فاطمة الكربلائية
18-05-2010, 08:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:55555":
عهد الظلم لن يعود سحقاً سحقاً للأسود
بقم :65:قاسم العجرش:65:
يحكى أنّ فأرًا قد وقف خطيبا في حشد ضخم من الفئران، وألقى فيهم خطبة حماسيّة، حرّكت مشاعرهم، وهزّت رؤوسهم وأبدانهم بنشوة الفخر والإعتزاز والقوّة !! وجعلتهم يسبحون في خيال ممتع لدرجة أنّ كلّ فأر تمثّل نفسه أسدًا!! والفأر الخطيب مواصل خطابه : إنّنا لسنا
مثل باقي الحيوانات! حتّى الأسود لا تساوي شيئًا أمامنا! فاشتدّ الحماس، وأخذت الحناجر تردّ : أنت اللّبيب، أنت الزّعيم، أنت القائد، أنت العظيم!! عندها أحسّ الفأر أنّه فوق النّجوم! وغمرته نشوة الفخر والخيلاء، فأردف قائلاً: إن كانت الأسود ريحًا، فنحن إعصارًا! فهاجت الفئران وألهب التّصفيق أكفّها، وأخذت تهتف بسقوط الأسود ومنددة بالويل والثبور لها!! عندها أشار الخطيب بيده لتهدئة الفئران، وأكسب صوته نبرة ذات وقار وخطر وقال: إنّ الفئران أسود المعمورة حقًّا، فإن كان للأسود شوارب، فنحن عندنا شوارب، وإن كان للأسود أسنان، فنحن لدينا أسنان! وإن كانت الأسود تأكل اللّحم، فنحن نأكله أيضًا! ونحن لدينا ذيول كما للأسود ذيول! ...نظر الفأر في وجوه الفئران فوجد الدّهشة في عيونهم، فقال: نعم، إنّ الأسود ضخمة الجسم، ونحن أجسامنا صغيرة، هذا لا يهمّ! ولكن عليكم معشر الفئران أن تتذكّروا القول المأثور: "يضع سرّه في أضعف خلقه"، ولا تنسوا بأنّنا نملك القوّة الحقيقيّة، نملك الذّكاء، فنحن أذكى من الأسود! عندها بلغت الإثارة قمتها في نفوسهم، فهاجت الفئران، وعلت صيحاتها مطالبة بإعادة الأمور إلى نصابها ووضعها الصّحيح، وطالبت بإصدار قرار تاريخيّ ومصيريّ يلزم الأسود أن تكون في خدمة الفئران، والقبض على أيّ أسد وإجباره على تنفيذ القرار!.... كوّنت الفئران جيشًا جرّارًا من الآلاف المؤلّفة منهم، وانطلقت إلى عرين الأس ... سمع الأسد ضجيجًا، فخرج يستطلع الأم ، فتعجّب ممّا شاهده، فأر يقود جيشًا ضخمًا من الفئران، يصيح فيهم بكلام غير لائق، ويردّد كالمجنون: عهد الظّلم لن يعود، سحقًا سحقًا للأسود!! ....ضرب الأسد الأرض بقدمه فتصاعد الغبار فغطّى المكان، وفغر فاه، فلمعت أسنانه الهائلة! ، ثمّ زأر فدوى صوته كالرّعد!! وفجأة تقهقرت الفئران ولاذت بالفرار مذعورة في تدافع واضطراب، وهي في عدوها وتراجعها داست على الفأر الخطيب، فسكت عن الكلام نهائيًا، وأدركت الفئران التي نجت بحياتها بأنّ الكلام سهل، أمّا الفعل فشئ آخر!!! سلام
:55555":
عهد الظلم لن يعود سحقاً سحقاً للأسود
بقم :65:قاسم العجرش:65:
يحكى أنّ فأرًا قد وقف خطيبا في حشد ضخم من الفئران، وألقى فيهم خطبة حماسيّة، حرّكت مشاعرهم، وهزّت رؤوسهم وأبدانهم بنشوة الفخر والإعتزاز والقوّة !! وجعلتهم يسبحون في خيال ممتع لدرجة أنّ كلّ فأر تمثّل نفسه أسدًا!! والفأر الخطيب مواصل خطابه : إنّنا لسنا
مثل باقي الحيوانات! حتّى الأسود لا تساوي شيئًا أمامنا! فاشتدّ الحماس، وأخذت الحناجر تردّ : أنت اللّبيب، أنت الزّعيم، أنت القائد، أنت العظيم!! عندها أحسّ الفأر أنّه فوق النّجوم! وغمرته نشوة الفخر والخيلاء، فأردف قائلاً: إن كانت الأسود ريحًا، فنحن إعصارًا! فهاجت الفئران وألهب التّصفيق أكفّها، وأخذت تهتف بسقوط الأسود ومنددة بالويل والثبور لها!! عندها أشار الخطيب بيده لتهدئة الفئران، وأكسب صوته نبرة ذات وقار وخطر وقال: إنّ الفئران أسود المعمورة حقًّا، فإن كان للأسود شوارب، فنحن عندنا شوارب، وإن كان للأسود أسنان، فنحن لدينا أسنان! وإن كانت الأسود تأكل اللّحم، فنحن نأكله أيضًا! ونحن لدينا ذيول كما للأسود ذيول! ...نظر الفأر في وجوه الفئران فوجد الدّهشة في عيونهم، فقال: نعم، إنّ الأسود ضخمة الجسم، ونحن أجسامنا صغيرة، هذا لا يهمّ! ولكن عليكم معشر الفئران أن تتذكّروا القول المأثور: "يضع سرّه في أضعف خلقه"، ولا تنسوا بأنّنا نملك القوّة الحقيقيّة، نملك الذّكاء، فنحن أذكى من الأسود! عندها بلغت الإثارة قمتها في نفوسهم، فهاجت الفئران، وعلت صيحاتها مطالبة بإعادة الأمور إلى نصابها ووضعها الصّحيح، وطالبت بإصدار قرار تاريخيّ ومصيريّ يلزم الأسود أن تكون في خدمة الفئران، والقبض على أيّ أسد وإجباره على تنفيذ القرار!.... كوّنت الفئران جيشًا جرّارًا من الآلاف المؤلّفة منهم، وانطلقت إلى عرين الأس ... سمع الأسد ضجيجًا، فخرج يستطلع الأم ، فتعجّب ممّا شاهده، فأر يقود جيشًا ضخمًا من الفئران، يصيح فيهم بكلام غير لائق، ويردّد كالمجنون: عهد الظّلم لن يعود، سحقًا سحقًا للأسود!! ....ضرب الأسد الأرض بقدمه فتصاعد الغبار فغطّى المكان، وفغر فاه، فلمعت أسنانه الهائلة! ، ثمّ زأر فدوى صوته كالرّعد!! وفجأة تقهقرت الفئران ولاذت بالفرار مذعورة في تدافع واضطراب، وهي في عدوها وتراجعها داست على الفأر الخطيب، فسكت عن الكلام نهائيًا، وأدركت الفئران التي نجت بحياتها بأنّ الكلام سهل، أمّا الفعل فشئ آخر!!! سلام