عنه كثيرون هذا الاهتمام ، ويقول ابنه الأكبر حول تعلّق والده بالكتابة : عندما كنت طفلاً كنت أرى والدي مشغولاً بالكتابة من الصباح إلى المساء دون انقطاع ، وحتّى عندما كنا نسافر إلى خارج المدينة .



    ثانياً : اهتمامه بالآخرين :

    كان الشيخ القمّي مراعياً لأصدقائه ورفاقه بشكل منقطع النظير ، فعندما كان يرافقهم في السفر فإنّه كان يهتم بهم اهتماماً كبيراً ، ويحترمهم ويعاملهم بالأخلاق الحسنة .



    ثالثاً : زهده :

    كان زاهداً في دنياه ، مبتعداً عن مظاهر الترف ، غير متعلّق بالمظاهر الدنيوية الزائفة ، وقد نُقلت قصص كثيرة عن زهده ، ننقل واحدة منها كنموذج :

    في إحدى المرّات جاءته امرأتان من مدينة بومباي الهندية ، وأبلغتاه عن رغبتهما بتقديم مبلغ شهري قدره خمس وسبعون روبية ، فامتنع
    الشيخ القمّي عن قبول المبلغ ، فاعترض عليه أحد أبنائه ، فردَّ عليه بشدَّة قائلاً : اسكت ، إنّ الأموال التي صرفتها في السابق ولحد الآن لا أعرف كيف أجيب عنها غداً عند الله عزَّ وجلَّ ، وعند صاحب العصر والزمان ( عليه السلام ) ، ولذلك امتنعت عن قبول هذا المبلغ لأن لا أعرِّض نفسي إلى ثقل المسؤولية .




    رابعاً : تواضعه :

    كان يتواضع للجميع ، وعلى الأخص العلماء منهم ، يحدّثهم بأخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ويتعامل معهم بأخلاق الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) ، وكان من عادته عدم الجلوس في صدر المجلس ، فهو يجلس حيث ينتهي به المجلس ، ولا يقوم بتفضيل نفسه على الآخرين .




    خامساً : نفوذ كلامه :

    كان لكلامه وخطاباته تأثيراً في نفوس سامِعِيه ، لأنّه عندما كان يدعو الناس إلى الالتزام بإحدى العبادات أو خلق من الأخلاق ، فكان يُلزم نفسه أوّلاً ، ثمّ يدعو الناس إليه ، فهو يضع على الدوام نصب عينيه الآية الشريفة : ( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ) الصف : 3 .




    سادساً : عبادته :

    كان الشيخ القمّي متقيِّداً بالعبادات المستحبّة ، مثل النوافل اليومية ، وتلاوة القرآن الكريم ، وقراءة الأدعية والأذكار عن الأئمّة ( عليهم السلام ) ، وكذلك إحياء الليل بالعبادة وإقامة صلاة الليل ، وفي خصوص ذلك قال ابنه الأكبر : لا أتذكر أنّه في ليلة ما تأخّر في النهوض للعبادة حتّى في السفر .




    أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :



    1ـ قال الشيخ محمّد حرز الدين في معارف الرجال : ( كان آية الله الشيخ عباس القمّي عالماً عاملاً ، وثقة عدلاً متتبعاً ، وبحَّاثة عصره ، أميناً مهذباً ، زاهداً عابداً ، صاحب المؤلّفات المفيدة ) .

    2ـ قال
    الشيخ محمّد علي التبريزي الخياباني في ريحانة الأدب : ( من أفاضل علماء عصرنا الحاضر ، كان عالماً ، فاضلاً ، كاملاً ، محدِّثاً ، متتبِّعاً ، ماهراً ) .




    مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :




    1ـ مفاتيح الجنان ، غني عن البيان وموجود في كل روضة من الرياض المشرّفة للأئمّة ( عليهم السلام ) ، وفي أغلب البيوت الشيعية ، وترجم من اللغة الفارسية إلى اللغتين العربية والأُردية .

    2ـ منتهى الآمال في تاريخ النبي والآل ، باللغة الفارسية .

    3ـ نفس المهموم في مصيبة سيّدنا الحسين المظلوم .

    4ـ اللآلي المنثورة في الأحراز والأذكار المأثورة .

    5ـ هدية الأحباب في المعروفين بالكنى والألقاب .

    6ـ نفثة المصدور فيما يتجدّد به حزن عاشور .

    7ـ الفوائد الرضوية في تراجم علماء الجعفرية .

    8ـ الفوائد الرجبية فيما يتعلّق بالشهور العربية .

    9ـ الغاية القصوى في ترجمة العروة الوثقى .

    10ـ الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية .

    11ـ بيت الأحزان في مصائب سيّدة النسوان .

    12ـ ذخيرة الأبرار في منتخب أنيس التجّار .

    13ـ الدرة اليتيمة في تتمَّات الدرة الثمينة .

    14ـ مختصر الأبواب في السنن والآداب .

    15ـ سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار .

    16ـ كحل البصر في سيرة سيّد البشر .

    17ـ منازل الآخرة والمطالب الفاخرة .

    18ـ هدية الزائرين وبهجة الناظرين .

    19ـ سبيل الرشاد في أُصول الدين .

    20ـ الكنى والألقاب .




    وفاته :


    توفّي الشيخ القمّي ( قدس سره ) في الثالث والعشرين من ذي الحجّة 1359 هـ بمدينة النجف الأشرف ، وصلّى عليه السيّد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني ، ودفن في الصحن الحيدري للإمام علي ( عليه السلام ) .



يعمل...
X