:55555":
يروي المرجع السيد صادق الشيرازي دام ظله قائلاً نقللي أحد العراقيين ما وقع له ولمجموعته خلال مسيرة المشي إلى زيارة الإمام الحسينعليه السلام في أحد الأعوام التي منع فيها طاغوت العراق (صدام) المشي ، ضمن محاربتهللشعائر الحسينية.
لمّا منع (طاغوت العراق) المشي إلىزيارة الإمام الحسين عليه السلام بث الشرطة السرية بين المدن في الطرق المؤدية إلىكربلاء وكانوا يقتلون من يظفرون به من الزوّار المشاة ، لذلك لم يكن الناس يذهبونعلى شكل جماعات كبيرة بل كانوا يتشكلون في أعداد صغيرة ليتسنى لهم الهرب إن رصدهمأعوان الظالم ، ومع ذلك ما أكثر من استشهد منهم في هذا السبيل. وهنيئـًا لهم ، فإنمن يذهب في هذا الطريق يكون يوم القيامة محدّثه الإمام الحسين عليه السلام ، كما فيالرواية المتقدمة عن الإمام الصادق عليه السلام.
قاللي الموالي العراقي: كنـّا مجموعة صغيرة نرتدي ملابس سوداء أو غامقة ولا نحمل حتىالعصيّ رغم أنها تعين الماشي لمسافات طويلة ؛ كل ذلك مخافة أن تعكس النور فيراناشرطة النظام ومن يسمـّون برجال الأمن ، وكنـّا في المناطق التي فيها أبنية أو أشجارأو حواجز أخرى نسير نهارًا ونتوقف ليلًا ، أما في الصحاري والمناطق المكشوفة فكنـّانسير ليلًا لعدم وجود ما نختبئ خلفه؛ تجنبًا من عيون العدوّ. وفي إحدى اللياليوصلنا إلى نهر ماء وكانت القنطرة في منطقة مكشوفة وبعيدة عنـّا ، ولم تكن في منطقةعبورنا قنطرة نعبر عليها ، فبحثنا عن خشبة نجعل منها جسرًا نعبر عليه، فلم نجد سوىخشبة كانت أقصر من عرض النهر ، فتبرّع أحدنا وكان شابًا قوي البنية بأن يحمل طرفهاعلى كتفه ويوضع الطرف الآخر على الساحل الآخر للنهر، وعبرنا عليها واحدًا بعد الآخرثم أخرجنا ذلك الشاب من النهر بعد أن كان قد انغمس في الطين وأصيب بإعياء شديد لأنالمهمة لم تكن يسيرة ، فقد كان الطين رخوًا والثبات عليه مع حمل الخشبة ومرورناعليها جميعًا صعبًا ومنهكًا ، وقد وفـّقه الله لذلك ، كما وفـّقنا لإخراجه سالمًامعافى ، والحمد لله تعالى.
ولكن في تلك اللحظة خرجت حيـّةمن النهر ولدغته في رجله فتورّمت واسودّت بسرعة وسقط يتلوّى من الألم ، وسقطبأيدينا ، ولم ندر ما نفعل ، إذ لا توجد مستشفى قريبة ننقله إليها ولا سبيل آخرنلجأ إليه ، ولم يكن من الصلاح أن نتأخر كثيرًا ، وكنـّا نخشى أن يدركنا الشرطة. وقد يئسنا من حاله كما يئس هو أيضًا ، وأدرك أن لا فائدة من بقائنا عنده ولا حيلةلنا بإنقاذه فقال لنا: ‹‹إني ميـّت لا محالة ، وخاطب الإمام الحسين عليه السلامقائلاً: كنت أحب أن آتي لزيارتك ، ولكني معذور كما ترى ››. فودعناه وواصلنا سيرنامضطرين بسبب الخوف ، حتى اختفى عن أنظارنا وقررنا أن نسرع في السير لأنه كان عليناأن نقطع صحراء طويلة قبل أن يدركنا الصباح.. ولكن ما أن تقدمنا حتى سمعنا صوتًايشبه صوته ينادينا من الخلف.
فالتفتنا فإذا به وقد التحق بنا. تعجبنا كيف استطاعالمشي ولم يكن يستطيع الوقوف قبل قليل، ونظرنا إلى رجله فإذا هي معافاة لا ورم فيهاولا اسوداد.
ولمـّا سألناه عما جرى له قال: بعد أن ذهبتمتوجهت إلى الإمام الحسين عليه السلام بالسلام وكنت آيساً من الشفاء ، لذلك طلبت منهأن يشفع لي في الآخرة .. وبينما أنا كذلك وإذا بشخص حضر عندي ، فخفت بادئ الأمرلئلا يكون من أعوان النظام ، ولكني سرعان ما اطمأننت لأني لست مع جماعة ليقال إنيسائر إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام ثم عندما ألقيت نظرة على وجهه شعرتبارتياح واطمأننت إليه وبعد أن سأل عن حالي اقترب منـّي ثم مسح يده على رجلي ،وقال: قم ما بيك شي ، قم. ثم رحل.
انتبهت إلى نفسي وقلت : هل أستطيع القيام ؟
شعرت بخدر ولكني وجدت نفسي استطيعالقيام ، فقمت ومشيت والتحقت بكم.
