بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن أوحش المواطن التي يحتاج فيها الإنسان إلى النور هي موطن البرزخ يوم القيامة ..
ففي عالم البرزخ يعاني الميت من ظلمات الأعمال السيئة ، و من ظلمة القبر و وحدته و وحشته .
و ما يزيل الظلام هو نور الأعمال الصالحة ، و أهم تلك الأنوار القرآن الكريم و ولاية النبي و آله عليهم السلام .
فعن الإمام علي عليه السلام :
(يا عباد الله ، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت ، القبر ، فاحذروا ضيقه و ضنكه ، و ظلمته و غربته ، إن القبر يقول كل يوم :
أنا بيت الغربة ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود . القبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار ، ( إلى أن قال ) و أنّ المعيشة الضنكة التي حذر الله منها عدوه عذاب القبر ، أنه يسلط على الكافر في قبره تسعة و تسعين تنيناً ، فينهش لحمه ، و يكسر عظمه ، يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث ، لو أن تنيناً منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعاً ، ... يا عباد الله إن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة الرقيقة لا يكفيها اليسير تضعف عن هذا ).
عن أحدهما عليهما السلام ( الباقر أو الصادق ) قال : ( إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ست صور ، فيهنّ صورة أحسنهن وجهاً ، و أبهاهن هيئة ، و أطيبهن ريحاً ، و أنظفهن صورة ، قال : فتقف صورة عن يمينه ، و أخرى عن يساره ، و أخرى بين يديه ، و أخرى خلفه ، و أخرى عند رجليه ، و تقف التي هي أحسنهن فوق رأسه ، و إن أُتي عن يمينه منعته التي هي عن يمينه ، ثم كذلك إلى أن يُؤتى من الجهات الست ، قال : فتقول أحسنهن صورة : و من أنتم جزاكم الله عني خيراً ! فتقول التي عن يمين العبد أنا الصلاة ، و تقول التي عن يساره : أنا الزكاة ، و تقول التي بين يديه : أنا الصيام ، و تقول التي خلفه أنا الحج و العمرة و تقول التي عند رجليه : أنا برّ من وصلت من إخوانك ، ثم يقلن : من أنت ؟ فأنت أحسننا وجهاً ، و أطيبنا ريحاً ، و أبهانا هيئة ، فتقول : أنا الولاية لآل محمد صلى الله عليه و آله و سلم )
عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( ألا و من أحب علياً بعث الله إليه ملك الموت كما يبعثه للأنبياء ، و دفع الله عنه منكر و نكير ، و نوّر قبره و فسحّه مسيرة سبعين عاماً )
سراج القبور
مما يساعد على نورانية القبر الأعمال التالية :
1- صلاة الليل : عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( صلاة الليل سراج لصاحبها في القبر )
2- التهليل : ففي الحديث ( ليس على أصحاب لا إله إلا الله وحشة في قبورهم )
3-الصلاة على محمد و آل محمد : رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ( أكثروا الصلاة عليّ ، فإن الصلاة عليّ نور في القبر ، و نور على الصراط ، و نور في الجنة )
4- اهتمام بالمساجد : ففي حديث المعراج أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال في أبواب الجنة :
( ... و على الباب السادس منها مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ، من أحب أن يكون قبره فسيحاً فلينق المساجد ، و من أحبّ أن لا تأكله الديدان تحت الأرض فليكنس المساجد ، و من أحب أن لا يُظلم لحده فلينور المساجد ، و من أراد أن يبقى طرياً تحت الأرض فلا يبلى جسده فلينشر بسط المساجد )
5- قراءة سورة ياسين : عن الإمام الصادق عليه السلام في قراءة سورة (يس) : ( و من قرأها في ليلة قبل أن ينام وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من شر كل شيطان رجيم ، و من كل آفة ، و إن مات في يومه أدخله الله الجنة ، و حضر غسله ثلاثون ألف ملك كلهم يستغفرون له و يشيعونه إلى قبره بالإستغفار له ، فإذا دخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله و ثواب عبادتهم له ، و فسح له في قبره مدّ بصره ، وأومن ضغطة القبر ، و لم يزل له في قبره نور ساطع إلى أعنان السماء إلى أن يخرجه الله من قبره )
و عن ابن مسعود : ( إذا العبد يضع يده على رؤوس القبور و يقول : اللهم اغفر له فإنه افتقر إليك ، و يقرأ فاتحة الكتاب و إحدى عشر مرة ( قل هو الله أحد ) نوّر الله قبر ذلك الميّت )
و في رواية عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنّه قال في سورة ( يس) : و من كتبها ثمّ شربها أدخلت جوفه ألف دواء و ألف نور ...)
من كتاب كيف تكون نورانياً
للسيد حسين نجيب محمد
منقول
تعليق