الحوراء عليها السلام رمز التضحيه والصبر والفداء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    الحوراء عليها السلام رمز التضحيه والصبر والفداء

    1. الحوراء عليها السلام رمز التضحيه والصبر والفداء



      عندما يكون النبي (صلى الله عليه وآله) فلا بد من خديجة (عليها السلام) وعندما يكون علي (عليه السلام) فلا بد من الزهراء (عليها السلام) وعندما يكون الحسين (عليه السلام) فلا بد من زينب (عليها السلام) ، وعندما يكون السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) فلا بد من بنت الهدى (قدس سرها) وعلى طول الزمان عندما يكون قائم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه ) فلا بد من الإبدال ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الإبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة ، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلاً ، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة . وهكذا ثبت ويثبت إن الشرع والتاريخ يلزم المرأة ويحمّلها المسؤولية الكاملة لنصرة الحق وأهله في كل وقت ومكان وبكافة الوسائل ، فهي كالرجل في تحمل هذه المسؤولية والأمانة العظيمة وهنا وفي هذا المقام سنتحدث عن دور من الأدوار للمرأة المؤمنة الموالية بنت الزهراء عقيلة بني هاشم أخت الحسنين سليلة بيت النبوة تلك هي عقيلة الطالبين زينب بنت أمير المؤمنين روحي فداها لأجل اخذ العظة والعبرة منها ولأجل ذكرها الصلاة على محمد وال محمد....
      وقفت ابنة فاطمة , موقفاً بعد موقف واحد أصعب من السابق لقد شاهدت زينب وفاة جدها الرسول , وما تركه من آثار , وشاهدت محنة أمها الزهراء , وندبها لأبيها في بيت الأحزان , ودخول من دخل إلى خدرها , وانتهاك حرمتها , واغتصاب حقها , ومنع ارثها , وكسر جنبها , وإسقاط جنينها وسمعتها وهي تنادي فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث ... وكلنا يعلم علاقة البنت بالأم , وتطلعها أليها, وتأثرها بها تلقائيا ، وشاهدت قتل أبيها أمير المؤمنين واثر الضربة في رأسه وسريان السم في جسده الشريف , ودموعه الطاهرة الزكية تفيض على خديه وهو يقلب طرفه بالنظر إليها والى أخويها الحسنين ، وشاهدت أخاها الحسن اصفر اللون يجود بنفسه ويلفظ كبده قطعاً من اثر السم ورأت كيف منع من دفنه مع جده ، أما ما شاهدته في كربلاء وحين مسراها إلى الكوفة والشام مع الإمام السجاد عليه السلام والنساء والأطفال فيفوق الوصف ، هكذا كانت حياة السيدة وبيئتها من يومها الأول إلى آخر يوم من حياتها روحي فداها مشبعة بالأحزان متخمة بالآلام لا تجد منها مفراً ولا لها مخرجاً . وبعد هذه الإشارة نقف قليلاً لنرى كيف قابلت السيدة زينب عليها السلام هذه الصدمة والأحداث : هل أصابها ما يصيب النساء في مثل هذه الحال من الاضطراب واختلال الأعصاب ؟ .. هل هيمنت عليها العاطفة التي لا يبقى معها اثر لعقل ولا دين ؟... وبالتالي هل خرجت عن حدود الاتزان والاحتشام ؟... لا والله حاشا بنت النبي وفاطمة وعلي وأخت الحسنين وحفيدة أبي طالب أن تنهزم أمام النكبات وتستسلم للضربات ... حاشا النفس الكبيرة أن تتمكن منها العواطف , و تزعزعها ... فلقد تحولت تلك المحن والمصائب بكاملها إلى عقل وصبر وثقة بالله , وكشفت كل نازلة نزلت بها عن معنى من أسمى معاني الكمال والجلال وعن سر من أسرار الإيمان النبوي المحمدي ، أن اعتصامها بالله وإيمانها به تماماً كإيمان جدها رسول الله الإيمان الصحيح الكامل الذي لا ينحرف بصاحبه عن طاعة الله ومرضاته مهما تكن الدوافع والملابسات ...