:55555":
لكم رؤوس أموالكم
وقد جعل الله المضاربة قانوناً عادلاً حيث أن صاحب المال له الحق، إذ للمال المدخلية في الربح، والعامل له الحق إذ للعمل المدخلية في الربح أيضاً، ويكون الربح ـ إن كان ـ بينهما حسب الموازين الاقتصادية العرفية، من النصف أو الثلث، لهذا أو ذاك، أو نحو ذلك.
ولكن اليوم قد شاع الربا في كل العالم لجشع الإنسان، وعدم إيمانه لابالله سبحانه واليوم الآخر فحسب، بل بالإنسان بما هو إنسان، بل بنفسه، لأن الإساءة تعود لنفسه أيضاً، قال تعالى: [ يا أيهّا الناس إنما بغيكم على أنفسكم] وقال سبحانه:[ إن أسأتم فلها] .فإن الأمر وإن كان قصير المدة في ربح المرابي، لكنه طويل المدة في خسرانه، وقد ذكرنا تفصيله في بعض كتبنا الاقتصادية. فإن الربا، والسلاح، والتجمل، وزيادة الموظفين، أربعة أمور أورثت العالم هذه المشاكل التي تحيرت فيها حتى أولوا الألباب، ولا علاج لها إلاّ بالرجوع إلى سنن الله تعالى، فإنك [ لن تجد لسنّة الله تبديلاً ولن تجد لسنّة الله تحويلاً].
تعليق