بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
العلاقة بين الزواج والتكامل الروحي
إن فوائد الزواج متعددة وكبيرة ، وله تأثير على الحياة الفردية والاجتماعية .. كما أن له تأثيرا في جانب الحياة الدنيا والآخرة ، أعني الحياة الظاهرة الدنيوية ، والحياة الباطنة الأخروية.
فاما الفوائد الفردية فهي متعلقة بالتحصن ، وحفظ الفرج- بمعناه الخاص اي العلاقة بين الزوجين - والأمن من التردي بالانحراف ، وما يجره من أمراض حسية طبية عضوية ، أو نفسية قلبية معنوية ، خفية على كلا الزوجين.
واما الفوائد الاجتماعية فتتمثل في تقارب أسرتين وتعارفهما، وتكوين نظام اجتماعي بينهما ، وهذا ما يزيد لحمة ووحدة المجتمع الواحد ، في المصير والحركة والهدف.
كما أنه ينتج عنه الأولاد - ذكوراً وإناثاً - ومن ثَم ، فهناك نظام تربوي متضمن ومندك في الزواج غالباً.
التأثيرات الدنيوية -كما اتضح مما سبق -هي : حفظ الفرج، والأمن من لأمراض ، يضاف لها الفرحة بالأولاد ، والتمتع بالحلال الطيب ، وتنظيم الغريز! ة التي لا يمكن أن تقهر أو تغفل ، كما يقول أحد العلماء الفضلاء الأجلاء.
وأما التأثيرات الأخروية فهذه كبيرة الأهمية ، متمثلة في الثواب ، لما في الزواج من استحباب مؤكد ، بل وقد يكون واجباً في بعض الأحيان.
كما أن الثواب موجود ومضاعف في التعب والسهر على تربية الأولاد ، وفي الإنفاق عليهم وعلى الزوجة ، إذا كان المبتغى يريد امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
إلى جانب ذلك : السكن والطمأنينة النفسية ، اللازمة للتفرغ إلى استكناه واستبطان العبادة ، والتعرف على علتها وجوهرها، والوصول إلى أعلى مراتب الإخلاص فيها ، والوحدانية المطلقة ، والتخلص من أي شائبة للأنانية المعيقة.
وهذا مدلل عليه من جهتين على الأقل:
أولاً: إن المتتبع لقصص الأنبياء عليهم وعلى خاتمهم أفضل الصلاة والسلام في القرآن الكريم يجد هذه النتيجة ، وهي أن كل نبي إنما جاءت نبوته وبعثته بعد أن يكون متزوجاً ، والشواهد على ذلك كثيرة ، يعرفها التالون المتدبرون لآيات القرآن الكريم.
ثانياً: وأيضاً من القرآن الكريم الذي يقول: { والذين يقولون ! ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } الفرقان: 74 .. فبعد الزواج يأتي الدعاء والسعي للإمامة ، وبعد الزواج يتهيأ طلب مقام الإمامة ، والذي هو أعلى المراتب الكمالية كما يقول الشيخ الجوادي الآملي .
وتأمل معي اخيرا : أن بالزواج يسقط الحجاب عن الزوجة ويحل النظر لزوجها ، فهو لم يعد محرماً وأجنبياً لها ، كما أنها لم تعد كذلك له.. فالزواج إذن يسقط حجاباً ومانعاً شكلياً صورياً ظاهرياً ، ومادياً حسياً، وقد يسقط للبعض حجاباً معنوياً كما للأولياء ، والأوصياء ، والأنبياء.
والمحصل: أن الزواج مؤثر في توسيع أفق ونطاق الحس والشعور ، بما يعين على سرعة الوصول إلى الغاية والمأمول ، وهو مقدمة للشهود واليقين.
والحمد لله رب العالمين.
تعليق