يروي المرجع السيد صادق الشيرازي دام ظله قائلاً نقللي أحد العراقيين ما وقع له ولمجموعته خلال مسيرة المشي إلى زيارة الإمام الحسينعليه السلام في أحد الأعوام التي منع فيها طاغوت العراق (صدام) المشي ، ضمن محاربتهللشعائر الحسينية.
لمّا منع (طاغوت العراق) المشي إلىزيارة الإمام الحسين عليه السلام بث الشرطة السرية بين المدن في الطرق المؤدية إلىكربلاء وكانوا يقتلون من يظفرون به من الزوّار المشاة ، لذلك لم يكن الناس يذهبونعلى شكل جماعات كبيرة بل كانوا يتشكلون في أعداد صغيرة ليتسنى لهم الهرب إن رصدهمأعوان الظالم ، ومع ذلك ما أكثر من استشهد منهم في هذا السبيل. وهنيئـًا لهم ، فإنمن يذهب في هذا الطريق يكون يوم القيامة محدّثه الإمام الحسين عليه السلام ، كما فيالرواية المتقدمة عن الإمام الصادق عليه السلام.
قاللي الموالي العراقي: كنـّا مجموعة صغيرة نرتدي ملابس سوداء أو غامقة ولا نحمل حتىالعصيّ رغم أنها تعين الماشي لمسافات طويلة ؛ كل ذلك مخافة أن تعكس النور فيراناشرطة النظام ومن يسمـّون برجال الأمن ، وكنـّا في المناطق التي فيها أبنية أو أشجارأو حواجز أخرى نسير نهارًا ونتوقف ليلًا ، أما في الصحاري والمناطق المكشوفة فكنـّانسير ليلًا لعدم وجود ما نختبئ خلفه؛ تجنبًا من عيون العدوّ. وفي إحدى اللياليوصلنا إلى نهر ماء وكانت القنطرة في منطقة مكشوفة وبعيدة عنـّا ، ولم تكن في منطقةعبورنا قنطرة نعبر عليها ، فبحثنا عن خشبة نجعل منها جسرًا نعبر عليه، فلم نجد سوىخشبة كانت أقصر من عرض النهر ، فتبرّع أحدنا وكان شابًا قوي البنية بأن يحمل طرفهاعلى كتفه ويوضع الطرف الآخر على الساحل الآخر للنهر، وعبرنا عليها واحدًا بعد الآخرثم أخرجنا ذلك الشاب من النهر بعد أن كان قد انغمس في الطين وأصيب بإعياء شديد لأنالمهمة لم تكن يسيرة ، فقد كان الطين رخوًا والثبات عليه مع حمل الخشبة ومرورناعليها جميعًا صعبًا ومنهكًا ، وقد وفـّقه الله لذلك ، كما وفـّقنا لإخراجه سالمًامعافى ، والحمد لله تعالى.
ولكن في تلك اللحظة خرجت حيـّةمن النهر ولدغته في رجله فتورّمت واسودّت بسرعة وسقط يتلوّى من الألم ، وسقطبأيدينا ، ولم ندر ما نفعل ، إذ لا توجد مستشفى قريبة ننقله إليها ولا سبيل آخرنلجأ إليه ، ولم يكن من الصلاح أن نتأخر كثيرًا ، وكنـّا نخشى أن يدركنا الشرطة. وقد يئسنا من حاله كما يئس هو أيضًا ، وأدرك أن لا فائدة من بقائنا عنده ولا حيلةلنا بإنقاذه فقال لنا: ‹‹إني ميـّت لا محالة ، وخاطب الإمام الحسين عليه السلامقائلاً: كنت أحب أن آتي لزيارتك ، ولكني معذور كما ترى ››. فودعناه وواصلنا سيرنامضطرين بسبب الخوف ، حتى اختفى عن أنظارنا وقررنا أن نسرع في السير لأنه كان عليناأن نقطع صحراء طويلة قبل أن يدركنا الصباح.. ولكن ما أن تقدمنا حتى سمعنا صوتًايشبه صوته ينادينا من الخلف.
فالتفتنا فإذا به وقد التحق بنا. تعجبنا كيف استطاعالمشي ولم يكن يستطيع الوقوف قبل قليل، ونظرنا إلى رجله فإذا هي معافاة لا ورم فيهاولا اسوداد.
ولمـّا سألناه عما جرى له قال: بعد أن ذهبتمتوجهت إلى الإمام الحسين عليه السلام بالسلام وكنت آيساً من الشفاء ، لذلك طلبت منهأن يشفع لي في الآخرة .. وبينما أنا كذلك وإذا بشخص حضر عندي ، فخفت بادئ الأمرلئلا يكون من أعوان النظام ، ولكني سرعان ما اطمأننت لأني لست مع جماعة ليقال إنيسائر إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام ثم عندما ألقيت نظرة على وجهه شعرتبارتياح واطمأننت إليه وبعد أن سأل عن حالي اقترب منـّي ثم مسح يده على رجلي ،وقال: قم ما بيك شي ، قم. ثم رحل.
انتبهت إلى نفسي وقلت : هل أستطيع القيام ؟
شعرت بخدر ولكني وجدت نفسي استطيعالقيام ، فقمت ومشيت والتحقت بكم.
تعليق