وأي شيء أدل على هذه الحقيقة من قيامها بين يدي الله للصلاة ليلة الحادي عشر من المحرم ورجالها بلا رؤوس على وجه الأرض ومن حولها النساء والأطفال في صياح وبكاء ودهشة وذهول وجيش العدو يحيط بها من كل جانب .. إن صلاتها هذه الساعة تماماً كصلاة جدها رسول الله في المسجد الحرام والمشركون من حوله يرشقونه بالحجارة ويطرحون عليه رحم شاة وهو ساجد لله عز وعلا ، وكصلاة أبيها أمير المؤمنين في قلب المعركة بصفين ، وصلاة أخيها سيد الشهداء يوم العشر والسهام تنهال عليه كالسيل . ولا تأخذكم الدهشة أيها المؤمنون وأيتها المؤمنات من أن صلاة السيدة زينب ليلة الحادي عشر من المحرم كانت شكراً لله على ما انعم ، وإنها كانت تنظر إلى تلك الأحداث على أنها نعمة خص الله بها أهل بيت النبوة من دون الناس أجمعين وانه لولاها لما كانت لهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس ، ولا يشك مؤمن عارف بان أهل البيت لو سألوا الله سبحانه دفع الظلم عنهم وألحوا عليه في هلاك الظالمين لأجابهم الى ما سألوا ،كما لايشك مسلم بان رسول الله لو دعى على مشركين قريش لاستجاب دعاءه .. ولكنهم لو دعوا واستجاب لم تكن لهم هذه الكرامة التي نالوها بالرضا والجهاد والقتل والاستشهاد وفي هذا نجد تفسير قول الحسين (( رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين وقول أبيه أمير المؤمنين وهو يجيب عن هذا السؤال : كيف صبرك إذا خضبت هذه من هذه ؟ .. فقال : ( ليس هذا من مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر )) وزينب هي بنت أمير المؤمنين لا تعدوه في إيمانها ولا في نظرها الى طريق الخلود والكرامة ... ولذا لم تترك الصلاة شكرا لله حتى ليلة الحادي عشر من المحرم وحين مسيرها مسبية الى الكوفة والشام وحمدت الله وهي أسيرة في مجلس يزيد على أن ختم الله للأول من أهل البيت بالسعادة وللآخر بالشهادة والرحمة ، وأدت رسالتها في موقف يوم العاشر وموقف يوم الحادي عشر.
      يابنات زينب الحوراء عليها السلام شريكة الإمام الحسين عليه السلام في ثورته العظيمة ضد الظلم والطغيان ... يا بنات فاطمة الزهراء عليها السلام في مساندتها ليعسوب الدين علي بن أبي طالب عليه السلام .. يابنات عصر الغيبة الكبرى الثائرات والمجاهدات لنصرة الإمام المعصوم روحي له الفداء ... يا أخوات بنت الهدى شركة آية الله المجاهد الشهيد السعيد الصدر قدس سره في معارضته للحكم والطاغوت ...قال الله تعالى : والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .أن القرآن يهيب بالمرأة المؤمنة أن تكون شريكة الرجل المؤمن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أن مسؤولية المرأة المسلمة في تغيير الواقع السيئ بإبطال الباطل وإحقاق الحق مسؤولية إسلامية خطيرة وتكليف شرعي مقدس ولا يخفى عليكن أيتها الأخوات المجاهدات ما لكنّ من أدوار بالغة الأهمية في مكافحة الظلم والظالمين.

