خصائص الزهراء (عليها السلام)
ممّا لاشك فيه أن نبي الهدى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فما يصدر منه مع خاصة أهله ممّا فيه الميزة على ذوي قرباه وأمته منبعث عن سر إلهي ربّما يقصر العقل عن إدراكه، وقد ورد عنهم (عليهم السلام) في المتواتر من الآثار: (حديثنا صعب مستصعب لا يتحمّله إلا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه بالإيمان) فما ورد في النقل من مميّزات آل الرسول (صلى الله عليه وآله) مما لا تحيله العقول لا يرمى بالإعراض بعد إمكان أن يكون له وجه يظهره المستقبل الكشاف.
وعلى هذا فما ورد في الآثار المستفيضة بين السنة والشيعة من فعل النبي (صلى الله عليه وآله) مع ابنته فاطمة دون سائر أخواتها من الإكثار في تقبيل وجهها حتى أنكرت عليه بعض أزواجه فقال راداً عليها: (وما يمنعني من ذلك وإني أشمّ منها رائحة الجنة، وهي الحوراء الإنسية)، و(كان يقوم لها إن دخلت عليه معظماً ومبجلاً لها)، و(إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله ابنته فاطمة وإذا رجع من السفر فأول ما يبتدأ بها). وقوله (صلى الله عليه وآله) وقد أخذ بيد الحسنين: (من أحبني وهذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة)
ووقوفه عند الفجر على باب فاطمة ستة أشهر بعد نزول آية التطهير يؤذّنهم للصلاة ثم يقول: (إنما يريدُ الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)
وقوله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: (يا بنيّة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة). وقوله (صلى الله عليه وآله): (أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم). وقوله: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها)، (إن فاطمة بضعة مني يغضبني من أغضبها)، إلى غير ذلك من كلماته الذهبية التي تنمّ عمّا حباها المهيمن جلّ شأنه من ألطاف ومزايا اختصّت بها دون البشر، وكيف لا تكون كذلك وقد اشتقّت من النور الإلهي الأقدس، ولقد علمنا من مقام النبوة ومما ورد في نصوص السنة النبوية والعلوية أن النبي لم يحب أحداً لمحض العاطفة أو واشجة القربى فما يلفظه من قول أو ينوء به من عمل ولاسيما في أمثال المقام لا يكون إلا عن حقيقة راهنة لا كمن يحدوه إلى الإطراء الميول والشهوات، فما صدر منه (صلى الله عليه وآله) من خصائص الصديقة لا يكون إلاّ عن وحي يحاول أن يرفع مستواها عن مستوى البشر أجمع، فالرسول الأعظم لم يصدع إلاّ بحقائق راهنة جعلتها يد المشيئة حيث أجرت عليها سيل الفضل الربوبي فكوّنتها على مثال العظمة وأفرغتها في بوتقة القداسة، فهي نماذج عن الحقيقة المحمدية المجعولة حلقة بين المبدأ والمنتهى، ورابطة بين الحديث والقديم.
"عاشقة النور"
ممّا لاشك فيه أن نبي الهدى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فما يصدر منه مع خاصة أهله ممّا فيه الميزة على ذوي قرباه وأمته منبعث عن سر إلهي ربّما يقصر العقل عن إدراكه، وقد ورد عنهم (عليهم السلام) في المتواتر من الآثار: (حديثنا صعب مستصعب لا يتحمّله إلا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه بالإيمان) فما ورد في النقل من مميّزات آل الرسول (صلى الله عليه وآله) مما لا تحيله العقول لا يرمى بالإعراض بعد إمكان أن يكون له وجه يظهره المستقبل الكشاف.
وعلى هذا فما ورد في الآثار المستفيضة بين السنة والشيعة من فعل النبي (صلى الله عليه وآله) مع ابنته فاطمة دون سائر أخواتها من الإكثار في تقبيل وجهها حتى أنكرت عليه بعض أزواجه فقال راداً عليها: (وما يمنعني من ذلك وإني أشمّ منها رائحة الجنة، وهي الحوراء الإنسية)، و(كان يقوم لها إن دخلت عليه معظماً ومبجلاً لها)، و(إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله ابنته فاطمة وإذا رجع من السفر فأول ما يبتدأ بها). وقوله (صلى الله عليه وآله) وقد أخذ بيد الحسنين: (من أحبني وهذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة)
ووقوفه عند الفجر على باب فاطمة ستة أشهر بعد نزول آية التطهير يؤذّنهم للصلاة ثم يقول: (إنما يريدُ الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)
وقوله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: (يا بنيّة من صلى عليك غفر الله له وألحقه بي حيث كنت من الجنة). وقوله (صلى الله عليه وآله): (أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم). وقوله: (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها)، (إن فاطمة بضعة مني يغضبني من أغضبها)، إلى غير ذلك من كلماته الذهبية التي تنمّ عمّا حباها المهيمن جلّ شأنه من ألطاف ومزايا اختصّت بها دون البشر، وكيف لا تكون كذلك وقد اشتقّت من النور الإلهي الأقدس، ولقد علمنا من مقام النبوة ومما ورد في نصوص السنة النبوية والعلوية أن النبي لم يحب أحداً لمحض العاطفة أو واشجة القربى فما يلفظه من قول أو ينوء به من عمل ولاسيما في أمثال المقام لا يكون إلا عن حقيقة راهنة لا كمن يحدوه إلى الإطراء الميول والشهوات، فما صدر منه (صلى الله عليه وآله) من خصائص الصديقة لا يكون إلاّ عن وحي يحاول أن يرفع مستواها عن مستوى البشر أجمع، فالرسول الأعظم لم يصدع إلاّ بحقائق راهنة جعلتها يد المشيئة حيث أجرت عليها سيل الفضل الربوبي فكوّنتها على مثال العظمة وأفرغتها في بوتقة القداسة، فهي نماذج عن الحقيقة المحمدية المجعولة حلقة بين المبدأ والمنتهى، ورابطة بين الحديث والقديم.
"عاشقة النور"
تعليق