      لماذا تصدت الحوراء عليها السلام




    2. بعض الأسباب التي أدت بسيدتنا ومولاتنا الحوراء زينب(عليها السلام) بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة الطف الفجيعة للتصدي وحمل راية الإسلام والوقوف بوجه الطغاة والظالمين , فأسباب ذلك التصدي أمور منها انحصار أداء التكليف بها ، في الوقت الذي لا يمكن للرجال - وبالخصوص الإمام السجاد(عليه السلام)- من التصدي لإهدار دمهم في ذلك الحين. ومنها ان تصديها بالخصوص له الأثر الكبير على المجتمع الإسلامي لكونها أبنت فاطمة الزهراء والإمام علي(عليهما السلام) النموذجان القدوة عند المسلمين, وتربت في هذا البيت الطاهر الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً, فيكون فعلها حجة على جميع المسلمين على مرور الأجيال ، ولكونها أكمل نساء عصرها عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة) بشهادة الإمام السجاد(عليه السلام) بحقها) ولان تصدي المرأة لمثل هذه الأمور يكون له الأثر البالغ على النفوس الغيورة (أمثالكم نعم النفوس الغيورة)التي تأبى الرضوخ للذل والظلم وسبي النساء وضربهن بالسياط, كيف وهي عقيلة الهاشميين؟, فتكون حينئذ مشعلاً للأجيال وبركاناً لا يهدأ وثورة لا تخمد ضد الظلم والطغيان في كل الأزمان ، وتكون قدوة لبنات جنسهن, في تصديها للظلم, ومقارعتها للطواغيت, وبيانها للحقيقة, وفضحها للقتلة المجرمين, ونشرها للرسالة, وتكميلها للمسيرة, ونهوضها بالثورة , وتحملها للحزن والظلم والسبي وهتك الستر وضرب السياط والجوع والعطش والإذلال وقتل الأحبة, وغير ذلك من مسيرتها في الجهاد والتضحية والمعانات والصبر. ومن هنا تبينت الحكمة والمشيئة الإلهية في سبب إخراج الإمام الحسين(عليه السلام) النساء في ثورته الحسينية , فعندما سأله أخيه محمد بن الحنفية(فما معنى حملك هؤلاء النساء معك؟!) فأجاب (عليه السلام) أن الله قد شاء أن يراهن سبايا), فبسبيهن تكتمل المسيرة الحسينية وتتضح معالمها وتبدأ الثورة ويفتضح الظالم وينتصر الحق على الباطل . لاحظوا موقفها في الكوفة والناس تسمع ذلك الخطاب وتنفعل وتستجيب وتعظ على الأنامل خرجت زينب ابنة فاطمة ولعل البعض قد عرفها والآخر قد عرفها بعد أن سأل عنها فقيل هذه زينب وقطعوا أصواتهم هيبة لها وإجلالاً ماذا تقول هذه المرأة في هذا الموقف وفي هذه الساعة الرهيبة وماذا تفعل هذه العلوية الفاقدة لهذه المجموعة من عشيرتها الأبطال ، وها هي جاءت الى ارض الطفوف في هذه الساعة لترى هذه المصائب وترى من بين الجثث سيدهم القمر الذبيح الحسين الشهيد الذي نزل من السماء واعتدى عليه أهل الأرض ، وهاهي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وهاهي زينب كأنها أمها تخطو خطوة بعد خطوة على ارض الطف وصوتها قد أصغى له من كان حاضراً وقد سمعوا كلماتها وهي أسيرة مسبية ورجالها جثث بلا رؤوس قالت ما قالت في تلك الوقفة المباركة ، وكذلك وقفتها مع يزيد ومواجهتها له بهذه الحقيقة وهو في عرشه وهي أسيرة في مجلسه وصرخت فيه قائلة : كيد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ..وصدقت نبؤة زينب عليها السلام فولاؤهم تدين به الملايين وتعاليمهم تدرس في الجامعات والمدارس من مئات السنين ومناقبهم تعلن على المنابر ليل ونهار وقبورهم كالأعلام على رؤوس الجبال يحج أليها الناس من كل فج عميق ، نعم وقفت الوقفة وأدت الرسالة واكملت المسيرة في نصرة ابي الاحرار واكمال ثورته المباركة



      ******************************
    "عاشقة النور"
  • نور المستوحشين
    • Nov 2009
    • 5189

    #2

    تعليق

    يعمل...
    X